رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 1 - 1 - الثلاثاء 14/11/2023
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الأول
1
تم الشر يوم الثلاثاء
14/11/2023
ضائع بينى و بين نفسى
جزء منى يريد شيئًا و الأخر يحاربه
جزء يقترب وجزء يشد الرحال
جزء يلبى وجزء ينسحب
جزء يرى طوق النجاه
والاخر يقول لا تتوهم
كيف أنجو من حرب طرفيها أنا
ولا أدري ماالسبب
لكنني أدركت أنني كنت أصب عطفي وحبي
في قلوب مثقوبه
بإحدى المناطق السكنية الراقية..كانت تغفو على الأريكة تذهب بسبات عميق، دلف للداخل يحمل بعض الأكياس البلاستيكية، وضعها بهدوء عندما وجدها تغفو بتلك المنامة الوردية وخصلاتها المنسدلة على الوسادة
تحرك حتى وصل إليها وجلس على عقبيه يرسمها بعينيه، لقد اشتاق إليها كثيرا بعد شهر ولم يراها به، اتجه بكفيه المرتعش يلامس خصلاتها هامسا باسمها
-"جنى"..فتحت جفونها بتثاقل وكأنه يروادها بأحلامها، ولكن هبت فزعا عندما لامس كفيه وجنتيها وابتسامة على وجهه
ابتلعت ريقها بصعوبة تحاوط جسدها بذراعيها
-جاسر !!ايه ال جابك هنا
تستغرق لحظات يطالعها فقط، فحمحم ناهضا ينظر لتلك الأكياس
-جبتلك حاجات، عرفت انك مخرجتيش بقالك فترة فقولت اكيد تلاجتك فاضية..جذبت مأزرها تضعه على جسدها، وتلملم خصلاتها، بعدما ولاها بظهره، فتحدثت
-لا عمو جواد كان هنا وجابلي حاجات..استدار إليها جاحظا عيناه متسائلا
-بابا!! هو عرف مكانك
جلست تنظر للأسفل وإومات برأسها ايجابا والدموع تغيم بمقلتيها
رفع ذقنها بأنامله يتنهد بحرقة قائلا بنشيج مرير
-شكل بابا وجب معاكي، دا لو عرف
نظرت إليه وتكونت الدموع بعيناها
-تفتكر واحد زي عمو جواد مش هيعرف ال حصل
كور قبضته وانفاسه تحرقه من يقترب منه
-يبقى عمره ماهيسامحني..اقتربت منه واحتضنت كفيه لأول مرة منذ فترة طويلة وتعلقت عيناها بعينيه إثر سماعها كلماته التي اخترقت جدران قلبها فتحدثت بتقطع
-قولتلك بلاش تعمل كدا بس انت ال أصريت ياجاسر وشوف النتيحة، عمو جواد زعلان جدا، لو شوفت حالته إزاي بعد ماجه صعب عليا جدا، مش مصدق انك تعمل كدا فيه وصدمته الأكبر في بابا
بتر كلماتها مقترنا بابتسامة على شفتيه وهو يحتوي كتفها بين ذراعيه
-مش مهم، متخافيش بابا هيتفهم الموضوع، ومتنسيش انك عند جواد إيه ياجنجون
انسدلت عبراتها تحرق وجنتيها وأجابته
-كان ياجاسر، كان وقت ماكنا عيلة، مش دلوقتي، شوف العيلة بقت إزاي، معدش فيها إلى ذكريات
احتضن وجهها طابعا قبلة عميقة على جبهتها يحدق بها برماديته قائلا
-مفيش حاجة ضاعت، بكرة لما نرجع حي الألفي، كل حاجة هتتنسي
أنزلت ذراعيها وتراجعت للخلف تجلس على الأريكة
