رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 18 - 2 السبت 25/11/2023
قراءة لهيب الروح كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية لهيب الروح
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
بقلم الكاتبة هدير دودو
الفصل السابع عشر
السبت
25/11/2023
2
حاولت أن تعطيه سبب كاذب حتى لا ينزعج وأجابته بهدوء
:- مـفيش حاجة ياجواد أنا بس متضايقة عادي أنتَ محتاج حاجة
ياحبيبي.
شعر بالعصبية من إجابتها هي الأخرى المطابقة لإجابة رنيم فغمغم بجدية
وضيق
:- هو ايه اللي مفيش حاجة مانتي زعلانة اهو وبتعيطي كمان، كل ما
اسأل حد يقولي مفيش حاجة، بعدين من امتى بتخبي على جواد اخوكي حبيبك.
تعجبت من حديثه لكنها اجابته بهدوء
:- مـ.. مفيش حاجة ياجواد متشغلش بالك ياحبيبي أنا كويسة.
اقترح سبب لحزنها بجدية وحزم وقد اعتدل في جلسته أمامها
:- أنتي بتكلمي خالد دة لسة وهو اللي مزعلك كدة؟
أسرعت تحرك رأسها نافية وغمغمت بصدق
:- لا والله ياجواد مش بكلمه من ساعة ما قولتلي لأ وهو كمان محترم
رغبتي أنا زعلانة عشان بابا.
رمقها بعدم فهم وسألها باهتمام وضيق من طريقة والده التي لن تتغير مع
الجميع
:- ماله فاروق بيه الهواري عمل إيه تاني؟
تنهدت بصوت مرتفع وغمغمت تجيبه بتوتر وحزن
:- كـ... كنت طالبة منه اغير عربيتي من فترة قالي أن الشغل مش
متظبط معاه وهيشوف الموضوع دة بعدين وهيجيبهالي من نفسه قولت ماشي جت أروى كلمته
على عربية اغلى من بتاعتي كمان وفضلت تقنعه هي وطنط مديحة راح جابها ليها عشان كدة
زعلانة محسسني أني مش مهمة ومش فارقاله.
احتضنها بحنان مربتًا فوق ظهرها محاولًا التخفيف عنها عالمًا شعورها
من فعلة والده الخاطئة في حقها وتحدث بحنان وتعقل
:- بس كدة دة اللي مزعلك ومخلي الأميرة بتاعت عيلة الهواري كلها
تعيط اعتبري احدث عربية عندك من الصبح وكنتي قوليلي من وقتها كنت هجيبهالك ولا
تزعلي نفسك وتعيطي.
ابتسمت بسعادة لحنانه عليها وأجابته بتوتر محاولة شرح الأمر حنى لا
يفهمها خطأ
:- أ... انا والله ياجواد مش زعلانة أن اروى جابت لا أنا بس زعلت
عشان طلبت منه من الأول وهو مجابليش وهي لما طلبت جابلها على طول لكن مش قصدي حاجة
تاني.
طبع قبلة رقيقة فوق جبهتها بعدما فهم ماتود أن توصله له وغمغم بجدية
:- عارف ياحبيبتي بعد كدة شوفي اللي انتي عاوزاه وقوليلي فورًا.
ابتسمت بسعادة شاكرة ربها على وجود شقيق مثله في حياتها، وتحدثت مردفة
بحنان
:- ربنا يخليك ليا ياجواد ومتحرمش منك.
شدد من احتضانه لها وسألها بجدية هادئة بعدما تذكر الأمر الذي جاء من
أجله
:- صحيح يا سما هو في حد زعل رنيم انهاردة ولا قالها حاجة تضايقها.
شعرت بالدهشة من سؤاله وحاولت التذكر أن كان حدث لها شئ على مدار
يومها ثم أجابته نافية
:- لأ ياجواد محدش اتكلم معاها هي منزلتش غير خمس دقايق تشوف ماما
وباقي اليوم فضلت في اوضتها
ازدادت دهشته في الأمر بعد جواب شقيقته الغير متوقع وكرر سؤاله بطريقة
تزداد دقة
:- يعني محدش اتعامل معاها ولا بابا ولا أروى ولا مرات عمك.
ابتسمت من طريقته المهتمة بزوجته بضراوة وأجابته بنفس الأجابة
:- لا والله ياجواد محدش كلمها هي اصلا منزلتش غير لماما بس حتى
بابا مش موجود طول اليوم.
وجدته صمت وعقله يفكر في الأمر بحيرة شديدة فغمزت له بعينيها بمرح
:- مالك ياجواد هو ايه اللي حصل احكيلي اساعدك شاغل بالك جامد كدة
ليه.
ضربها بخفة فوق رأسها وأخبرها الأمر مسرعًا دون تفاصيل
:- مفيش بس رجعت لقيت رنيم متغيرة وزعلانة وبسألها مالك عمالة تقول
مفيش بفكر مالها دي قولت يمكن حد من البيت زعلها.
ضحكت بسعادة وواصلت مزحها معه
:- ايوة بقى جت اللي تلفف جواد باشا حوالين نفسه وتخليه محتار جامد
كدة.
شاركها الضحك وغمغم بنبرة عاشقة وقد تجمع في عقله صورة رنيم العاشق
لها حقًا
:- والله دي ملففاني من زمان يا سما موقعة أخوكي وقعة صح فيها بس
مش عارف في ايه انهاردة أنا واثق أن في حاجة.
حاولت أن تشاركه تفكيره وهتفت مقترحة بعد تفكير
:- مش يمكن ياجواد حد من أهلها كلمها او وحشوها يعني أنا عارفة أن
علاقتها بيهم مش كويسة فزعلت بسبب كدة ومش عارفة تحكيلك.
حاول أن يقنع ذاته بحديث شقيقته بالرغم من علمه أنه خاطئ لكنه غمغم
بجدية مربتًا فوق كتفها
:- ممكن بردو بس كفاية كلام كدة ويلا عشان تنامي بكرة في جامعة.
همهمت تجيبه بهدوء بينما هو سار نحو الخارج عاد مرة أخرى الي غرفته
ووجد رنيم نائمة بالفعل بعدما فعلتها بصعوبة لتتحرر من أفكارها التي تجعل قلبها
يهوى بداخلها وقف لعدة لحظات متأملًا اياها بجمالها الساحر له الذي يجذبه نحوها
عنوة عنه، بشرتها البيضاء الصافية وخصلات شعرها البنية المتناثرة حولها شفتيها
التي تجذبه دومًا، عينيها بالرغم من غلقها لهما لكنه لم يستطع نسيانهما، هو أمام
عينيها ينسى عالمه بأكمله، ينسى مَن هو؟! وما أسمه؟ وكأن عقله قد توقف تمامًا بعد
رؤيتها هو حقًا عاشق لها..
❈-❈-❈
بعد منتصف الليل..
كانت جليلة لازالت تجلس تنتظر عودة فاروق بملامح وجه حادة غاضبة
وعقلها يصور لها بعض الأفكار الغير جيدة وحديث مديحة السام يرن داخل أذنيها كأنه
قِيل للتو.
وجدته قد عاد ولج الغرفة بخطوات شامخة يملأها الثقة كعادته لكنها لم
تنتظر ليجلس بل نهضت تقف قبالته وغمغمت بجدية حادة تلك المرة
:- كويس أنك رجعت أنت قاعدة مستنياك عشان اتكلم معاك يافاروق المرة
دي كفاية سكوت لغاية كدة.
لم يفهم معنى حديثها وطريقتها الحادة معه التي لم تتعامل بها من قبل
وجلس ببرود متسائلًا بعدها بجدية ولهجة مشددة كعادته لينهي أي حديث لم يعجبه
:- في ايه ياجليلة هو ايه الجنان اللي بتقوليه دة؟ سكوت ايه ما
تتكلمي.
علمت أنه يريد أن ينهي حديثها لكنها لن تنهيه بل أجابته بحدة وغضب
:- هتكلم يا فاروق هتكلم وهيبقى ليا حق طول ما أنت بجد بتسمع
كلمتها زي ماقالت وكلنا ماشيين برأيها وكلامها من غير مانحس.
ادّعى عدم الفهم من حديثها وغمغم متسائلًا هو الاخر بنبرة تزاد حدة
وغضب
:- كلام إيه وكلمة مين أنا امتى بسمع لحد ياجليلة ماتعدلي كلامك
عشان أفهم في ايه لكل دة.
تطلعت داخل عينيه بنظرات مشتعلة يتوهجها الغضب وأجابته بغضب على عكس
طبيعتها معه الدائمة
:- لا يافاروق عندها هي بالذات وبتنفذ كلامها دايما اللي مديحة
عاوزاه وبتقوله بيحصل ليه كل دة فهمني.
صاح بها بحدة وعصبية جنونية وقد تخلى عن بروده بعد استماعه لحديثها
الذي لا يعلم من أين توصلت إليه
:- افهمك ايه انتي اتجننتي ماتعقلي كدة وبلاش جنان هو ايه اللي
بتقوليه دة جايياه منين.
لم تهتز تلك المرة وتتراجع عن حديثها بل أجابته بضيق غاضب
:- تقدر تفهمني ليه جبت لأروى العربية بعد ما مديحة كلمتك دة أنت
قولت لسما بنتك انك مش فاضي دلوقتي مديحة قالت انها هتخليك تجيبها عشان بتسمع
كلامها يافاروق وجبتها فعلا بعد كلامك معاها