10قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشق لهدى زايد - الفصل 11 - 2 - الجمعة 10/11/2023
قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هدى زايد
الفصل الحادي عشر
2
تم النشر يوم الجمعة
10/11/2023
❈-❈-❈
حاولت " نبيلة" أن تقتنع بكلمات والدها لكن قلبها يحدثها بأن الأمر لن يكون بهذه السهولة التي يتحدث بها أبيها، مرت ساعة تلو الأخرى
حتى مر أكثر من خمس ساعات و لم يأتي والدها ظلت تجوب الغرفة ذهابًا إيابًا و يـ ـدها
مثبتة على أذنها في المحاولة رقم عشرون للوصول إلى ز و جها، و لكن هاتفه خارج نطاق التغطية كادت أن تصرخ من فرط غيظها ولجت والدتها و بين يـ ـدها كوبًا من المشروب الساخن، وضعته على سطح الكومود ثم قالت بنبرة متعاطفة :
- اهدي يا نبيلة يا بنتي و إن شاء الله خير !
ردت " نبيلة " بنفاذ صبر قائلة :
- اهدأ إيه ياما دا عبد الكريم خطـ ـف البت
- يا بنتي محدش بيخـ ـطف بنته أكيد راح بيها هنا و لا هنا و راجع تاني
- راجع إيه دا تليفونه مقفول و محدش عارف يوصله و ابويا بيقول محدش شافه من صباحية ربنا !
تابعت بصراخ قائلة:
- يالهوي بنتي راحت مني خلاص !
ردت " دعاء" بصراخ و هي تضع صغيرها على الفراش و قالت:
- ياما قلت لكم حد يروح معاه دا ملوش أمان و مش بعيد ياخد البت و يمشي قلته لا دا مستحيل و مش عارفة اشربوا بقى !
ردت " نبيلة " بصراخ و هي تتوسل شقيقتها
- ابو س ايـ ـدك يا دعاء كفاية أنا على اعصابي و مش ناقصة و لا فايقة أنا اللي فيا مش في حد و الله العظيم !
فرغ فاها لترد عليها لكن قاطعتها "نبيلة" متجهة حيث والدها الذي ما أن ولج من باب المنزل و علامات الحزنز اعترت وجهه، وقفت مقابلته متسائلة بلهفة قائلة:
- ها يا بابا وصلت لـ عبد الكريم ؟!
لم تجد أي إجابةً منه فكررت سؤالها على أمل أنه يجيبها لكنها للمرة الثانية تجد نفس الصمت هزته في ساعديه و قالت بصوت مرتفع
- رد عليا يا بابا فهمني بنتي راحت فين ؟!
بنتك راحت مع أبوها و عبد الكريم طلع مطلقك غيابي من غير ما يقول لحد و النهاردا اخواته ادوني ورقتك و قالوا كل شئ نصيب .
اردف والدها عبارته و ملامحه تعتريان الحزن و الأسف الشديد، لم تتحمل تلك المسكينة هذا الكم من الصدمات المتتالية سقطت مغشيًا عليها و عندما عاد لها وعيها دخلت في نوبة بكاء هستيرية، لم تحدث أحد لكن كل ما قالته أنها تريد ابنتها فقط ابنتها و لا شئ غيره
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع
لم يحدث شئ فيه جديد جدير بالذكر الحياة هادئة و الوضع كما هو عليه، كل ما هنالك أن "شهاب" الوحيد الذي استطاع أن يصل لإبنتها
فقرر أن يقدم المساعدة ليسوء الأمر أكثر من ذي قبل كان جالسًا في إنتظارها داخل غرفة الضيوف بمنزل أبيها، أتت و جلست مقابلته
استمعت له حتى أنته، نظرت له ثم قالت بصوتٍ بالكاد أن يكون مسموعًا:
- خلصت كلامك ؟!
- اه
لحظة صمت مرت بينهما ثم قـ ـطعته و هي تقول بمرارة
- أنا اللي غلطانة كل اللي حصل لي دا و اللي لسه هايحصل لي أنا السبب، ايوة أنا السبب مكنش ينفع اشتغل معاك بعد عبد الكريم ما قالي لا بلاش شغل معاه يا نبيلة
تابعت بمرارة و هي تمد يـ ـدها و تاركة لدموعها العنان
- بس ما باليـ ـد حيلة مكنش في ايـ ـدي حل تاني قدامي غيرك ! كنت محتاجة للفلوس مش بدلع و الله العظيم و الله العظيم ما كنت بدلع
اطبق " شهاب" على جفنيه بقوةً و هو يسحق أسنانه من فرط غضبه الشديد، حالتها يرثى لها فتح عيناه ذاهلًا حين قالت بندم شديد تكاد أن تفقد عقلها مما فعله بها ز وجها عفوًا طليقها
- يارتني كنت سبته يعمل فيا ما بادله و ياخد مني بنتي و يحر ق قلبي عليها كدا، يا رتني مُت و لو جه اليوم دا
رد " شهاب " بنبرة معاتبة قائلًا:
-بعد الشر عليكي يا نبيلة و أنا اعيش في الدنيا ازاي من بعدك أنتِ لو جرالك حاجة أنا امو ت عليكي
لم تتحمل " نبيلة" أكثر من ذلك وثبت عن مقعدها و قالت بصراخ:
- تمو ت و لا تغـ ـور في ستين داعية أنا مالي من يوم ما شفتك و أما شفتش يوم واحد راحة و المصايب بترف على دماغي من يو مها
أشارت بيـ ـدها تجاه باب المنزل قائلة :
- امشي اطلع برا و مش عاوزة اشوف خلقتك كفاية لحد كدا
هوت على أقرب مقعد ثم دفنت وجهها بين كفيه و قالت من بين دموعها المنهمرة على خديها
- كفاية ابو س ايـ ـدك كفاية قلبي مبقاش متحمل .
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوعًا كاملًا كان " فارس" يبكي ليلًا نهارًا، بسبب الاًلم التي تجتاح جـ ـسده الضعيف، كانت ساقه تـ ـزف إثر الحر ق الذي تسبب فيه ز و جة أبيه، علمت جدته أن ساقه مُصابة بحر ق من الدرجة الأولى، ظلت تصرخ و تنوح على حفيدها الذي كاد أن يُبتر ساقه من التلوث الذي نتج عن هذا الحر ق .
ضمته لصـ ـدرها بحنانٍ بالغ و قالت بعتابٍ
- ليه بس يا فارس ليه بتلعب في الفحم و هو مولع ؟
هذه اكذوبة كانت من اختراعه و التي لقنتها له ز وجة أبيه مرارًا ظل الممرض يطهر له الجر ح بينما اكملت جدته وصلة العتاب
- و ليه ما تكلمتش و عرفتني إنك محر وق كدا
- كنت خايف يا ستي من ابويا كنت خايف يضر بني
انتهى طبيب الجراحة من تضميض حرجه و كتابة بعض العقاقير و المضادات الحيوية له، اخذته و غادرت المشفى، عائدة إلى بيتها الذي تحول لجدران حزينة تكاد تبكي من فرط حزنها مما فعله بها ولدها " عبد الكريم" رحل دون وداع رحل و ترك خلفه قلوب تحتر ق إثر افعاله، دخلت حجرتها و اعطت لحفيدها الدواء و اطعمته ثم دثرته جيدًا لـ يرتاح قليلًا، جلست بجواره شاردة الذهن تفكر في ما يحدث حولها، لا تعرف إن كانت ظلمت " نبيلة " أم لا و ماذا عن حفيدتها التي لم ترأها
و ماذا و ماذا و ماذا.
تنهدت بعمقٍ و هي تمدد جـ ـسدها جوار ذاك الصغير لتأخذ قسطًا من الراحة، لعل عقلها يتوقف قليلًا عن التفكير الذي كاد أن يفقدها عقلها.
في شقة " والد نبيلة "
كانت جالسة تتصفح هاتف ز و جها تقرأ بعيناها الرسائل الصادرة و الواردة، علها تجد ما يوصلها إليه اختر قت حسابه الشخصي و حاولت قراءة الرسائل علمت أنه صنع مصوغات لأحدى الشركات الكبرى، و تقاضى نصف المبلغ و تبقى النصف الآخر موعده في مساء الغد، قامت بمراسلاتهم و اخبرتهم بوفاته و أنها تريد أن تتقاضى الباقي من متسحقاته، كان يراسلها إحدى المساعدات لـ مدير الشركة و حددت معها الموعد و أنها في انتظارها غدا قبل الخامسة عصرًا، أخبرت أختها ماحدث فـ سألتها قا ئلة بفضول
- طب و أنتِ هتروحي بكرا الساعة كام ؟
- بكرا الساعة خامسة
- طب و أنتِ متأكدة إنك كدا هتخرجي عبد الكريم من مكانه اللي مستخبي في ؟!
- يعني إيه ؟
- يعني ممكن يسيب الفلوس و يقول مش مهم و بردو كدا مش هنعرف مكانه
- أنا مش مخوفني غير حاجة واحدة
- إيه هي ؟!
- يعني الحلو اللي اسمه حمدي دا عامل لي زي العفريت بيطلع لي من أي مكان و أنا مش عارفة هو يعرف موضوع الفلوس دي و لالا لو عرف هيبقى مصيبة و هعرف اخدها و أنا مش محتاجة الفلوس أنا بس محتاجة اخرج عبد الكريم من المكان اللي هو في مش عارفة لو حمدي طلع يعرف كل حاجة ها يبقى التصرف ازاي و لا إيه اللي ممكن يحصل ؟!
- أنتِ خايفة كدا ليه ما اللي عاوز يعمله يعمله و لا لي عندنا حاجة و لو فكر يضايقك صوتي و اقلبي الدنيا عليه و ساعتها محدش قدر يقول لك أنتِ بتعملي إيه ؟
حركت " نبيلة "رأسها علامة الحيرة و قالت:
- مش عارفة يا دعاء خايفة و مرعوبة، دي آخر محاولة ليا في إني اوصل لبنتي بعد البلاغات اللي مجبتش نتيجة دي
ربتت " دعاء" على ظهر يـ ـد أختها و قالت بتشجيع
- متقلقيش خير بإذن الله قومي أنتِ بس و قولي يارب و ربنا هيقف معاكي بإذن الله .
تشجعت " نبيلة " بعد أن استمعت لحديث شقيقتها بدأت ترتب خطواتها بدايةً من الغد