-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 24 - 1 - الإثنين 13/11/2023

  

 قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل الرابع والعشرون

2

تم النشر يوم الإثنين

13/11/2023

(سأبقى معك)



جالسة في مكتبها وعينيها ما زالت تذرف الدموع بغزارة مما جعل عينيها تحمر بشدة وكذلك وجنتيها ناهيك عن قلبها الذي يبكي دما.

لم تصدق حتى في أسوأ كوابيسها أن يحدث معها ما حدث كيف لم تنتبه لتصرفات تلك الحقـ يرة أروى ونظراتها الهائمة ليوسف كيف؟

وكيف تغض بصرها عن التغيرات الطارئة التي استعملتها من أجله ناهيك عن كلماتها المسـ مومة التي كانت تبخها في أذنها من أجل التفريق بينها وبينه!

ابتسامة مريرة ارتسمت فوق شفـ تيها فهي الآن عليها أن تتقبل الخسارة بصـ در رحب كما أنها يجب أن تكون قوية متماسكة كي لا يشمت أحد بها.

لكن كيف وهي ممزقة من الداخل هشة كوردة ذابلة في فصل الخريف.

ضغطت على شفـ تها السفلى بأسنانها حتى أدمتها بالكامل ثم مسحت دموعها بقوة عازمة على ترك ذلك المكان الذي جمعها به في يوم من الأيام وأخذ أجازة طويلة كي تريح أعصابها وتلملم شتات نفسها الممزقة.

استحسنت تلك الفكرة وهبت واقفة ثم لملمت أغراضها ودلفت للخارج وهي ترفع رأسها بكبرياء مزيف وعينين جامدتين.


❈-❈-❈


بعد أن اصطحبته من الحضانة عائدة به إلى المنزل

ولجت ثم جذبته للداخل وانحنت على عقبيها أمامه تهتف بجدية ممزوجة بصرامة: ينفع اللي عملته ده يا يونس من أول يوم تعمل مشاكل كده وازاي تضرب زميلتك مش عيب؟


هز رأسه نفيا ثم أجابها بحزن: هي اللي ضربتني الأول يا فرحة بتسألني مين ضربك وأنا ما كنتش عايز أكلمها عشان كده شدتها من شعرها أنا مش عايز أتكلم مع حد عايز أفضل هنا في البيت مش عايز اخرج تاني أبدا.


غامت عينيها بحزن عميق ثم جذبته تضمه إلى صـ درها بقوة وهي تتلاعب بخصلاته الفحمية بحنان: أنا معاك يا يونس يا حبيبي وهفضل معاك ما تخافش بس عشان خاطري لازم تتعلم وتبقى حاجة كبيرة زي ماما  الله يرحمها ما كانت عايزة مش أنت بتحبها؟


ابتعد عنها قليلا وهو يومئ بالموافقة.

فداعبت وجنته بأصابعها ثم رسمت ابتسامة صافية على شفـ تيها وأردفت: يبقى لازم تروح الحضانة وتبقى شطور اتفقنا عشان ماما تبقى مبسوطة بيك وهي بتبص عليك من السما  ماشي يا بطل؟


ماشي يا فرحة.


تنهدت بارتياح وضمته مرة ثانية إلى صـ درها وبداخلها خوف من حديث ذلك الصبي الصغير الذي يبدو بأنه تأثر مما حدث بين والديه في السابق.


❈-❈-❈


اتسعت حدقتا أدهم بعدم تصديق وراح يهز رأسه نفيا مغمغما: لا لا أكيد أنت بتهظري صح؟


تجاهلت الألم الذي ينهش روحها وغمغمت بصوت جعلته ثابتا بقدر المستطاع: لا بتكلم جد يا أدهم أنا حامل.


اشاح ببصره بعيدا عنها ثم وجه نظراته إلى فريدة التي بدورها اغتـ صبت ابتسامة صغيرة على شفـ تيها قبل أن تتطلع إلى مرام وهتفت بهدوء عكس ما يعتمر بداخلها: ألف مبروك يا مرام بعد إذنكم أنا هطلع أغير هدومي وارتاح شوية.


ألقت كلماتها ثم صعدت الدرج بهدوء تاركة أدهم يشيعها بنظرات حزينة فلقد خطط بأنه سينفصل عن مرام ويقضي باقي حياته مع معذبته وحبيبته لكن كالعادة تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وها هي باءت بالفشل.


