رواية جديدة واحترق العشق لسعاد محمد سلامة - الفصل 23 - 1 - السبت11/11/2023
قراءة رواية واحترق العشق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية واحترق العشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الثالث والعشرون
1
تم النشر يوم السبت
11/11/2023
«مجرد زائر»
بالمشفى
نظرت سميرة نحو عماد
قائله:
بشكرك يا عماد، تقدر تمشي بلاش تعطل نفسك، أنا هفضل مع ماما، كتر خيرك.
نظر لها بذهول للحظة ود صفعها ماذا تظن أنه بلا إحساس ولا إهتمام بها وما يُحزنها، لكن تغاضى عن ذلك قائلًا:
أنا كمان هفضل معاكِ هنا لحد ما طنط تفوق وصحتها تتحسن.
كادت سميرة أن تعترض لكن صمتت حين سمعت صوت رنين هاتف عماد
غص قلبها وظنت أن هذا الإتصال بالتأكيد من تلك المُتسلقة تستعجل ذهابها لحفلها الخاص، لكن نظر عماد لهاتفه ثم وجهه نحوها قائلًا:
دي ماما، أكيد عاوزه تطمن على طنط، هطلع أكلمها من الجنينه وكمان هشرب سيجارة خمس دقايق وراجع تاني.
إعترضت سميرة قائله:
مالوش لازمه ترجع تاني...
قاطعها عماد وأمسك مِعصم يدها يضغط عليه بغضب قائلًا:
كلمه كمان يا سميرة هخليكِ إنتِ اللى تمشي من هنا وأنا اللى هفضل هنا لوحدي.
نظرت له بصمت للحظات ثم كادت تعترض لكن مازال رنين الهاتڤ كما أنها تآوهت بآلم من ضعطة يده على مِعصمها، شعر بذلك وترك يدها قائلًا:
عشر دقايق وراجع.
خرج عماد تنهدت سميرة وذهبت نحو والدتها نظرت لها تشعر بغصه قويه جلست جوارها على الفراش نظرت الى تلك الآنابيب الطبيه المغروسه بظهر كف يدها،شعرت كآنها مغروسه بقلبها.
بينما عماد خرج الى حديقة المشفى قام بإشعال سيجاره نفث دخانها بغضب سميرة أصبحت تُظهر أنها تستطيع الإستغناء عنه،لكن هو عكس ذلك،لو كان قادرًا لفعل ذلك منذ وقت طويل وربما ما كان عاد إليها مره أخري، عشق سميرة هى سقمه الذى لا شفاء منه،نفث دخان السيجارة مره اخرى كآنه يخرج من صميم قلبه، بنفس الوقت عاود رنين هاتفه مره أخرى، أخرجه من جيبه نظر إليه زفر نفسه حين علم هوية التي تتصل عليه لم يقوم بالرد حتى على تلك الرسالة التى تلت الاتصال، لم يفتح الرسالة، جلس على أحد مقاعد الحديقه الرُخاميه يزفر نفس خلف آخر كاد يضع الهاتف بجيبه لكن تصادمت يده مع تلك العلبة المخمليه، أخرجها وقام بفتحها نظر الى ما بداخلها، كان خاتمي زواج
أحدهما من الفضه والآخر ذهبي، هذان خاتمي خطوبتة هو وسميرة، كان سيُعطي لها خاتمها ويرتدي هو الخاتم الآخر، لكن سميرة ظنت أنها هديه لغيرها، توقف عن النظر لتلك العلبه للحظات وتحير عقله كيف علمت سميرة بشآن ذلك الحفل المدعو له، كذالك كيف رأت تلك العلبه، تذكر أنه قد خلع ذاك معطف وضعه فوق الآريكه ربما رأته صدفه، كذالك قد تكون سمعت حديثه على الهاتف مع چالا التى كانت تؤكد عليه الحضور... تنهد يشعر بضياع أصبح يشعر به، مع سميرة التى أصبحت تُهاجمه بأسلوب يجعله ضعيفً، كلما حاول وضع بداية يجد متاهه، أشعل سيجارة أخرى ينفثها، عاود رنين هاتفه للحظه تردد، لكن نظر الى الشاشه تنهد براحه حين علم أن من تتصل عليه هى والدته، إزدرد ريقه وشفق على تسرعها بالسؤال:
قولي الدكتور قال إيه على حالة عايدة.
أجابها:
بخير يا ماما،الدكتور قال غيبوبة سكر والصبح هتبقى بخير.
