-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 47 -2 - الإثنين 25/12/2023

  

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


 

الفصل السابع والأربعون

2

تم النشر الإثنين

25/12/2023



أطبق على جفنيه وهو يحملها ويضمها إلى صدره، ويصرخ بحراسه

-الحقوا العربية بسرعة، عايزها من تحت الأرض

اتجه بها يضمها إلى صدره، وجسده عبارة عن كتلة نارية تريد أن تلتهم مايقابلها..وجد الجميع بالأسفل ينتظرونهم 

أسرعت سيلين إلى يونس 

-ايه ال حصل..هز رأسه بحزن على ليلى وراكان الذي تخطاهم ولم يرد على أحدًا فكان حزنه والمه  كافيا لهدم الكون بما فيه

وصل إلى غرفته..وضعها بهدوء على الفراش، وبدأ يفوقها باستخدام روائحه

-حبيبتي فوقي، ليلى حبي افتحي عيونك ياروحي ..رمشت بعيناها وبدأت تفتحها بتمهل، وصلت زينب وسيلين اللتان ظهر على وجههما الحزن والألم معا

جذبها لأحضانه، وأطبق على جفنيه يقاوم ألم روحه بما يصير معه

حاوطت خصره تهمس له 

-راكان عايزة أنام، سبني أنام وخلي بالك ..توقفت عن الحديث فزعة تدفعه 

-زين، فين زين..نهضت سريعا من فوق الفراش واسرعت إلى غرفة رضيعها، تبحث بالغرفة كالمجنونة

-ابني فين..زين فين، وصلت زينب وسيلين إليها يجذبوها

-ليلى حبيبتي اهدي، راحو يجبوه 

-يجبوه..يجبوه منين حضرتك مصدقة كلامك..ونظرت لأشيائه تضمها وتستنشقها 

-انت فين ياقلب ماما، مالحقتش اشبع منك ياروحي

هوت على الأرضية تحتضن اشيائه 

-حبيبي كدا تسيب ماما، بكت بشهقات مرتفعة 

-ابني بيعيط ياماما، ابني عايز يرضع

❈-❈-❈


كان بغرفته واضعا رأسه بين راحتيه،انسابت عبراته بكثرة عندما فقد السيطرة من حالة زوجته المدمية للقلب، نهض بجسد سُلبت روحه واتجه إليها بعدما فقدت والدته السيطرة على بكائها، وصل إليها 

-حبيبتي ، قومي معايا ياليلى متقعديش كدا، وبطلي عياط الولاد نايمين 

نظرت بعيناها المغشية بالدموع 

-هاتلي ابني ياراكان، انا عايزة ابني، بيعيط ياراكان والله بعيط انا سامعة صوته 

ضمها بقوة لصدره ولم يتحكم بدموعه التي أغرقت وجهه، ضمها ثم رفعها وتوقف متجها إلى غرفتهما 

-ابعتي ليونس ياسيلين خليه يدلها مهدئ..اومأت وقامت بمهاتفة زوجها 

وضعها بحنان على الفراش، يجذب الغطاء عليها

دفعته بغضب وصرخت به 

-إياك تقرب مني، انت مالكش دعوة بيه، هو مش ابنك اصلا، مش دا كلامك، كل ال بيحصلي بسببك انت، امشي من وشي مش عايزة اشوف وشك، خليك مثل علينا وقول انك مش فاكر حاجة..اقتربت وغرزت عيناها الباكية بمقلتيه المتألمة

-خبيت علينا عشان ايه، مش عايز تفهمني عشان تحمينا، اهو ابنك اتخطف من بيتك في وسط حرسك بوجودك كمان 

دفعته وصرخت كالمجنونة 

عملت ايه قولي عملت ايه وهم بيخطفوا ابني، انا ال تعبت فيه، خمس شهور وانا بموت بيه وبحارب في كل الجهات وانت عامل ولا كانك تعرفنا

اقترب منها 

-ليلى..وضعت كفيها على اذانها وصاحت صارخة

-مش عايزة اسمع صوتك، عايزة ابني، ابني وبس، امشي من قدامي

نزلت كلماتها القاسية كالصاعقة تفتت قلبه إلى اشلاء، حتى جعلته غير قادرا على التنفس، وشحب وجهه بالكامل 


اقتربت زينب بعدما وجدت حالة ابنها المتألمة، وضمتها بين أحضانها 

-تعالي ياليلى، بلاش تقولي كلام حبيبتي وتندمي عليه، أنتِ موجوعة 

بكت بشهقات مرتفعة 

-أنا مش موجوعة ياماما، انا بموت خلي ابنك يرجعلي ابني ياماما

وصل يونس إليهما ..أشارت زينب بهدوء إليه ..تعالي ياليلى..قالتها زينب وهي تجذبها إلى فراشها، ساعدتها على التسطح، اتجه يجذب ملابسها واوقف والدته 

-استني ياماما، لبسيها دا..اخذت إسدالا لها وساعدتها بإرتدائها..ثم دثرتها طابعة قبلة على جبينها 

-حبيبتي ارتاحي ابنك هيرجعلك..اتجه يونس إليها وقام بحقنها وهي تهذي 

-عايزة ابني ياراكان، هاتلي ابني، رجعلي روحي ياراكان 


خرج الجميع من الغرفة، وظل هو واقفا ينظر إلى ملامحها الشاحبة بحزن، ود لو يصرخ من أعماقه بكل ما أوتي من قوة على مايشعر به من تفتت روحه 

اتجه بخطوات سلحفية وهو يرسمها بعينيه ثم جثى أمامها واضعا رأسه بعنقها 

-سامحيني ياليلى، سامحيني حبيبتي، اوعدك هرجعلك ابننا 

رفعت كفيها الذي بدأ بتخدره بسبب مفعول المهدئ ووضعت على وجنتيه

-حبيبي عايزة زين، عارفة انك هتجيبه، روح هاتلي زين ياراكان، هاتلي ابننا

طبع قبلة عميقة على جبينها ثم نظر لعيناها

-حاضر ياليلى، هرجعلك ابننا، حتى لو كلفني حياتي ..انسابت عبراتها تهز رأسها رافضة حديثه

-عايزاكم انتم الأتنين، عايزاكم انتم الاتنين..قالتها ثم ذهبت بسبات عميق 

تحرك للخارج سريعا، وقام بمهاتفة جاسر الذي كان يغفو على الأريكة ..استمعت جنى إلى صوت هاتفه، تحركت إلى الخارج 

-جاسر..فتح عيناه،ثم هب فزعا ينظر إليها 

-فيه حاجة، تعبانة..هزت رأسها بالنفي فنظرت الى هاتفه 

-تليفونك كان بيرن ..مسح على وجهه، بعدما تنفس بهدوء

-اقعدي عشان مدخويش تاني..جلست بجواره، نظر لتلك الكانولا التي مازالت بكفيها ثم أردف

-رُبى هتيجي دلوقتي عشان تاخدي دواكي..ابتسمت له 

-متخافش عليا أنا كويسة، وشوية هروح بيتنا بس مستنية عز لحد مايرجع..وصل جواد متجها إليهما 

-جاسر انت لسة هنا، مروحتش ليه يابني..أشار على الأريكة 

-نمت يابابا وماحستش بنفسي، ثم اتجه بنظره الى جنى التي اختفت بأحضان جواد وأكمل 

-مكنش ينفع امشي قبل مااطمن على جنى..طبع جواد قبلة على رأسها واجابه

-جنى زي الفل ياحبيبي، روح انت عشان مراتك دولقتي قلقانة عليك 

قاطع حديثهما رنين هاتفه، ابتسم جواد وأشار إلى الهاتف 

-شوفت قولتلك زمانها قلقانة، ومتنساش إنها حامل 

اومأ برأسه، وجذب هاتفه ولكن توقف ينظر إلى والده 

-دا راكان البنداري، ضيق جواد عيناه، متسائلا

-راكان دلوقتي الساعة اتنين ..اجابه جاسر

-أيوة ياحضرة المستشار

-تمام مسافة السكة واكون عندك، متحاولش تعمل حاجة لحد مااوصل ..انتظر جواد حديثه

-ابنه اتخطف من بيته..أطبق جواد على جفنيه وتألم قلبه عندما تذكر خطف غنى ثم تنهد بحزن قائلا:

-مش هيسبوه فهمته قبل كدا ، وادي النتيجة

قطب جبينه وتسائل:

-ليه عايزين منه ايه، مش اتحكم في القضية، وكمان هم مفكرين أنه لسة فاقد الذاكرة 

ربت جواد على كتفه 

-خد بالك من نفسك، عشان هما عايزين يبعدوك عن القضية، لازم تشك في كل ال حواليك، بلاش تتهور ياحبيبي ، عارفك ساعات بتتهور، دول مجرمين ياجاسر، والدم عندهم زي المية 

تحرك مستديرا إلى الخارج 

-حضرتك ال بتقول كدا ياحضرة اللوا، دي أمانة لبلدي، غير وظيفتي، ومسؤولية وعهد علينا ياحضرة اللوا، أسرعت خلفه بخطواتها الثقيلة بسبب مرضها 

-جاسر..توقف مواليها ظهره للحظات ولكنه استدار عندما استمع لصوت بكائها 

-خد بالك من نفسك، خاف على نفسك وبلاش تتهور وفكر في ال بيحبوك..تراجع إليها وجذبها لأحضانه لاغيا كل شيئا..كور جواد قبضته بعنف بعدما تأكد من ظنونه، استمع لشهقاتها بأحضانه وهمسها 

-لو حصلك حاجة ابنك هيتيم خليك فاكر أن فيه ناس ممكن تموت لو حصلك حاجة

أخرجها من حضنه وضم وجهها 


❈-❈-❈

-اي يابت ياجنى بقيتي درامية ليه كدا، بابا مشاعره الأبوية هي بس ال خلته يقول كدا ..رفع نظره إلى والده الصامت وتسائل:

-مش كدا ياحضرة اللوا .اقترب منهما، يجذب جنى لأحضانه 

-صح يابابا، روح شغلك عشان متتأخرش، اختك مندفعة شوية، مش كدا ياجنى

اومأت دون حديث وتحركت إلى الداخل، انحنى يهمس لها بجوار أذنها 

-هجي بكرة اياكي مش الاقيكي، وخفي من شركة الراجل أبو عيون زرقة دا، بغير منه ياجنجنون

قالها وتحرك متجها للخارج

احتضن جواد وجهها 

-لدرجة دي بتحبيه يابابا..وضعت رأسها بأحضانه وهمست 

-عمو جواد اتصل ببابا عايزة أكلمه وحشني أوي، مش المفروض يرجعوا 

ضمها متجها بها إلى الأريكة 

-بتهربي من ابوكي ياجنى..مش احنا بقينا اصحاب ، وهتقولي لصاحبك كل حاجة

وضعت رأسها بأحضانه 

-أنا تعبانة وعايزة أنام ياعمو ممكن 

خرج جاسر متجها إلى قصر البنداري بعدما اتصل بباسم 

-عمو باسم ابعتلي قوة لقصر البنداري، ابنهم اتخطف