رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 8 -1 - الثلاثاء 12/12/2023
قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية عقاب ابن البادية
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الثامن
1
تم النشر يوم الثلاثاء
12/12/2023
بعد ان سمعت سدينه ماسمعت من زوجها وضرتها وتأكدت انهم في خيمتها وعلى فراشها
خلعت نعليها ووضعتهم تحت ابطها واخذت تجري كالمجذوبة،دخلت خيمة الشيخه عوالي دون استئذان وبنبرة غاضبة ممزوجة بعبراتها
صرخت عليها:
- عمتااااااااااي ياعمتااااااي
قومي شوفي ايش سوى في صقر الصحاري ومرتة خساااير قوووومي.
انتفضت عوالي وهي تلتفت حولها عن صاحبة الصوت
وما أن وقعت عينها على سدينه
وضعت يدها على قلبها الذي كاد ان ينفجر من الرعب وهمست:
الله لا يربحك،الله يكلبك اكتر مانتِ مكلوبة، فجعتيني يفجع درايزك ياوطواط الليل..
يبعتلك حية بقرنين تلوشك ونفتك منك.
مايزة جيبيلي مي ريقي جف وتشقق الله يشق هالسايبة نصفين.
قامت مايزه التي استيقظت فزعة علي صوت سدينه هي الاخرى واحضرت الماء لعوالي بعد ان شربت هي أولاً.. وبعد ان شربت عوالي وهدأت وسدينة كل هذا تبكي بصوتها العالي صرخت بها:
-انطمري وقولي ايش جيبك تو؟ ووين كنتي ياسايبة في هالليل؟
ارتعبت سدية وتلعثمت في الكلام وهي تحاول ايجاد سبباً قوياً لخروجها في مثل هذا الوقت:
-كنت شور خيمتي.. وانفجرت في البكاء اكثر.
عوالي:
عليك ليلة سودة يانا يامصايبي ونوايبي..
يابنيتي هدي وقولي، حتى ماينفذ صبري ونقطع راسك اللي تقول راس ثور.
سدينه مسحت دموعها واكملت:
-وين قربت من خيمتي سمعت صوت قصير وخساير في خيمتي وعلى فراشي وهنن.. يبوووو انريد حقاااااي ياشيخة ،انحس بجمرة في تصهد في صدري وما راح تنطفي غير بعد اتجيبيلي حقي ،بردي نار قلبي ياعميمتي، انتي عاقبتيني عقاب واعر وانا تقبلته لاني غالطة، وتو وريني كيف تعاقبيهم.
الشيخة عوالي:
-ياعيبتك الكبيرة يابنت خوي الله ياخدك،والله مانك صغيرة يالمعتوهه
حصلت بيك تتسمعي على راجل ومرته؟
حتى لو كان راجلك،وحتى لو كان مع غير حليلته..
ماتعرفي انه عيب وقلة حيا؟ وين تربيتي انت؟ بين لكلاب ولا بين الركاب؟ فهميني؟
كنك مو من اهل البدو وتعرفي عاداتنا وتقاليدنا وماتعرفي ايش خطاكِ من صوابك ،فقدتي عقلك عالاخير .
سدينة:
- لا والله ماني قاصدة ياعمتي
انا كنت ماشية شور خيمتي ناخد باقي ملابسي، وقبل نطلع من خيمة بوي خديت الاذن،ونا عارفة ان قصير اليوم بايت عند مكاسب في خيمتها وخيمتي فاضية مافيها والي، واكملت ببكاء.. وياريتني مامشيت ياريت اقدامي تكسرن واذاني انصمن ولا مريت بهالوجيعة
عوالي:
-طيب روقي حالك وسلمي الامر لله واتركيها علي وروحي ارقدي وغدوة لها حل
سدينه:
-من وين يجي الرواااق من وين وييين
عوالي بغضب:
-قلتلك انقلعي على خيمة بوكي وغدوه بحل كل شي، غوري من وجهي الله ياخذك ماناقصني هبالك بنصاص الليالي..
تنقلعين ولا اقوم اقلع عيونك من محاجرهم؟
غادرت سدينه الخيمه وهي تزمجر بغضب وعادت الى خيمة ابوها وامها، وبمجرد دخولها صرخت بصوتها العالي جعلت ابيها وامها واخواتها، الجميع استيقظ وهو فزع، وحين راتهم ينظرون اليها رمت نعليها على الارض وصرخت بهم:
-قومو ماحد راح ينام الليله، الليله كله يجلس أعلى حيله احداد على روح كرامتي اللي دهستها خساير بنت مهدي ام عين وحده.. قومن الطمن معي اعلى حالي..
خساير وقصير بايتين بخيمتي ونايمين بفرشتي.. قومن ولولو معي وقولو وااااك
نهرها ابيها عمران قائلاً:
-واااك اعليكي وعلى امك بساعه وحده.. تعرفين.. من غدوه راح اعملك خيمه لحالك بعيد عني، تاخذي امك وتبيتو فيها.. ولا اقولك.. راح اعمل خيمه واتزوج فيها واتركلكم الخيمه وارتاح من اهبالك وهبال امك.
صرخت زوجة عمران بعد ان سمعت كلماته:
ويش عملت انا ويش ذنبي، حيييه اعليكي ياغنيمه واعلا حظك الطايح..والله اذا عملها بوكي وتزوج لاربطك بحجره ياسدينه وارميكي بالبير القديم بجوف الليل واللي يسألني عنك اقول ماريتها.
اما في خيمة الشيخه عوالي بعد أن غادرت سدينه..
مايزة:
- الله يكون بعونك ياشيختنا،
بس انا انقول ان سدينة كانت رايحة تتسمع اعلى راجلها وضرتها ماكانت رايحة تاخد ملابسها؛ ليش ماعندها ملابس في خيمة بوها ولا مو قادرة تصبر للصبح؟
الشيخة عوالي:
بعرفها كذابه وكانت رايحه تتسمع ومو قصة ملابس انا مو هبله يامايزه، بس البنت مازالت صغيرة ومطيورة والغيره طيحت حظها.. بس كمان اللي سوته الكبيره وزوجها ابو ربع عقل واعر يامايزه واااعر.
في الصباح وبعد أن تأكدت الشيخة عوالي من أن كل فرد في القبيلة قام باشغالة وعاد الى خيمته
ارسلت مايزة لكي تحضر لها مكاسب وترسل احد الصبية لقصير يحضره لها قبل ان يهيم في الصحراء مع الاطفال وهي تعلم انه لن يعود الا في نهاية اليوم..
جاء الاثنين إلى خيمتها وبمجرد أن التقيا امام الخيمة ازدرد كل منهما لعابه وخاصة مكاسب التي تعلم مدى جرم فعلتها وأن عمتها عوالي إن اكتشفتها لن تمررها مرور الكرام، ودخل الاثنين لا يعلمان السبب الحقيقي وراء الاستدعاء ولكن الخوف حليفهم..
قصير:
يسعد صباحك ياعمتي.
عوالي:
-الله لا صبحك ولا ربحك انت وصباياك قليتو راحتي وكدرتم تفكيري.
تقدر تقولي ليش سويت اللي سويته امس، ماتعرف انها عيبة كبيرة في حقك وفي حق بنت عمك؟
كيف تاخد مرتك الاولى وتختلي بها في خيمة الثانيه وترقد في فرشتها وتشوف ملابسها وتتعدا على كل شي يخصها.. والله ماصارت من قبل!
لكن انت نستعوض الله فيك الصبيا كلن عقلك وتمكنن، وتميت كالجيعان اللي وين يلمح الوكل يطيح فيه حتى لو كان مسمم.. ونسيت الاصول وما عاد عندك فهم.