-->

رواية جديدة ميراث الندم لأمل نصر الفصل 20 السبت 11/11/2023

      قراءة رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى





رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل العشرون

تم النشر يوم السبت

11/11/2023


4

 

انتهت نفيسة بعد ان قصت جميع ما حدث، باختصار  فرضه هو ليحفظ سمعة شقيقته، من اللغو والمزايدة.

انكمشت المرأة  محلها بأدب، في انتظار أمر منه، ليخرج قوله موجها خطابه للجميع، بشجاعة يحسد عليها،

 

- اولا كدة من غير لوم ولا جيب وحط في الكلام، انا اختي ومسؤلة مني، يعني مش هسكت لأي حد يجيب كلمة واحدة عليها، فما بالكم بجى باللي اتعمد انه  يشوه صورتها او يتسببلها بفضيحة بالعملة السودة دي، 

التف برأسهِ نحو تلك التي كانت تناظره بتحدي هذه المرة، وقد انكشف الغطاء التي كانت تتستر من خلفه، وأصبحت المواجهة بينهما مباشرةً، بعد تعمده كشفها بارتداد الأمر عليها.

 

- ها يا فتنة، إيه رأيك؟

سألها وضجيج انفاسه العالية يكاد أن يصُم الأذان،  يلجم نفسه بصعوبة عن الفتك بها، وقد تعدت بفعلتها كل الخطوط الحمراء،  وقبح طبعها الذي قصد هذه المرة أن يطعنه بأذية أقرب ماليه:

 

- ما تردي يا هانم، ولا البسة كلت لسانك؟ كدبي البت دي لو معاكي الحج، برئي نفسك جدام عمك، وابوكي اللي شادد حيله على بت اخوه عشان يربيها،  وناسي بته اللي هي مشافتش رباية من أساسه.

 

- لم نفسك يا ولد كامل، واعرف انت بتخربط على مين؟

صاح بها سعيد ضاربًا بعصاه فوق الأرض،  لتصدر صوتًا قوي.

 

تجاهل غازي، لينقل بأنظاره نحوها، لن يلتفت لأي أحد غيرها، ولن يثتيه شيء عن كشف حقيفة هذه الأفعى زوجته، والتي خرج ردها أخيرًا بجبروت أدهشه، ناقلة بنظرة ازدراء نحو المرأة المنكمشة على نفسها بزعر:

 

- وانا ايه اللي يجبرني ارد على كلام واحدة ملهاش جيمة ولا سعر زي دي؟ ايه جيمتها دي عشان تصدجوا كلامها عليا؟ ولا انت عايز تزيح من اختك وترمي عليا، طب حرك دمك الحامي ده ع اللي جابلت الراجل الغريب عنها، والصور تشهد .

 

- لمي لسانك يا فتنة، وانتبهي انك بتتكلمي على بت عمك.

خرجت من عارف يسبق زوجها في الرد، وقد اظلم وجهه امامها واكفهرت معالمه، ليستطرد بصرامة:

 

- وردي ع السؤال، عشان الكلام ده يدينك على فكرة،  ويثبت كلام البت دي عليكي.

 

صاحت به بجرأة أمام الجميع:

- والم ليه؟ وانتو كلكم عايزين تطرمخوا على عملة المحروسة وجايين تحاسبوني بدالها، البت دي اللي جاية تجول بالفم المليان ان انا ادلتها الارقام عشان تبعت عليها الصور،  جبرها أكيد متجولش الكلام الاولاني، في ان الصور دي حجيجية، والبت دي هي اللي صورتهم بالفعل.

 

- فتنة .

صاح بدوره يوقف استرسالها، بعد ان صرف المرأة التي تدعي نفيسة بإماءة خفيفة بذقنه، ليتفرغ لمواجهتها:

- جاوبي ع السؤال اللي يخصك، محدش غريب وسطينا، اللي جاعدين عمك وبنات عمامك،  انا جمعتهم مخصوص عشان يحكموا، في مرة في الدنيا كلها، عندها ذرة عجل ولا ضمير، تدي ارقام عيلتها لواحدة زي اللي اسمها نفيسة دي، وتجولها ابعتي صور بت عمي عليهم، طب ماخوفتيش على سمعة بت عمك لو البت دي وزعت الصور على ناس غريبة، مفكرتيش ان الأمر لو اتوسع هيضر سمعة الكل، مفتكرتيش بناتك؟

 

- مالهم بناتي؟

هتفت بها تنقل بنظرها نحو روح التي بدت كالمخطوفة، فاقدة الادراك لهول ما يحدث معها, وهذه تتابع غير مبالية:

- انا بنتتي هيطلعوا مأدبين، البت اللي المحها تكلم واد هكويها بالنار، مش هسيبها تمشي على حل شعرها.

 

- امسكي خشمك يا بت.

صدرت هذه المرة من عمها يامن، يسبق الجميع، وقد فاض به من تبجحها، ليردف حاسمًا من أجل ان ينهي النقاش بحكمته:

 

- فوضوها على كدة، الصور هتتمسح من على كل التلفونات، ونعتبر الأمر كأنه محصلش ، بعد ما تعتذري يا فتنة لجوزك وبت عمك .

