-->

رواية جديدة واحترق العشق لسعاد محمد سلامة - الفصل 27 - 2 - الأربعاء 29/11/2023

  

 قراءة رواية واحترق العشق كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية واحترق العشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل السابع والعشرون

2

تم النشر يوم الأربعاء

29/11/2023



بالروضة 

تبسمت سميرة الى يمنى التى تقترب منها، ومدت يدها لها كالعادة من يمنى تود ان تسير دون قيد يد سميرة، لكن سميرة قبضت على يدها وأخذتها الى باب الخروج تسير جوارها تسرد لها مُقتطفات من يومها بالروضه ولهوها  مع زُملائها... لكن فجأة توقفت يمنى وقالت

-بابي. 

قالتها  وحاولت سحب يدها من قبضة سميرة، التى نظرت أمامها تفاجئت بـ عماد يقف أمام سيارته وجهه نحوهن، خفق قلبها لكن سأل عقلها لما أراد أن يُظهر نفسه اليوم رأت سيارته أكثر من مره هنا، تركت يد يمنى التى هرولت نحوه مُبتسمه، جلس على ساقيه يفتح لها ذراعيه، عيناة تنظر لـ سميرة من خلف نظارته السوداء، لاحظ شحوب وجهها الظاهر بوضوح شعر بوخزات قويه فى قلبهُ،لكن أخفي ذلك الإشتياق لها وإستقبل يمنى بين ذراعيه يضمها بحنان ثم حملها ونهض واقفًا يُقبلها حتى وصلت سميرة الى مكانهم،وتبسمت بخفوت حين قالت يمنى ببراءة:

بابي رجع من السفر يا مامي،شوف شعري يا بابي عِفت قصته،وكمان قصت شعر مامي، وناناه عايدة عملت لى ديل سمكه.


تبسم عماد فى البدايه ثم تجهمت عينيه وهو  عيناه مازالت مُنصبه على سميرة التى قالت:

ديل حصان،مش ديل سمكه.


اومأت يمنى ونظرت لـ عماد قائله: 

بابي أنا عاوزه أكل سمك. 


تبسم لها قائلًا: 

وردتي تؤمر. 


لكن سميرة إعترضت قائله: 

مره تانيه يا يمنى خليني أوصلك عند ناناه  عشان.... 


غص قلب عماد يعلم أن سميرة تعترض لمجرد أن تتهرب منه، قائلًا بحِدة:

ساعة مش هتعطل أشغالك الهامة... يلا بينا ومامي حُره. 


كادت سميرة فعلًا أن تستكمل إعتراضها لكن نظرة يمنى المُترجية كذالك قولها: 

مامي عشان خاطري. 


تبسمت سميرة بموافقه، شعر عماد بالغبطة وهو يتوجه نحو السيارة فتح الباب وضع يمنى كانت سميرة صعدت الى السيارة، صعد هو الآخر فتح هاتفه يبحث عن مكان لأحد المطاعم الخاصه بالأسماح ثم تبسم قائلًا: 

فى مطعم قريب من هنا.


هللت يمنى،تبسمت سميرة وجذبتها لتجلس فوق ساقيها قائله:

طب تعالى إقعدي بقى عشان بابي يركز فى الطريق.


جلست يمنى لكن لم تصمت أصبحت تسرد لـ عماد عن يومها بالروضه وأصدقائها الصغار،حتى قالت دون قصد:

مامي كانت عيانه وناناه قالت لها تروح للدكتور عشان وجع بطنها ومش بتاكل.. ناناه بتغصب عليها زيي بس انا بهرب من ناناه. 


إحتقن قلب عماد ونظر نحو سميرة نظرة خاطفه ثم عاد ينظر الى الطريق يستمع الى حديث يمنى الذى تتحدث بطفوله فى أمور مُشتته دون ترتيب منها... حتى توقف عماد بالسيارة أمام أحد مطاعم الأسماك.. ترجل من السيارة، وإنحنى يحمل يمنى كعادته معه دائمًا تود الدلال، دلفوا الى المطعم، شعرت سميرة ببوادر غثيان حاولت السيطرة على نفسها قدر الإمكان، حتى وضع النادل أمامهم أطباق الطعام فجأة شعرت بعدم السيطرة نهضت دون حديث أخذت معها حقيبة يدها وتوجهت نحو المرحاض... إستغرب عماد ذلك  وكاد ينهض خلفها لكن يمنى قالت له: 

بابي السمكه فيها شوك ناناه بتشيله منها وتأكلني، عشان مش توقف فى زوري تشوكه. 


تبسم لها وبدأ فى إطعامها يشعر بالقلق كلما طال وقت عودة سميرة. 


بينما سميرة دلفت الى المرحاض أفضت ما بجوفها، شعرت بوهن لدقائق حتى إستعادت صحتها جذبت حقيبتها فتحتها وأخرجت ذلك البرشام الدوائى، وضعت برشامه بفمها وتذكرت زيارتها للطبيبه قبل يومين فقط، ارادت أن تتأكد أو بالأصح تطمئن على جنينها الثاني كذالك تطلب من الطبيبه إعطائها برشامً خاص للقئ،أصبحت تحتفظ به معها دائمًا بالفترة الأخيرة،شعرت بتحسُن غسلت وجهها حتى تنتعش،ثم غادرت الحمام عادت الى تلك الطاوله،نظر لها عماد كان وجهها شاحبًا،كاد يسألها لكن قاطعه رنين هاتفها،تبدل القلق الى إستهجان قائلًا:

أكيد إتصال من البيوتي،طبعًا اشغالك كتير.


أخرجت سميرة هاتفها ونظرت له ثم لـ عماد قائله عن قصد:

لاء دي ماما أكيد إستغيبت رجوعنا للشقه هرد عليها.


تغاضى عماد ووجهه يده بقطعة طعام نحو فم يمنى وكذالك نظر لها وهى تنظر الى تلك الحديقه المجاورة للطاوله الجالسين خلفها،كذالك بعض الاطفال اللذين يلهون،زاغت عينيها تود ان تلهو مثلهم،بالفعل اخذت منه قطعة الطعام،ثم حاولت النزول من فوق المقعد ساعدها عماد عينيه تنظر لها وهى تتجه لتلك الحديقه،الى أن أنهت سميرة الرد على والدتها،نظرت نحوها قائله:

تعالى يا يمنى كملي أكل.


تبسمت يمنى قائله:

بابي أكلني.


-طب طالما شبعتِ...


قاطعها عماد قائلًا:

هي شبعت لكن أنا مأكلتش وإنتِ كمان.


ردت عليه ببساطة:

أنا مش جعانة و..


قاطعها مره أخرى قائلًا:

بس أنا جعان،وبعدين إيه سبب وجع بطنك اللى يمنى قالت عليه؟.


إرتبكت سميرة قائله:

يمنى بتبالغ وأي كلام قدامها بتعيدهُ.


اومأ عماد لها ثم شرع بتناول الطعام يختلس النظر لـ سميرة التى تنظر نحو يمنى وتقتاط القليل من الطعام...بعد قليل ضجرت يمنى من إرغام سميرة لها لكي يغادروا يكفى لعب،بنفس الوقت صدح رنين هاتف عماد،أخرجه من جيبه ونظر الى شاشته،كذالك نحو سميرة وقام بالرد بإقتضاب:

تمام ساعة بالكتير هكون فى المقر ونتكلم فى التفاصيل.  


نهضت سميرة وذهبت نحو يمنى عادت بها، أشار لها بالعماد بالسير امامه، تركت يمنى يد سميرة وذهبت تتمسك بيد عماد الذى تبسم وحملها بين يديه،الى ان وصلا الى السيارة،اثناء العوده تثائبت يمنى بإرهاق،تبسمت لها سميرة وحملتها على ساقيها سُرعان ما إستسلمت للنوم.


نظر نحوها حين،قائلًا:

يمنى نامت.


ردت سميرة:

من يوم ما راحت الحضانه إتعودت تنام بعد الضهر شويه. 


أومأ عماد وظل صامتًا الى أن توقف أسفل البنايه، ترجل وفتح السيارة لـ سميرة التى ترجلت تحمل يمنى قائله: 

شنطة يمنى بتاع الحضانه فى العربيه. 


إنحنى آتى بها وأعطاها لها، ثم إقترب من يمنى وقبل وجنتها، شعرت سميرة بأنفاسه قريبه من وجهها، أغمضت عينيها للحظه ثم فتحتها، وأخذت حقيبة يمنى وسارت نحو مدخل البنايه غص قلبها حين إستدارت ورأت عماد يغادر بالسيارة ، بينما تتبعهن عماد بعينيه يشعر بإشتياق نحو سميرة، يشتاق لضمها بين يديه لمستها على جسدهُ، قاوم ذلك حين صدح رنين هاتفه، إنتبه وتوجه الى السيارة وغادر.  

❈-❈-❈


مساءًا بمنزل والد فداء 

جلست جوار والدتها التى تبسمت لها قائله: 

أخيرًا ابوكِ لاقى بنت تشتغل فى السوبر ماركت، انا كنت خايفه المدة تطول وحماتك تضايق من إنك بتوقفي معاه فى السوبر ماركت.


