رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 18 - 1 السبت 25/11/2023
قراءة لهيب الروح كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية لهيب الروح
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
بقلم الكاتبة هدير دودو
الفصل السابع عشر
السبت
25/11/2023
1
بعد أن طال صمتها تحت تأثير الصدمة التي حلت عليها ولم تكن تتوقعها
وكأنها في عالم آخر في استماعها لحديثه، غمغم محسن ببرود
:- ايه ياست رنيم انتي معايا ولا ايه؟ سكتي مرة واحدة مكنش المتوقع
يعني.
ردت عليه بصوت خافت متعجبة خرج الحديث من فمها بصعوبة بالغة بعدما قد
فقدت التحكم في اعصابها تمامًا
:- و... إيه اللي كنت متوقعه مني بعد ما اسمع كلامك.
ضحك ببرود واستفزاز جعلها تستشاط ويزداد غضبها لكنه لم يبالي بكل ذلك
مغمغمًا بتبجح
:- تفرحي وتديني حقي عشان نفذت اللي عاوزاه وخلصتك منه على حسب
اتفاقنا ناقص تنفذي انتي اللي عليكي بقى.
صاحت به بغضب بعدما تخلت عن هدوءها الدائم غير مصدقة مايقوله
:- لا طبعا أنت اتجننت أنا قولتلك لا خلاص متنفذش، ليه عملت كدة
قولتلك لا الغي كل حاجة وكمان كنت عاوز تحبسني والبس أنا الموضوع.
لم يهتم بحديثها الذي بلا أهمية بالنسبة له بل أجابها بطمع وحدة مشددة
:- بقولك ايه كل كلامك دة ميهمنيش أنا اللي يهمني حاجة واحدة حقي.
تسائلت بعدم فهم بعدما قد توقف عقلها تمامًا
:- حـ... حق ايه اللي أنت عاوزه؟
ضحك بصخب بعد سؤالها الأبله مغمغمًا بحدة وعصبية شديدة ساخرًا منها
:- حقي اللي هيبقى الضعف حقي من ورثك بعد موت عصام بعد ماخلصتك منه
ومن عذابه وحقي كمان من جوازك اللي بيه ضمنتي حق تاني ولولايا مكنتيش عرفتي تتجوزي
تاني كان زمانك مرمية مع عصام بيموتك كل يوم ويحكيلنا بفخر اللي بيعمله.
أغمضت عينيها بضعف لاعنة ذاتها على فكرتها المندفعة التي فعلتها من
قبل دون تفكير في شئ لكن الان الأمر مختلف من قبل كانت تكره حياتها لا تجد ما تعيش
لاجله بعد فقدانها كل شئ، لكنها الان تعيش في حياة جديدة تود التمسك بكل ما بها
والعيش فيها بسعادة بين طيات عشقه، سالت دموعها فوق وجنتيها بضعف وغمغمت بنبرة
باكية خافتة عندما وصل الي مسامعها صوت جواد مع والدته
:- هـ... هنتكلم بعدين يامحسن بعدين بس متتصلش تاني أنا هتصل بيك.
ضحك ببرود لشعوره باقترابه لتحقيق مايريده مغمغمًا بسخرية
:- معاكي لغاية بعد بكرة تكوني مظبطة كل حاجة ومكلماني غير كدة
متزعليش لما اجي افضحك عشان اخد من غيرك بفلوس لأن معايا أدلة تستاهل ضدك.
شعرت بالصدمة وارتجف جسدها بأكمله وغمغمت بضعف بنبرة متلعثمة خائفة
:- ا...أدلة..أنت بتهددني، هكلمك يامحسن والله بس اقفل دلوقتي
هكلمك اوعي تعمل أي حاجة.
أغلقت الهاتف مسرعة خوفًا أن يدلف جواد في أي وهلة ويستمع إلى شئ
شاعرة بصدمة لا تعلم كيف تتخطاها وكيف ستتعامل مع ذلك الأمر الوخيم وعن أي دليل
ضدها يتحدث هو، هي لم تفعل شئ ليصبح هناك دليل ضدها كيف ستتصرف في ذلك المأزق الذي
سيفتك بروحها تمامًا؟! وماذا تفعل إذا نفذ تهديده لها؟!
حاولت التوقف عن التفكير في كل ذلك ومسحت دموعها بيد مرتعشة من هول
الصدمة محاولة إخفاء كل ما تشعر به حتى لا يشك بها ويعلم شئ مما تخفيه.
وجدته حقًا يدلف الغرفة من قبل أن تتخلص من أفكارها السوداء التي تضرب
عقلها بشدة وتجعلها تخاف، رأته يتطلع نحوها بنظرات متعجبة مقطب جبينه بدهشة
لحالتها الغير جيدة شعرت بنظراته فنهضت مسرعة توليه ظهرها بتوتر وارتباك وغمغمت
بخوف على الرغم من محاولتها لإظهار الأمر له بصورة طبيعية
:- جـ... جواد أنت جيت امتى؟
لازالت نظراته الثابتة معلقة نحوها بعدم فهم واقترب منها حتى أصبح يقف
خلفها مباشرة وأردف متسائلًا بهدوء وقلق لأجلها
:- لسة جاي من شوية، في حاجة أنتِ حد عملك حاجة وأنا مش موجود؟
حركت رأسها نافية ولازالت لم تتطلع نحوه عالمة أنه سيكشف أمرها مسرعًا
عندما يراها وأجابته بخفوت
:- لـ... لأ لأ ياجواد مفيش حاجة أنا كويسة.
جذبها من ذراعها بحنان ليجعلها تتطلع نحوه وسألها مرة أخرى بعدم
اقتناع ظنًا منه أن أحد من المنزل قد ازعجها
:- في إيه يارنيم هو ايه اللي كويسة أنتي مش شايفة شكلك، ايه اللي
حصل؟
حاولت الأفلات من قبضته فوق ذراعها لكنها فشلت فتطلعت أرضًا بتوتر
وغمغمت بكذب
:- مـ... مفيش ياجواد مفيش حاجة أنا بس تعبانة شوية مش أكتر.
ظل يرمقها بعدم اقتناع لحديثها الأبله الذي من المستحيل تصديقه،
فتمتمت متلعثمة بضعف وقد تضاعف خوفها من نظراته المثبتة نحوها
:- جـ.... جواد اوعى أيدك بتوجعني قولتلك مـفيش حاجة.
ترك ذراعها مبتعدًا عنها بعض خطوات إلى الخلف وغمغم بحنان رافعًا
وجهها الى أعلى ليجعلها تنظر داخل عينيه وتطمئن
:- طب مين مزعلك وخايفة تحكيلي كدة؟
التقطت أنفاسها بصعداء وعادت تتطلع أرضًا وغمغمت بارتباك بعدما شعرت
أن حصون قوتها ستنهار تود الصراخ بضراوة تصرخ وتقص عليه مايحدث معها لكن هل حقًا
سيصدق حديثها؟ بالطبع لا تعلم أنه سيتخلى عنها وتهدم كل شئ بينهما، لن تتحمل أن
يحدث معها هكذا، أغمضت عينيها ضاغطة فوقهما بضراوة وغمغمت بضيق بعدما سارت بعض
الخطوات مبتعدة عنه
:- جواد لو سمحت سيبني أنا تعبانة بس انهاردة سيبني أنام وارتاح
وهبقى كويسة مفيش حاجة حصلت متقلقش.
لازال تحت تأثير دهشته من تغيرها المباغت منذُ عودته فعندما تركها في
الصباح كانت في حالة جيدة ماذا حدث الآن معها، متأكد أن هناك شئ حدث معها تخفيه
عنه فكرر حديثها متعجبًا بعدم اقتناع
:- تنامي! عاوزة تنامي دلوقتي؟
تطلع نحو ساعته ليظهر لها أن الوقت لم يتأخر فهو مَن عاد اليوم مبكرًا
عن عادته فلما تود النوم الآن؟! عالمًا أنها في الحقيقة تود الهروب منه لكن لا
يعلم لماذا؟!
علمت مايشير إليه فأومأت برأسها أمامًا وهمهمت تجيبه بضعف ونبرة
مهزوزة متوترة
:- ا... أه ياجواد تعبانة وعاوزة أنام.
تطلع نحوها لعدة لحظات ثم ابتعد من أمامها ليدعها تذهب الي الفراش
وتنام وعقله يفكر في أفعالها الغير مألوفة، لا يعلم ماهو الأمر الذي حدث معها
وتخفيه ظنّ أن زوجة عمه قد أزعجتها مثلما فعلت من قبل عقله قد انشغل في أمرها
كثيرًا وأمامه العديد من الأفكار لا يعلم أيهم الصواب؟!
بينما رنيم فقد توجهت نحو الفراش بالفعل وأغمضت عينيها مسرعة حتى لا
ترى نظراته لها التي ستكشفها، قلبها كاد يتوقف عن النبض وتفارق الحياة من الخوف
لما سيفعله جواد إذا علم شئ عما كانت تنوى فعله.
تطلب من ربها المساعدة والوقوف معها هي قد تراجعت عن تلك الفكرة ولم
تكمل في تنفيذها مثلما كانت تريد فلما تُعاقَب الان؟! لماذا بعد أن وجدت مَن تتمسك
بالحياة لأجله وشعرت بمذاق السعادة والفرحة التي دقت باب قلبها، وضعت يدها فوق
فمها محاولة كتم صوت شهقاتها حتى لا تصل إلى مسامعه ويعلم بأمر بكائها فحينها لن
يصمت ولن يتركها..
نهض جواد مقررًا التوجه نحو غرفة شقيقته ليعلم منها ما الذي حدث اليوم
في غيابه معتقدًا أن تغيرها سببه أحد مَن في المنزل.
دق الباب الخاص بغرفة شقيقته بهدوء وسرعان ما وصل إليه صوتها الهادئ
سامحة له أن يدلف، ولج الغرفة بهدوء لكنه تفاجأ عندما رأى ملامحها الحزينة وأثار
الدموع المعلقة في عينيها فطالعها بدهشة لا يعلم ماذا حدث مع الجميع اليوم؟ وأسرع
مقترب جالسًا بجانبها مغمغمًا بهدوء واهتمام شديد
:- في إيه مالك انتي زعلانة ليه ومعيطة كمان ايه اللي حصل؟