رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 16 - 3 الأحد 12/11/2023
قراءة لهيب الروح كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية لهيب الروح
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
بقلم الكاتبة هدير دودو
الفصل السادس عشر
الجزء الثالث
تم النشر الأحد
12/11/2023
تشبتت بذراع
جواد بخوف متمتمة بضعف متلعثمة
:- لـ... لا
والله يـ... يابابا مش كدة، بس جواد شايف ا... اني معملتش حاجة غلط فعشان كدة واقف
معايا بس
صاح بها بحدة
غاضبة اخرستها تمامًا
:- انتي هتردي
عليا ماتحترمي نفسك وطول منا بتكلم مش عاوز اسمع صوتك سمعتي.
اومأت برأسها
أمامًا بصمت خوفًا من حديث والدها الصارم الذي يعكس مدى غضبه منها وعدم رضاه عما
تريده ويتمناه قلبها.
وجه بصره نحو
جواد يرمقه بنظرات حادة مغمغمًا بقسوة غاضبة مشددًا فوق كل حرف بتفوهه
:- أنت بقى
هتساعدها بتاع إيه أنت مالك بيها، طريقتك دي مش هتنفع معايا خاصة لـسما بالذات،
ولا أنت عشان وقعت في جوازة اي كلام عاوز تعمل كدة معاها وتكوش على كله فالأخر دة
أنتَ مش سهل.
حاول جواد
السيطرة على غضبه هو الأخر مردفًا بجدية حازمة محاولًا انهاء الحديث الثقيل على
قلبه بضراوة، وكأنه لم يتحدث مع والده، ففي الحقيقة لم تكن علاقتهما كوالد وابنه
:- مالها جوازتي
أنا فرحان بيها وعمري ماكنت هبقى مبسوط زي دلوقتي، وأنا هساعد سما عشان هي اختي
ودة واجبي وانا عمري ما هبقى زيك واحرمها من حاجة عاوزاها خاصة لو مش هتضرها.
ازدادت نظرات
فاروق حدة مغمغمًا بلهجة مشددة حازمة يملأها الغضب
:- أنت فاكر أنك
هتبان احسن بكلامك دة، أنتَ عمرك ماهتعرف مصلحة بنتي اكتر مني ماتفوق لنفسك، انت
بس بتدور على مصلحتك مش اكتر من كدة.
طالعه جواد
بتحدي غاضب من نظرته به، شاعرًا أنه يتعامل مع شخص غريب لم يعلمه ليس والده،
وهتف بحدة هو الاخر
:- انا اللي
بيهمني سعادة اختي بس أنت للأسف اللي بيهمك اي حاجة تانية غير سعادتنا، وانا فعلا
هقف معاها وهعملها كل اللي عاوزاه طالما صح ومغلطتش واديني معرفك.
تطلع نحو
شقيقته وواصل حديثه بنبرة اهدأ
:- ارتاحي انتي
ياسما نبقى نكمل كلامنا بعدين ياحبيبتي لما نبقى لوحدنا.
ظلت صامتة كما
هي بخوف لا تعلم ماذا يجب عليها أن تفعل او تتحدث وهي في أمر هكذا، كانت نظرات
فاروق حادة غاضبة كأنها ستقـ تله لكن جواد لم يبالي ووقف يطالعه بجدية يخبره
بنظراته انه لن يفعل شئ خاطئ ليصمت لأجله.
سار فاروق
تاركًا الغرفة بخطوات واسعة غاضبة مقررًا ألا يصمت في ذلك الأمر بل سيفعل كل شئ
حتى يجعله مستحيل..
غمغمت سما
بتوتر وخوف بعدما ذهب والدها
:- جـ... جواد
بابا شكله مش هيسكت باين عليه أنه مش هيوافق خالص مهما حاولنا.
ابتسم لها
بثقة لتهدأ وتطمئن عندما رأي حالتها الخائفة وأجابها باتزان
:- متخافيش اللي
عاوزه ربنا هو اللي هيحصل اهدى بس وعاوزك تركزي في دراستك اهم حاجة.
ابتسمت له
بهدوء وحنان فسار هو الآخر تارك الغرفة ليتركها ترتاح شاعرًا بالدماء تغلي داخل
عقله من والده القاسي الحاد الطباع، الذي دومًا يتعامل معه بقسوة دون النظر لمشاعر
مَن حوله.
ولج جواد
الغرفة بغضب وجسد متشنج ذو عروق بارزة، فرمقته رنيم بدهشة متعجبة لحالته التي
تبدلت تمامًا بعد عودته من غرفة شقيقته.
اقتربت منه
بهدوء جالسة بجانبه متسائلة بتعقل
:- في إيه مالك
ياجواد؟ ايه اللي زعلك كدة ما انت كنت راجع كويسة؟
ابتسم بهدوء
أمامها حتى لا يجعلها تشعر بشئ مغمغمًا بلا مبالاه
:- مفيش حاجة يا
رورو متشغليش أنتي بالك بس.
