-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث لخديجة السيد - الفصل 21 - 6 - الخميس 9/11/2023



قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد

 

الفصل الحادي والعشرون


تم النشر يوم الخميس

9/11/2023


6

 


لكن كل ذلك وتقصيره معها هذه المرة لم يزيدها إلا غضباً وحقد وغيرة من تسنيم ومنه أيضاً. فكيف يتجاهلها كل هذا الوقت وكل ذلك من أجلها دون أن يفكر فيها هي؟ إنها زوجتة فقط وسترحل لاحقاً، لكن ليس لديه سوى ابنة واحدة... الحب والرعاية يجب أن يكون لها وليس لأي شخص آخر.

 

سالم كان يمر بمرحلة صعبة. لقد كان شارد ومترددًا حقًا في جميع الأطراف. وحاول استغلال ذلك الوقت ليفعل مثل زوجته ويعيد النظر في حياته من جديد! لكن ليلى لم تنظر إلى كل ذلك، ولم تهتم، سوى بالتفكير في نفسها وفي الحب والرعاية التي افتقدتهم.

 

حيث كان يعطيها الاهتمام والحب ببذخ... و فجأة وجدت نفسها حرمت منه دون مبرر أو لا تريد ان تعرف فلا يهمها... وهو من جعلها تعتاد على ذلك! وأصبحت انانيه في حبها نحوه .

 

أفاقت فجاه علي صوت جرس المدرسه ليستعدوا الطلاب للرحيل لتنظر حولها بتفاجا فقد نست أين هي وما كانت تفعله؟ وانها كل ذلك الوقت بالمدرسه من الأساس لكن لم تركز من كثر التفكير وشرودها في حالها مع والدها .

 

خرجت الى الخارج بخطوات بطيئه لتقف أمام المدرسه في انتظار والدها كالعاده يأتي ياخذها، وفي ذلك الأثناء أقترب منها ذلك الشاب الذي يدعي "أحمد" و برفقته كان  فتيتان زملاء ليلي بالمدرسه، استدار ناظرا إليها قائلا

 

= ما تيجي يا ليلى تسهري معانا النهارده، هتتبسطي اوي معانا وبالمره تغيري جو بعيد عن جو المدرسه .. وبعدين شكلك الايام دي حد معكنن عليكي اوي ومحتاجه تغيري جو

 

ختم جملته الأخيرة بصوت ساخراً، لترد عليه بغيظ

 

= لأ، وخليك في حالك وما لكش دعوه بيا، انا ما بروحش الاماكن دي معاكم وانت عارف كده كويس وسيبوني لوحدي بقى

 

هتفت أحد الفتيات قائله بنبرة حادة

 

= ما خلاص يا حبيبتي بالراحه على نفسك.. وبعدين مالها الأماكن اصلا اللي بنروحها هتعملي فيها طيبه علينا.. والبنت ما بتغلطش! باماره مرات ابوكي اللي مطلعه عينها .

 

نظرت ليلي إلي الفتاه الأخري بحده لتعرف بأنها من اخبرتها عن تلك المواضيع، أخفضت رأسها بسرعه بتوتر شديد تتهرب بنظراتها عنها ولم تتحدث، بينما أبتسم الشاب والفتاه الآخرين عليها.

 

ابتعدت ليلي عنهم بضيق شديد وهي ما زالت في انتظار والدها الذي تاخر عليها على غير العاده، حتي صدي صوت هاتفها يعلن وصول رساله منه فتحتها لتقراها وكانت" ليلى حبيبتي انا عندي شغل كتير النهارده معلش خلي باص المدرسه يروحك واركبي مع زمايلك عشان اطمن عليكي وابقي ابعتيلي رساله لما توصلي خلي بالك من نفسك، سلام

 

حاولت استيعاب ما يحدث فحقا بدأ يبتعد عنها كليا وبطريقه مريبه لها، يجوز أنها أمور عاديه لكنها كبيره جداً لديها بالأخص شعورها الآن تحترق غضبًا في مكانها، نظرت أمامها لتجد زمايلها مازالوا متواجدين في مكانهم! ودون تفكير بالأمر ذهبت اليهم وهي تقول بنبرة تحدي

 

= أنا غيرت رأيي وهروح معاكم.

 

نظر لها ذلك الشاب مطولاً في سعادة، وسرعان ما ظهرت علي ثغرة ابتسامة خبيثة يعلمها جيد فتلك البدايه! التي كان يخطط اليها منذ فتره، واخيرا بدأ يحصل على أول طرف الخيط .

 

بينما كانت ليلي تعلم جيداً أن ما تفعله خطأ، لكنها أرادت كعادتها أن تلفت الأنظار إليها بتصرفاتها، ليشعر والدها بالإهمال والندم لأنه تجاهلها، وكعادتها تصرفت دون وعي. أو التفكير في العواقب.

 

--

 

بعد مرور أسبوعين.

