رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 14 - 2 الإثنين 18/12/2023
قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية عقاب ابن البادية
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الرابع عشر
2
تم النشر يوم الإثنين
18/12/2023
الشيخ منصور:
-مقدر قد ايش انت غالط ياعقاب؟
-اي يا شيخ ،حل عليا عقابك
- تعرف لو ماكان اليوم يوم اسعدك وانت محتفل وفرحان..
كان تما لي كلام تاني غير،وتاني شي انت معترف بخطاك ودرت عليه اعلوم، معناها ماعاد اتعثر فيه مرة ثانية،صح كلامي ولا انا غالط؟
آدم:
-صح كلامك ياشيخي،الله لا يحرمنا من حن قلبك وأطال الله بعمرك ياشيخنا.
ووطى على رأسه وقبلها
الشيخ منصور:
-اسمعني زين.. عندي لك حاااجة سمحه بلحيل راح يطير عقلك فيها.
آدم:
-ايش هالحاجة ياشيخ؟
الشيخ:
-ريت السيارة رباعية الدفع اللي جوار الخيمة،هادي ملك لك بصكو ملكية.
آدم بفرحه عارمه:
والله وااااجد عليا ياشيخ بيكفيني الكباش اللي عطيتهن لي وتكاليف الحفل.
الشيخ:
- انت مو فاهم علي.. هادي مو مني، هادي هدية من واحد يحبك ويعزك واجد وهو كمان غالي عليك
آدم :من مَن؟
الشيخ :هالعطية من بوك
آدم انتفض آدم وهب واقفاً وهو يرد عليه بعصبيه:
-انا مو عندي اب، ولا انريد منه شي.. ايش خطرني عليه؟ تو غير تذكر ان عنده ولد!
الشيخ منصور:
-اجلس وانا انفهمك كل شي
آدم:
-مانريد نفهم شي، الشي الوحيد اللي فاهمه انه رماني رميه شينة، وتو جايبلي سيارة!
باي وجه قدر يسوي هيك وايش مناسبتها؟ انا مو محتاج سياراته ولا اي شي من ريحته.. انا عنده مييييت ولموات لا يتهادون ولا يسوقون سيارات ياشيخ.
الشيخ منصور:
-ياوليدي سمعني.. انت تو صرت راجل مالي توبك، وانا قررت الحين انفهمك كل شي،وليش ابوك سوا هكي..
آدم:
- لا ما اريد افهم شي، ولا اريد طاريهم لا ابوي ولا امي،انا بالاول كنت اريد ارجع واسألهم ليش تركوني وكيف هنت عليهم.. ،لكن تو انا مانريد نرجع ومانريد نسأل ولا اي شئ.. خلااااص شلتهم من حساباتي نهائياً، اني ماعاد ليا أهل غيركم، ولا ودي شي من حدا، فبالله صكر على هالسيرة ياشيخ،
وهم ذاهبا تاركا الشيخ بدون استإذان
فهدر به الشيخ منصوربعصبية:
-صبي مكانك.. هادي تاني غلطة اليوم ياعقاب تطلع منك، اغلاطك صارت كثيره وكبيره.. تسيبني ونا ماخلصت كلامي معاك، وتغادرني من دون ماتستأذن مني؟
آدم عاد وهو مطأطا راسه وقد تدارك خطأه:
- اعذرني ياشيخ انا مو عارف ايش بي اليوم!
بس نرجوك ما تفتح سيرة هلي مرة اخرى بستأذنك ودي اروح ارقد راسي حيييل يوجعني.
انهى حديثه وذهب من امام الشيخ منصور سريعاً وهو يحاول كتم غضبه حتى لا يخطئ مرة ثالثه، فتكون الغلطة التي تقسم ظهر البعير وتجمع عقاب جميع ماسبقها..
فأردف الشيخ منصور في نفسه:
- الباين اني غالط لما حسبتك كبرت وعقلك نضج ياعقاب.. لك غرني بنيان جسمك وشطارتك ،لكن قلبك مازال قلب وليد صغير ،ولا يمكن الجرح كبير ومافيه يبرا بسهوله.. الله يعين قلبك ياوليدي ويعين قليب بوك وامك.
خرج آدم وهو في قمة غضبه وذهب لسالم ورابح الذين كانوا يجلسون عند البئر يضحكون بمرح، وفور أن رأوه يقترب منهم والعبوث على وجهه، سأله سالم وهو يتعجب من تغير حاله:
-ايش فيك؟ رحت فرحان رديت متكدر ومهموم، ويش حكى معك الشيخ ياخوي؟
حكي لهم آدم كل شئ عن السياره وعن كل مادار بينه وبين ااشيخ، فتجاهل الاثنان كل ماحدث ووقفا عند خبر السيارة، فقال له
سالم بدهشة:
- بالله تحكي صدق؟
يعني انت تقصد هالسيارة رباعية الدفع المقنعرة قدام خيمة جدي منصور تخصك انت؟
آدم:
-اي تخصني، لكن ما اريدها
رابح:
-نشهد بالله انك بهيم.
سالم:
-بهيم ومليون بهيم وما تفهم شي
آدم:
-انا ما اريد شي من بنتهم.
رابح:
-ياقليل العقل اعتبرها من بنة اي حد اخرا غيرهم، وتو ما تمت تخصهم، تمت لك انت.
ولك ياعالم هادي سياااارة سيااارة. عارف يعني ايش؟
يعني انطلاق وهياجه، ومشاوير الحضر تبقى اسهل وامتع من غير مانكونو تحت رحمة عمي قصير، يتحكم في كل تحركاتنا ونرحموا اقدامنا اللي بتنشوي من الحصا ورمال الصحرا القايدة واحنا نروح هناك ونرد هيني.
سالم:
- وبعدين سوا اخذتها ولا تركتها انحسبت عليك، اللي اعرفا ان هلك مانهم قريبين ليردلهم عمنا قصير خبر بانك رفضت عطيتهم.. الا راح تبقى وراح تحل لقصير يركن سيارته الخرفه وياخدها يتمشور بيها وراحت عليك يابهيم.
صمت آدم ونظر بعيداً بتفكير في كلامهما، وبعد أن إقتنع بوجهة نظرهم رد عليهم بقلة حيله:
بس انا خلاص بريت زمتي منها قدام الشيخ منصور، رفضتها ومااريد ارجع بكلمتي معو، الراجال مايلحسون كلمتهم وانا كلمتي انطلقت كيف الرصاصه ماتعاود مره تانيه.
سالم:
انت ماعليك، انا نمشي نقبلها منه ونجيبلك مفتاحها واقولا اني ورابح ردينا عقلك براسك.
آدم:
-سوو اللي بدكمياه، اني رايح ارقد تعبت حيييل اليوم، تصبحون على خيرات الله.
سالم :نصبح علي مفاتيح السياره وطلعه ووناسه من بكرة الصبح.
تبسم لهم وتركهم وذهب إلى غرفته، فخلع عنه ثيابه وارتمى على فراشه وحاول أن يريح بدنه وعقله بعد هذا اليوم المتعب ذات الأحداث الغريبه، واخذه التفكير رغماً عنه لتلك المرأة الغريبة المألوفة ذات التصرفات المريبه، ومن بعدها لموضوع السيارة، واخذ يتسائل ترى مالذي ذكر أباه به وجعله يرسل له تلك السيارة، ومن أين علم بخبر نجاحه، هل معنى ذلك أنه لازال يشغل حيزاً من تفكيره؟
هل لا يزال يتذكر أن لديه إبناً، وهل ياترى اصبح لديه اخوة الآن، هو لا يتذكر سوى انه كان عنده أولاد عم، فهل انجبت أمه ماانساهم إياه وجعلهم ينسون أمره؟
هل لم يكن إبنهم يوماً وكان دخيل عليهم او طفل مُتبنى وفور أن رزقهم الله بطفل من لحمهم ودمهم تخلصوا منه؟ أم انهم رأو أنهم بتربيتهم لغير إبنهم يزرعون في أرض لا يملكونها، فأقتلعوا الزرع ورموه قبل ان يكبر وتتفرع اغصانه؟
كم هائل من الأسئلة عادت لتعصف بعقله بعد أن قرر تجاهل كل شيء
في الفترة الأخيره، وكم تمنى لو أنه استمع للشيخ منصور وتفسيره للأمر، ولكنه فر هارباً خوفاً من أن تصدمه الحقيقة، ففضل البقاء في عالم الإحتمالات بدلاً من تلقي صدمة تقضى عليه.
نهض من فراشه بعد أن هجره النوم من كثرة التفكير، فقام لحاسوبه، فتح نافذة على العالم الخارجي وبدأ يتصفح، ومن ثم بدأ يطبق في اخر دروس اخدها في تهكير المواقع حتى اجادها، وأصبح اي موقع او حساب شخصي لا يأخذ في يده اكثر من دقائق ويُفتح أمامه، وبعد أن نجح في الأمر تماماً اعاد كل شيئ كما كان وخرج من كل شيئ، وقرر الا يستغل علمه في اذى من أي نوع.. بل هو شيئ من باب المعرفة ليس إلا، مع أنه لا يرى له أهمية، ولا يعتقد أنه سيأتي اليوم الذي يحتاج لفعل شيئ مثل هذا كما يخبره معلمه دوماً بأنه سيحتاجه حتماً.
اقبل الفجر ولاح الخيط الابيض من الأسود في كبد السماء، فقام آدم للصلاة، ثم ارتدى ملابسه وذهب يوقظ من قالا أنهم سيقفون على بابه في الصباح الباكر، ومازالوا نائمين على غير العادة، فذهب لخيمتهم ولكن اوقفه صوت مايزه وهي تنادي عليه:
-ياعقاب.. عقاااب.. أقبل الشيخه تريدك.
ذهب اليها آدم وهو يتنهد، فهو يعلم سبب استدعائها له في الصباح الباكر، وحتماً ستوبخه على فعلته مع ضيفتها، ولكن لا يهم سيتحمل التوبيخ، فهو اخطأ والمخطئ يتحمل.
دلف إلى الخيمة بعد الإستئذان فوجد الشيخة تجلس فوق مصلاها وبيدها مسبحتها فردت عليه تحية الصباح ودعته للجلوس بجوارها وقالت له:
- تعرف ليش دذيتلك بدري هكي ياعقاب؟
آدم:
اي اعرف ياشيختي.. وان كان تقصدي باللي صدر مني امس، انا مشيت للشيخ منصور واعتذرت منه وهو سامحني، ونعتذر منك انتى كمان فياريت تسامحيني ماكان قصدي
عوالي:
- هو انا كنت راح اعلمك غلطك اذا مااعترفت بيه، بس دامك قريت بغلطك مسامح ياوليدي، والحين عندي سبب ثاني جبتك لاجله.
انهت حديثها واخرجت العلبة القاطيفة من صندوق خشبي كان بجوارها وهي تقول له: