-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث لخديجة السيد - الفصل 21 - 3 - الخميس 9/11/2023

 


قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد

 

الفصل الحادي والعشرون


تم النشر يوم الخميس

9/11/2023


3


بحث سالم عن بارقة أمل من أجلها، فلم يكن بحاجة إلى تفسير تعابيرها المتالمة، لقد ادرك بانه كان جلاد ظالم! ظلم اكثر الناس القريبه الى قلبه ثم هتف بصرامة غير قابلة للنقاش

 

= وانا مش عاوزه اسيبك يا تسنيم واذا كنتي زي ما بتقولي خلصت كل فرصي فأنا هخلق فرصه جديده .. بس مش هسيبك .

 

--

نظر اليها بدر بألم وهو يسمع صوت شهقاتها... فكلما تذكرت مقابلتها مع أهلها وحديثها لهم رغم مرض والدها والذي لم تشعر بذره عطف نحوهما أبداً ولم تنسى ما فعلوا بها، بل علي العكس تماماً بدأت تتذكر كل شيء منذ ان خطت قدمها داخل ذلك المنزل مجدداً، وعادت إليها الذكريات من جديد.

 

أب قد ترك كل شئ واهتم بحديث الاخرين بدل من ان يهتم بحق شرف ابنته، ووالدتها وقفت معه بدلاً من أن تساندها! و شقيقتها أيضا كانت ضدها خوفاً على مصلحتها ومن ان تنفصل عن زوجها.. حتي انها كانت تسمعها تستهزاء بها، ولم يقف معها أحد .

 

اقترب منها بدر بضيق حاول ان يخفيه حتي لا يشعرها بمهانة أهلها وهمس بدفئ باسمها،

فرفعت عيناها نحوه ودموعها مازالت تسيل علي خديها فلم يتحمل مظهرها هذا فبعدما كانت سعيده معه وهو من اقنعها بالذهاب لعائلتها التي لم تسأل عنها منذ زواجها؟ حيث اراد ان تشاركهم فرحتها و تحل جميع الخلافات التي بينهما.. رسم في مخيلته أحلام جميله وفي النهايه كانت الحقيقه لم تغفر لاهلها افعالهم ولا تنسي أنها كانت بالنسبه اليهم عار.

 

جثي علي ركبتيه وهو يطرد ما حدث من عقله سريعا وتناول كفيها بهدوء وبدأ يُقبلهما بحنان قائلاً

 

= خلاص يا فريده هتفضلي تعيطي كده كتير من ساعه ما جينا؟ على فكره ممكن تكون خطوه كويسه انك وجهتيهم باللي جواكي بدل ما تفضلي كاتمه .

 

انهمرت عبرات فريدة بغزارة وغص صدرها بالبكاء الحزين، كان يراها في أضعف حالاتها، في أصعب المواقف وأقساها، لتقول بصوت ضعيف وسط بكائها

 

= ما حدش منهم صعب عليا ولا وحشني يا بدر وده اللي واجعني! اول ما دخلت البيت ده افتكرت كل حاجه وقسوتهم معايا ولما طردني وما حدش منهم اتكلم.. كل حاجه افتكرتها زي ما تكون حصلت امبارح.. الحادثه.. وجعي.. صدمتي فيهم وحسرتي اللي ما فرقتش معاهم وقد ايه ظلموني وفضلوا يضغطوا عليا وقالوا ليا اني انانيه وما بفكرش غير في نفسي، لحد ما طوعتهم و اتنازلت عن حقي.. كانوا شايفيني عار بالنسبه لهم؟؟ ما صعبتش عليهم زي ما هم ما صعبوش عليا 

 

مسحت عبراتها بالمنشفة تضيف بصوت منتحب

 

= انا ما غلطتش في حاجة يا بدر.. انا اتغلط فيا و روحت اخد حقي، هم قالوا لي ساعتها اللي جرا ليكي ده ابتلاء و المؤمن لو صابة ابتلاء بيستر نفسه!! طب نستر على نفسنا ماشي، انما نستر على مغتصب زي ده ليه .

 

كان يسمعها وقلبه يعتصر بالألم نعم هو يعرف جزء من مُعانتها كما أخبرته من قبل عن حياتها ولكن في الحقيقه عندما تسمع وجع شخص منه هو يتألم كل شئ يكون مختلف..فشعر بسواد غيم علي عقله وهو يود أن يفتك بكل من اذوها، ليُطالعها بدر بحنان جارف ومدّ يده نحو وجهها ليُلامسه بدفئ قائلا برجاء

 

= فريدة خلاص انسي كل اللي فات و انتٍ أهو فتحتي صفحه جديده مع الدنيا ولازم تنسي كل وجعك.

 

أخفضت رأسها ارضً إلا أن همست

 

=انا عمري ما هنسي وقفتك ليا وانك السبب في الفرصه دي و خليتني اتمسك بالحياه من تاني، و أنك امنتني على ولادك و بيتك

 

أغمضت عيناها كتمت بصعوبة شهقاتها الموجوعة عليها، لكن زاد ألمها وكذلك حدة الوخزات التي أوجعت حلقها حينما أكملت بحسرة

 

= مش عارفه لولا انك ظهرت في حياتي كنت هعمل إيه؟ انا كنت خلاص استسلمت ان انا هعيش الحياه لوحدي من غير ولا زوج ولا أولاد بس أنت اديتني الامل ده من تاني.. انا مديونه ليك بكتير يا بدر ومش عارفه ارد لك ده ازاي

 

رفع وجهها بأطراف أنامله ثم مسده بهدوء لتنظر اليه ببريق عينيها الذي يخطف أنفاسه

فأبتسم وهو يهمس

 

= انتٍ عمرك ما كنتي مديونه لحد يا فريدة ، احنا كلنا اللي مديونين ليكي

 

تنهدت بأنفاس طويله وابتسمت وهي تشعر بذراعه حول كتفها يجذبها نحوه بحنان، ثم ابتلعت ريقها المرير في حلقها الجاف وهي تردف

 

= تعرف يا بدر بجد يابخت بناتك بيك.. محظوظ إللي هيكون لي اب زيك... رغم  امكانياتك القليله حواليك بس قدرت تحافظ عليهم ما تخليتش عنهم، كان نفسي بجد ابويا يعمل معايا كده بدل ما هو اللي يطلب مني اتنازل عن حقي ويشوفني في عينه فضيحه مش عارف يتخلص منها ازاي .

 

أبتسم بدر علي كلماتها ومدّ أنامله كي يزيل دموعها ليجدها ترفع وجهها اليه واثر الدموع عالق في أهدابها.. ليمدّ بيده الأخري نحو خصرها ويُقربها منه أكثر وهو سارح في ملامحها الناعمه

 

= خلاص اعتبريني من النهارده انا ابوكي واخوكي واهلك كلهم..

 

لمعت عيناها بإعجاب وهي تري نظراته الدافئه اليها، وتابع بنبرة مازحه لعلها تُخفف عنها

 

=وامك واختك لو عايزه كمان يا ستي...

 

ابتسمت بل وضحكت رغم أن الحزن مازال داخلها فتنهد بسعاده وهو يسمع ضحكتها، ثم اقترب يُقبلها علي أحد وجنتيها ثم انتقل بشفتاه نحو وجنتيها الأخري وقبلها نفس القُبله.. لتخطف قبلته الحانيه أنفاسها وهو يقول بصوت عذب

 

= ايوه كده أضحكي خلي الشمس تنور من جديد .

 

هبطت دمعه وحيدة أعلي وجنتيها، مد يده عفويًا على وجنتيها ماسحًا ما بها من عبرات انسابت عليه متابعًا بجدية رغم هدوء نبرته

 

= مش عايزك تفكري في حاجه غير في أسرتنا الصغيره اللي هنبنيها.. فكري فيا وفيكي وفي البنات اللي بقوا بناتك خلاص

 

أغمضت عيناها وبدأت تسرح في حياتها معه بالفعل وكم كان حلما جميلا حلماً قد حرمت منه.. وتمنت ان تحيا مع أطفالها لتتمنى من الله ان يدوم عليها هذه الحياه للابد، فأبتسمت وهتفت بأمل

 

= مش هحس إني وحيده تاني .

 

شعر بالوجع الذي داخلها، فزوجته مازالت تشعر بالضعف! تشعر بأن لا عائله لها.. وعندما رأي ملامحها الحزينة أمسك يدها هاتفا بدعم

 

= انا وملك وملاك كل عيلتك يا فريدة.

 

أبتسمت بامتنان شديد له وهو كأن يتأملها لتجده يقترب من رأسها ليطبع قبله حنونه وتنهد بحراره وهو يُصارع رغبة قلبه في غزو شفتيها ورفع اصابعه نحو شفتيها ليلامسهما بنعومه .. فأخفضت رأسها بخجل.. وفي النهايه كان يطبع قبلته علي شفتيها المرتجفه من تلك المشاعر التي لأول مره يشعر بها .

 

كاد أن يجذبها أكثر معه ويُغرقها بقبلاته الدافئه

لكن فجاه تعالي صوت بكاء أحد الفتيات بالداخل، فاضطرت فريده تبتعد عنه بخجل شديد لتنهض إلي الداخل تحمل الفتاه المستيقظه و تحاول تهديها، فضحك بدر بأستمتاع وهو يري مدي اندماجها مع أطفاله وهي تجذبها نحو أحضانها لتنعم بدافئها.. و تنظر اليهم بحب وحنان افتقدتهما فأرادت ان تعوضهم بحياة مع أشخاص اخرين، فمن يقول ان المحرمون لا يعطوا.. فالحرمان يجعلك تعطي ببذخ مثلما حرمت! حتي وإن أنكسرت.. فأجبر بساطة، إلا أنها حياه أخري نفعلها لغيرنا..لتُرد إلينا أضعاف الأضعاف بعد حين.



تابع قراءة الفصل