-->

قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 14 - 1 - الأحد 26/11/2023

  

قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هدى زايد


الفصل الرابع عشر

1

تم النشر يوم الأحد

26/11/2023



كان " شهاب" واقفًا في غرفة " نبيلة"   يطحن أسنانه من فرط غيظه،  أما هي كانت نائمة إثر المهدئات الطبية التي يصفها لها الطبيب نظر لها ثم عاد ببصره لأختها و قال 



- هي بقالها قد إيه على الحالة دي ؟ 



- بقالها يومين لا أكل و لا شرب 



ولج " فارس"  خلف جدته  التي وقفت لتطمئن على حالة تلك المسكينة،  نظرت له و قالت بفضول 



- مين حضر تك ؟ 



- دا الاستاذ شهاب الشناوي  يا أم عبده و كان بيزور مريض هنا و عرف إن نبيلة تعبان قال أما يطمن  عليها 



- أنت شهاب اللي بهدلت  ابني  و ماشي  مع مراته  و يا ترى عرفت إن بنتك ماتت هي كمان  و لا لسه ؟



 استيقظت   " نبيلة "  إثر صوت والدة عبد الكريم الغاضب و هو يقفذها بأبشع الالفاظ،  التقطت  أذنها آخر كلماتها عن ابنتها التي لم تراها  طيلة هذه ردت بتساؤل و قالت بعدم فهم: 



- بنت مين اللي ماتت ؟! 



تجاهلت والدة عبد الكريم  سؤالها، و تابعت  بشماتة  قائلة: 



 الحمد لله إني عشت و شفت اليوم دا بنتك ماتت يا شهاب بيه عشان تعرف الحرام عمره ما بيدوم ابدًا دوق من نفس الكاس اللي ابني داق منه اوعى تكون فاكر إن بنتك دي ها تعيش و تشيل اسم ابني والله ما حصلت و لا هاتحصل ابدًا طول ما أنا عايشة و اللي كنت ناوية اعمله ربك عمله من غير ما الطخ ايـ ـدي بدم طفلة بريئة مالهاش أي ذنب غير إنها بنت زاني و زانية



حدجها " شهاب " و قال من بين أسنانه 



- لولا إنك ست كبيرة أنا كنت رديت عليكي رد مكن هيعجبك بس معلش أنا هعرفكم مين هو شهاب اللي تتكلموا عنه كدا ! 



❈-❈-❈



 لم تنجح والدة عبد الكريم في خطتها و لم تُبعد التهمة عن ولدها، تعلم جيدًا أن الصغيرة ابنة " عبد الكريم " و لكن  قلب الأم و غزيرة الأمومة دفعتها بأن تقـ ـذف " نبيلة" بـ شيئًا لم تفعله قط لمجرد أن تُبعد تفكيرهم عن " عبد الكريم" لم تكن تعلم أن بفعلتها تلك قدمت لهم ولدها على طبقٍ من فضة، فرغ فاها لتُكمل حديثها اللاذع 



قاطعتها " دعاء " بصفعة قوية لم تتوقعها والدة عبد الكريم من فتاة في مثل عمر ابنائها،  اتسعت أعين " فارس" و هو يرَ جدته تعرضت لـ الضـ ـرب و لأول مرة في عمره يرَ موقفٍ كـ هذا على ما يبدو أنه سيرَ عجب العجاب في هذه العائلة،  انتشلته " دعاء " من صدمته بصوتها العالِ ليتابع ما تقوله لها بتحذيرًا 



و اضح 



- حسك عينك تجيبي سيرة أختي على لسـ ـانك تاني اختي أشـ ـرف منك و من أي حد تعرفي اختي جزمتها برقبـ ـتك، و بنتها اللي بتقولي عليها بنت حرام دي تبقى بنت عبد الكريم  يعني بنت حلال صدقتي صدقتي ماصدقتيش إن شاء الله عنك ما صدقتي و لو زي ما هي بتقولي كدا ابنك المحروس خدها و مشي ليه ؟! ها ! و بعدين  مش مجبرة اني اثبت لك حاجة  و اطلعي من هنا بالذوق بدل ما اخلي اللي ما يشتري يتفرج عليكي



ختمت حديثها  قائلة بنبرة تحذيرية 



- و خلي بالك  لتكوني فاهمة إنك لما تيجي هنا و تعملي الشويتين بتوعك دول و ننسى إن ندور  على بنتنا و نرجعها لحضـ ـن امها  تبقي بتحلمي و قولي لابنك مش هننسى . 



❈-❈-❈


خرجت والدة عبد الكريم و هي تجر حفيدها خلفها كالبهائم كاد أن يقع ثلاثة مرات و لكنه حافظ على توازنه، أما شهاب نظر لـ دعاء و قال بجدية 



- المكان هنا مش امان انا لازم انقلها فورًا 



- مش ها ينفع الدكتور مانعها من الحركة 



صمت قليلًا و هو يدس يـ ـده في جيبه لـ يخرج هاتفه المحمول و قال



- خلاص هحاول أأمن لك الدنيا قبل ما امشي 



رد بلهفة قائلا: 


- فضل بسرعة عاوز ك في موضوع ضروري مش هاينفع على التليفون في خلال نص ساعة بالكتير  و تكون عندي و هات معاك الحرس بتوعك ايوة زي ما بقل لك كدا سلام 



خرج من غرفتها و هو يقول لـ اختها بجدية 


- متخرجيش من الأوضة لحد ما ارجع لك ما تضما نيش إيه اللي ممكن يحصل 


- حاضر 



بعد مرور نصف ساعة 



قررت  " نبيلة"  أن تخرج عن صمتها بعد طيلة هذه المدة  لتُعلن عن وجودها  في غرفتها أخيرًا،  غضبت كثيرًا من تصرفات اختها الجنونية  هدرت بصوتها الغاضب ما أن خرج " شهاب" و قالت بحدة:


- أنتِ ازاي تعملي كدا من غير ما ترجعي لي 


- كنت عاوزة ارد لك حقك يا نبيلة 


- و أنتِ كدا بقى رديتي حقي ؟! 


