رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 16 - 4 الأحد 12/11/2023
قراءة لهيب الروح كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية لهيب الروح
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
بقلم الكاتبة هدير دودو
الفصل السادس عشر
الجزء الرابع
تم النشر الأحد
12/11/2023
قطبت مابين
حاجبيها بدهشة متسائلة بعدم فهم
:- منفذتش إيه
وقولته على الفاضي؟ مانا عملت كل حاجة من زمان؟
تنهد بصعداء
ناهيًا ذلك الحديث بحزم مشدد
:- أنا مش قصدي
كدة، انتي مش قولتي هتبعدي سما عن موضوع الواد النصاب دة منفذتيش ليه كنتي
بتثبتيني؟
ضحكت ببرود
بعدما علمت مايريده مغمغمة بجدية وبرود
:- ماهي بعدت عنه
اهو بعدين انت مكبر الحوار على الفاضي دة برصاصة كان زمانه خلص.
لازال رافضًا
تلك الفكرة مغمغمًا بتعقل جاد
:- ملوش لازمة
اننا نعمل حاجة زي دي، بعدين جواد كان بيسأل عنه يعني لو الواد حصله حاجة جواد
هيعرف ومش هيسكت وقتها.
ازدادت ضحكتها
ساخرة بعدما طالعته بدهشة من طريقته الغير معتادة، وغمغمت متسائلة بمكر لتشعل
النيران بداخله كعادتها
:- إيه يافاروق
مالك شايفاك متغير، عامل حساب لجواد كدة ليه من امتى وأنت بتفكر كدة
أجابها بحدة
وشموخ ولازال متمسكًا برأيه بتعقل
:- دة الصح واللي
لازم يحصل مينفعش اتصرف بالسرعة دي انتي اللي مش فاهمة وبتتعاملي بتهور من غير ما
تفكري في اللي بتعمليه.
رمقته بعدم
رضا عندما رأته يقلل منها، وأجابته بغيظ غاضب
:- لأ وماله ابقى
اغير طريقتي زي ما أنت عملت.
لم يهتم
بحديثها الذي بلا فائدة وسألها مردفًا بجدية ونفاذ صبر
:- سيبك من دة
كله يامديحة هتعرفي تتصرفي في حوار سما زي ماقولتي ولا اشوف حل تاني.
التمعت عينيها
بشر وابتسامة ماكرة تشبهها زينت محياها مغمغمة بثقة وخبث مقررة انتهاز تلك الفرصة
جيدًا
:- لا هعرف
اعتبره حصل وبعد عنها أنا هتصرف بطريقتي احسن تلاقي جليلة هي كمان بقت واقفة معاها
وتجوزها.
لم يعقب على
حديثها فرمقته بغيظ وخرجت من الغرفة متمتمة بجدية
:- خلص حوار ابنك
دة بسرعة عشان أروى زعلانة.
خرجت من
الغرفة تاركة إياه يفكر بصمت لما سيفعله مع أولاده الغير متفقين معه في شئ، هما
حقًا يشبهون جليلة في جميع صفاتها وحنانها وهدوءها وقلبها الطيب، هي مَن زرعت بهم
جميع الصفات الجيدة بالرغم من تضادها مع صفاته تمامًا وها هو الآن معترض على
أفعالهم دومًا ويحاول إفسادها..
❈-❈-❈
بعد مرور
يومين...
جلست رنيم مع
جليلة متمتمة بهدوء عندما رأت معاملتها الجيدة لها في الفترة السابقة وحنانها
الدائم في التعامل معها
:- انتي طيبة أوي
ياطنط جليلة جواد طالع زيك في حاجات كتير.
احتضنتها
جليلة بسعادة مربتة فوق ظهرها بحنان وأجابتها بفخر مبتسمة
:- جواد فعلا
واخد كتير مني ربنا يحفظه لينا، ومش عاوزاكي تزعلي من أي حاجة حصلت أنا زي مامتك
ولو عاوزة أي حاجة قوليلي.
