رواية جديدة واحترق العشق لسعاد محمد سلامة - الفصل 26 - 1 - الأحد 26/11/2023
قراءة رواية واحترق العشق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية واحترق العشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل السادس والعشرون
1
تم النشر يوم الأحد
26/11/2023
«زائر الليل»
بـ مارسليا
زفر هاني نفسه بيأس حين إنتهي الرنين دون رد شعر بغيظ من عدم رد فداء عليه، بالتأكيد تتعمد ذلك منذ معرفتها بشأن سفره مع هيلدا قبل أيام
إزداد غيظه ضيقًا وغضب، حين شعر بضم هيلدا له وكذلك تقبيلها لظهره شعر بإشمىزاز من طريقتها الفجه فى إغواؤه المستفز، إستدارت بجسدها وقفت امامه رفعت يدها تضمها حول عُنفه تُقبل وجنتيه، وشِفاها، تشعر بعدم قبوله لذلك، لكن همست:
أعشقك هاني، لا تدع تلك المُشعوذة المُشعثه تنجح فى خُبثها اللئيم وتسحرك بالدلال عليك.
فجاجتها كذالك فهم انها تقصد فداء جعله يشعر بالتقزُز منها، ومن نفسه حين إستجاب معها بتلك العلاقه الحميميه التى كانت علاقه مُهلكه ليس جسديًا بل نفسيًا له،
شعرت بنشوة خاصه مُزدهرة فى قلبها حين بادلها هاني ذلك اللقاء العاطفي،ظنت أن سِحر تلك الدجالة أصبح يآتى بمفعول معها،ها هو بادلها الغرام وأشبع رغبتها دون جموح،وضعت رأسها فوق صدرة التى وضعت قُبله عليه،عبثت بآناملها بإثارة فوق صدره،بينما هو مازال بلا مشاعر ناحيتها، يُحرك قلبه وعقله شوق خاص لقُبلة من فداء أغمض عينيه وإستسلم لغزو خياله وعبثها معه بتلك العلكه، تذكر اول لقاء بمحل البقاله، غصبً إبتسمت شِفاه بتوق حقيقي لقُبله منها... لكن غصبًا فتح عينيه نظر الى هيلدا التى تلمع عينيها، فجأه ذهب ذاك الا أنه يشعر بعذاب الضمير بعد مواجهة فداء له بعد أن سافر مع هيلدا وتذكر تلك الليله
[بالعودة ـ ليوم سفر هيلدا]
بدموع التماسيح إستقبلت هيلدا هاني بتلك الغرفة التى وضعها بها امن المطار إعتذارًا على سوء الفهم
لم يخيل على هاني تلك الدموع وسألها:
فى إيه حصل.
اجابته وهى تحتضنه تدعى الرهبه من الموقف:
آمن المطار شكوا بمحتويات الحقيقه بسبب تصفير جهاز الإنذار وقاموا بتفتيش حقيبتي وجدوا تلك العلب موجوده بها، يبدوا أنهم ظنوا إنى إرهابيه.
إبتعد عنها هاني ونظر الى تلك العلبتان الموضوعتان فوق تلك المنضدة،للحظه تبسم،فهم أن ذلك مقلب من فداء،لكن عادت تتشبثت به هيلدا،ترتعش كذبًا تقول:
أنا خائفه هانى لم يسبق ان حدث لى ذلك، لا أعلم كيف وصل هاتان العلبتان الى حقيبتي، لابد ان من وضعتهم هي تلك المشعوذة الشعثاء، ارادت أن تأذيني بالتاكيد، هى تستغل ضعفك معها هاني ارجوك لا تدعها تنتصر علي، هى قالت له أنها سوف تسحر لى لتراني مسخًا وتكرهني.
تهكم هاني، هو فعلًا، يراها اسوء من مسخ، ويكرهها، عاود الإبتعاد كانها قائلًا:
دى أكيد مزحه من فداء، يمكن زيادة شويه...
قاطعته هيلدا بإدعاء البكاء:
لا هذه ليست مزحه،انا أخاف منها هاني،كما إنى أخاف عليك منها،إنها مشعوزة ارجوك هاني سافر معي الى فرنسا،لابد أن تبتعد عن هنا قبل ان تسحرك تلك الفتاة أنا أخاف عليك.
-تسحرك تلك الفتاة
هو أصبح فعلًا يشعر بإنجذاب إليها، لا ليس مجرد إنجذاب بل إشتياق، لو ظل لأكثر من ذلك...
