-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث لخديجة السيد - الفصل 21 - 5 - الخميس 9/11/2023

 


قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد

 

الفصل الحادي والعشرون


تم النشر يوم الخميس

9/11/2023


5

فرغ رسلان شفتيه غير مصدق كلماته والآن فقط بدأ أن يفهم خصام مهره له، لكن لم يتوقع بان صديقته المقربه تفعل ذلك؟ أدار رأسه نحوها يسمع تبريرها، و رمقها بنظرات مشتعلة ...

 

إتسعت مقلتيها سيلين في صدمة، ورمشت عدة مرات بصمت لا تعرف كيف تخرج نفسها من ذلك المازق فهي لم تتوقع أن تأتي مهره وتعترف بكل شيء الى السيد سراج، توقعت بانها ستصمت خوفاً منها ومن السيدة سيرين

لكن خيبة توقعتها، أخفضت رأسها بإحراج شديد وهي ترد بتلعثم

 

= سيد سراج انا لم اقصد الشيء الذي وصل إليها لقد فهمت حديثي بشكل خطأ .. آآ أنا

 

نهض سراج بحده وهو يقول بنبرة تحذير

 

= سيلين، أنا لا أحب الكذب وأنتٍ تعرفين هذا الشيء جيداً. هل اهانتي مهرة ذلك اليوم أم لا؟ ولو حاولتي الكذب صدقني، طردك من هنا سيكون اقل شئ! وأيضاً سيدة سيرين تحدثت معها ولم تنكر شيئاً. بل قالت نفس حديث مهرة! هل الجميع فهم حديثك بشكل غير صحيح؟؟

 

ضغطت على شفتيها السفلى بغيظ وهي تشعر بالغضب من تلك السيدة أيضا، فهي لم تترك أمامها أي فرصه لتكذيب الأمر.. أومــأت برأســها إيجابياً وهي تجيبه بنبرة متلعثمة

 

= اعتذر لا اعرف كيف فعلت ذلك الشيء.. معك حق سيد سراج انا أخطأت .. ارجوك سامحني .

 

مط فمه سراج ببرود وهو يقول بجمود

 

= هل أخطأتي في حقي حتى تعتذري لي؟  الاعتذار يكون للشخص الذي تحدثتي معه بطريقة سيئة

 

نفخت بضيق مكتوم فلم ينقصها تلك الطفله ايضا تعتذر لها وتضعها في موقف محرج للغايه امام رسلان ووالده، لكن مهره لم تترك اليها فرصه للهروب او الرفض، وتعترف تلك الصغيره انتصرت عليها وغضبها داخلها ازداد أكثر تجاهها، حاولت رسم ابتسامة بريئه وهي تقول بخفوت

 

= سامحيني مهرة.. اعتذر عن كل ما صدر مني كنت غاضبه ذلك اليوم ولا اعرف كيف تحدثت معك بتلك الطريقه، اوعدك لم يتكرر هذا مره ثانيه .

 

ردت عليها مهرة ببرود وهي تنظر نحوها باقتضاب

 

= حسنا.. اعتذارك غير مقبول.

 

التقطت آذان سيلين جملتها لتنظر إليها بانزعاج كبير، هاتفه بعدم تصديق

 

= ماذا.

 

ردت مهرة بإصرار واضح

 

= لقد سمعتني جيداً. الاعتذار لا يحل الوضع طوال الوقت. لقد أهنتني بطريقة صعبة جداً، ولم أنسي بعد حديثك معي، ولا حديث السيدة سيرين أيضاً. ولذلك اعتذارك غير مقبول بالنسبة لي..و كل ما أريده هو أن تبتعدي عني ولا تحاولي إزعاجي مرة أخرى.

 

احمرت الأخري عيناها بذهول وغضب من طريقتها معها ولم تستطيع الرد عليها، تعلم جيد اذا تحدثت بالمزيد ضدها سيكون ذلك ضد صالحه، لذلك فضلت الصمت... تنهد سراج وهو يتابع ما يحدث بجدية دون التدخل، ثم صـاح بنبرة شبه آمــرة

 

= سيلين، إذا فهمتي ما قالته، فارجعي إلى العمل. وهذا مجرد تحذير ولكن في المرة القادمة؟ سانسى بانك صديقه مقربه للعائله و بالتأكيد لم أعاملك بشكل جيد.

 

غمغمت سيلين بكلمات غاضبة بسرها، وأولته ظهرها لترحل وجسدها يهتز من العصبيه.. وكان ينظر لها رسلان بإندهاش عجيب .. وتسمر مكانه ليراقبها بذهـــول.. وهو لا يصدق ذلك الموقف الذي وضعته فيه! ومن متى تكشف اسراره .

 

آفاق علي صوت والده قائلا بعتاب

 

= رسلان! أنت أيضا لا اعرف كيفية التعامل معك. ولا ينبغي الكشف عن المشاكل العائلية للغرباء أو إخبارها لأحد حتى لا يسيئون التصرف معنا.