-مستحيل ارجع تاني هناك، مستحيل ياجاسر، انت ارجع لبيتك ومراتك ومالكش دعوة بيا، وخليك قد كلمتك ال اتفقت مع بابا عليها
احس بقبضة قوية تعتصر صدره، فاقترب منها يجلس أمامها على عقبيه
-وأنا مش فاكر اتفقت مع باباكي على ايه، دنى يهمس بجوار اذانها
-لو فاكرة يابنت عمي فكريني
ارتعش جسدها من انفاسه التي لافحت عنقها، فتراجعت للخلف تحتضن نفسها وتهرب من نظراته التي تخترقها..ارتبكت متمتمة
-انا هقوم أجهز الغدا، تاكل قبل ماتمشي، قالتها ونهضت متجهة للمطبخ سريعا
تحرك خلفها بالشنط البلاستيكية ووضعها على الرخامة..وتحرك يقف خلفها يحاوطها بذراعيه
-أنا مش همشي، أنا هبات هنا الليلة
سقط الذي بيديه حتى أصدر صوتا، فارتبكت تجمع الزجاج، نزل يجمع الزجاج، مبتعداً بها عن المكان، يحتضن كفها الذي نُزف
-ينفع كدا مش تاخدي بالك، مفكرة نفسك طفلة
ران صمتل هادئا عليهما وهو يقوم بتنظيف جرحها، لم يخل من النظرات وحبس الأنفاس والتفكير يأبى طي الكتمان فإما البوح والأستكانة، أو الصمت والعذاب الأبدي
-بتعمل كدا ليه يابن عمي، ياترى تكفير ذنب عن ال حصلي، ولا..رفع ابهامه يضعه على شفتيها ودنى ورماديته تحاور بنياتها
-إياكِ تغلطي، عشان وقت العقاب هيكون شديد أوي يابنت عمي
رجفة بسائر جسدها وهي تعانق عيناه فارتجفت شفتيها وهمست
-ابعد عني عشان متتأذاش ياجاسر، أنا ميرضنيش الأذى والوجع
جذبها لأحضانه يعتصرها بقوة هامسا لها
-وجاسر يستاهل العذاب ياجنى، لا يتعذب ويكفر عن ذنوبه..ارتفعت شهقاتها وهي تحاوط خصره
-أنا مؤذية للكل، اذيت الكل، فرقت الكل، ليه بيحصل معايا كدا، هو أنا وحشة لدرجة الكل بقى يكرهني كدا
أخرجها من أحضانه يحتضن وجهها وتكورت عبراته يرسم وجهها الجميل
-إنتِ أجمل بنت في الدنيا دي كلها، إنت البلسم والدوا ياجنى، اوعي حبيبي تقولي كدا
بكت بنشيج وارتجفت شفتيها تهز رأسها رافضة حديثه
-وبدليل أنا هنا، مهاجرة بعيد عن حضن أمي وأبوي، واخويا ال حياته ادمرت بسببي
بتر حديثها يبتلع كلماتها بجوفه لأول مرة يتذوق تلك الشفاة التي أرهقت منامه حتى لم يشعر بهدوء روحه العاصية، لحظات وهو يحتضن شفتيها، ربما هدوء لملمة نفسه، أو هروبا من القادم، كل مايجب فعله ومايشعر به هو تذوقها فقط
قبل سنة
بفيلا صهيب الألفي
تجلس تلك الجميلة بتصميم ذاك المشروع، دلف إليها أخيها الأكبر بعد السماح له
-مساء الجمال على حبيبة اخوها..نهضت تقابله بإبتسامة بشاشة
-مساء الورد حبيبي..عامل إيه؟!
جذب المقعد وجلس عليه ينظر لتلك الأوراق
-الجميل بيعمل إيه؟!
جلست بمقابلته وأشارت للرسومات
-دا مشروع تبع مسابقة في إحدى الشركات، لقيت اعلان بالصدفة وقولت ادخل أجرب حظي
مط شفتيه للأمام ينظر لتلك الأوراق مرة وإليها أخرى متسائلا
-عايزة تشتغلي؟!
تراجعت للمقعد ترفرف بأهدابها تبتعد بانظارها عنه، فتحدثت بصوت خافت
-عايزة اشتغل يا عز مش حابة قعدتي دي، وانت عارف بحب مجال عملي أوي
اومأ برأسه متفهمًا
-جنى لو عايزة تشتغلي عشان انتِ حابة الشغل معنديش مشكلة، أما إذا ..توقفت باترة حديثة بقلب يأن وجعًا
-ممكن ياعز تنسى اي حاجة ودلوقتي بجد انا حابة اشتغل واعمل كيان لجنى الألفي
نصب عوده واتجه يضمها من اكتافها
-أنا معاكي في أي قرار بدل هيسعدك، المهم ميكونش هروب ياحبيبتي
فاهمة ..وضعت رأسها بأحضانه
-أنت أحسن أخ في الدنيا كلها..أخرجها يطبع قبلة مطولة على جبينها قائلا
-هسيبك تخلصي شغلك ..قالها وخرج وتبدلت ملامح وجهه للحزن على أخته..تمنى لو يزيل آلامها..قابلته والدته
-حبيبي انت كنت فين..اجابه ومازال وجهه متالمًا
-كنت بشوف جنى وطالع جناحي عايزة حاجة حبيبتي
ربتت على كتفه وسألته
-متخليش علاقة جنى بجاسر تتأثر بمراتك ياعز عشان متخسرش حبيبي، وخليكي فاكر ان جاسر مظلوم، أنا شايفة علاقتك بيه بقت عدوانية، هو مالوش ذنب ولا يعرف
صعد عز بعدما أومأ لوالدته متجها لشقته بالأعلى
بفيلا جواد الألفي
استيقظ جواد على صوت منبه، قام بإغلاقه ثم اتجه للتي تغفو تتوسد ذراعيه، دنى يطبع قبلة بجانب شفتيها، فتحت رماديتها وأردفت بصوتًا مبحوح من النوم
- صباح الخير حبيبي، داعب أنفه بوجهها مردفا
-صباح الحب على حبيبة جود، ابتسمت واعتدلت تضع رأسها على صدره
دا إيه الروقان الحلو دا ياحضرة الظابط
قهقه عليها وهو يعتدل
-رجعنا لحضرة الظابط ياتيتا غزل،
اعتدلت تعقد ذراعيها بعدما جمعت خصلاتها
-وجينا للأسئلة حضرة الظابط ال كلها شك
نزل من فوق مخدعه
-طلبات أوامر ياغزالتي، قولي عايزة ايه
-جود حبيبي رمضان بعد يومين ماتيجي ننزل الفيوم، نقضي الشهر دا كله هناك
صمت هنهية يتذكر تلك الأيام..ثم جلس بجوارها يحتضن وجهها
- ان شاءالله حبيبتي، هشوف الموضوع دا مع صهيب، متنسيش المشروع الوزاري الجديد اللي الولاد داخلين عليه
رفعت يديها تحاوط جسده
- انا عايزة نقضي حياة هادية شوية، ونلم العيلة كلها وشهر رمضان مفيش أجمل منه
طبع قبلة مطولة على جبينها
-أنا أكتر منك يازوزو، عايز اجمع الولاد، وخصوصا ولاد حازم، جواد بقى يهرب من إجتماعات العيلة، ودا مزعل باباه بس مش قادر اتكلم، وكمان جاسر مش عجبني الأيام دي، مصدقت يسيب شقته ويرجع تاني هنا
استندت بظهرها على مخدعها ثم طالعته وتسائلت
- انت مش شايف رجوع جاسر هنا هيكون مش صح، اعتدل نازلا متجها لمرحاضه ولكنه توقف وأجابها
-مش هنفضل نهرب ياغزل، لازم الموضوع يكون عادي، عارف الغلط عندنا من الأول، بس جنى أكتر واحدة غلطت فلازم تتحمل غلطها
نهضت تقف بمحاذته واجابته بإذعان
-بلاش إنت اللي تقول كدا ياجواد، البنت صغيرة ومكنتش تعرف شعورها ايه، يمكن واخدة جيناتك ياحبيبي
زفر بغضب من اسلوبها فمهما مرت السنين فتظل الطفلة..ولكن تسمر بوقوفه عندما تسائلت غزل
-وكمان انا عندي احساس ان جاسر بيكن مشاعر لجنى وهو مش عارف يترجمها، ممكن ياجواد يكون جاسر بيحب جنى وهو مش عارف، وحبه لفيروز يكون حب انبهار بجمالها وشخصيتها
استدار ينظر إليها وكأن سؤالها خرج بقلبه المتألم الذي يحاول أن يصل لذاك السؤال الذي يشغله كثيرا
حاول السيطرة والتفكير بهدوء فتحدث
-اياكِ تتكلمي في الموضوع دا حتى مع نفسك ياغزل سيبي ابنك بلاش تشتتي حياته، دا مجرد وهم ..قالها وتحرك سريعا للمرحاض