-->

رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 16 - 1 الخميس 21/12/2023

 

قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية عقاب ابن البادية

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل السادس عشر

1

تم النشر يوم الخميس

21/12/2023

❈-❈-❈


- حييييه عليا حيييه من وين جبتيلي هالحكي أنت؟ 


سدينة

- هنن متفقين بعرف بعرررف اصلاً مبينه والرضيع يفهمها، واللي مايفهم اللي سونه بيكون جحش، لا والله ماحصل جحش. 


وهنا فتحت عوالي فمها بصدمة ورفعت عصاها هذه المرة لتنزل بها على سدينه تضربها في كل مكان وتصيح:

-  يعني انا ماحصلت جحش؟ ياكلبة الوديان يام قمل ودبان، واللله اليوم لاقص لسانك واعلقه برقبة جحش من اللي تقولين عليه، ، لا وليش لسانك.. اليوم نحلقلك عاللحم واخليكي تشبهين مسعود الأقرع، بلكي اذا خف الشعر عن مخك يدخله الفهم.. مايزه.. يااامايزه جيبيلي المقص قوااااام.


سدينه سمعت هذا الكلام وانتفضت واقفة وامسكت نعليها كُل بيد وجرت من أمام عوالي وهي تصيح... - واااااك اعليا خربوني وخلوني مااجيب ولاد، وفوقها الشيخه ودها تحلقلي شعراتي،، وين اروح منكم يالظلااااام ويييين ارووووووح.


عوالي

- العمى اللي يعميك ياسدينه صايره مهبوله واهبالك كل يوم يزيد عن يوم.


مايزه:

- اعذريها ياشيخه قلبها محروق وتعرفينها تغار والغيره حاميه.. ومن يعرف يمكن مكاسب بدت تجاكرها وتكايدها، هي اي عاقله بس تضل ضره والضره مره وتتلون متل الحرابي.


عوالي:

- شيعيلي على مكاسب الحين ودي اشوف الحق مع من.. والعايبه ياويلها مني.

اتت مكاسب على الفور مع مايزه وهي تعلم ماتريدها فيه الشيخه وجميع دفاعاتها حاضرة..

 فدلفت للخيمة واول مااستهلت به حديثها:

- وغلاوة ابني اللي ولد خوكي حارق قلبي عليه ماقصدت لا اغورها ولا اجاكرها، ولا جه ببالي اني اكايد بوليدي وحيدي واباهي بيه.. 

وبعرف ان اللي يباهي ويغور بنعمه تزول من يده واني ولدي عندي بالدنيا كلها.. اني حلفتلك بالغالي تصدقي تصدقي ياعمتي ماتصدقي ويش ماتحكمي بيه يمشي على هالرقبه.

- يمكن ماغورتي ولا جاكرتي بس تسرسبتي في كلامك  وماحسبتيله حساب وهالشي يوجع يامكاسب، راعي انك كنتي بمكانها وقصير تزوج عليكي لانك قليلة ولد، المفروض قلبك يكون فيه حن عاللي خذت مكانك وانت الله عوضك ورزقك.


- بهاي الحق معك ياعمتي اني دجيت كلامي دج وماحسبته،بس والله كنت نحكي من قهري على وليدي اللي بعده عني قصير وحرمه من حناني واحضاني ورماه رمية الكلاب الجربه.

- ويش عمل فيه قصير يعني لتحكي هالحكي؟

- يرضيكي ياعمتي يحرم عليه مجلسي وخيمتي ويحطه مع الصغار بخيمتهم، ويقوله لا تسمع كلام امك؟ 

- اي يرضيني يامكاسب، اتركي الوليد لابوه يربيه وحيري ببنياتك. خلص خلفتيه وكبرتيه وماعاد الك حكم عليه، صار أمره بيد أبوه.. صكري فمك واللي يصير على كل الحريمات يصير عليكي واللي يصير علي وليداتهم يصير على وليدك، قولن مافي غيرها جابت صبي؟ 

والحين يلا ردي لخيمتك واذا اسمع شكوي منك مره تانيه بعمل فيكي اللي مايعجبك يامكاسب يابنت خوي. 

- امرك شيخه، اخر غلطه العفو والسماح منك. 


عادت لخيمتها وامام الخيمة وجدت قصير يشد أحد حبال الخيمة ويربطه جيداً في الوتد فاقتربت منه وبغضب حدثته:

- ان شاء الله ارتحت تو ياقصير بعدت عني وليدي الوحيد ورايح ترميه بحضان الوبا، وهو  ماعنده اخو يسنده،ولا عندنا وليد غيره، 

حتى بعد زوجناك لتجيب ظكور ماجبت.. زودت البنته بنيات.. 

الباين كيف مايقولو الراجل هو سبب جنينه ياوليد.. يابنية والمره مالها دخل. 

قصير :

-ايش تقولين انت؟ .. يعني اتزوج الثالثه واشوف الذكور والبنيات مني ولا منكن؟ 

ماأنتو بنات عم وطرحكم كله واحد، وهي ماطلعت لامها طلعت عليكي بس تجيب بنيات..

 لا وجايه ترمين السبب عليا، والله يامكاسب لو فيا حيل لوجع الراس  لأجيب عليكم التالته والرابعه،

 بس اللي حايشني عنكم اني مو فاضي واللي ورايا هم قبيله بحالها.. 


وبعدين انت ليش عامله مناحه، ليكون اللي بيصير مع ولدك ماصار مع غيره! 

- وليدي مو متل غيره ياقصير، وليدي وحيد وخايفه عليه.. وبس جيت أسألك كيف قلبك طاوعك عليه؟ 


قصير:

اريده راجل متل عقاب ينضرب بيه المثل بكل مكان، 

وادعي ربك ان وليدك ينولها 

وصكري فمك، نا ساكت داير حساب ان قلبك متاخذ على وليدك.


-بس مو بهي الطريقه ياقصير، وماتروح ترميه لصبيان صغار يديرون فيه شو مابدهم، ويقسون عليه ويعذبونه، ويخلصون منه عذابك فيهم.. اشفق على وليدك الوحيد ياقصير لا تتركه بيد غريب..


-الغريب اللي تحكين عليه عقاب البوادي وصقرها، واريد ولدي يصير متله، والله وقتها ما اعطي حدا بكل القبايل معي.. وامشي رافع راسي للسما فيه اذا صار وليدي عقاب مثله..

 والحين تصكرين فمك وتروحي من وجهي والا امد يدي عليكي يامكاسب وابلعك لسانك اللي مابقى يجيني من وراه غير اوجاع الراس


في اليوم الثاني خرج هلال مع آدم ورابح ورجوه وسالم لأول مرة، وقضى هلال ساعات النهار كلها معهم، ولأول مرة يمشي كل هذه المسافات، ولأول مرة يركض ليحضر الاغنام من هنا وهناك حتى انهكه التعب، وطوال الوقت امه مكاسب تدور في الخيمة قلقة. تتسائل تُرى ماذا حل به الآن وكيف حاله.. فهدرت بها رجوة التي كانت متكئة تأكل من حلواها الخاصة بتلذذ:


-ويش فيك يامكاسب متمغمطة بس غاب عنك هلال نهار! .. وانا اللي اغيب عنك يومين ولا شهرين ماتسألي فيا..

 والله انك أم ظالمه وربي راح يشويكى على الصيخ كيف مانشوو الكبش وتنقطين دهن من كل مكان.. 


وانا راح امسك دراع الصيخ واديره لاجل تتحمري من كل جنب. فوق وتحت ليذوب اللحم ويقعد العضم  


- الله يشويكي شوي يارجوه ويشوي لسانك الفالت.. خزي عليك اني امك يافانص كيف تحكي معي هيك؟ 


- اي كل ماتفوهنا بكلمة فانص وفانص.. انتي وعوالي الجنيه وكل ماامر على حدا يقولي وين رايحه الفانص من وين رداه الفانص، والله اللي يقولي يافانص مره ثانيه لأكون مسوياله مثل سالم واحطله تين فسرواله.

- والله انك ماتستحين ولا عندك حيا ياعديمة الحيا، وتو اطلعي من الخيمه واتركيني بهمي ولا اسوي حفره وادفنك بأرضك.

- الشيخه قالتلي ماتطلعين لحين تطيبين.

- قالتلك ثلاث ايام وليكي عشره راقدة وتتوجعي بالكذب، وكل اللي سوتها معك قامت وتجري وترمح بين الخيام مثل السعدان، 

بس انت عجبتك النومه ومجايب سالم ليكي كل يوم ينزل الحضر مخصوص يحمل ويجيب ويحط بحجرك.

- وانت ايش قاهرك بنومتي ومجايب سالم؟ ما حتى انت طايلك من المحبه شوي،  اسمع بالليل حس القرمشه وافتح عيوني اشوفك حاطه راسك بالكيس وتاكلين من حاجتي كيف الفار.

 وما أرضى احوشك اقول خليها تاكل حرام يمكن تموت ونفسها بيهم واتسمم انا بعدها مااتهنى بيهم.


- والسسم اللي يسمك والله اذا ماطلعتي من الخيمه هالحين يارجوه لاجيب الشيخه عوالي تعاود عليكي الختان وتعلمك الادب.

صرخت بها رجوه بغضب:

- ويييش ضل تختنه ماضل شييي، خلي تقطع رجولي هالمره.

والله لاقول لابوي يجيبلنا ام غيرك وهانا في خيمتك وفرجيني  ايش بتساوي. 

-والله يارجوه لاكون قاصه لسانك بس اروقلك.. انما الحين انا مو رايقه. 


- ايي ضلت رجوه للقصقصه كل اللي  رايح واللي جاي يقص منها شي، قص اعماركن انشالله. 

ظلت مكاسب على قلقها، وخرجت من الخيمة تراقب الطريق وتنتظر عودة إبنها، حتى رات سيارة قصير عائدة من بعيد، من ناحية وديان  المراعي، فانفرج ثغرها عن إبتسامة وهي تردف لنفها:

- جا وليدي نبض قلبي جا. 

ولكن حين اقتربت منها السيارة وجدت بها قصير والجميع ماعدا هلال إبنها.. فسألتهم بخوف:

- وين وليدي، وين هلال، ليش ماعاود معكم؟ 

ليجيبها آدم بهدوء:

- عمي قصير تركه وقاله يعود لحاله للخيام. 

وهنا صرخت مكاسب صرخة جلجلت القبيلة، ثم هرولت علي خيمة الشيخه عوالي تشكوا اليها قصير وأفعاله:

- ياعمه.. عمتي عوالي.. 

عوالي:

تعي ياعمتي تعي ويش فيك حسك يرجف؟ 

مكاسب بعياط:

-تو انا ماصدقت حصلت نتفة اوليد وعشانه تحملت واجد ومازال انتحمل، 

لكن ولد خوك قصير يريد يقتله وما واخذته بقلبي شفقة ولا ارحمة يرضيك ياكبيرتنا يرميه فالوادي بعد المغرب وسيبه ويقوله رد للديار اوحدك،كنت بلكي ذيب ولا سبع طلع كله وما رد، ويش اسوي انا بروحي؟

الصفحة التالية