رواية جديدة واحترق العشق لسعاد محمد سلامة - الفصل 27 - 1 - الأربعاء 29/11/2023
قراءة رواية واحترق العشق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية واحترق العشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل السابع والعشرون
1
تم النشر يوم الأربعاء
29/11/2023
«كآنها تملكها شيطان»
بمنزل هاني
عدلت إنصاف إحد الوسائد ثم وضعت رأسها عليها تتنهد بسعادة قائله:
كنت عارفه هانى لو له زوجه هنا كان هيتلهف عليها وأهو صدق إحساسي هو هانى إتعلق بـ فداء.
تهكم حامد المُسطح جوارها يشعر بمقت:
بقى هيتعلق بـ فداء اللى لسانها بينقط سم، وياريتها ونص جمال هيلدا، مش مصدق إنه هيجي هو كتير كان بيحدد ميعاد ينزل فيه لـ مصر وبيتراجع فى آخر الوقت، بلاش تعشمي نفسك، مش أول مره تحصل.
نظرت له إنصاف شعرت بإستنكار قائله:
لاء هيجي، وبلاش تقول الكلام ده قدام فداء زى ما حصل العشا.
تهكم حامد قائلًا:
إنتِ اللى بتعشميها،وكمان مدلعاها أوي وسيباها بمزاجها تروح تقف مع أبوها فى السوبر ماركت...كآنها مش فى عصمة راجل.
زفرت إنصاف قائله:
فيها إيه لما تساعد أبوها على ما يشوف بنت تُقف فى السوبر ماركت البنت اللى كانت بتشتغل عنده إتخطبت...و يضايقك فى إيه إني مدلعاها زي ما مدلعه باقية نسوان ولادي،هي تفرق إيه عنهم،بل هى مرات الكبير وصاحب الخير اللى كلنا عايشين فيه... بلاش طريقتك الفظه مع فداء... كتر خيرها إنها مستحملانا فى دار جوزها، لو زي غيرها مبطقش نقعد معاها ساعه فى شقتها كنت سكتت وعملت لها حساب... كل اللى بدعيه من ربنا يكمل فضله على هاني ويكون له ذُريه صالحة من صُلبة تفرح قلبه، وكفايه كلام فاضى أنا مبقتش قد السهر والنوم كابس عليا...إطفى النور وتصبح على خير.
رغم غيظه وإشتهاه لأموال هاني لكن أطفئ الضوء وعاد للفراش يتسطح عليه يشعر بريبه أن تكون حقًا سيطرت فداء على مشاعرهُ ربما عليه الآن الخضوع ومحاولة تلطيف الحديث معها.
❈-❈-❈
بشقة سميرة
ذهبت خلف باب الشقه نظرت الى ذاك القفل كان مُغلقًا كعادة والدتها تُغلقه قبل أن تنام، نظرت خارج باب الشقه عبر تلك الكاميرا المُسلطه فوق باب الشقه كان المكان ساكنًا خاويًا، إذن
صوت جرس الشقه ما كان سوا وهمً إفتعلهُ عقلها ربما كانت أمنية أن يكون عماد قد إهتدي قلبه، لكن هى واهمه، تعلم عماد جيدًا، عماد لديه كِبر، زفرت نفسها وكادت تعود الى غرفتها مع يمنى لكن مرت أمام تلك الغرفه الخاصه بـ عماد، دخلت إليها أشعلت ضوئها ذهبت نحو الفراش هنا كان بداية إحتراق قلبها حين حرق عماد قلبها لأول مرة بطلاقه لها بعد لحظات، هى من إرتضت بُذل نفسها حين أعادها إليه، كان بداخلها أمل، لكن وجدت السراب كعادة كل شئ بحياتها منذ طفولتها تعودت على الطاعه والسير مع القدر الذي يجرفها نحو نيران تحرق روحها، إهتدى عقلها قائلًا:
عماد لو كان لسه بيحبك كان زمانه جالك ومحي اى شئ بيزعلك، إنتِ عارفه إنك مجرد مُتعة غِلط وجاب منها طفله وقال يكمل بمزاجه.
دموع سالت من عينيها وهى تضع يدها فوق بطنها تشعر بعجز دائم بحياتها، عليها الإصرار على قرار الطلاق هو الأفضل لهما، عشقها بقلب عماد كان أساسهُ ضعيفّ أو ربما لم يكُن موجودًا من الأساس، وإحترق بسهوله من أول شرارة.
