-->

10قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 11 - 3 - الجمعة 10/11/2023

 

قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هدى زايد


الفصل الحادي عشر

3

تم النشر يوم الجمعة

10/11/2023


❈-❈-❈


وفي عصر  اليوم التالي،  كانت تسير  بخطواتها الهادئة في الحارة  تقابلت مع  والدة عبد الكريم استوقفتها و هي تقول بنبرة حانية  له 

- سلامتك يا فارس 

- الله يسلمك يا مرات عمي 



تابعت بمكرٍ و هي تنظر لجرحه المضمض و قالت:

- قل لي إيه اللي عمل فيك كدا ؟ 

- الفحم وقع على رجلي 



نظرت له نظرة ذات معنى  و قالت بشكٍ 


- فحم إيه يعمل لك كدا يا فارس ؟ مش أنا قلت إن المعلقة مرات أبوك  وقعتها على رجلك ؟ 



رد " فارس "  بإ ستنكار و قال:  


- أنا !!  أنا قلت لك كدا لأ دا انا الفحم وقع على رجلي يا مرات عمي والله   تلاقيكي سمعتي غلط 

- طب يا حبيبي مالك خايف كدا ليه انا مصدقاك  يلا اسيبك بقى مش عاوز حاجة ؟ 

- لأ شكرًا 



نظرت لـ والدة عبد الكريم و قالت بحزنٍ  


-  أنتِ زعلانة مني ليه هو انا اللي أنا اللي اخدت بنتي و هربت من  ابنك  يا أم حمدي ؟! 

-  ملوش داعي الكلام يا نبيلة عشان أنتِ عارفة مين السبب في اللي وصلنا له ! 



ردت " نبيلة" و على ثغرها إبتسامة خفيفة باهتة،   تنهدت ثم قالت 


-  ماشي يا أم حمدي  اعتبريني السبب في كل حصل لابنك طب و اللي حصل لي أنا مين السبب  أنا بردو ؟ 



لم ترد عليها والدة "عبد الكريم "  بل شاحت بوجهه  بعيدًا عن ناظريها ، و على ثغرها  إبتسامة ساخرة 


غادرت " نبيلة "   و بداخلها شحنة من الغضب الشديد،  كانت تريد أن تصرخ بكل ما اوتيت من قوة  لتفرغ غضبها و غيظها  لكنها الآن بالطريق  لو فعلت هذا لن ينعتها الناس سوى بالمجذوبة، سقطت دموعها على خديها بغزارة، ظلت تكفكف  دموعها التي تتجدد  دون سابق إنذار 


بحثت كثيرًا عن الشركة التي كانت تحدثهم عن طريق الرسائل الخاصة،   كادت أن تفقد الأمل إلى  أن وصلت أخيرًا  و لكن بعد عناء شديد،   جلست على المقعد المقابل لمكتب مدير الشركة تستمع له و لاعتذارته الطويلة التي لا فائدة منها،   تنهدت بعمقٍ و قالت بنبرة منهكة 


- أستاذ فضل أنا تعبانة و مش قادرة اسمع لحضرتك أكتر من كدا  بصراحة  معلش تطلع لي  الشيك عشان الحق اصرفه و امشي 

-  انا مش عارف اقل لك يا مدام نبيلة بس الحقيقة الخزنة قفلت و أنا مش  هاقدر اصرف  الفلوس النهاردا 

-  و حضرتك ماقلتش كدا ليه من الأول ؟ 

-   و الله بحاول  افهم حضرتك كدا من بدري و أنتِ مش فاهماني  

-   طب و العمل ؟ 

-   مافيش غير إنك تاخدي جزء من المبلغ و بكرا تيجي تاخدي الباقي لو مستعجلة اوي يعني 

-   اجاي بكرا ؟!  واخد نص الفلوس !؟  حضرتك أنا مش بشحت منك أنا عاوزة فلوسي على بعضها و النهاردا زي ما اتفقت مع السكرتيرة و هي قالت لي إن دا كان ردك أصلًا 