ردت فداء:

وحماتي هتضايق ليه.


فسرت لها زوجة عمها التى جائت وجلست معهن:

إنتِ بقيتي مرات إبنها وممكن توسوس له يقلب عليكِ،ولا إنتِ مش ناقصه،ده سابك عروسه وراح ورا مراته التانيه،ياما قولتلك بلاش بطر،البطر سكته وحشه،بعد ما كان بيتقدم لك شباب زي الورد ومش متجوزين قبل كده،لكن أقول إيه ياما...


قاطعتها فداء:

كل شئ نصيب وهاني خلاص جاي بعد بكره،كان فى شوية مشاغل عنده سافر عشانها،وأهو راجع تاني،أنا إتأخرت العشا خلاص خلصوا الصلاة،هقوم ارجع بيتِ لا حماتي تغضب عليا،تصبحوا على خير.


نهضت فداء تشعر بآسف فحديث زوجة عمها كان مثل سكب الوقود فوق النار،أشعل غضبها من هاني التي عشقه قلبها الذى نالت منه الخُذلان.  

❈-❈-❈

ليلًا

تبسمت سميرة حين فتحت باب الشقه وكان أمامها عماد عيناه تلمع بوميض خاص ظنته أنه عاد يعتذر ويحتويها، لكن حين دخل الى الشقه دخلت خلفه تلك المُتسلقة التى إنتشرت صورهم معًا سابقًا، تبدلت نظرة عينيها وخفتت بسمتها بنفس الوقت جائت يمنى توجهت نحو عماد الذى حملها،ثم وجهها نحو تلك المُتسلقة التى حملتها وإدعت محبتها وقبلت وجنتيها،ثم توجهت نحو باب الشقه وخلفها عماد  

الذى أغلق خلفهما باب الشقه كآن ساقيها تصنمت صوتها بُح وهى تتوسل أن يعود لها بطفلتها، إنهارت تشعر بظلام سائد ودُخان يخنقها كآنها بين آلسنة لهب... 


فتحت عينيها بفزع، ونهضت من فوق الفراش أشعلت ضوء الغرفه نظرت نحو الفراش لوهله غامت الدموع عينيها لم ترا تلك الراقدة فوق الفراش إقتربت بلهفه من الفراش تنهدت بإرتياح حين جففت تلك الدموع التى كانت تُغشي عينيها،فجأة هاجس بالخوف سيطر عليها  من أن يأخذ عماد منها يمنى... عادت تفرك عينيها،زالت الغشاوة وها هى  طفلتها نائمة فوق الفراش، صعدت جوارها جلست على الفراش وحملتها بين يديها تضمها لصدرها، لا تعلم لما  حلمت بذاك الكابوس، مستحيل أن يأخذ عماد منها طفلتها التى أعطت لحياتها قيمة، لولاها ما كانت تحملت جفاء عماد معها كانت الحسنه الوحيدة التى تجعلها تغفر له إهانتها معها،شعرت بيد يمنى فوق بطنها،تبسمت لوهله هنالك روح أخري بدأت تنشأ برحمها،هو لم يمنعها من الإنجاب مره أخرى حتى حين أخبرته أنها لم تتناول وسيلة منع الحمل لم يهتم لذلك، لكن ماذا لو علم بحملها عماد الآن  قد يُصر على عدم الإنفصال وتظل حياتها معه أم أبناؤه  وزوجة للفراش،لكن إن تزوج بأخرى بالتأكيد ستُنجب له أطفالًا وتحل محلها...

طلاقه لها بإندفاع سابقًا أكد أنه تزوجها فقط ليرد لها أنها كما تركته سابقًا هو تركها أيضًا بعد أن إستمتع بها، لا لن تظل تتحمل تلك الإهانات منه، أصبح لازمًا عليها التفكير فى حياة مُستقرة بها مع أبنائها وذلك الإستقرار لكن يكون مع عماد والدليل القاطع كان اليوم،فقط مازال مُتكبرًا ،حديثه معها كان جافً،حتى حين عادت من المرحاض لم يسألها لما تأخرت، هو فقط أراد رؤية طفلته هي لا شيئ بحياته فقط رغبة وإنطفأت بظهور غيرها...لقاء اليوم البارد،عدم تمسكه بأن تذهب معهم،وليتها ما ذهبت معهم وتحكمت بعدم ذهاب يمنى، لقاء موجع أكد لها أنها أصبحت خارج حياته،بل أكد إنتهاء حياتهما معًا.  


تابع قراءة الفصل