- طبعًا أنتِ مش شايفة من ساعة شهاب ما جه هو و اللي اسمه فضل دا عمله إيه تقولي وزراة الدخلية بنفسها 


- أنتِ غبية ما بتفهميش ! 


- أنا يا نبيلة ؟ 


- ايوة أنتِ عشان المفروض ربنا مديكي عقل بس حضرتك تقريبا عندك مكان العقل جـ ـزمة قديمة  اللي حضرتك عملتي دا معناه إن أنا و شهاب فعلا ماشين مع بعض و ليها حق أم عبده تقول اكتر من كدا ما هو اختي ساعدتها على دا 



انهت " نبيلة " حديثها بصرخة مدوية و هي تهشم كوب الماء بأحد الجدران،  ولج " فضل"



 الذي كان واقفًا امام الباب و قبل أن يطرقه 

وصل إلى مسامعه المشاجرة التي نشبت بينهما طرق بخفة و ولج ليجد " دعاء" تشاهد مايدور حولها بأعين ذاهلا ممزوجة بالدموع،  تنحنحت و هي تقترب من اختها في محاولة منها لتهد أتها و قالت 


- طيب اهدي و كل حاجة تتصلح 



رد " نبيلة " بغيظٍ شديد 

- غوري من قدامي أنا مش عاوزة اشوف وشك أنتِ السبب منك لله دمرتيني أنتِ اخت أنتِ روحي يا شيخة تتدوقي اللي دوقته 



لم تكن تعلم " دعاء" أن نبيلة يصل بها الحال بأنها تتدعي عليها و ليس لها،  على الرغم من أن دعاء لم تخطئ في تصرفها لكن من وجهة نظر أختها مخطئة حتى النخاع،  لم تشعر بنفسها إلا و هي تجذب حقيبتها الجلدية و تغادر المشفى و دموعها تنساب على وجنتها،  تقابلت مع والديها في الرواق حمـ ـلت ابنها 



"جا سر"  استوقفتها والدتها منادية قائلة



- في إيه يابت مالك ؟ خُدي هنا فهميني ؟ 



لم ترد على تساؤلات و الدتها و لم تنتبه لنداء والدها و لم تشعر بشيئًا من الأساس،  ولج والديها و هما يتعجبان من الحرس و ذاك الرجل الذي يدعى "فضل" ،  سأل العم محمد ماذا حدث و ما الذي يفعله هنا،  و في الوقت الذي يعرف فيه كل شئ كانت ز و جته تعرف من ابنتها ردت معاتبة نبيلة و قالت 


- اخس عليكِ يا نبيلة هي يعني اختك عملت إيه لـ دا كله 


- بردو بتقولي عملت إيه يا ماما بعد كل اللي حكا يته ؟ 



تابعت بمرارة من بين دموعها قائلة:

- يعني اليوم اللي ابقى عاوزة اعرف عن بنتي  حاجة  يبقى خبر مو ت بنتي 



ولج والدها و قال بنبرة حزينة مما حدثش لابنته الصغرى 



- مهما كان يا بنتي مكنش ينفع تتكلمي معاها كدا قدام الراجل الغريب 



- يا بابا بقل لك ام عبده اتهمتني بالز نا و قالت إن بنتي بنت حرام و م بس كدا كمانرقالت إن بنتي ما تت يا عالم بتقول بنتي ماتت و أنتوا بتقولوا اختي عملت إيه ؟! أنا في إيه و لا إيه 



- و هو أنتِ فاهمة لو اختك ما عملتش كدا كانت ها تقول عليكِ ملاك بجناحات ؟! بردو كانت ها تقول و يا عالم كانت ها تعمل إيه تاني ؟ و بعد تعالي هنا قولي لي  هي لو ما تت زي ما بتقول عبد الكريم مرجعش ليه ؟! و لا هو فينه أساسا !


ردت " نبيلة" بنبرة متأففة قائلة:

- اللي حصل بقى يا بابا 

- ليه بس يا بنتي هي اختك ناقصة كفاية 

جـ ـوزها و علاجه و ابنها اللي لسه بير ضع و مطلع عينها بأكله اللي عاوز مصاريف قد كدا ها تيجي أنتِ  و الزمن كمان عليها ! 

- معرفش إيه اللي حصل لي يا بابا لما عرفت اللي حصل  حست بنار قايدة في قلبي 

- تقومي رامية النار دي في وش اختك بردو يا بنتي 

- خلاص يا ماما بقى أنا مش ناقصة كفاية اللي أنا في لما تيجي بكرا ابقى ارضيها بكلمتين و خلاص 


تابع قراءة الفصل