بدموع تنزف من بين أهدابها، جذبت تلك الوسادة وضعت رأسها عليها، نامت بوضع الجنين ترثي ضعفها الذى سلب هناء حياتها.
❈-❈-❈
بعد مرور عدة أيام
عبر الهاتف
سأل هانى:
قولى عملت إيه فى مُشكلة عينك وإيه سببها مش كنت عملت تصحيح بصر وبقت تشوف بها كويس من غير النضارة.
ترك عماد ذاك القلم الذى كان بيده وإضجع على المقعد يتنهد قائلًا:
للآسف الدكتور قالى إن العمليه دى فى حالات بتبقى مجرد وقت وبيرجع الضعف تانى واضح إنى من الحالات دي،اهو غيرت عدسات النضارة،وبعدين قولي إنت نازل مصر بجد ولا كالعادة تقول جاي ومتجيش.
تبسم هانى وهو يتذكر فداء بشوق قائلًا:
لاء نازل،كان غلطه إنى قطعت اجازتى فى مصر وسافرت مع هيلدا،كمان بفكر أقعد فترة طويلة.
تبسم عماد قائلًا:
ياااريت تلغي فكرة السفر دى تاني،عارف لو مش شروط عقد جوازك من هيلدا كنت قولتلك طلقها لكن للآسف انا عارف إنها هى اللى متحكمه فى الطلاق لو موافقتش متقدرش تطلقها،رغم إنك تقدر تسيبها وتستقر فى مصر،بس عارف هي زى الجرادة هتنزل وراك هنا زي ما عملت،اللى مستغرب له إزاي هى متحكمه فى نفسها وأتقبلت فداء الفترة اللى فضلت فيها هنا.
إسم فداء جعل قلبه يخفق بشوق وتوق،تبسم قائلًا:
أنا نفسي مستغرب من ده،بس حاسس إنها مفكرة إنى إتجوزت فداء عشان أخلف منها.
بمباغته سأله عماد:
وإنت مش متجوزها عشان كده،وكمان عشان رغبة مرات خالي.
بدون تفكير أجابه هانى:
إنت عارف إنى كنت ضد المبدأ ده،وإتجوزت بضغط من أمي،بس إنت الوحيد اللى بيفهمني،فعلًا فكرت فى كده لوقت بس لما عشت مع فداء،حسيت بمشاعر جديده عليا معشتهاش قبل كده،يمكن الغُربه غيرت مشاعري وكانت إتحجرت بالذات بعد جوازي من هيلدا غصب عشان المصلحه،كنت لغيت الستات مع حياتى،معاشرة هيلدا كفيله تكرهني فى كل الستات،أنا دلوقتي عذرتك وحسيت بيك يا عماد لما سميرة بعدت عنك وإتجوزت كنت زي الشريد،حاسس إن كل شئ مالوش معني،أنا كمان كده،رغم إن فداء مراتي بس حاسس إنى شريد هنا... قولى أخبار يمنى إيه فى الحضانه إتعلمت تمسك القلم ولا لسه.
صمت عماد للحظات يشعر بغصوص فى قلبه بنفس الوقت تحدث هاني:
طب يلا سلام عندي اشغال هنا عاوز أخلصها قبل ما أنزل مصر أكلمك بعدين.
اغلق عماد الهاتف وضعه على المكتب وتنهد بشوق قائلًا
-سميرة.
تذكر قولها عن أنها قد تتزوج بآخر بعد إنفصالهم، صدمته بالحقيقه الذي يعلمها أنها ليست سعيدة بحياتها معه، وهل هو الآخر ليس سعيد، الفرحه الوحيدة الذى عاشها هى ولادة يمنى.
-يمنى.
تلك الوردة التى نبتت بعد فترة ندم عاشها بسبب تسرُعه فى لحظة ذهول منه،حتى سميرة واجهته أنها مجرد رغبة،لو كانت كذالك لكانت إنطفأت الرغبه مع الوقت أو بحث عنها مع غيرها،خلع نظارته وفرك عينيه يتنهد بإشتياق...لكن لما يشتاق لهن وهن لسن بعيدات عنه،ترك الزمام لقلبه ونهض جذب النظارة وعاود وضعها حول عينيه،كذالك هاتفه ومفاتيح سيارته مُقررًا الذهاب لرؤيتهن.