 

نظر إلي مهرة أولا مطولاً بنظرات اسف لكنها نهضت لترحل و لم تعطي اهتمام، وتحدث محاوله شرح الامر والتبرير بصوت نادم مرتبك

 

= أبي، هل يمكنك أن تعطيني فرصة لتبرير موقفي؟ الوضع ليس كما تفهم. لقد ارتكبت خطأ انا أيضا. أعترف بذلك لأنني أخبرت سيلين عن ذلك اليوم الذي قضيناه أنا ومهرة معًا. لكن صدقني، لم يكن في نيتي أن أخبرها، ولا هي ولا أي شخص آخر. لقد تحدثت دون وعي في ذلك الوقت ورغم ذلك، أخبرتها ألا تخبر أحداً، ووعدتني... و لا أزال أصدق ما فعلته.

 

أردف الآخر قائلا بلهجة صارمة للغاية

 

= الاعتذار، ليس لي اذهب وحاول مع مهرة كما ترى هي غاضبه للغايه منكم واذا سامحتك ساعفو عنك حينها انا ايضا.

 

في الخارج كانت سيلين تنتظر خروج رسلان من الداخل حتى تشرح له الامر، ونفخت لأكثر من مــرة كلما تذكرت كيف نالت منها تلك الصغيرة واجبرتها على الاعتذار، حدقت مجدداً أمامها بنظرات منزعجة لتجده أخيرا رسلان يخرج، ركضت له بسرعه وهي تقول بنبرة متوترة

 

= رسلان هل يمكن ان تسمعني اعلم اني أخطأت ولكن ..

 

نظر لها مطولاً بعدم تصديق لما فعلته وتمتم بكلمات مغتاظة من رفيقته التي اوقعته في مأزق ومشاكل لم يرغب بها مع والده ولا مع مهره وتحدث قائلاً بانفعال كبير

 

= اصمتي يا سيلين، لا أريد رؤية وجهك أمامي الآن. أنا غاضب جدًا منك ومنزعج. لقد وثقت بكٍ، وحذرتك وقتها أكثر من مرة أن هذا الحديث لا ينبغي أن يعرفوا أحد، و وعدتني بذلك، وماذا حدث بعد ذلك؟ ذهبتي وتحدثتي مع السيدة سيرين و انتٍ تعملي نواياها جيد ومدى كراهيتها لأبي وأي شخص قريب منه.

 

إبتلعت ريقها وهي تراه كذلك غاضب منها بسبب تلك الصغيره! رمقها بنظرات غاضبة  وعاتبها مستنكراً

 

= كيف تمكنتي من فعل ذلك؟ عندما تحدثتي مع مهرة بهذه الطريقة دون أن تؤذيكي،  صدمت بيكٍ حقًا. هل تعلمي ماذا فعلتي الآن وبسببك كيف يراني والدي؟ شخص غير مسؤول ومتهور ولا يعرف كيفية الحفاظ على أسرار العائلة، لم أكن أنوي أن أخبرك بأي شيء عن ذلك، وأنتٍ اوقعتني بالحديث، و أخبرتك حينها أن هذا الحديث لا يخرج عن إطارنا نحن الاثنين. وأخبرتك أيضًا أنه لم يحدث شيء بيننا.. وبالنهايه لم تستمعي لي وضربتي كل شيء بعرض الحائط .. انا وثقت بكٍ وانتٍ خذلتني.

 

خجلت هي من عبارته الأخيرة ، وتلعثمت قائلة

 

= اعتذر لم اقصد لقد خرج الحديث من فمي دون وعي، لم أرغب بحدوث كل ذلك حقا.

 

تقوست شفتيه قليلاً لتلوح إبتسامة استنكار وعدم تصدق وهو يرد موضحًا بغضب شديد

 

= هل مازلتي ترددي ذلك الحديث وانك لم تقصدي؟؟ اصمتي سيلين لقد خيبتي املي. ابتعدي عني ولا تكلمني إطلاقاً وأنا على هذه الحالة .. اتركني وحدي.

 

--

 

لقد مر وقت طويل منذ أن عادت ليلى إلى منزل والدها مرة أخرى. في البداية كانت سعيدة جدًا لعدم وجود زوجة أبيها، ومع الوقت بدأت تفهم أن مشاجرات قد حدثت بينها وبين والدها، وهذه المرة كان الأمر مختلفًا! بالطبع كانت سعيدة جداً وتمنت ألا تعود مرة أخرى وتنفصل عنه إلى الأبد!

 

لكن مع الوقت بدأت تشعر بالقلق والغرابة! تغيرت معاملة والدها لها بشكل كبير ولم يعد يهتم بها كما كان من قبل، أليست هي محور حياته الوحيد؟ هناك شيء في ذهنه ويشرد به دائما عنها، وبالتأكيد في زوجته المصونه!. حاولت كثيراً أن تلفت انتباهه إليها كما في السابق، حتى ينسى تسنيم من حياته نهائياً، لكنها هذه المرة لم تتمكن من جذب انتباهه.


تابع قراءة الفصل