ابتسمت
بارتياح غير مصدقة أنها زوجة فاروق، كيف لها ان تتزوج من شخص مثله هي تختلف عنه في
كل شئ، لجواد كل الحق لتعلقه بها وخوفه الدائم عليها، ابتسمت تجيبها بهدوء
:- شكرا بجد
ياطنط انتي جميلة اوي، كـ... كنت خايفة بصراحة احسن تكوني زعلانة مني عشان اللي
حصل.
ربتت فوق كفها
بحنان لتطمئنها مردفة بتعقل هادئ هي الأخرى مراعية كل كلمة تتفوهها حتى لا تجرحها
:- لا ياحبيبتي
طبعا هزعل منك ليه، دة أنا محظوظة أن جواد اتجوز واحدة زيك، وبعدين دي حياتكم
اعملوا فيها اللي يعجبكم جواد مبيعرفش يسمع لأي حد مهما حصل.
أنهت حديثها
طابعة قبلة رقيقة فوق رأسها وكأنها تتحدث مع سما ابنتها، تعاملها برفق ولين تخشى
أن تزعجبها بأي كلمة عالمة بشعورها جيدًا.
في تلك
الأثناء أتت سما التي غمغمت بمرح عندما رأت ذلك المشهد
:- الله بقى دة
الحب كله رنيم هتاخده الواحد يغير منك أنا مستحملة جواد بس يبقى جواد وماما.
ضحكت رنيم
مبتعدة عن جليلة بهدوء ولأول مرة تشعر بالدفء والأمان، الأطمئنان والسعادة، منذُ
أن تزوجت وهي تشعر كأن حياتها تبدلت تمامًا إلى أخرى، تنال قدر من السعادة كبير لم
تشعر به من قبل طيلة حياتها، هناك العديد من الأشياء الجيدة التي تبدلت في حياتها
المظلمة كل شئ تبدل بوجودها مع جواد.
ظلت جالسة مع
تتحدث مع والدته وشقيقته بارتياح ومرح الى أن عاد جواد من الخارج وسار بصمت وخطوات
واسعة متجهًا إلى غرفته من دون أن يفعل شئ، قطبت جبينها بدهشة غير عالمة مابه
وغمغمت بهدوء مستأذنة منهم
:- عن أذنكم هطلع
عشان اشوف جواد.
ابتسمت جليلة
باستحسان تحثها على الذهاب إليه خاصة بعد علمها بأن هناك شئ ما يزعج ابنها.
صعدت رنيم
الغرفة وجدته يبدل ثيابه بملامح جادة تؤكد ظنها بأن هناك شئ ما لايرام.
سارت مقتربة
منه بهدوء محتضنه أياه من الخلف متسائلة باهتمام وقلق لأجله
:- في إيه ياجواد
مالك؟ ايه اللي حصل ومزعلك كدة؟
تنهد بصوت
مرتفع مغمغمًا بجدية تامة لم تعتاد عليها منه
:- مفيش يارنيم
سيبيني لوحدي دلوقتي شوية مشاكل في الشغل.
وجدته يبتعد
عنها متجاهلًا وجودها معه وجلس بصمت، طالعته بذهول متعجبة لفعلته الغير معتادة
واقتربت منه مرة أخرى جالسة بجانبه واحتضنته بهدوء متسائلة
:- إيه اللي حصل
ياجواد في إيه؟
ابتسم على
فعلتها بهدوء لكنه غمغم بجدية
:- مفيش شوية
مشاكل في الشغل وأنا بحب ابقى لوحدي هفوق واحكيلك.
اومأت برأسها
مبتعدة عنه بهدوء لتجعله يرتاح كما يحب، وغمغمت مقترحة
:- طب تحب انزل
اعملك قهوة مش أنتَ بتحب تشربها بليل واجهزلك الأكل.
لم يرفض طلبها
لانه كان يحتاجه فهمهم موافقًا بهدوء
:- ماشي بس
متتأخريش اعملي القهوة بس مش عاوز حاجة تاني.
أسرعت تنفذ
طلبه منها بدقة لعلها تستطع فهم مايحدث معه ولما هو منزعج هكذا؟
صعدت مرة أخرى
الغرفة بعدما انتهت من أعداد القهوة الخاصة به التي كانت تهتم بها وكأنها تفعل شئ
مستحيل، متذكرة مدحه الدائم لها عندما تعدها لأجله في كل مرة.
تناولها منها
بهدوء عندما رآها وبدأ يرتشفها مغمغمًا بحنان طابعًا قبلة رقيقة فوق كفها
:- تسلم ايدك بجد
احلى قهوة بشربها لما تبقي انتي اللي عاملاهالي.
ابتسمت بسعادة
متطلعة أرضًا بخجل فأسرع يضمها داخل أحضانه بشغف فحاولت التخلص من خجلها الدائم
متسائلة اياه بنبرة خافتة متلعثمة
:- ا.. ايه بقى
كان مالك راجع متضايق اوي؟
شدد من ضمه
لها بين ذراعيه وأجابها متنهدًا بجدية
:- مفيش شوية ضغط
في الشغل وشغال على قضية صعبة اليومين دول.
ابتسمت مردفة
بهدوء محاولة التخفيف عنه بعدما شعرت بكم الجهد والضغط الذي يشعر به
:-متقلقش
ياحبيبي ربنا معاك.
لم يستطلع منع
ذاته خاصة وهي بين يديه، فاسرع ملتقطًا شفتيها بحنان ورغبة ملتهفة وهو كل مرة
يقترب منها يشعر وكأنها مرتهما الأولى، هي قادرة على تحويل كل ما به، رؤية عينيها
تفقده صوابه وعقله تمامًا، هي ساحرة تسحره كل يوم في عشقها، تحدث مغمغمًا بصوت اجش
وهي تلتقط أنفاسها اللاهثة
:- هو أنا قولتلك
أنك وحشاني اوي انهاردة.
حركت رأسها
نافية بخجل وأجابته بتوتر خافت
:- لـ... لا بس
احنا كنا بنتكلم دلوقتي.
ضحك بصخب
ويديه تعبث في ملابسها ليحررها منهم مغمغمًا بمرح
:- لا كلام إيه
دة شغل عندي، بس مفيش أحلى من الكلام دة وحياة عنيكي اللي مدوخني دول.
رمشت بأهدابها
عدة مرات بخجل مستسلمة لعشقه لها بل تبادله بشغف وعشق هي الأخرى، لتدلف معه في
رحلة عاشقة سعيدة لقلبها، يكن هو المتحكم بجميع تفاصيلها بما يشاء..
❈-❈-❈
في الصباح
الباكر...
انتهزت مديحة
تلك الفرصة الذهبية التي آتت إليها دون مجهود منها، وتوجهت نحو غرفة رنيم منتهزة
عدم وجود أحد معها في المنزل بعد ذهاب الجميع إلى أماكن مختلفة.
وجدتها لازالت
نائمة غير واعية بشئ تطلعت نحوها بحقد والشر يتطاير من عينيها الملتهمة لجسدها
الشبه عـ اري أمامها بكره، أسرعت مقتربة منها صافعة إياها بقوة ضارية لتجعلها
تستيقظ بغل جاعلة الدماء تسيل من فمها.
فتحت رنيم
عينيها متألمة بوجع واضعة يدها فوق وجنتها ولازالت لم تستجمع مايحدث لها إلى أن
آتى إليها صوت مديحة الماكر
:- إيه ياختي
نايمة ولا على بالك فاكرة أنك ارتاحتي مني شكلك متعرفيش أنا مين، أنا اللي مش
هتخلصي مني غير لما أخد روحك بأيدي.
طالعتها بصدمة
جمّدت جميع أطرافها وظلت ثابتة مكانها بذهول وأسرعت تغطي ذاتها بشرشف الفراش
متمسكة به لتحمي ذاتها شاعرة بالخوف من نظرات مديحة المصوبة نحوها بكره، تشعر أنها
كالفريسة التي سقطت إليها لتفترسها وتفعل بها ما يشاء، ستفعل هي ذلك حقًا مستغلة
غياب الجميع.
حاولت رنيم
الزحف إلى الخلف مبتعدة عنها لعلها تستطع الهروب من نظراتها لكن كانت مديحة تقترب
منها بشر مبتسمة تطالعها بنظرات أرعبت تلك المسكينة التي لا تعلم ماذا ستفعل
لتهرب؟!
.. يُتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدير دودو، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية