رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 24 - 2 - الإثنين 13/11/2023
قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية كما لو تمنيت
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل الرابع والعشرون
2
تم النشر يوم الإثنين
13/11/2023
ولج إلى الغرفة بعد أن سمحت له بالدخول اغلق الباب من خلفه ثم استدار يدنو منها بخطوات بطيئة حتى جلس على عقبيه أمامها يتطلع إليها بعشق خالص ملتقطا كلتا يديها وراحا يقبل راحتهما بالتناوب هاتفا بحزن: أنا آسف يا ديدا.
تطلعت إليه بدهشة ثم تساءلت باهتمام: بتعتذر على إيه يا أدهم قصدك عشان مرام حامل طب ما ده طبيعي خصوصا بعد اللي حصل بينكم
أنا مش زعلانة يا أدهم دي إرادة ربنا.
جاهدت رسم ابتسامة واسعة على شفـ تيها ثم استطردت حديثها وهي تتلاعب بخصلاته البندقية: ليه نظرة الحزن اللي شايفاها في عينيك دي؟
ابتلع غصته وأجاب بخفوت: خايف أنك تسيبيني.
قاطعته بسرعة عندما سحبت يده كي يجلس بجوارها فوق الفـ راش وتابعت: إيه اللي أنت بتقوله ده أنا هبقى معاك لحد ما أموت أوعى تقول كلمة زي دي تاني المشاعر اللي عشتها معاك الفترة اللي فاتت خلتني أتعلق بيك جدا وأحبك أوي يا أدهم
واللي حصل ده مش هيغير أي حاجة بينا.
خفق قلبه في قفصه الصـ در وراحا يهدر بجنون ثم ألقى بجـ سده بين ذراعيها يحتـ ضنها بقوة وهو يستنشق عبيرها بعمق ويهتف في أذنها بكلمات جعلت كل خلية في جسـ دها ترتجف خاصة عندما غمغم: أنتي حياتي يا فريدة وكل دنيتي حياتي من غيرك ما لهاش قيمة وقلبي ما دقش غير ليكي أنت وبس.
تنهدت بحرارة ثم همست بشقاوة في أذنه: وإيه كمان؟
ابتعد عنها قليلا ثم نظر إلى عينيها مباشرة وهمس وهو يدنو منها: هقول لك حالا وإيه كمان.
❈-❈-❈
بعد مرور ثلاثة أشهر.
وقفت في منتصف منزلها تدور حول نفسها بردائها الأبيض وهي تدندن بإزعاج شديد: وأخيرا اتجوزت ما حدش له عندي حاجة وما حدش له كلمة عليا.
قاطعتها والدتها التي أتت للتو: بس بقا صوتك لم علينا الدبان وبعدين في عروسة تبقى عاملة كده في فرحها يا بت اتكسفي كده وحطي في عينك حصوة ملح.
ودي تيجي برضو يا ماما ما تبقاش شمس يعني!
تلك الكلمات هتفت بها فرحة التي خرجت من غرفتها بعد أن عاونت يونس في ارتداء ملابسه.
أخرجت شمس لسانها وهتفت بحزن مصطنع: كده برده ده أنا حتى سيبة لكم البيت وماشية بدل ما تحضنوني وتعيطو وشغل الدراما اللي بشوفه على طول ده أنا دايما بقول برده إني مش بنتكم أكيد أنا لقيطة وأنتم لاقييني قدام باب جامع.
تبادلت كل من فرحة ووالدتها النظرات ثم انفجرتا بالضحك على حديثها المتكرر يوميا تقريبا أو بالأحرى كلما أغضبها أحدا في هذا المنزل.
وأثناء حديثهم لاحظت شمس الحزن في أعين يونس فأشارت إليه كي يدنو منها واستجاب الصغير لها فانحنت قليلا كي تحادثه مغمغمة بلطف: مالك يا يونس يا حبيبي أنت زعلان عارف لما ارجع من شهر العسل إن شاء الله هاخدك معايا القصر في حمام سباحة وألعاب وكل حاجة ممكن تتخيلها إيه رأيك؟
وكمان في بنوتة صغيرة قدك كده تلعب معاها بدل ما أنت قاعد بوزك في بوز فرحة كده لا تنضح عليك وتبقى كئيب زيها.
رمقتها فرحة بشر ثم شمرت عن ساعديها وهي تدنو منها ببطء مردفه: بقى هنضح عليه وهيبقى كئيب زيي أنا بقا هوريكي إما عملت من وشك خريطة النهاردة عشان يطفش منك ما ابقاش أنا فرحة.
وقبل أن تصل إليها انفتح الباب وولج منه والدها ثم شقيقها علي يليهما الذي كان يخطف الأنفاس بطلته المميزة ووسامته التي لا يوجد لها مثيل.
