-->

رواية جديدة ميراث الندم لأمل نصر الفصل 18 السبت 4/11/2023

    قراءة رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثامن عشر

الجزء الثالث

تم النشر يوم السبت

4/11/2023

  

- دول مستعجلين جوي

- ايوة والله مستعجلين، امال انا بكلمك ليه؟ ما عشان اخد منك رد اريح بيه الناس على ما تاجي انت من سفرك.

- ومالك فرحانة جوي كدة وهامك الموضوع؟

 

قالها بخبث جعلها تطرق رأسها عنه بخجل اسعده، ليضف بمرح بعد أن اوقعها في الفخ:

- والله وحصلت يا ولاد، البرنسيسة روح، بتخبرني بنفسها عن عريس متجدملها، لا وكمان فرحانة! ايه اللي جرا فيكي يا دنيا؟

 

- وه، يا بوي عليك يا غازي لما تطلب معاك غلاسة

 

تمتمت بها بأنفاس متلاحقة، تشيح بوجهها عنه، باضطراب بدا جليًا على ملامحها،  حتى أثارت بفعلها ضحكة مجلجلة من شقيقها الذي كان مسمتعًا برد فعلها، لا يصدق انه أتى هذا اليوم،  ليجد هذه العنيدة تنزل من عليائها، لتخبره بلهفة عن طلب أحدهم للزواج منها،

 

- دا لازم واد مفيش منه، مين سعيد الحظ ده اللي واخد رضا امه؟

 

رفعت رأسها ترد بابتسامة مستترة:

- رغم اني حاسة في كلامك بنبرة تريجة، لكن مش مهم انا برضك هجاوبك عشان الوقت،  سعيد الحظ اللي بتجول عليه دا يبجى اخو جميلة صاحبتي، اسمه عمر.

 

- المتغرب بجالوا سنين؟

- لا ما هو رجع دلوك، مش بجولك اخته هي اللي جالتلي.

 

زوى ما بين حاجبيه قليلُا يتذكر هذا الشاب الذي تصادف برؤيته عدد من المرات لا يتذكر منها الاَن سوى القليل، وبظروف سفره التي تعدت السنوات، اضحت ملامحه في ذاكرة عقله مجرد رتوش، ولكن يبدوا ان الامر به أهمية هذه المرة،  مدامت شقيقته تعطيه اهتمام، والتي تقف مترقبة له الان في انتظار رأيه، ود لو يلاعبها قليلُا ولكن وقته لا يسمح.

 

تحركت قدميه نحو الذهاب ليردف لها على عجالة:

- خلى الحريم ياجو، وكإنها جلسة حريم عادية وعلى ما ارجع انا من سفري، يبجى لينا كلام مع الرجالة.

 

--

 

خرجت من الغرفة، تحمل بيدها هذه القطعة الغريبة عن باقي الملابس ، بعد أن وجدتها في زاوية وحدها، بعيدا عن القطع التي تعلمها جيدا، لترفعها امامه سائلة بفضول:

- ايه دي يا فايز؟ جلبية جديدة؟

توقف فمه عن المضغ لحظة لا تتعدى الثواني، ثم ما لبث ان يجيبها على عجالة وهو يتابع تناوله وجبة العشاء مع اولاده:

 

- ايوة جديدة، جيبتها امبارح عشية.

اعتلى ملامحها استنكار واضح لتردف بغيظ مكتوم وهي تتفحص الجلباب جيدًا:

- يا ما شاء الله عليها دي جماشتها زينة وبتلمع كمان ، شكلها حتة نضيفة مش اي كلام يعني، ودي اختيارك بجى، ولا اختيار الخياط اللي دفعلته شيء وشويات عشان تفصلها يدوي كمان، واضح الصرف فيها صراحة، كلفتك كام دي على كدة؟

 

نهض فجأة يخطفها من يدها معنفًا:

- اييييه؟ انتي هتعملي للجلبية فحص، ما تكلف زي ما تكلف،  ولا دي اول مرة تشوفي فيها جلبية مفصلة يدوي وعليها الجيمة.

 

تخصرت امامه غير اَبهة بأنظار الاولاد المتابعة لهما، تردد:

- لاه مش اول مرة يا فايز، لكن الحاجات الغالية دي، انت معملتهاش غير مرة ولا مرتين من ساعة من اتجوزتك، الباجي كلها جلابيب عادية على كد فلوسك زي ما بتجول، تجدر تجولي فرجت امتى عليك دلوك عشان تجيبها؟ ومنين؟ وانت عارف بالاجساط المكومة علينا من كل ناحية، طب سد الشهور المتأخرة الاول وبعدها اعمل ما بدالك.

 

لم يكن اقل منها تحفزًا في الرد بغضب:

- وانتي مالك انتي؟ فرجت منين ولا سويتها بكام؟ هامك جوي الاجساط المتكومة، ما هو كله منك، تسحبي من البياعين وتجيدي عليا، اشي هدوم واشي مفارش للبيت على اجهزة كل شوية تجدديها، وكله على جفايا،  لا بتسدي ولا بتنيلي،  يبجى تحطي مركوب في خشمك، اجيب مجيبش،  ملكيش دعوة......

 

تسمرت جاحظة العينين امامه بصدمة زاد عليها، حينما دفعها فجأة من أمامه متمتمًا:

- واوعي كدة خليني اعدي، سادة الطرجة بجسمك الضخم ده.

 

تبعته بانظارها وهو يتخطاها بكل برود، ذاهبًا للغرفة التي خرجت هي منها، وقد تدلى فكها بشدة، لا تستوعب فعلته، لقد زجرها دون أدنى تردد، ولم يعطيها فرصة حتى للرد عليه، وكيف تفعل؟ وقد تبدل لرجل اخر لا يطيق لها كلمة، وكأنه قد زهدها، ولم تعد به حاجة اليها، هذا ما استنتجته الاَن وبقوة.

 

التفت براسها وقد تذكرت الأولاد على طاولة الطعام، وصورتها امامهم،  والتي وضح تأثير ما حدث على اكبرهم وبكل وضوح، مالك ابنها الذي كان مضيقًا عينيه  امامها بغموض يزيدها ارتيابًا وتخوفًا أيضًا.

 

--

 

بسأم يجاهد في اخفاءه، ليتحلى ببعض الزوق، مجبرًا نفسه على الإنصات، وسماع الترهات في حديث منتهي من الأساس، لا جدوى منه، غير متقبلًا للإقتناع به، وهو يعلم بمن هو الأحق.

 

- ها يا واد عمي، ناوي تساعدني؟

- اساعدك في ايه بالظبط يا ناجي؟

سأله بجفاء لم يوثر به، فخرج رده بتشدق:

 

- وه يا عارف، يعني عمال بحكي وبشكى بجالي ساعة، عشان تيجي انت دلوك وتعمل نفسك معرفش، خبر ايه يا عمنا، ما تفتح مخك كدة، وتعرف انا غرضي ايه؟

 

ردد معقبًا خلفه باستنكار:

- اه يعني ولما افتح مخي معاك واعرف بغرضك، تجدر تجولي انا في إيدي ايه عشان اساعدك؟ لا انا اخوها ولا ليا اي اختصاص بيها، ثم تعالى هنا بجى ومتزعلش مني، واحدة رافضة الجواز وسيرته من الاساس، ما نسيبها يا سيدي في حالها.

 

- كيف اسيبها في حالها يا عارف وانا هموت عليها من زمان وما صدجت الفرصة جاتني؟ بعد ما بجت حرة والطريج بجي مفتوح، يا راجل دا انا جولت ان انت اكتر واحد هتحس بيا، دونا عن الناس كلها.

 

التوى ثغره بامتعاض واضح، وقد وصله مغزى ما يقصده هذا المعتوه عن عشقه اليائس من ابنة عمهما التي اتعبته في الركض خلفها دون امل، وهو الشيء المختلف تمامًا عن رغبة قوية يتمسك بها فرد مثل ناجي، ويحترق حتى ينالها.

 

- طب وعشان انا بجى حاسس بيك، انصحك تشيلها من مخك خالص، عيش حياتك احسن، دي واحدة عايشة على اطلال اللي راح، مالك انت بيها؟

 

لون كلماته بغرض النصح، ولكن الاَخر لم يتقبل:

- يعني ايه مالي بيها؟ هي دي برضوا مساعدتك،  اجولك كلم واد عمك عشان يأثر عليها، وانت تجولي سيبك منها، مكانش العشم يا عارف .

 

لم يتحمل الاَخير، حتى فاض به منفعلًا:

- ما انت اللي كلامك مستفز يا عم، بتجولي اكلم غازي اللي هي جاعدة عنده ضيفة، طب بذمتك دا كلام يُعجل؟ دا كدة ممكن تفتكر انها ضيفة تجيلة ع الراجل،

ولا يكونش عايزو يشد عليها ولا يفرض رأيه كمان؟

 

- وه، انا جولت كدة يا عارف؟

- لا مجولتش، بس بصراحة دا معنى كلامك.

 

دافع يردف بالكلمات الحانفة، ولكن عارف تجاهله عن قصد، ليرى محتوى تلك الرسالة التي وردت اليه في اللحظة، انتفض فجأة بوجه شاحب، جاحظ العينين بغضبٍ اعتلى تعابيره، حتى انتبه عليه الاخر يسأله:

- إيه مالك؟ شوفت خبر عفش ياك؟

 

نفى بتوتر ليتحرك بقدميه مغادرًا:

- عن اذنك يا ناجي، نكمل كلامنا في وجت تاني.

 

تطلع الاَخير في الفراغ الذي تركه ابن عمه بذهابه، ليغمغم باستغراب:

- ولا اكنه شاف نصيبة في التلفون، يا ترى ايه اللي حصل؟

لم يكمل تساؤله، حتى ورد على هاتفه هو الاَخر نفس الرسالة، وتأتيه الاجابة سريعًا،

ليعلق بسخرية متمعنا النظر في شاشة الهاتف:

- وه وه، دا انت عندك حج تتخطف وتتسرع على كدة يا عارف، اما دي حكاية يا ولاد

 

تابع قراءة الفصل