 

- اعتذر لمين؟

ردت بصياح اقوى:

- سمعتي كلامي زين يا فتنة، وانا مش هعيده من تاني،   عجل بتك يا سعيد، احنا عايزين نلم مش ناقصين بعترة.

 

لم يطاوعه كبرياءه على الانصياع لأمر شقيقه، حتى لا يعترف بجرم ابنته، فتطوع ناجي شقيقها، كي ينهي الأمر، رغم علمه بغباء شقيقته حين تُغلب العنجهية على صوت العقل:

 

- عمك عنده حج، اعتذري لجوزك وبت عمك يا فتنة.

تراقص الجنون برأسها، ترفض بكل جوارها ان تنقص من قدرها بالاعتذار،  ولمن؟ لهذه المتعالية، التي امسكت عليها اخيرًا الخطأ لتكشفها امامهم؟ ام لزوجها الذي يتعمد الدفاع عنها باستماتة، حتى وهي تضعه في موقف ضعف وخزي لا يرتضيه أي رجل، إذن فليتحمل؟

 

احتدت انفاسها لتطالع الجميع بتحدي، يدفعها شيطانها، لتخرج بالقاضية، دون الالتفاف لأي شيء آخر سوى هزيمتهم.

 

- لأ يا عمي، متجوليش اعتذري، عشان انا شوفت بنفسي،  شوفت رسايل العشج بين المحروسة بيتكم مع ولد عبد السلام الأجري على تلفونها، طب تجدروا تجولولي هي جاعدة لحد دلوكت من غير جواز ليه؟ خمس سنين مستنياه! ...... الله اعلم بجى.... هي خايفة من ايه يتكشف على غيره؟!

 

- متجوليش كدة حرام عليكي.

صرخت بها، تخرج صوتها اخيرًا بقهر المظلوم،  تدخلت وجدان الكبرى، بدفاعيه غريزية عنها ، امام الصدمة التي لجمت شقيقها عن الرد لهذه الملعونة، وقد تسمر واقفًا أمامهم كالجماد:

 

- لمي نفسك يا فتنة، مش بت الدهشان اللي يتجال عليها كدة، كلامك يطير فيه رجاب يا جزبنة، ما ترد بتك لعجلها يا عمي، ولا انت فالح ان حسك يعلى على بت اخوك وبس؟

 

وعلى عكس المتوقع نهض سعيد يساند ابنته وقد جاءته الفرصة من ذهب لكسر هذه المتغطرس الصغير، والذي نصب في مكان لا يستحقه، بأن اخذ حقه في قيادة العائلة:

 

- يعني عايزاني اجولها ايه يا بتي؟ بت عمك سألت سؤال واحنا عايزين اجابته،  صور اختك على تلفون كل واحد فينا، دا غير الرسايل اللي بتجول هي شافتها بعنيها.

 

رحبت فتنة بدعم اباها لتردف بحماس متزايد:

- اه والله يا بوي، انا مستعدة اوريكم تشوفوا بعنيكم، بس هي تديني تليفونها، وانا اطلعهم وانتوا تشهدوا بتفسكم،

 

نقلت بتظرها نحو عارف الذي كان صامتًا بتجهم، وقد اصبح الموقف فوق قدرة تحمله:

- عايزاك تشوف بنفسك يا واد عمي، عشان تعرف ان انت ضيعت عمرك هدر لما ربطت نفسك جمبيها.

 

بانهيار تام، صارت تصرخ لتصديقها:

- والله العظيم كدب، انا شريفة وما حد جربلي، احلفلكم بإيه عشان تصدجوني؟

 

واصل سعيد وقد انتشى بانتصاره الوقتي، موزعًا ابصاره على الجميع، يزيد  بفرض سلطته عليها وعلى شقيقها:

- وما تحلفي ع المصحف حتى، احنا هنصدجك كيف؟ ملكيش حل، غير جوازك من حد من عيال عمك، عشان نلم الموضوع ونتأكد من يرائتك، وانا بجول ولدي ناجي اها، زينة الشباب، اظن مش هتلاجي زيه، خصوصًا بعد ما رفضتي ولد عمك عارف كذا مرة.

 

بهت المذكور، وقد وضعه أبيه في موقف لا يحسد عليه، في مرمي ابصار ابن عمه النارية والذي بدا انه يستفيق من صدمته، وزادت شقيقته بحماقتها:

- اها، جبهالك ابويا ع الطبطاب، لو انتي واثقة في نفسك يا بت عمي، تجبلي الجواز.

 

الى هنا وتوقف كل شيء لتخرج صرختها الأخيرة قبل ان تسقط وتفقد وعيها :

- كمااان، يعني انتي تألفي من مخك، وابوكي يحكم ........

- رووح.

صرخت بها شقيقتها وهي تتلقفها بحضنها، لينهض عمها يامن نحوها، وعارف الذي غلبه قلبه، لرؤية ما بها والاطمئنان عليها،

فييسقط غازي بثقله على المقعد من خلفه، بضغف وعجز، ثم يخرج بالكلمة الفاصلة اخيرًا نحو عمه:

 

- مش انت حكمت يا عمي، انا كمان ليا حكمي، بتك طالج .


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة