رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل الأول - 3 الجمعة 24/11/2023
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
تم النشر بتاريخ
الجمعة
24/11/2023
الفصل الأول
3
جلس قابعًا في
مكتبه يراجع الأوراق التي تحتاج لتوقيعه أو توقيع غيره بشكل أصح بعد أن كان المالك
الوحيد لها
ليصبح بين
ليلة وضحاها أجيرًا لديها
لم يعد يتحمل
ذلك الوضع الذي أجبر عليه، سيحاول أخذ ما هو حق مكتسب له وحده، ولن يقبل تلك
الإهانه التي أجبر على تحملها
لكن كيف ذلك
وهو ولا يملك ما يساعده
فقد أصبح كل
شئ في متناول أخيه
عاد لذكرياته
في ذلك اليوم الذي ذهب إليهم يطلب مساعدتهم.
فلاش باك
وقف أمام أخيه
الذي كان يبتسم إليه بود ليرد هو بحقد
_ أنا عايز حقي.
اختفت ابتسامة
جمال تدريجيًا وهو لا يعي ما سمعه من أخيه الذي ظن بأنه تغير فسأله بشك
_ حق ايه اللي
بتتحدت عنيه؟
نهض منصور
موليًا ظهره إليه وتحدث بتسويف
_ حقي في الأرض
ولا انت نسيت إني ليا النص فيها.
صُدم جمال؛
وأى صدمة وهو يقف أمام ذلك المتبجح يطالب بورثه ووالده على قيد الحياة
تقدم منه
ليجذبه من ذراعيه لكي يواجهه وتحدث بانفعال
_ چاي تورث في
أبوك وهو لساته عايش يا ابن ابوي؟!!
ارتبك منصور
وتظاهر بالقوة وهو يقول باحتدام
_ بس ده حقي،
انا بمر بأزمة مالية صعبة ومحتاج فلوس ضروري
_ حق أيه اللي
چاي تتحدت عنيه يامنصور
التفت كلاهما
إلى عمران الذي دلف الغرفة بهدوء يتنافى تمامًا عمَّا بداخله من غضب
وجه جمال نظرة
حذرة لأخيه كي لا يعيد فتح الموضوع أمام والدهما لكن منصور لم يبال أو يهتم وغمغم
بجمود
_ حقي وجاي
أطالب بيه
نظرات
الازدراء الذي وجهها عمران لولده الذي لم يتغير مطلقًا رغم ما حدث له ألجمته لثوان
معدودة ثم تابع باستياء
_ الأرض اللي
كلكم عايشين من خيرها ووصلتكم للمستوى ده أنا فين منها؟ انتو كده بتظلموني.
لم تثر كلماته
سوى مرارة وازدراء في قلب والده
فضرب بعصاه
الأرض وتحدث بقوة
_ واني امتى
ظلمت الغريب عشان أظلم ولدي اللي من صلبي؟
تقدم منه
عمران نظرًا إليه بخيبة أمل
_ انت اللي ظلمت
حالك محدش منينا ظلمك، أخذت الفلوس وهملتنا وحدينا نقاسي واني شايف أخوك بيشقى
ويتعب من غير ما يكل ولا يمل
قلبي كان
بيتقطع عليه واني شايفه راچع وش الصبح بيعد الخطاوى اللى هتقربه لفرشته عشان يترمي
عليها
ازداد حديثه
حدة وعلا صوته وهو يتابع
_ كنت فين انت
من كل ده؟
كنت فين واحنا
بنكمل عشانا نوم عشان مكنش فيه اللقمة اللي نكمل بيها
عشت حياتك
بعيد عنينا وحرمتنا منك وحرمت نفسك منينا
وچاي بعد كل
ده تطالب بحقك واني لساتني عايش على وش الدنيا؟
قال كلمته
الأخيرة بغضب هادر جعل وتيرة تنفسه تزداد حدة مما جعل جمال يخشى عليه فأسرع إليه
ليهدئه قائلاً
_ لا يابا هو
ميقصدش هو بـ….
قاطعه عمران
بانفعال
_ ملوش حاچة
عندي والفلوس اللي أخدها كانت اكتر من حقه وكفاية عليه قوي لحد أكدة.
أدار ظهره له
ليقول بمغزى
_ شرفت بيت أخوك.
قالها بقوة
مؤكدا على كلمة أخوك
مما جعل منصور
يوجه نظرة غاضبة إليهما ثم خرج من الغرفة ليجد الجميع واقفين أمام الغرفة
منهم من ينظر إليه بازدراء، ومنهم من ينظر
بعتاب كحال ابنته التي تقف بجوار زوجها الذي ينظر إليه باستياء
تركهم وغادر
وعين والدته ترمقه بحسرةً عليه حتى أختفى من أمام عينيها
استقل سيارة
أجرة كي يلحق بطائرته منتويًا الذهاب دون عودة تلك المرة.
لا يعرف ماذا
يفعل الآن وكل الطرق اصبحت مسدودة أمامه
غدًا إن لم
يسدد القرض سيخسر كل شئ
هل سيظل مكتوف
الأيدي وكل شئ يضيع من بين يديه؟
وضع رأسه بين
يديه يفكر في حل لتلك المعضلة فهل سيستطيع ذلك أم ماذا؟..
باك
عاد من
ذكرياته على صوت مديرة مكتبه التي تسأله عن الأوراق
فينحي الملف
من أمامه وهو يقول بغضب
_ اتفضلي ابعتيه
فاكس عشان يتمضي وسلمية للمسؤول.
اخذت المديرة
الملف وخرجت من الغرفة تحت نظراته الحاقدة لكل ما يحدث.
❈-❈-❈
نظرت إلى جاسر
الذي غرق بنومٍ عميق وهي
لم تذق طعم
النوم في ليلتها تلك وعادت إليها ذكريات الماضي وهي تتذكر يوم خذلها أمامهم وكسر
قلب جدتها التي مازالت تشتاقه رغم أفعاله.
تندهش حقًا من
مدى جبروته وكيف أنه استطاع الوقوف أمام أبيه يطالب بما ليس له من حق
تتذكر نظراته
لها وهو يخرج من المنزل لم تفارق مخيلتها لحظة واحدة
فلاش باك
خرج منصور وهو
ينظر إليها ببغض بادلته هي بعتاب ثم تركها
وغادر
نظرت لجدتها
التي لم تبك تلك المرة على غير عادتها بل التزمت الصمت وأخفت حزنها بداخلها و
كأنها أيقنت بعدم جدوى لدموعها على قلب ألف القسوة و ألفته
لكن عمران لم
يستطيع الثبات أكثر من ذلك وهوى على المقعد بتعب فأسرع الجميع إليه بقلق إلا سارة
التي شعرت بالخجل و الخزي من فعلت والدها ففضلت الانزواء بعيدًا رغم قلقها علي
جدها ظنًا بأنه سيبغض وجودها أمامه الآن أو أنه سيذكرها دائمًا بحقارة والدها
بكت بحرقة وهي
تراه يخرج من غرفة مكتبه متظاهرًا بالقوة رافضًا يد أحفاده التي تمتد إليه لتساعده.
مما جعلها
تبكي بقهر على حاله
دلف غرفته
ودلفت جدتها خلفه كي يبث كل منهما حزنه للآخر و يشكو إليه قسوة ولدهما الذي يزداد
جحودا وتجبرًا كل يوم عن الآخر
لاحظها جمال
الذي علم ما يدور بخلدها فطلب من ابنه أن يأخذها ويصعد بها غرفتهم..
تقدم منها
جاسر ليجدها تنهار في البكاء، فأخذها تحت جناحه بصمت وصعد بها إلى غرفتهم التي من
أن أغلق بابها حتى ألقت نفسها بين ذراعيه تبكي بانهيار.
رغم الغضب
الذي استحوذ عليه إلا إنه أحاطها بتعاطف وتحدث بلهجة هادئة بثت الاطمئنان بداخلها
_ متزعليش
ياسارة هو كدة ومش هيتغير وجدي هيحزن شوية وينسى
هزت رأسها
الذي تخبئه في صدره وقالت بنحيب
_ متخيلتش أنه
يكون بالجبروت ده، كان جوايا أمل أنه هيتغير بس بعد اللي عمله ده أكدلي أنه عمره
ما هيتغير عشان كدة مكنتش عايزاه يعرف إني رجعت.
تنفس جاسر
بعمق كي يهدئ من غضبه فلا ذنب لها في ذلك
_ عشان كدة كنتي
رافضة ترجعي؟
أومأت له بصمت
فأبعدها عنه قليلًا كي ينظر إليها وقال بثبات
_ متفكريش فيه
اعتبريه مش موجود وخليكي قوية بيا أنا، فاهمة؟
أومأت له
وعبراتها تتدفق بغزارة من عينيها ليتعاطف معها ويقول بحنو
_ سارة أرجوكي
متعيطيش دموعك دي بتعذبني وبتخليني أكرهه أكتر.
حاولت بصعوبة
السيطرة على دموعها فتغمضها بقوة ولكن فتحتها عندما وجدته يمسحها بإبهامه ويردف
بعاطفة
_ قلتلك قبل كده
وهقولها تاني طول ما أنا عايش مش هسمح لحاجة أنها تكسرك أو حتى تزعلك، مش عايز
أشوف الدموع دي تاني فاهمة؟
ابتسمت من بين
دموعها عندما لم تجد الكلمات التي تصف بها مدى تعلقها به فعادت تخفي وجهها في صدره
ويضمها هو بكل العشق الذي يحمله لها..
باك
عادت من
ذكرياتها على صوت طفلتها التي أخذت تبكي فنهضت مسرعة كي لا توقظ أباها الذي تململ
في نومه
وحملتها وهي
تقربها لحضنها وكأنها تمحي أحزانها في ذلك الحضن البرئ
وكأن تلك
الصغيرة علمت بمعاناة والدتها إذا اوقفت البكاء عندما شعرت بدقات قلب والدتها التي
تشعرها بالأمان..
❈-❈-❈
ندوب من
الماضي لم تلتئم رغم مرور عام
مازال يقف على
ذلك القبر الذي شيده لها بجوار والدته
مازال فراقها
يؤلمه وشعور الذنب بداخله يزداد ويزداد حتى جعله زاهدًا تلك الحياة
أختار البقاء
داخل المزرعة وترك جده الذي مات وحيدًا بعد أن أكد له بأنها أقدمت على الانتـ.ـحار
كوالدته
شئٍ بداخله
يخبره بأنها لا تزال على قيد الحياة
لكن كيف ذلك و
قد بحث عنها في كل مكان ولم يجد لها أثراً.
الصمت يخيم
على المكان والشمس أشرقت على الدنيا بضياءها الساطع إلا أنها لم تستطع أن تبدد ذلك
الظلام الدامس الذى غرق بداخله
وكأنه كتب
عليه أن يعيش في ظلمات الماضي مهما فعل.
انتبه على صوت
أحد العمال وهو يسرع إليه وهو ينادي عليه
اندهش مهران
عندما وجده يقف أمامه و يلتقط أنفاسه بصعوبة فسأله بحدة
_ في ايه
يامخبول انت؟
حاول الرجل
تنظيم أنفاسه كي يستطيع التحدث مما جعل مهران يسأله بانفعال
_ متقول فيه
أيه؟
تحدث الرجل
بصعوبة
_ لقينا…
قتيـ.ـلة في الأرض اللي ورا المزرعة
عقد مهران
حاجبيه مندهشًا لتتلاعب الظنون بداخله وينقبض قلبه خوفًا وهو يردد اسمها
_ حلم؟!
يتبع..