❈-❈-❈
وفي نفس التوقيت
انتهت فريدة من ارتداء ملابسها ثم شرعت في لف حجابها بطريقة مميزة بعد أن وضعت القليل من مستحضرات التجميل مما جعلها فاتنة
ألقت قبـ لة على مرآتها وابتسامة جميلة تشق وجهها فطوال تلك الأشهر المنصرمة وأدهم يعاملها كملكة متوجة مما جعلها تشعر بالراحة والاستقرار وكذلك الحب الذي زار قلبها لأول مرة في حياتها.
فتح أدهم الباب ثم ولج ودني منها فالتقطا شرودها في المرآة فعانقها بقوة من الخلف واضعا دقنه فوق كتفها مما جعلها تنتفض في مكانها وتهتف بعتاب: اخص عليك يا أدهم خضتني.
فقبل وجنتها بلطف متسائلا: ممكن اعرف إيه كل السرحان ده؟
أجابته بابتسامة واسعة: هتصدقني لو قلت لك إني كنت سرحانه فيك.
تنهد بحرارة ثم أدارها إليه عازما على تقـ بيلها بقوة إلا أنها وضعت يدها أمام وجهه تمنعه من فعل ذلك معللة بأنه سيزيل حمرة شفتيها التي وضعته
مما جعله يتذمر على فعلتها فهمست بنعومة أذابته كليا وأطاحت بعقله: لما نرجع ابقى اعمل اللي أنت عايزه.
أومأ لها بالموافقة هاتفا وهو يجذبها إلى صـ دره: خليني طيب آخد تصبيره لحد ما نرجع.
ضحكت بمرح وبادلته العناق وهي تهمس في أذنه: والله أنت مجنون وهتجنني معاك.
❈-❈-❈
بينما في الأسفل وقفت كل من فيروز ومرام تنتظران أدهم وفريدة
هتفت مرام بتأفف وهي تجلس فوق الأريكة: والله ما قادرة أصدق بقلنا ساعة مستنيينهم وأدهم كمان طلع يستعجلها نام فوق.
كبتت السيدة فيروز غضبها وغمغمت بحقد: والله ما عارفة بت الفران دي عاملة لولادي ايه يلا حظوظ المهم تعرفي ان مراد عواد هيتجوز المربية بتاعة بنته وكأن التاريخ بيعيد نفسه
مش عارفة والله البنات دول بيعملوا ايه للرجالة تخليهم ينسوا بريستجهم ومستواهم الاجتماعي وينزلوا للمستوى ده.
أكدت مرام على كلام حماتها مغمغمة: والله عندك حق يا طنط لأ واللي يضحك أكتر ان هم عازمين أكبر عائلات في البلد وكأنه هيتجوز الأميرة ديانة يعني
ما علينا أهو نغير جو الكآبة والملل اللي في القصر دول.
همت السيدة فيروز بالرد عليها إلا أنها توقفت عندما شاهدت أدهم يهبط الدرج وهو يحتـ ضن خصـ ر فريدة مما جعلت النيران تشتعل في أوردتهما فتبادلت السيدة فيروز النظرات مع مرام وكأنها تواسيها إلا أن مرام شعرت بالغضب فدلفت للخارج وحزن عميق يجتاحها.
❈-❈-❈
وعلى الجانب الآخر في تركيا
تجلس في غرفتها تتطلع إلى الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي بصدمة عميقة بعد أن قرأت عن الزواج الأسطوري لرجل الأعمال مراد عواد من فتاة صغيرة يخفيها عن الأعين.
قرأت التعليقات المؤيدة لذلك الزفاف وكانت أبرزها
"أكيد بيخفيها عن العيون عشان بيغير عليها".
وتعليق آخر "أو ممكن تكون جميلة أوي وخايف عليها من الحسد".
قبضت على الهاتف بقوة حتى ابيضت مفاصلها ثم ألقته أرضا وهبت واقفة وهي تصرخ بجنون: الظاهر أني حسبتها غلط وعشان كده لازم أعيد ترتيباتي من أول وجديد أنا قلت إن مراد ده بتاعي أنا مش هيكون لحد مش ناريمان الصفطي اللي حتة عيلة تنتصر عليها كده بكل سهولة.
ابتسمت بخبس عندما تذكرت حديثها مع ابنتها منذ يومين وأخبرتها بأن والدها سيصطحبها إلى هنا للمكوث معها بضع أيام فأيقنت أنهما سيقضيان شهر العسل هنا تنهدت بقوة بعد أن اتسعت ابتسامتها الشيطانية مغمغمة بفحيح أفعى: فكري كويس يا ناريمان دي فرصتك وجتلك لحد عندك وتبقي هبلة لو ما استغلتهاش أحسن استغلال.
إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية