-->

رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 10 - 2 الخميس 14/12/2023

قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية عقاب ابن البادية

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل العاشر

2

تم النشر يوم الخميس

14/12/2023


 الصفحة السابقة


مكاسب:

- وانتي ليش لازقة في بيها؟ خوديها خارج الخيمه والهيها..

تعرفين لو صار شي منها لخوك ماتلومي الا روحك يامعزوزة

فردي بالك من رجوة لتعضه.

 

نهضت معزوزه وحملت اختها واخذت تحاول إطعامها سقاوه بحليب، فكانت الطفلة تأكل وهي تنظر لأمها، وبكائها لا ينقطع

فحملتها رجوه وخرجت بها وذهبت  خلف الخيام وجلست تحت النخيل لتسكتها عن البكاء،

ولكن الصغيرة الغيرة من اخيها جعلتها كالمحمومة التي تهزي دوماَ بإسم أمها ولا تصمت..

 

كانوا الاولاد في طريق للعودة للخيام بالاغنام بعد ان قاموا برعيها، وقد بدا الليل يسدل ستائره.. فنظر اليها رابح بغرابة وتقدم الجميع نحوها، وسألها :

-:ايش فيها رجوه يا معزوزة

وليش دايرة حايرة ابها، للحين ماسكتت؟

معزوزة:

- والله انها ذوبتني تعب وين تشوف امي وهلال ما يهنالها بال وعلى شوفتك

رابح :

-من غدوى استاذني عمي قصير وجيبيها عند المرعى بتشوف الشواهي وتبعد عن أمها ويهدا بالها.

معزوزه:

- بي يجي غدوه، والله الليل ويش كثر طوله مع صراخها يارابح وامي قلبها صاير عليها متل حجر الرحى قاسي.

رابح:

أمك من يوم اللي خِلقت البنيه وهي قلبها حجر اعليها ماجدت القساوة علي قلبها.. يلا الحين عاودي وقضي الليل معها كيف ماكان والصباح انا بمر اعليكي واخذكم معي وانشالله تلعب وترتع و تسكت وتنسى الغيره شوي.

 

في صباح اليوم التالي استاذنك معزوزة ابيها ان تذهب برجوة عند المرعى فوافق

معزوزة :

-هيا يارجيوه هبلتيني وطيحتي ذراعي واقدامي

رجوه تأن وتحن وتبكي

فاخذتها وذهب عند رابح وسالم وآدم وبقية الصغار ..

فاخذها منها رابح واصطاد لها يمامه واعطاها لها.. فضحكت وهدأت وبدأت تلعب بها وتجرى خلف صغار الماعز والأغنام..

 

رابح:

- روحي انتي يامعزوزة وسيبيها ولو رقدت انا نروحها لك

معزوزة:

-ولو عيطت ايش اتديرلها؟

رابح:

-انت تو ايش شايفه اهي ماسكه فالطير وتلعب وتجري ورا الحلال اتقول كانت مقيدة!

معزوزة:

- زين اشقي بحالك وبحالها

انا مروحه وذهبت.. وعادت للخيام وهي تشعر بالراحة قليلاً، وبأن ذراعاها اليوم في هدنة من حمل رجوة.

أما رجوه فأكملت يومها كله مع سالم ورابح وآدم..

تلعب وتاكل وتشرب معهم وكان ذلك تغيير للصبيان ايضا..

فكانت مثل الدمية معهم وكلما ضحكت تعالت ضحكاتهم ايضا..

وفي اخر النهار حين عادت معهم من المرعى، أبت ان تتركهم وتذهب لاختها او لخيمتهم الا ان نامت.

فأعادها رابح لخيمة اهلها واعطاها لمعزوزه. إما آدم فكان اليوم موعد درسه الأول.. فدخل للمرة الأولى لغرفته الخاصة، وتعجب حين رآها من الداخل، فقد كانت تشبه غرفته في القصر، الأثاث والمكتب، التلفاز والحاسوب، والإنارة والحمام..خزانة الملابس والسرير! بلاط الأرضية، وكأنه حين دلف من بابها دخل إلى عالم آخر غير الذي كان فيه وغادر القبيلة من طاقة سحرية نقلته للحضر!

وبدإ إول دروسه مع المدرس الذي كان بإنتظاره في الداخل، وحين انتهى بدأ آدم في مباشرة القراءة والكتابة التي كاد أن ينساها منذ قدومه.. فها هو عام ينقضي من عمره دون دراسة وسنة دراسية تضيع من عمره، واقرانه سبقوه بخطوة، ولكنه همس لنفسه أن لابأس فهذا مايريده أبواه وهذا ماقرراه بشأن مستقبله.

 

 

وتوالت الأيام بين حياة البادية نهاراً ودروسه ومذاكرته ليلاً، والشوق الذي كان يؤرق ليله لأبواه قد هدأ وأعتاد الحياة بدونهم، ولأنه أُمر الا يدخل احد من أولاد البادية لمسكنه. الجديد ولا يستطبع عصيان الأمر فلم يجد امامه إلا التحايل عليه، فكان يتسلل هو ليلاً ويبيت في خيمة الصبية ويتشاوك مع سالم ورابح الفراش والسهر والسمر وكل شيئ.

أما رجوة فمنذ اليوم الذي قضته مع الاولاد في المرعى وهي كل يوم تراهم ذاهبون تبكي وتجري خلفهم فيأخذونها معهم مرغمين، حتى اصبحت رجوة جزء لا يتجزاء من مهمتهم اليومية وفرداً يعد له الحساب في الاكل والمشرب وكل شيئ.. وتعود معهم في آخر النهار.. لم يكن يزعجهم منها سوى قضاء حاجتها وهذا الأمر تكفل به سالم إبن عمها، فهو الوحيد من بينهم الذي كانت نفسه تطيب أن ينظفها، أما الاخرون فحين كانت تتغوط كانوا يتركون المكان ويفرون هرباً.

وبدأت رجوه تأخذ من طباع الصبية وطريقة كلامهم وتقلدهم في كل شيئ، حتى طريقة المشي، فلرجال البادية وصبيانها مشية تصف هيبة صاحبها من بعيد، وتجعله محط للأنظار بشموخه وأكتافه المفرودة وهامته المرفوعه.

 

مرت اربعة اشهر على هذا الحال، الكل بدأ يتكيف مع وضعه الجديد.. وسدينه في كل يوم تذهب للقابلة وتخبرها بأنها تريد ان تحمل بأية طريقة، فتصف لها القابلة الاعشاب اللازمة ولكنها كانت تصدم في كل مرة تكتشف فيها أن الامر لم ينجح.. وخاصة وهي ترى هلال إبن قصير يكبر يوماً عن يوم، وفي كل يوم يتعلق به قصير أكثر حتى اصبح لا يفارقه حتى في وقت جلوسه معها، وبدأت تشعر بأنها إن لم تنجب له ولداً قريباً سيفقده هذا الصغير عقله تماماً.

وها هو اليوم الذي تحققت فيه جميع دعواتها، فقد شعرت ببعض الإعياء في الصباح الباكر، وحين ذهبت للقابلة اخبرتها بأن المراد قد تم اخيراً وتحمل في أحشائها طفل الآن، فعادت مكاسب من خيمة القابلة لخيمتها وهي تهلهل حتى علمت جميع القبيلة بخبر حملها.

 

أما فى القصر...

محمود:

- فيه ايه يافريال إيه الموضوع المهم اللي عايزانا فيه انا ويحيى سوا وخطير وميتأجلش؟

نظرت فريال في عينيه مباشرة واخبرته:

- ايه اغلا حاجه على الراجل وميستحملش عليها الهوا يامحمود؟

- رد عليها محمود دون تفكير:

- ولاده.

فقالت له:

-وشرفه؟

نظر اليها بتفحص قبل ان يجيبها... انا جاوبت من واقع تجربتي الشخصية، اما حكاية الشرف دي فمجتش فبالي، واكيد طبعاً الشرف حاجه غاليه جداً، ودلوقتي ممكن تدخلي في الموضوع على طول بدون مقدمات ولف ودوران

ففجرت فريال القنبلة التي تحاول منذ عدة أشهر تجميعها..

اختكم مديحه بتعرف راجل وبتروحله بيته.. والراجل دا اسمه شريف وابن الساعي اللي فشركتك يامحمود.. طلع الموضوع فيه راجل يايحيي عشان لما كنت اقولك فتش ورا اختك تقولي هتكون بتعمل ايه.. اهي طلعت بتعمل العن حاجه في الدنيا.. طلعت بتمرمغ شرفكم في الوحل وانتوا نايمين على ودانكم.

انا حبيت اقولكم عشان تنقذوا مايمكن إنقاذه.

 

نظرت اليهم ووجدتهم يحملقون بها وكانها ألقت على مسامعهم كلام لا يمت للعقل بصلة.. فتركتهم يستوعبون الأمر على مهل، وفور أن وصلت لغرفتها واغلقتها خلفها سمعت صافرات الإنذار تنطلق من محمود ويحيي وهم ينادون على مديحة بأعلى طبقات صوتهم، فتبسمت وهي ترقد في فرشتها وتحمل إبنتها وتهدهدها وكأن الحرب التي ستشن في الخارج ليس لها يد فيها ولا تعلم عنها شيئ!

 


..يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة