-->

رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 18 - 3 السبت 25/11/2023

   قراءة لهيب الروح كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية لهيب الروح

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

بقلم الكاتبة هدير دودو


الفصل السابع عشر

السبت

25/11/2023

3

قد وضحت له الرؤية كاملة عالمًا لماذا أصرت عليه بتلك الطريقة وجعلته يحضرها لأروى سريعًا، يعلم كم هي ماكرة جعلت الأمر يصل لجليلة بالصورة التي تريدها لتظهر الأمر بطريقة خبيثة وقد نجحت في فعلها حقًا عالمًا مدى غضب جليلة من الأمر الذي سيحاول إنهاءه بطريقته الحادة المعتادة لتصمت وتتوقف عن تفكيرها في حديث مديحة السام الذي سيسيطر عليها فيجب إنهاءه تمامًا قبل أن يصل بها الأمر نحو جهة أخرى.

 

حاول التمسك في إنفعالاته أمامها وغمغم بجدية مشددًا فوق كل حرف يتفوهه أمامها

 

:- بسمع كلام مين ياجليلة ماتفوقي لكلامك دة انا فاروق الهواري محدش يقدر يقف قصادي انتي واعية للي بتقوليه.

 

لم تقتنع بحديثه بل أصرت إلى استكمال حديثها إلى النهاية فتمتمت بضيق مكررة سؤالها بنبرة تزداد وضوحًا تبرز جيدًا ما تشعر به وما يدور داخل عقلها

 

:- أه واعية للي بقوله يافاروق لو زي مابتقول فعلا ليه جبت العربية لأروى لما مديحة قالتلك.

 

رمقها بنظرات مشتعلة بالغضب معلنًا غضبه الشديد من حديثها الذي لم ياتي يومًا في ذهنه ان تقوله وأجابها بثبات وثقة تامة

 

:- جبتلها العربية عشان بعوضها عن عملة ابنك اللي مدلعاه، وكمان موت عصام أخوها البنت نفسيتها بايظة على الأخر بسبب ابنك قولت أعوضها شوية غلطت ياجليلة.

 

لم تعقب على حديثه وهمهمت بجدية ولازال شعور الغضب يعصف بها

 

:- لا مغلطتش بس خلاص اعتقد أن هما بقوا كويسين يقدروا يرجعوا بيتهم.

 

طالعها بذهول متعجبًا حديثها وصاح بها بعصبية حازمة

 

:- انتي اتجننتي بجد ماتعقلي كلامك هو ايه اللي يروحوا بيتهم دي مرات اخويا وبنت اخويا اسيبهم لوحدهم ازاي.

 

أسرعت تشرح له الأمر بضيق كما ترى نافية حديثه بل توضح ما يحدث منهم

 

:- لا متجننتش بس تعبت مش عارفة اخد راحتي في بيتي زي ما متعودة مديحة بتتصرف بطريقتها وانا تعبت مش هستحمل كدة.

 

فهم على الفور أن مديحة قد فعلت لها شئ جعلها تغضب هكذا عالمًا جيدًا أن جليلة لم تفعل ذلك ولن تقول ذلك الحديث من دون شئ.

 

وقف أمامها بشموخ بنظرات غاضبة مشتعلة وغمغم بحدة ولهجة حازمة مشددًا فوق كل حرف بتفوهه

 

:- جليلة اقفلي كلامك دة خالص وانسيه عشان عمره ما هيحصل  مينفعش خالص اسيبهم لوحدهم أنتي عاوزة الناس تتكلم علينا، وهكلم مديحة متتدخلش في حاجة تاني.

 

علمت أنه لن ينفذ ماتريده بعد استماعها لحديثه فغمغمت بضيق هي الأخرى

 

:- خلاص يافاروق  يبقى امشي انا وبراحتك طالما زعلان اوي كدة وشايف اني بقول حاجة صعبة.

 

قام بالضغط فوق فوق ذراعها بقوة بعدما قد وصل لأعلى ذروة في غضبه وهدر بها بعنف وحدة أخرستها

 

:- مش بقولك اتجننتي على الأخر تمشي فين ما قولت خلاص هكلمها ومش هتدخل في حاجة عاملة حوار ليه تاني.

 

ثبتت نظراتها المليئة بالحزن وعدم رضا وعقبت بجدية ولازالت لم تصمت مثلما يريد

 

:- وتقولها كمان ملهاش دعوة برنيم مرات جواد كفاية اللي هي بتعمله لغاية كدة.

 

تركها وصاح بغضب ضاربًا سطح المنضدة بقوة ضارية والغضب ملأ أوداجه بضراوة

 

:- اه يعني الحوار مش على العربية ولا عشان بتتدخل ومتضايقة لا الحوار كله عشان رنيم وابنك بقى.

 

تطلعت أمامها بغضب وعادت الى الخلف خوفًا من غضبه الشديد وتمتمت بجدية هادئة تشرح له الأمر لتجعله يهدأ قليلًا

 

:- لا مش عشان رنيم ولا جواد بس دة من ضمن الحاجات اللي بتضايقني وعاوزاك تقولها عليها كمان.

 

لم يرد عليها بل رمقها لعدة لحظات بنظرات تزداد غضب عن كل مرة تراه بها مما جعلها تشعر بالخوف قليلًا من رد فعله عليها لكنها حاولت أن تدّعي الثبات حتى تركها وخرج من العرفة بخطوات واسعة يملأها الغضب تركها خلفه لازالت تفكر شاعرة بعدم الاطمئنان بعدما قد دلف الشك قلبها أصحت تتذكر عدة مواقف جمعتهم وتحللها بطريقة غير جيدة، تفمر فقط وعقلها في كل مرة يخبرها  بعدم الاطمئنان لمديحة  وأفعالها.

 

لم ينكر فاروق هو الآخر غضبه من مديحة وأفعالها التي ستنتهي بمعرفة جليلة للحقيقة الغير ظاهرة والتي يفعل المستحيل من أجل إخفائها، عالمًا الآن ما يدور داخل عقل زوجته من أفكار سامة يجب محيها والتخلص منها متوعدًا لمديحة المتسببة في كل ذلك الآن مقررًا عدم ترك الأمر حتى لا تكرره مرة أخرى وينكشف من خلالها ما عاش طوال حياته يخفيه عن الجميع بمساعدتها..

 

--

 

في الصباح...

 

اقتحم فاروق غرفة مديحة بغضب عارم ووجه مكهفر مما جعلها تنتفض مطالعة إياه بذهول وعلامات التوتر تبدو فوق قسمات وجهها، تمتمت متسائلة بنبرة متلعثمة وعدم فهم

 

:- ا... ايه يافاروق في إيه؟

 

لم يرد عليها بل استكمل خطواته نحوها ليقف قبالتها بالتحديد وغمغم بقسوة حادة

 

:- انتي عارفة في ايه كويس اوي، بقولك ايه يامديحة طريقتك أنا عارفها كويس بس عند جليلة تقفي وتعدلي نفسك.

 

شعرت بالغضب هي الأخرى بعد حديثه بتلك الطريقة عنها وعن جليلة أمامها فصاحت هي الأخرى أمامه بغضب

 

:- ماتعدل أنت كلامك يافاروق ولا هي السنيورة بتاعتك مسخناك عليا وأنت ماشي وراها أنا مجيتش جنبها اصلا.

 

هدر بها بعنف حاد ضاغطًا فوق كل حرف يتفوهه مطالعها بنظرات مشتعلة والشرر يتطاير من عينيه

 

:- مـديـحـة... اتعدلي أحسنلك وكلامك عن جليلة يتعدل ومتتكلميش معاها في أي حاجة متخصكيش وبالنسبة لأن فاروق بيسمعلك دي ليها حساب تاني مش هتيجي فالاخر واحدة زيك تهد كل اللي بعمله.

 

أجابته بحدة هي الأخرى حدة تحمل بين طياتها بعض التهديد ووقفت أمامه بتحدي صارم

 

:- كل حاجة بتعملها أنا اللي مساعداك فيها ولو عاوزة اهدها فعلا ههدها وأنت عارف أني اقدر معنديش حاجة أخاف منها ولا أخاف عليها بس أنت عندك.

 

فهم جيدًا معنى حديثها وتهديدها له الذي جعل غضبه منها يزداد أصدر هدير حاد غاضب، فصاح بها بعنف

 

:- مش أنا اللي هتهدد يامديحة أنا معوضك عن اللي حصل وزيادة لكن متنسيش نفسك معايا والزمي حدودك لو طريقتي معاكي نستك مين هو فاروق الهواري فلازم تفتكري دلوقتي.

 

رمقته بعدم رضا وسألته بضيق متعجبة طريقته التي تحولت معها حقًا

 

:- كل دة ليه بتعمل كل دة دلوقتي عشانها!

 

اومأ برأسه أمامًا مؤكدًا حديثها ببرود ولا مبالاه لنظراتها المعلقة عليه

 

:- اه عشانها يامديحة ومستعد أعمل اي حاجة غير كدة عشانها وانتي من زمان عارفة كدة كله عندي إلا جليلة.

 

شعرت بالغيظ والغيرة من حديثه الذي يفضلها فيه عن الجميع فغمغمت بغضب

 

:- ولما هي عندك كدة مكنتش عارف قيمتها ليه زمان عرفتها دلوقتي.

 

أجابها بصرامة حازمة مصححًا لها حديثها

 

:- أنا عارف قيمتها من زمان اوي وأنتي اكتر واحدة عارفة كدة زي ما عارفة برضو اللي حصل زمان كان سببه ايه.

 

رمقته بغيظ وتبادله نظراته المثبتة نحوها فقابلها بلامبالاه وغمغم بنبرة تحذيرية حادة

 

:- ابعدي عن جليلة بالذات، بتعملي كل اللي عاوزاه بس تيجي عندها وتقفي عشان دة مش من مصلحتك لأنك عمرك ماهتعرفي تكسبيها..

 

لم ينتظر ردها الذي لن يهمه وسار متوجهًا نحو الخارج بلا مبالاه كأنه لن يفعل شئ لكن داخله يعصف به بركان من الغضب من حديثه مع مديحة التي ذكرته مباشرة بما فعله الحقيقة التي دومًا يحاول أن يمحيها من ذاكرته وحياته بأكملها عالمًا أن مهما فعل لن تُمحى مثلما يريد لكنه يحاول بقدر المستطاع إخفاءها عن الجميع وبخاصة زوجته التي لن يستطع الإبتعاد عنها حقًا هي ستظل الأهم في حياته.. 


الصفحة السابقة                         الصفحة التالية