رمقته بعدم
اقتناع وكادت تتحدث لتفهم ما به لكنها وجدته يضع رأسه فوق ساقها بهدوء لينعم من
حنانها واقترابها منه الدائم، بدأت تمرر يدها بين خصلات شعره بحنان متسائلة بقلق
:- جـ... جواد
أنت متأكد انك كـ... كويس بجد؟ في إيه مزعلك؟
مسك كفها
طابعًا فوقه قبلة حانية بهدوء
:- متخافيش أنا
كويس اهو خليكي معايا بس.
اومأت تنفذ ما
يريده بخوف من حالته، ظلت صامتة لكنها تشعر بالقلق خوفًا من أن يكون به شئ، لكنها
ستتحدث معه في وقت آخر لتفهم ما به، وقبل أت يمر شئ وجدته يتحدث هو مغمغمًا بحزن
:- مش عارف هو
عاوز ايه ولا بيعمل معايا كدة، دة أنا ابنه، هو في أب بيعمل كدة في ابنه.
أجابته بحزن
شديد متذكرة تطابق حديثه وأفعال والده بافعال والديها القاسية عليهما
:- في ياجواد في
اكتر من كدة بكتير، في بيرموا عيالهم ولا بيسألوا فيهم حتى، انا اكتر واحدة مجربة.
اعتدل في
جلسته عندما شعر بدموعها التي تسيل فوق وجنتيها بحزن محتضنها مغمغمًا بحنان
:- انا جوزك
واهلك وكل حاجة ليكي سيبك من الكل اعملي زيي، خليكي قوية زي جوزك حبيبك.
ابتسمت
لطريقته معها وسندت رأسها فوق صدره مغمغمة بشغف لتجعله ينسى كل شئ يحزنه
:- انت عارف ان
انت الحاجة الوحيدة الحلوة في حياتي كلها، مش عاوزاك تزعل ابدا.
صمتت لوهلة
بحزن وغمغمت متسائلة بحزن ودموعها تسيل فوق وجنتيها بصمت
:- تفتكر كـ...
كنت هبقى أم كويسة و.. ولا ربنا عـ... عمل كدة عشان هبقى أم وحشة.
ابتسم بهدوء
ليخفف عنها مقبلًا كفها بحنو بعد استماعه لحديثه الذي يقطع أنياط قلبه
:- والله ما في
أم ولا ست في الدنيا كلها احلى منك، دة أنا محظوظ أوي عشان ربنا جمعني بيكي.
حديثه يجعلها
تنسي كل حزنها تنسي ذاتها باكملها تود أن تنعم باقترابه منها وحنانه عليها فقط، لم
ينتظر بل اقترب بشـ فتيه طابعًا اياهم فوق خاصتها بعشق لينال من جمالها الساحر
الذي يسلبه عقله، بادلته عشقه بسعادة أصبحت تحب جميع تفاصيلهم الخاصة وطريقته
الدائمة معها..
❈-❈-❈
في الصباح...
ولجت مديحة
المكتب الخاص بفاروق مغمغمة بجدية غاضبة تظهر عدم رضاها ونفاذ صبرها
:- فاروق مش
كفاية كدة، أنا اروى بدأت تزعل وتزهق وأنا كمان، وابنك عايش حياته مع البت دي كأنه
ماصدق، لأمتى هيفضل كدة ماخلاص يرميها ونخلص.
تنهد بجدية
وعقله يفكر في أمر آخر، وغمغم يجيبها ببرود
:- هو لحق
يامديحة ما تهدي شوية هو هيزهق منها بس اصبري، بعدين لما يلاقيني عاوزه يسيبها
هيتمسك بيها أكتر لكن كدة هيزهق ويرميها من نفسه.
مصمصت شفتيها
بضيق مردفة بتهكم ساخرًا
:- اه بنتي تقعد
مستنياه لغاية مايزهق وأنت مش هتدخل، بس دة مش كلامنا يافاروق ولا اتفاقنا أنت
بترجع في اتفاقك كدة ودة هيزعلنا كلنا.
هدر باسمها
بعنف حاد أخرسها مشددًا فوق حديثه، عالمًا جيدًا ماتعنيه بحديثها الماكر
:- مـديـحـة بلاش
الأسلوب دة أنتي عارفة كويس أوي أنه مش معايا، أنا فاروق الهواري اللي يقف قدامي
امحيه من على وش الأرض مينفعش تنسي كلامي لانك بتغلطي لما تنسي إنك بتتعاملي مع
فاروق الهواري.
لم تتراجع عن
حديثها مثلما تفعل دومًا بل ردت عليه بجدية هي الأخرى
:- أنا منستش
حاجة بس أنت بتظلم بنتي بعد ما اتفاقنا وخلصنا الاتفاق دة من زمان.
هب واقفًا
بجسد متشنج غاضب مغمغمًا بعصبية ضارية مسيطرة عليه
:- أنا مش فايق
لكلامك بتاع كل شوية أنا لسة عند كلامي وبنفذه، شوفي مين اللي منفذش كلامه بقى
وبيقول كلام عالفاضي.