ابتسم بمرارة على حظه العسر فيبدو أن الراحة لم تكتب له طوال عمره

فتح فاهه ليتحدث إلا أن الكلمات لم تسعفه فأجفل على صوت مرام الساخر: إيه ده معقول يا أدهم ما باركتليش لحد دلوقتي ولا تكون مش فرحان!


تنحنح ليجلي حنجرته ثم غمغم بكلمة واحدة ألا وهي: مبروك.


ألقاها ثم صعض الدرج بخطوات واسعة تاركا مرام تتمـ زق من الغيظ والألم.


❈-❈-❈


إيه الكلام الفارغ اللي أنتي بتقوليه ده يا شمس عيزاني ارجع ناريمان هنا تاني استحالة ده يحصل!


أخذت نفس عميق وزفرته على مهل ثم هتفت بهدوء: أنا ما قلتش انها تيجي هنا وتقعد يا مراد قصدي يعني ان عشق بتحب مامتها أوي فخليها من وقت للتاني تيجي تزورها أو ممكن هي تسافر لها يومين ولا حاجة.


رمقها مطولا ثم هتف بسخرية: تسافر لها يومين أنتي مفكراها هتسافر لها البلد في الأرياف ناريمان في تركيا يا شمس مش في جمصة ولا بلطيم

أنسي فكرة ان عشق تسافر في حته أو ناريمان ترجع هنا تاني أنا هاودت عشق قبل كده بس على أمل أنها تنسى لكن الحية دي تدخل حياتها مرة تانية مش هيحصل أبدا.


أخفضت شمس عينيها أرضا فهي تعلم أنه على حق فزوجته في الحقيقة لا تطاق كما أنها تبخ سمها بداخل أذني ابنتها دائما وأبدا

لكن ماذا عساها أن تفعل وهي وعدت عشق بذلك؟

صمتط قليلا تفكر في حل لذلك المأزق ثم رفعت رأسها هاتفة بحماس: طيب أنا عندي حل إيه رأيك نسافر أنا وأنت نقضي شهر العسل في تركيا وناخد عشق معانا واهي بالمرة تشوف مامتها عشان ما تزعلش مننا وكمان نصالحها ونسبت لها أننا ما حرمنهاش من مامتها ولا حاجة إيه رأيك؟


صمت مراد يفكر في حديثها قليلا ثم أردف بهدوء: تصدقي بالله أول مرة تقولي حاجة صح من يوم ما عرفتك أنا موفق روحي بلغي عشق بالخبر الحلو ده.


اتسعت ابتسامة شمس ثم ألقت بجـ سدها بداخل أحضـ ان مراد وهي تضحك بقوة ثم ابتعدت بإحراج عندما ادركت حالتهما وغمغمت بخفوت: انت اللي هتبلغ عشق أنا ما تنساش إنها لسة زعلانة منك.


أشرق وجه مراد بابتسامة واسعة بعدما استمع إلى حديث شمس فهي الآن أثبتت أنها تحب ابنته كثيرا

ودعا الله بداخله أن تكون تلك الصغيرة عوضا له عن الأيام القاسية التي عاناها في حياته.


❈-❈-❈


بداخل النادي تسير على مقربة منه وهي تشعر بسعادة كبيرة فلطالما كانت تحلم بتلك اللحظة منذ أول مرة رأته يسير بتلك الطريقة بجوار لارا عواد.

رمقته بجانب عينيها وهو يسير بشموخ يعجبها كثيرا  فسألته دون مقدمات: بتحبني يا يوسف؟


شعر بالارتباك جراء سؤالها المباغت ذاك إلا أنه حاول التماسك قدر المستطاع وهتف بصوت ثابت: ما اكدبش عليك وأقول لك إني بحبك بس أنتي عجباني أوي يا أروى.


اتسعت ابتسامتها ثم أومأت له يكفيها ما استمعته منه الآن وأقسمت بداخلها بأنه سيحبها أكثر مما كان يحب تلك الشقر ستفعل قصارى جهدها كي تمتلك قلبه وعقله وهي أهل لذلك

فلقد تعهدت من قبل أنه سيكون لها بملء إرادته وها هو يفعل والآن تتعهد للمرة الثانية بأنه سيعشقها ستجعله متيما بها

والسؤال هنا هل ستنجح أروى في ذلك التحدي الصعب وستستطيع أن تنزع حب لارا عواد من قلبه؟

إن ذلك الحب موشوم على قلب أدهم هل سيبقى هكذا؟

حتى هذا ما سنعرفه خلال الأحداث.


الصفحة التالية