تنهدت براحه ثم عتاب قائله:
ربنا يشفيها عايدة طول عمرها صحتها ضعيفه، أنا بأعجوبه نيمت يمنى كل اللى على لسانها أروح لـ ناناه عايدة،إنت ليه مكنتش بترد عليا.
أجابها ببساطه:
گنت واقف مع الدكتور.
تنهدت حسنيه بإرتياح وقالت بتلميح مباشر:
الحمد لله إنك كنت هناك فى الشقه معاهم، قولى لو ده كان حصل وإنت مش هناك كانت سميرة هتتصرف إزاي ومعاها يمنى،كانت هتسيبها لمين.
فهم عماد تلميح حسنية، تنهد صامتًا للحظات،
يفرك جبينه بأنامله،شفقت حسنيه عليه تعلم مكنون قلب عماد الذي يعشق سميرة كذالك هي رغم أن لديها يقين أن حياتهما معًا مضطربه، تنهدت بصبر قائله:
تصبح علي خير يا عماد لما عايدة تفوق إبقى إتصل عليا، أطمن عليها مش هعرف أجي المستشفى عشان يمنى.
رد عماد ببساطه:
تمام ياماما أول ما تفوق هتصل بحضرتك،وإنتِ من أهل الخير.
أغلق عماد الهاتف ونظر نحو شُباك تلك الغرفه لاحظ حركة الستائر،لكن لم يرا سوا الستائر ألقى عُقب السيجاره أرضًا ودهسه بقدمه ثم توجه نحو تلك الغرفة...
بينما سميرة نهضت من جوار والدتها خوفًا أن يتلاعب بعقلها الظنون السيئه توجهت نحو ذاك الشباك بالغرفه أزاحت تلك الستارة نظرت نحو الحديقه،رأت جلوس عماد وكذالك كان يضع الهاتف على أذنه،بالتأكيد يتحدث مع والدته،شعرت بشوق لطفلتها لاول مره تبتعد بمكان بعيد عنها، كذالك آسى فى قلبها من رقدة والدتها بهذا الشكل، تركت الستارة وعادت نحو عايدة الراقدة نظرت لها تدمعت عينيها وهي تذهب للجلوس على آريكه بالغرفه... دقيقة ونظرت نحو باب الغرفة حين سمعت صوت فتح مقبض الباب، تلاقت عينيها مع عيني عماد الذى رأى بعينيها ذاك الحزن غص قلبه، قائلًا:
يمنى غلبت ماما وفى الآخر نامت.
اومأت سميرة له وإضجعت بظهرها على الآريكه تتنهد بسقم نفسي، جلس عماد جوارها لوقت الى أن نهضت توجهت نحو فراش والدتها نظرت إليها، تنهد عماد قائلًا:
الدكتور قال مش هتفوق غير الصبح تعالي يا سميرة إقعدي بلاش تفضلي تبصي لها الفكر السيئ هيمسك راسك طول ما أنتِ رايحه جايه فى الأوضه.
إستمعت لحديثه وجلست على تلك الآريكه جواره، لكن إنحنت بنصف جسدها للأمام تضع رأسها بين يديها، غص قلب عماد، وجذبها من عضد إحد يديها، رفعت نظرها نحوه، تبسم لها قائلًا:
هتبقي كويسه يا سميرة.
أومأت رأسها تتطلع له بأمل، تبسم وهو يجذبها يضمها لحضنه، شعرت براحه قليلًا، ربما هذا ما كانت تحتاج إليه الآن حضن يضمها يُطمئن قلبها.
❈-❈-❈
صباحً
بمنزل هانى بالبلدة
صحوت فداء شعرت كآن جسدها مُقيد نظرت الى هاني ثم الى يديه اللتان يضمها بهما لصدره تبسمت وهى تتذكر ليلة أمس حين دخل الى الغرفه نظرة عيناه كانت كفيله بخفق قلبها، هاني مثل السقيم يحتاج الى دواء العشق، لكن عادت تتذكر تلك الشمطاء التى تحاول دائمًا إثارة غيرتها بحركات بلا حياء مع هاني، لولا أنها تضبط نفسها لسفكت دمها، لكن هي لديها شعور أن هاني يشمئز من تلك الحركات الفجه، ليلة أمس شعرت كآنه طفل يحتاج إلى عطف، كان سهلًا أن ترفض إقترابه منها لكن لن تفعل ذلك، هو كان صاحب أول خفقة قلب، تنهدت وهى تُغمض عينيها لم تُلاحظ أن هاني قد فتح عينيه هو الآخر، وضمها يشعر بإحتياج لذاك الحضن الدافئ، شعرت بضمة يديه إزدادت، فتحت عينيها تنظر له، تبسمت بتلقائيه حين وجدته يفتح عينيه قائله:
صباح الخير.
قبل مقدمة أنفها قائلًا:
صباح النور عالبنور.
تبسمت له قائله:
واضح إنك صاحي رايق، وده يشجعني أطلب منك إنك تفُك إيديك عني عشان أقوم أحضر الفطور.
ضمها أكثر ظنًا أن هذا عكس رغبتها لكنها كانت تود ذلك العِناق، لكن إدعت التذمر، لم يهتم هاني كآنه نسي وجود هيلدا معهم بالمنزل، إستدار بهما بالفراش حاصرها بجسده بالكامل، نظرت له تلاقت عيونهم بحوار صامت فقط نظرات يستشف كلُ منهما منها مشاعر جديدة على هاني الذي لم يسبق أن شعر بجاذبيه لآي إمرأة،كان فقط يُفكر فى جني المال من أجل مستوي أفضل،لولا ضغط هيلدا عليه لكان الى الآن بلا إمرأة فى حياته،وليته كان ذلك حقًا،بالتأكيد هذا كان من حظه العثر، بينما فداء قلبها يخفق لأول رجل وقعت بغرامه وتمنته زوجًا رغم أنها عرفت لاحقًا أنه متزوج بأجنبيه، صُدف جمعت بينهم من البدايه دون ترتيب من القدر، حتى لقاؤه معها بمحل البقالة كان صدفه بدلت حياتها حين رأتهم بسنت وأخبرت جدتها عن فداء الوحيدة التى عصبت هاني المعروف ببرود مهمت كانت الأفعال، فداء حركت عصبيته... كان هنالك إتفاقًا بين أنصاف وفداء أن تحاول الضغط على نفسها وتتقبل برود ورفض هاني ليس لها بل لفكرة الزواج عمومًا، هى تحملت ذلك وأثبتت له أن هنالك برودًا أكثر منه، بلا وعي أو بشوق إخفض وجهه يُلثم وجنتيها ثم شِفاها بقُبلات ناعمة تزداد توقًا ولمسات تزداد شوقًا ولهفه... وهي تتقبل ذلك برضا منها،
بعد وقت أزاح خُصلات شعرها المُجعد والمُشعث،نظر لوجهها يشعر بإحساس غريب لا يود أن ينهض من عليها،يود أن يلتصق بها،ليست أجمل النساء لكن بها سحرًا خاص بها فقط، سحرها طبيعيًا دون تزييف...
فاق من ذاك التوهان على صوت نقر علي شُرفة الغرفه، نظرا الإثنين نحوها، تبسمت وهو تقول:
ده صوت هديل الحمام وتلاقيه بينقر في خشب البلكونة.
تبسم ثم شعر بثُقل جسده، ربما لا تتذمر لكن هو شعر بذلك نهض عنها وتمدد على الفراش يشعر بهدوء يسمع صوت هديل ذاك الحمام الذى يُشبه حديث مُنمق بين شخصين متفاهمين، تنهد يشعر بصفاء ذهن،إشرآب برأسه ينظر نحو فداء التى جذبت مئزرها وضعته حول جسدها ونهضت من فوق الفراش قائله:
هروح أخد دوش وأنزل أحضر الفطور.
أومأ لها مُبتسمًا، من الأفضل لها الغياب عنه الآن والا جذبها مره أخري يعاود تجربة العشق معها يعود الى ذلك السحر....
بينما دخلت فداء الى المرحاض وقفت خلف الباب تشعر كآن دقات قلبها بسباق، وضعت يدها على شفاها تستشعر قبلات هاني لها قبل قليل تبسمت وهى تتذكر أول لقاء لها مع هاني
ربما أو بالتأكيد لا يتذكر هو ذلك اللقاء العابر
أجفلت عينيها وذكري أول لقاء بينهم [ بالعودة قبل خمس سنوات]
كانت بسنت بالصف الأول الإعدادي، كان هنالك تكريمًا لأوائل نهاية المرحلة الإبتدائيه، كانت بسنت من ضمنهم
كذالك كانت فداء تعمل مدرسه بعقد بنفس المدرسه،
كانت بسنت تقف بين زملائها تشعر بنقص، جميع الاوائل كان ذويهم يحضرون الحفل إفتخارًا بتفوق أبنائهم، لكن هى والدها متزوج بأخري قليلًا ما يتذكرها، إبتئس قلبها من ذلك، لكن تحول ذلك الإبتئاس الى فرحه غامرة حين رأت هانى يُصفق لها، تبسمت له وتوجهت نحوه سريعًا حضنته بمحبه، شجعها وزال شعور النقص عنها، عادت بسنت بين زملائها، بينما هاني ذهب نحو مكان جلوس الأباء، لكن لضيق المكان كاد يتصادم مع فداء التى كانت تمُر فى نفس الوقت بالفعل إحتكا معًا، لكن هاني لم ينظر لها أو ربما نظرة خطف وأكمل سير الى مكان جلوسه، لكن عين فداء نظرت نحوه دون أن ينتبه لذلك، رأت حنيته على بسنت التى كانت تعلم أن لا أحد معها، لكن من يكون هذا الوسيم بنظرها كذالك يبدوا حنونًا من تعامله مع بسنت كآنه والدها حقًا،مر وقت وتعارفت على بسنت وبدأت تتقرب منها كانت كثيرًا تتحدث عن خالها الذى يعاملها أفضل من والدها،كان يتسرب الى قلبها شعورًا خاص حين تسمع إسمه يخفق قلبها،الى أن رأته ذاك اليوم حين تسلمت بسنت شهادة تفوقها بالمرحله الإعداديه كان ذلك صدفه هى تركت التدريس لكن ذهبت الى تلك المدرسه من أجل إبن عمها الذى كان مشاغبًا وطلب منه إستدعاء ولى أمره ولخوفه منهما أخبر فداء بالأمر ذهبت معه حاولت إرضاء مدير الذى صفح عنه،صدفه خلف أخرى وصلت بينهم وها هي الآن زوجته،لكن غص قلبها وتذكرت أنها زوجه ثانيه جازفت،تخشي أن تنتهي سعادتها لو عاد هاني الى فرنسا وإستحوزت هيلدا عليه،وظلت هى هنا زوجه منسيه،
هيلدا تلك الحيه الرقطاء التى جائت الى هنا خلفه من أجل ان تظل امامه طوال الوقت وتشغل عقله عنها،كذالك حركاتها البذيئه التى تتعمدها أمامها،رغم شعورها بنفور هاني لتلك الحركات،كما أنه نهرها وحذرها من فعل ذلك هو لا يهوي تلك الاعيب النسائيه...هى تشعر بخوف أن تكون مجرد شرارة بحياة هاني وتنطفئ سريعًا... تعيش هى بجمر لهيب تلك الشرارة.
إضجع هاني على الفراش يتنهد بشعور كمال خاص، لكن سُرعان ما نهض حين تذكر أن بسنت أخبرته بالأمس عن أن والدها هاتفها يريدها أن تذهب للعيش معه بضع أيام، هى رفضت ذلك،يعلم سبب ذلك بالتأكيد يود بعض المال كعادته،بسبب وسوسة زوجته له كالمعتاد،تستخدم ضعف هاني وإنصاف ومحبتهم لـ بسنت من أجل نيل المال،يشعر بالمقت من زوج أخته الراحله لكن من أجل بسنت يُعطي له المال دون إهتمام،فقط يود راحة بسنت النفسيه وهو عاش من زوج والده حقًا لم يكن سندًا ولا ندًا،بلا أي قيمة...نهض وعاود إرتداء ثيابه،بنفس الوقت كانت خرجت فداء من الحمام،نظرت له قائله:
أنا حضرتلك الحمام هسرح شعري بسرعه وعلى ما تاخد دوش هكون حضرت الفطور.
تبسم لها موافقًا وتوجه نحو الحمام.
بعد قليل خرج هانى من غرفة النوم، لم ينتبه الى هيلدا التى رأته شعرت بحقد وغِل وكراهيه من ملامح وجهه الظاهر عليها الإنبساط تنفست بغضب ساحق لم ترا ذلك على ملامح هاني رغم سنوات زواجهم الطويله،فكر عقلها لابد أن تلك تسحرهُ بشبابها بالتأكيد تستطيع مجابهة جموحه كرجل،هكذا ظنت،إبتئس عقلها لابد لذلك من نهايه لابد أن تُسرع بالرحيل من هنا ومعها هاني قبل أن يستلذ تلد الفتاة المُشعثه والمشعوزة.