وقفت عن المقعد و غادرت  غرفة المكتبة و هي تقول بجدية و نبرة تحمل شئ من الحدة 


- أنا هاجي لحضرتك في نهاية الأسبوع و ياريت يكون المبلغ كله موجود يا أستاذ شكرًا مع السلام 



قامت بفتح الباب و قبل أن تغادر وجدته يقف أمامها ذاهلًا، كانت متخشبًا  كالتمثال الذي برع الفنان في نحته،   اقترب منها و قال بإبسامته الخفيفة 


- ازيك عاملة إيه ؟ 



نظرت له طويلًا ثم عادت ببصرها لأسفل، تنحنحت و قالت بهدوء عكس ما كانت تتحدث به في الداخل منذ قليل 


-  الحمد لله أزيك أنت 


-  شهاب فينك يا راجل من زمان 


- عند اذنكم 



أشار " فضل " بيده لصديقه المقرب  و طلب منه أن يلج. لكنه اعتذر و هرول خلفها و هو يقول بسرعة 


- راجع لك تاني يا  فضل  متقلقش 



ثم هتف  بصوته شبه عالِ قبل أن تلج هي المصعد  الكهربائي و قال 


- نبيلة لحظة  



و لج أخيرًا المصعد الكهربائي و ضغط على زر الطابق الأرضي. و قال  بصوتٍ يملؤها الشوق 


- محتاج اتكلم معاكي



تعجبت " نبيلة " من سر الاهتمام و تلك النبرة المتوسلة التي يتحدث بها،  قررت أن تصغى إلي من باب الفضول ليس إلا،  قاد سيارته  متجهًا إلى أول مكان تقابل معها فيه،  ظلت تستمع إليه و لا تعرف في أي حديث بالتحديد يتحدث،  تنهدت بعمقٍ  و هي  تشيح بوجهها للجهة الأخرى سرعان ما عادت ببصرها و هي تقول بتأفف 


- هو حضرتك جايبني هنا عشان تقول كنت عاوز  اعتذر لك عن اللي حصل و نفتح تاني في القديم ؟! 



بحبك 



قالها " شهاب "  بسرعة و بدون تفكير أو حتى دون تجمل في اعترافه،   قرر أن لا يؤجل الامر أكثر من ذلك،   أما هي  فقررت أن تغادر المكان بعد أن تُلقي في وجهه  كوبًا من المياه شديدة البرودة  عله يستيقظ من غفلته تلك،  انتفض  ما أن لمست المياه وجهه كانت علامات الدهشة و الذهول الشديدان تعتري وجهه .



عادت  لتجد مصيبة أكبر من  مصيبتها مع ذاك الشهاب الوقح، وجدت " حمدي " جالسًا في غرفة الضيوف بـ شقة والدها  كان في  انتظارها،  نفث لفافة تبغ تلو الأخرى، و نفذ صبره ولجت و هي تلتقط أنفاسها بصعوبة شديدة،  هتف والدها عدة مرات. و نبرته تحمل السُخرية، أتت لتعرف سبب وجوده لكنها تفاجئت بهِ يسألها و كأنها ز و جته 


- كنتِ فين ؟ 


- نعم ؟! 


- بسألك كنتي فين ؟!! 


- و أنت مالك اصلًا ؟! 



قبض على ذراعها بقوةً كاد أن يكـ ـسره،  تأواهت و عيناها انفرجت عن آخرهما،  و صـ ـدرت شهقة عاليةً من هول صدمتها من ردة فعله المفاجأة، لم يكترث لصر اخها و لا والدها الذي يحاول أن يخلصها منه. ليقول بنبرة حادة لا تقبل النقاش 


- لأ مالي و نص يا حلوة أنتِ في حكم خطيبتي و قريب اوي ها تبقي  مراتي يعني الخروج بحساب و الدخول بحساب و لو مش عجبك اخبطي راسك في الحيط  


- أنت ازاي تعمل كدا أنا هابلغ فيك الحكومة و اخليهم يلموك يا 



قاطع " حمدي"  صراخ والد " نبيلة" بصفعة مدوية ذهل على إثرها الجميع،  سقطت دموع والدها من هول الموقف،  شعر أن انكسر كبريائه كـ راجل مُسن في عمر والده،  لم يتوقع تمامًا أنه سيفعل بهِ هكذا،  بينما هو نظر في وجوه الجميع و هو يوجه سبابته  نصب أعينهم و قال 