-ماذا
ماذا هل توغلت من مشاعرك الموؤدة وحركتها
لكن انت حائر لا تعلم حقيقة تلك المشاعر هل هي مجرد زهوة البدايه،أم مشاعر أخري تجهلها،
حِيره بعقله وقلبه الذى يقع بالعشق لاول مره رغم عُمره الاربعون لكن لم يعرف العشق طريق قلبه سابقًا ألهته الحياة،بزوحة تفرض نفسها عليه فرضًا لا تدع له الإختيار،كذالك زواجه من فداءكان فرضًا،لكن هنالك مشاعر لا يفهمها عليه معرفتها،ربما كانت مشاعر ذكوريه فقط،قرر بلحظات السفر مع هيلدا،لكن كان قرار خاطئ،الآن عرف حقيقة مشاعره
هو يعرف الحب لاول مره، يشعر كأنه عاد شابًا بالعشرون، يخفق قلبه إشتياقًا لسماع صوت تلك المُستفزة التى حركت قلبه،
[عودة]
عاد مُتنهدًا يبغض عبث هيلدا على صدره، إبتعد عنها ونهض من الفراش، يبغض نفسه على ما حدث، يفكر أصبح أمر إنفصاله عن هيلدًا أمرًا إلزاميًا حتى لو غادر فرنسا، لم يعُد بحاجه الى أموال الغُربة.
بمنزل هاني
خفق قلب فداء بحنين حين رأت هوية من يتصل عليها، لثواني أجبرها قلبها ان تقوم بالرد وسماع صوته، لكن توقفت قبل ان تضغط على ذر الإجابه، وقالت بنهر لنفسها:
قلبه حن له، وهو مفتكركيش غير تانى يوم وقالك أنه سافر مع الحيزبون، اللى قدرت تسيطر عليه وخدته معاها، فوقي يا فداء قلبك هيدمرك، خلاص.
تراجعت عن الرد على الهاتف وتركته بالغرفة وذهبت الى غرفة المعيشه تسطحت بجسدها فوق تلك الآريكه التى إتخذتها مخدعً لها منذ سفر هاني، تنهدت تكبت تلك الدموع بعينيها لن تكون ضعيفه، ستظل كما كانت أقوي دائمًا وأمر إنفصالها عن هاني واردًا مع الوقت.
❈-❈-❈
بعد مرور أكثر من عشرون يوم.
بمنزل شعبان
دخل شعبان يستند على إبنته الصغري التى تبسمت له قائله:
نورت البيت يا بابا، أخيرًا الحمد لله خرجت من المستشفى.
تبسم لها بينما كانت خلفهم كل من هند وهانم التى قالت بنزق:
اللى يشوفك يقول إنتِ اللى كنتِ مرفقاه فى المستشفى وبتسهري جاره طويل الليل، أنا اللى كنت متبهدله جانبه.
نظرت لها هند بإستهزاء قائله:
مش جوزك حبيبك وانتِ الاولى برعايته.
زغرت هانم لها وصمتت، دخلن الى غرفة النوم، ساعدت شعبان على الاستلقاء، بينما هند وهانم وقفن جوار بعضهن، تبسمت قائله:
الأدويه جبناها معانا ولازم زي الدكتور ما قال بابا ياخد العلاج فى مواعيد مُنتظمة.
وقفت هند تُربع يديها تستند على حائط الغرفه نظرت ناحية هانم قائله:
ماما طبعًا كانت مرافقاه فى المستشفى وعارفه مواعيد العلاج.
شعر شعبان بتلميحات هند وسألها:
لما كنت فى المستشفى أنتِ قعدتى كام يوم متزورنيش.
نظرت هانم ناحية هند بتحذير، إستهزات هند منه وقالت:
كنت مسافرة فى شغل، حمدالله عالسلامه، انا حاسه بشوية صداع هروح انام ساعتين أكيد لما أصحي هبقى أفضل.
تنهدت هانم براحه حين غادرت هند بينما نظرت نحو إبنتها الاخرى بتحذير قائله:
انا كمان حاسه بتعب هروح أريح ساعتين على ميعاد العلاج إبقى صحيني.
إستغربت إبنتها من ذلك، لكن اومات براسها قائله:
انا هجيب كُتبي وأقعد جنب بابا اذاكر، عشان لو إحتاج لحاجه.
أومات هانم براسها وغادرت، كذالك ذهبت إبنته الصغري كى تاتى بكُتبها، بينما نظر شعبان فى إثرهن، شعر بالإنحواج وتخليهن عنه، لو غيرهن لجلسن جوارهُ، لكن هذا سد دين الماضي،ولدهُ الذى كان من المفروض ان يكون سنده الآن بعيد يعلم أنه مريض ولم يآتى لزيارته،إكتفي بسد نفقة العلاج فقط،او ربما من ارغمته على ذلك هى حسنيه،تنهد بندم،لكن مضي وقت تصحيح الماضي.
بغرفه اخري دلفت هانم خلف هند توبخها:
إيه كنتِ هتقولى لابوكِ إنك كان مقبوض عليكِ فى قضية سرقه،عاوزاه يرجع للمستشفى تاني،هنجيب مصاريفها منين.
تهكمت هند من حديث والداتها،وضحكت بسخريه منه،لا يفرق معها صحة زوجها مثلما تخشى على مصاريف المشفى،تفوهت بآسف:
مش عماد هو اللى إتكلف بالمصاريف،إيه اللى مضايقك كده،ولا عشان الفلوس مكنتش تحت إيدك تتحكمي فيها،كان فى وسيط بياخد من عماد وبيدفع هو... اللى لو إتبدل الوضع وعماد هو اللى إحتاج مصاريف من بابا عشان علاج كان هيستخسرهم فيه زى ما رماه زمان من حياته وياريته بدله بحاجه احسن بالعكس انا حاسه بابا طول عمره عايش فى بطر بيحب الشئ البعيد عن إيديه،وعاوزه بالسهل مش عاوز يتعب نفسه،متاكده إنه بيحب أم عماد وده سبب غِلك منها ودايمًا تتعمدي تجيبي سيرتها بالسوء مع إنها هى اللى دفعت تمن علاج بابا مش عماد، آه هى فلوس عماد بس هى اللى بعتتها، عماد مكنش يعرف إن بابا مريض وإتفاجئ مني، شوفتي الست اللى طول عمرك بتحقدي عليها عشان مكانها فى قلب بابا، هى اللى إتزكت عليه من فلوس إبنها اللى حاططها تحت رجلها، وهو كمان معندوش أغلى منها مش عشان رد جميل لاء عشان ده فرض عليه من قلبه اللى عارف مين صانه ومشي معاه على درب الحياة، مش اللى باعوه عشان نزوة او ست بتصور له إنه الاغلى وهى كدابه جواها غِل وحقد وطمع وجشع.
صفعه تلقتها هند من هانم التى نظرت لها بغضب قائله:
لسانك بقى طويل ولازمك حد،كل ده عملته ليه مش عشانك إنتِ واختك.
وضعت هند يدها فوق خدها ونظرت لـ هانم بغضب قائله:
لاء مش عشانا،عشان جواكى غِل،عماد لو مش هو كان زماني مرميه فى السجن
تهكمت هانم قائله:
ياريته كان سابك كنتِ إتربيتي شويه.
تهكمت هند من رد فعل هانم التى غادرت الغرفه وصفقت خلفها الباب بقوة، جلست على الفراش تشعر كآنها مثل الشريدة، بلا مأوي، حتى إن كان هنالك حيطان تأتوي بها، لكن بلحظة كانت تلك الحيطان سجن كان من الممكن ان تظل به لولا ان إستنجدت بـ عماد
دموع سالت من عينيها وهى تتذكر ذاك اليوم وهى بقسم الشرطة بعد أن قضت ليلتان كاملتان ببؤس السجن، قبل ان تُعرض على النيابة مره أخري، لحُسن الحظ انها كانت تتذكر رقم عماد التى أخذته من مدير ذاك المصنع، حفظت الرقم دون درايه منها، أو ربما كان لسبب لا تعلمه، الآن عرفت السبب، كان لإحتياجها، طلبت الإتصال من أحد أفراد الشرطة الذى سمح لها بذلك
طلبت الرقم وإنتظرت بأمل واهي، ربما شخص مثل عماد قد لا يرد على رقم على يعرف هويته، لكن كان حظها انه كان مازال بمنزله ووالدته ربما هى من أرغمته على الرد، هى علمت من أخيها بشآن القبض على هند وكانت ستتحدث مع عماد بذلك، لكن الهاتف منعها، قام عماد بالرد وسمع توسلها له ان ينجدها من مصير مُظلم خلف القُضبان، صمت عماد، ظنت أنه لن يهتم لامرها، لكن حين أخبر حسنيه كانت نظرة عينيها له أمرًا، وجاء لها، وقام بدفع كفالة الخروج على ذمة القضيه التى مازالت المُشتبه فيها لم يعثروا على تلك السارقه رغم انها قدمت لهم بعض الأدله رقم هاتفها التى كانت تتواصل بها لكن كان رقم الهاتف مُسجل بإسم شخص متوفي منذ عام تقريبًا، تنهدت تشعر بضياع لو طالت المُدة ولم تستطيع الشرطة الوصول الى تلك السارقه التى اجادت اللعب عليها ودخلت لها من منطقة الطمع فى قلبها، ندم حين قابلت عماد مع محاميه الخاص، وأخبرته ان والدهما مريض لم ترى له أى رد فعل الا حين علم ان هو من يُنفق عليه ذُهل لكن سُرعان ما إرتسمت بسمة وهو يعلم ان من فعلت ذلك هى والدته، غادر عماد بمجرد ان أوصلها أمام منزل والدهما، إستحت هند ان تقول له تفضل هذا منزل والدنا، أو خشيت ان يرفض ذلك بالنهايه سيان الأمر، تسطحت على الفراش تنظر فى الا شئ تشعر بإختناق وخوف مُرتقب من الغد، قد تعود للسجن مره أخري.