رواية جديدة حياة بعد التحديث لخديجة السيد - الفصل 21 - 4 - الخميس 9/11/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الحادي والعشرون
تم النشر يوم الخميس
9/11/2023
4
أخترقت الكلمه حواسه فزلزلت كيانه الصلب كيان اخفي خلفه ضعف وماضي
مازال ينهش بقلبه كلما تذكره، سيل من الذكريات اصبح يسير امام عينيه، من بين الخوف
والقلق! لكن رأي أيضا أطفاله يُعانون مثلما عاني.. أطفال تمناهم بالفعل من ليان
ولكن عقدته مازالت مُسيطره عليه عقده خوف لم يتجاوزه الوقت! اغمض عيناه علي سماع
صوتها الدافئ بقلق، رددت اسمه طويلا ولكنه لم يجيب، ظلت تتابع مشهد صمته وشروده
بتوجس ولا تفهم شئ؟ وما الذي يدور في عقله الان! شردت في نظراته القاتمه نحوها منذ
قليل، فلم يكن أيمن هو من يُطالعها؟ لم يكن الرجل الذي أحبته وعشقته، من رأته كان
رجلاً غامضاً يُغلفه عالم مظلم، ثم نطقت هامسة بأنفاسٍ مرتبكة
= أيمن هو انت مش فرحان؟ أنا عارفه ان
احنا في بدايه جوازنا اتفقنا ناجل الموضوع ده وبعد كده اللي حصل بينا خلاني التزم
اكثر عشان ما تحسش في يوم ان انا بدبسك عشان تفضل معايا بالاجبار، و لما
رجعنا تاني لبعض ما اتفقناش على حاجه زي كده وانا نسيت خالص .
وضعت يدها علي بطنها وهي لا تُصدق بأن فرحتها هذه من الممكن تعكر
صفوها، و صور لها عقلها لم تكن سوي حلما وخيالا صورته هي لنفسها.. فهل هذه ملامح
تدل علي ان الخبر أسعد رجل سيصبح اب؟ لكن أخرجته من شروده الخاص صائحة بجدية
= صدقني لو كانت في نيتي حاجه زي كده كنت
زماني دبستك من زمان.. بس انا مش عايزك تكمل معايا بس عشان خاطر الأولاد .
فتح عيناه ليُطالعها فوجد سعاده تلمع بعينيها رغم خوفها وقلقها جعلته
يلعن غبائه وابتسم بوهن بعدما أقترب من جانبها، واستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
حتى يزيل كل هذه المخاوف التي يصورها له الشيطان ليعكر حياتهم من جديد، وعلى
الفور أتاها صوته الهامس العذب في أذنها وهو يقول لها
= هششش بس يا ليان، انا سكوتي مش
عشان متضايقه ولا حاجه زي ما انتٍ فاكره.. انا بس بستوعب! عشان حاجه ما كانتش
على البال فعلا بس انا مش متضايق اكيد ان انا هكون اب ومنك انتٍ بالذات.. مبروك يا
حبيبتي !
زاد لمعان حدقتيها وهي تنظر إليه براحه، كما تشكل على محياها ابتسامة
صافية وهو يضمها إليه لتشعر بدفء أحضانه التي أدمنتها، وسألته بأنفاس متقطعه
= بجد يا أيمن من قلبك فرحان ان انا حامل .
حاول ضبط أنفاسه المضطربة ليستعيد السيطرة على كيانه المهتز من
المفاجئ واجاب بصوته اللاهث
= أكيد فرحان من قلبي، وبعدين هنستني
اكتر من كده إيه عشان ناجل موضوع الخلفه، بالعكس بقي ده وقته جدآ.. الطفل إللي جي
هيقربنا من بعض اكتر وهيدي لحياتنا أمل وفرح من تاني
خفق قلبها في سعادة، استدارت ناظرة إليه، ثم
أردفت بصوت مليئة بالفرح
= انا مش مصدقه نفسي هكون أم .. عارف
عايزاه يكون شبهك نفس ملامحك وحنيتك
ولو طلع ولد هسميه زين علي إسم بابا الله يرحمه.. اتفقنا؟.
هز رأسه متفهم حبها لوالدها الراحل ولم يرفض، حين قال بتنهيدة حارة
بعد أن ضمها إليه أكثر
= أن شاء الله، ولو بنت يبقى زينة.
طالعته بأعين لامعه ثم أخفضت عيناها وهي تجلس علي الفراش تتأمل
السكون الذي يحاوطها، لتتذكر ضحكات أبيها ومزاحه.. وحنانه وصوته الدافئ وأحضانه..
وطعام والدتها، وعلاقتهما الدائمة معاً، وحلمها الذي كانت تنتظره لرؤيتها عروساً!
فرحتها بتخرجها وسعادتها عندما وجدت عملا.. راتبها الأول الذي كانت تتمنى أن تشتري
به العالم كله لنفسها.. احتفالهم البسيط بمناسباتهم.. خلافها الدائم مع والدها
والذي ينتهى بعناق، أو أحياناً كانت والدتها تتمنى أن تتزوج وتترك لهم المنزل
لترتاح من إزعاجها.. وفي النهاية حدث مصير لا تعرف كيف حدث، فحياتها البسيطة و
حلمها الوردي لقد انتهى من حيث الأسرة.
مات والدها! ولكن أين والدتها الآن؟ فهل ستبقى فترة شجارهما هكذا إلى
الأبد؟ لأول مرة تشعر بحاجتها في الوقت الحاضر...ولكن أين هي في حياتها؟
❈-❈-❈
في الصباح استعدت مهره حتى تذهب الى مدرستها، ولاحظت عند خروجها من
المنزل رسلان يهبط من سيارته ووقف أمامها وسند على السيارة من الأمام وكان
بانتظارها، تحركت بتجاهل وصعدت السيارة مع السائق كنان، تحت أنظاره الضائقه! وبعد
ان انتهت فتره دوامها عادت مع العم كنان مره ثانيه وفي الطريق كان وقت الغروب قرب
ينتهي والليل أوشك على البدء..
ظلت تفكر في حالها وكيف أهانتها سيلين صديقه رسلان وخالته سيرين؟ فهل
ستصمت على هذا دون أن ترد كرامتها، هي لم تعد ضعيفة كما كانت لقد ربتها السيدة
وفاء على القوة وحديثها مع الطبيبه النفسيه يجب ان تواجه ولا تهرب. فلماذا لا
تخبر سراج بالأمر حتى يستعيد حقها ولا تسمح لأحد بالتطاول عليها مرة أخرى.
نظرت أمامها نحوه السائق وأخبرته بابتسامه هادئه
= عم كنان هل يمكن ان تاخذني الى شركه
سراج بيك.
هز رأسه بهدوء دون اعتراض وغير مساره نحو الشركه، هبطت مهرة بخطوات
ثابتة نحو الداخل حتى وصلت الى مكتبه وأخبرت السكرتيره عن هويتها وبعد دقائق سمحت
لها بالدخول، وعندما دلفت الى الداخل أبتسم سراج لها بهدوء وهو يتسائل بغرابة
= اتفضلي يا مهره اقعدي، خير يا حبيبتي
في حاجه حصلت معاكي .
جلست مهرة أمامه بجمود وبدأت تخبره بكل شيء، وكيف تحدثت معها العمه
سيرين بطريقه وقحه وغير لائقة والامر لم يتوقف عليها فقط بلا سيلين ايضا تخطت
حدودها معها واهانتها واتهمتها بانها تتقارب من رسلان بنيه سيئه وقد حدث بينهما
شيء في ذلك اليوم الذي قضوا بمفردهم في المنزل .
بعد فترة دلف رسلان الى مكتب والده وتسائل بتعجب وهو يرفع حاجبه
للأعلى
= أبي لقد طلبتني .. مهره ماذا تفعلي هنا
لم تجيب عليه وظلت مكانها جامده حتى دخلت سيلين هي الأخري لتنظر الى
الجميع بدهشة وشعرت بالتوتر للحظه وهي تقول بقلق
= هل طلبتني سيد سراج .
حك طرف ذقنه بإبهامه وهو ينظر الى الاثنين بتمعن مزعوج، ثم قال بصوت
صارم
= استمعوا لي أنتما الإثنان، وخاصة أنتِ
سيلين. مهرة أصبحت جزءاً من العائلة، ولا أسمح لأي شخص مهما كان أن يعتدي عليها
سواء لفظياً أو جسدياً. يجب أن تحترموها ولا أسمح لأحد أن يتجاوز الحدود معها.
رد عليه رسلان متسائلاً بقلق
= حسنا أبي اهداء، لما كل ذلك ما الذي
حدث بالأساس.
سلط أنظاره سراج إلي سيلين التي توترت بشده، وعلق بإيجاز
= أتكلم أنا ولا تتكلمي انتٍ يا سيلين
إبتلعت ريقها متوجسة وهي ترد بارتباك شديد
= لم أفهم ما الذي تتحدث عنه يا سيد
سراج.. ماذا فعلت؟
هز رأسه ثم هدرًا بشراسة مخيفة وقد استشاطت نظراته
= مم، حسنًا دعني أذكرك بما فعلتي؟ سمعتي
السيدة سيرين تغضب مهرة وتوجه لها اتهامات غير صحيحة، وبدلا من أن تدافعي عنها أو
تحاولي منعها من ذلك، دخلتي في الحوار معها وبدأتي أيضا في إهانتها وأخبرتي سيرين
أنها بالتأكيد استغلت ذلك اليوم الذي قضته هي ورسلان بمفردهما في المنزل وكانت
تخطط لحدوث شيء بينها وبين أبني، لينجذب لها و يحدث مثلما فعلت والدتها معي؟! هل
أكمل بقية كلامي أم تذكرتي؟ أريد أن أعرف شيئًا واحدًا فقط من أين تعلمي أمر بيات
رسلان مع مهره؟ هل رسلان هو من أخبرك بالفعل .