 

جلست مهرة أعلي المقعد بالجنينه بالخارج

وتابعت باهتمام تذاكر دروسها، ولم تشعر  بنظرات رسلان لها بعد ان أنهي مكالمته و اقترب نحوها وجلس علي الأريكة أمامها يضع حاسوبه علي قدميه وأندمج في أعماله.. ليرفع وجهه بعد برهة نحوها لعلها تنظر إليه ويلفت انتباهها لكنها كانت تتجاهله كعادتها .

 

لذلك قرر رسلان اليوم ان يشاركها جلسته ويعمل جانبها، في البداية كانت تشعر به وشعرت بالارتباك وترددت هل تنهض وتتركه لكنها ظلت مكانها حتى تثبت اليه بانه لا يهمها في شيء. حدق بجسدها بلمحة فحصها مما جعلها ترتبك ولكن أخذت تهتف بنفسها بقلب مرتجف

 

= اثبتي يا مهره.. ما تخليهوش يحس ان لي اهميه عندك ويحس بقيمتك عشان ما يغلطش في حقك تاني .

 

حكت مقدمة رأسها من فوق حجابها وتطلعت أمامها بنظرات مطولة بشرود ولم تشعر بذلك الذي وقف خلفها ومــال على أذنها وهمس قائلاً

 

= امازلتِ غاضبة مني؟ أم أنك خائفة، اخبريني بما تشعرين به تجاهى فأنا حقاً لا استطيع التكهن بما يدور فى خلدك .

 

إلتفتت نحوه برأسها بخضه و نجح في اثارتها بالفعل، لذلك أجابت علي الفور بإنكار مصدومة

 

= ما الذي سأخاف منه؟

 

رد عليها بثقة وهو يتحرك نحوها

 

= سؤال جيد، لماذا يخاف شخص ما من شخص آخر؟ بالعادة إما أن هذا الشخص مضر أو ​​خائف من حبه..

 

أردفت مهرة وهي ترمقه بنظرات حادة

 

= توقف عن هذا الهراء، هذا ليس وقت المزاح.. ثم أنني لن أحب أحداً أبداً

 

لوي رسلان ثغره بإبتسامة عابثة وهو يتأملها وأجابها بنفس الإبتسامة الهادئة

 

= أنتٍ واثق جدًا من نفسك.

 

هزت رأسها علي الفور مصرًا وهي تهتف بثقة

 

= بالطبع.. و بالتاكيد

 

عقد حاجبيه واستنكر نظرات الثقة الظاهرة قائلاً بتسلية

 

= لماذا، حتى لا تعرف والدتك وتغضب منك، أو لأن الحب بالنسبه لكٍ عيب

 

تقوست شفتيه قليلاً لتلوح إبتسامة خفيفة عليها وهو يتابع

 

= بصراحة أنا أشك بأول اختيار في والدتك، بسبب تصرفاتها وخوفها الغريب وغير المبرر. ليتها تعلم أن الحرمان والكبت الممنوعان.. هما اللذان يحولان الإنسان إلى حيوان.

 

جزت علي أسنانها بعصبية واضحة وهي تقول بنبرة حادة

 

لا تتحدث عن والدتي بهذه الطريقة يا رسلان، فهي ليست شخصًا رجعيًا، هي فقط تخافني من الآخرين، وهي على حق في هذا الأمر. ورأيت بنفسي عندما لم أستمع إليها ما حدث لي في النهاية..

 

رمقها رسلان بنظرات ممعنة وإستشعر تأثير حضوره القريب عليها ولكنه تمالك نفسه كي لا يضحك علي غضبها، و همس لها

 

= مهرة، الصداقة بين شاب وفتاه ليست عيب ..

 

إتسعت مقلتيها بعدم فهم، فبدا الحديث ياخذ  مجري آخر لتقول بصوت متوتر

 

= ليس موضوعنا الآن؟ لكن الحب البريء الذي ينتهي بالزواج هو الذي ليس حراما.. غير ذلك كل الصداقات هذه وهم وليست حقيقي، العالم مليء بأشياء كثيرة يمكن أن تجعلنا سعداء دون إغضاب الله

 

دني منها ليرد عليها بنبرة ذات مغزى

 

= أنا شخصيا لست متأكدا

 

تفاجئت من إقترابه، فخفق قلبها بقوة ونهج صدرها بتوتر ملحوظ، وهي تجيبه بنبرة متلعثمة

 

= لا افهم ما الذي تقصده تحدث بوضوح اكثر

 

رمقها رسلان بنظرات غامضة وابتسم لها قائلاً بحنو

 

= ولا ​​شيء. دعينا نعود إلى حديثنا مرة أخرى. لماذا لا تريدي التحدث معي؟ مهرة ارجوكٍ افهمي الوضع أولا. سيلين هي صديقتي المقربة، وعادة ما نتحدث مع بعضنا البعض دون حواجز. وللأسف تحدثت معها في هذا الأمر، ولكن بعد ذلك أدركت الخطأ، لكنني حذرتها بسرعة من إخبار أحد بالأمر. ولكن لسوء الحظ، تحدثت.


تابع قراءة الفصل