- الكلام دا مش هاعيده تاني،  خروج من باب البيت دا من غير أذني ممنوع  و اعملوا حسابكم إني هكتب عليكي الخميس الجاي 



تابع بنظرة ساخرة و هو يمرر لسانه على جانب شفتاه و قال بتحذير مبطن يعلمه من هو خبير ببواطن الامور 


-  و بدل ما تبقى دخلتنا أنا و أنتِ تبقى دخلتك أنتِ بس و بردو في أبيض بس ملفوف من ساسك لراسك  



علمت أنه يريد أن يحذرها  بالموت   و أن ما يرمي إليه هو تحذير مباشر و واضعًا لأمرهم حده .


جلس من جديد على الأريكة و بدأ في إشعال  لفافة تبغ جديدة،  جذب والدها و هو يضغط على رسغه بعنف  و قال ساخرًا 


- اقعد يا حمايا  البيت بيتك اقعد يا راجل ما تتكسفش 



تابع بإشارة من رأسه  لـ نبيلة قائلا:


- خفي نفسك يا عروسة و اعملي لي فنجان قهوة على ما تحضري لنا الغدا من ايدك الحلوة دي، يلا يلا يا عروسة ما تقفيش كدا خلي التأمل فيا بعدين لما نبقى مع بعض 



غادرت " نبيلة" الردهة و اتجهت إلى المطبخ، وقفت أمام  الموقد تصنع القهوة بحسرةً و قهر على ما آلت إليه في الأوان الأخيرة،  استمعت لصوته الجهوري و هو يطلب منها التعجل كأنه امرأته و هو يمارس حقه في البيت بشكلٍ طبيعي 


استدارت بجـ ـسدها كله و قالت من بين

 أسنا نها قائلة بنبرة مغتاظة منه و من جحوده 

- إلهي ما تلحق تشربها يا بعيد و ربنا ياخدك و ارتاح منك 



نظرت لـ القهوة التي كادت أن تنسكب على سطح الموقد، رفعت بسرعة و قامت بسكبها و هي تبكي إثر الحرق الذي أصاب يدها،  قربت القدح منها و بصقت فيه من فرط غيظها 


الوضع بالنسبة لها أصبح يسبب لها النفور، ألهذه الدرجة كان " عبد الكريم " يرفع عنها كل هذا و هي لا تدري، كيف ستتحمل كل هذا 


إن رفضت الز و اج منه هذا يُعني الهلاك لـ والدها أتٍ لا محال و إن وافقت فـ هي القت بيدها إلى التهلُكة  بكل سهولةً و يسر .


على ما يبدو أنها  ستذهب إلى أحدهم ينقذها 


❈-❈-❈


على الجانب الآخر و تحديدًا في مكتب


"فضل "  صديق " شهاب"  المقرب  ظل يتسأل عن سبب ذهابه فجأة و عن عودته فجأة لكنه فضل الصمت،  ليرد فجأة بسؤالا آخر 


- قل لي أنت هي كانت بتعمل إيه ؟ 


- قصدك مين ؟! اه قصدك مدام نبيلة، دي ياسيدي تبقى مرات واحد كان بيعمل لي شغل عشان العرض الجديد، و عرفت صدفة إنه اتوفى و هي بتطالب بباقي مستحقاته 


- و كام المستحقات دي ؟ 


- يعني حاولي 10 الاف جنية أنا فاكر إنها ها تيجي بكرا و لا بعده و إن مواعيدها مضروبة زيي اتفاجئت بيها جاية لي في معادها طبعًا مكنتش محضر نفسي و هي مشيت من غير ما تخد فلوسها بس هي ها تيجي بكرا 


- طب أنا عاوزك لما تيجي لك هي بكرا ما تتدهاش الفلوس بتاعتها و لا تخليها تتطول منك جنية


 يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدى زايد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة