-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 30 - 1 - الجمعة 8/12/2023

  

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثلاثون

1


تم النشر يوم الجمعة

8/12/2023



إستمرت زيارات ليلى للطبيب النفسي وبدأت نوعاً ما تنسجم معه وهي تقص عليه تفاصيل حياتها وما حدث فيها من مواقف سيئه و جميلة، وكانت خلال تلك الفتره تحاول تسنيم ايضا التقرب منها واصبحوا بنسبه بسيطه مقربين الى بعضهم البعض، أما بالنسبه الى والدها؟ ظل الحال كما هو عليه يتجاهلها ولا يتحدث معها! وكان ذلك يحزن ليلى بشده ويجعلها تفقد الأمل أحيانا لكن تعود وتتامل من جديد بسبب تشجيع تسنيم إليها، التي دوماً تخبرها بأنه يحتاج إلى بعض الوقت وبعدها سينسى الأمر . 


وكانت كلما تعود تسنيم من زياره مع ليلى، تجلس بجانب سالم وتلح علية بفضول أن يستمع الى تفاصيل يوم ليلي مع الطبيب وتخبره وما أخبرها به عن أبنته، وكانت تحاول استجماع كل التفاصيل التي تحدث وتسرده له بإيجاز .


رد عليها زوجها بصوت غير مهتم زائف، واصطنع الضيق وعدم المبالاة علي ملامحه


= خلاص يا تسنيم وجعتي دماغي من ساعه ما جيتي وانتٍ عماله تحكي لي تفاصيل زياره ليلى مع الدكتور وكل مره علي كده، مع اني ما طلبتش منك اعرف حاجه عنها .


ردت عليه تسنيم بنبرة عادية وهي تهز كتفيها


= ما انت لو مش عاوز فعلا هتوقفني اول ما بتكلم لكن انت ما بتتكلمش غير في الآخر ومعنى كده انك عاوز تسمع بس مش عاوز تقول . 


هدر فيها سالم بنبرة مستشاطة بعد أن سمع الحقيقة بالفعل هو لم يعترض لانه يريد الاطمئنان عليها منها .


= يا سلام طب يا ناصحه يا اللي بتفهميها وهي طايره بتابعي مع دكتور عشان موضوع حملك ولا ناسيه تهتمي بيه زي ما بتعملي مع ابوه.


أدارت رأسها نحوه تجيب بصوت بارد


= أكيد مش مستنيه حد يقول لي اتابع واهتم بصحه أبني، و عقبالك انت كمان


رد عليها الأخر بغلظة وقد ثارت دماؤه


= هنبتدي بقى نلقح بالكلام على فكره أنا برده مش مستنيكٍ تقولي لي وانا فعلا بدات اعاقبها مش ذي زمان اسكت.


رمقته بنظرات مزدرية هاتفه بجدية كبيرة


=انت فعلا بتعاقبها على الغلط بس بتعاقبها على اخطائك انت، ليلى ارتكبت أخطاء لكن في سن مراهقة يعني العتاب الأكبر عليك أنت و جدتها مش عارفين تتصرفوا معاها صح وتراقبوها كويس.. ده انتم حتي مش عارفين تحاولوا تصلحوا معاها بعد ما عرفتوا اللي فيها، ولا حتى كنتم بتصدقوني ولا فكرتوا في مره تراقبوها عشان تتاكدوا من كلامي، وجود العيله الداعمه بحياة ليلي كويس جدآ و لما تعلموها التربيه السليمه الصح، هتعرف جواها ايه وهاتعالجه وهتقدر تعدي من الازمه دي، صحيح هتتعب معاها شويه لكن في النهايه هتوصل لنتيجة مرضيه .


أبعد عيناه بصعوبة عنها، وكز على أسنانه بقوة

وهو على يقين تــام بأن حديثها صحيح وهو المخطئ من البدايه! وندم بشده على تهوره وأحس أنه تسرع في تلك الخطوات السابقة، وبالفعل يجب أن يتخذ خطوات مدروسه بتركيز أكثر عن سابقاً، أضافت بيأس


= مشكلتك انك كنت دايما مصدقها ودة غلط ما كنتش بتابع وراها، ودي بنت كبرت علي حبك ليها بس! وعقلها صورلها انها باللي كانت بتعمله هتحافظ عليك وهترجع ليها لوحدها زي ما كان بيحصل بالاول.. فطبيعي عقلها يوصلها للي هي عملته


أرتجف جسد، وهو يرد عليها بنبرة مرتبكة


= وانتٍ شايفه انها غلطت غلطه عاديه انا لحد دلوقتي بحاول اصلح في غلطها ومش عارف 

ولا قادر انسى اللي شفته منها .


نظرت هي مباشرة في عينيه قائلة بصوت خفيض 


= ليلي برغم انها غلطت فعلا وتستحق العقاب، بس مش بالضرب لانه مش حل يا سالم فيه طرق كتير تعقبها بيها واهمهم بالكلام! و بعدين قبل ما تعقبها عاقب نفسك لانك كنت السبب الرئيسي للي هي وصلتله، ما هو ما ينفعش.. يا تسيبها علي راحتها يا تقفل عليها. هي برده مهما عملت لسه صغيرة وفي سن مراهقه، مش كبيرة و واعيه زينا.


مسح سالم على صدره وهو يتنفس الصعداء بصعوبة من التفكير بالأمر، مردداً بحسرة شديدة


= هو انتٍ عاوزه توصلي لايه؟ أن أتعامل مع كل إللي حصل ده عادي وأن أنا اب غير واعي بالتربيه السليمه لبنتي وما عرفتش اربيها . 


رفعت يدها تربت علي ظهره بدعم و بقوه أكثر

ثم هزت راسها وهي تقول بنبرة واقعية


= الإعتراف بالخطأ مش عيب، ليلي اللي حصل لها نتيجة لدلالك ليها ونتيجه تجربه قاسيه عاشت تفاصيلها المؤلمه مع صديقتها عشان كده لازم نحتويها .


هتفت بجملتها تلك الأخيرة لتثير قلقه بشدة، ونظر إليها بتوجس وفرك طرف ذقنه مرددًا بحيرة


= ايه موضوع عاشت تجربه مؤلمه مع صديقتها ده؟ تقصدي ايه.


أبتسمت الأخري بأنها أخيرًا وصلت الى الجزء الذي تريده وبدأت تقص عليه ما أخبرتها به ليلى ومخاوفها من أن تعيش مأساة صديقتها .


❈-❈-❈


تجنب أيمن زوجته على قدر المستطاع، حتى لا ينفرد بالحديث معها ولو بالصدفه فاصبحت علاقتهم دائما في توتر وخلافات طول الوقت! بسبب إصرار ليان الفولاذي على عملها الذي بدات تاخذ الموضوع على محمل العناد وعدم الثقة، ورغم رفضه الصريح بالفعل لكنها لم تهتم الى رأيه وبدت مصرة علي طلبها بإصرار غريب .


في تلك الأثناء، تحركت ليان تجاهه بغضب فقد استاءت من حالة التجاهل المسيطرة عليها معه بالمنزل، كانها باتت كالمنبوذة وهي تعيش معه تحت سقف واحد، اقتحمت غرفه مكتبه، وهي تقول بصوت محتد


= هو انت هتفضل كده كتير وكل ما اكلمك تتلكك وتمشي أيمن انا زهقت من الوضع ده بعد ما كنت انا اللي زعلانه منك اما صدقت الموضوع اتقلب لصالحك .


زافرًا بصوت مختنق من تصرفاتها، والتفت التفاتة صغيرة وهتف بامتعاض مرهق


= طول ما انتٍ بتحاولي تصالحيني بالطريقه دي عمري ما هتكلم معاكي ومصممه برده اي موضوع تفتحي معايا تلمحي لموضوع شغلك واني مش واثق فيكي، بطلي تحطي موضوع شغلك ان اوافق عليه ولا ارفض عامل ان انا مش واثق فيكي


ردت مستنكرة قسوته اللامحدودة محاولة استعطافه


= طب هو ده مش صح؟ وجه نفسك وقول لي أن أنت فعلا مش عاوز تخليني اشتغل عشان مش واثق فيا .


مط فمه بعدم مبالاة وهو يرد ببرود قاصداً يثير استفزازها


= والله حتى لو ده تفكيري من حقي انتٍ ما عملتيش حاجه سهله المفروض انساها ولا انتٍ كمان عارفه تنسيها فمستنيه مني ايه؟ 


تفاجأت من كلماته المتهورة تلك، واتسعت عيناها بخيبة قبل أن تسأله بتوتر كبير


= يعني اهو بتعترف بلسانك ان انت مش عاوز تشغلني عشان مش واثق فيا .


نظر نحوها بأنظاره المحتقنة، فامتعض وجهه بشدة، وهو يصيح بها بصوت قاسٍ


= سمعتي انا قلت ايه؟ قلت حتى لو ده تفكيري من حقي برضه اخذ احتياطاتي وانتٍ لما صدقتي عشان عاوزه تفكري في الموضوع كده وبس .


تطلعت فيه بنظرات محبطة وخاسرة ذرة مجدداً في كرامتها المهدرة في تلك العلاقة من بدايتها حتى الآن عندما شعرت بأنه مزال حتي الآن لا يثق بها، تنفست بعمق لتسيطر على نوبة غضبها قبل أن يخفق قلبها بانكسار وهي تهتف مندهشه 


= تاخد احتياطاتك من ايه هو انت شفت مني إيه الأيام اللي فاتت عشان يخليك قلقان كده من موضوع شغلي ومش راضي تخليني انزل اشتغل واختلط بالناس وليه اصلا مش واثق فيا، ايه اللي شفته مني يخليك تحس الاحساس ده من تاني والله واعلم ما يمكن الموضوع دي فيك زي المرض ومش بيروح مش موضوع عمايلي بقى .


ارتسم على ثغره ابتسامة متهكمه وهو لا يصدق كيف تفهم الأمور بذلك الشكل ومصرة على صنع الدراما تلك رغم لم يقولها مباشره أن لا يثق بها، بدأ غضبه المبرر من تلك المشجارة اللعينة والتي أفسدت نهاره معه، واجاب صائحًا بنبرة حادة مضاعفة


= آه ده انتٍ كمان خليتيني مريض، تمام يا ليان برده مش هتشتغلي واللي انا عاوزه هو اللي هيحصل! عايزه تشوفيها بقى مش واثق فيكي بلوي دراعك افهميها زي ما انتٍ عاوزه بس برده كلامي انا اللي هيمشي .


تألمت بشدة من كثرة الضغط عليها حتى أنهكها الألم وأوجعها بدرجة ملحوظة، لتلتفت نحوه بوجهها العابس المتشنج، نظرت له باحتقان وهي تجيبه بتهكم يحمل السخرية والاستهزاء


= هو احنا كنا ليه الأيام اللي فاتت بنحاول نرجع لبعض ونحسن علاقتنا وكمان رحنا للدكتور وكل حاجه عملناها عشان العلاقه دي ترجع من تاني؟ ما انت اهو بتهد كل اللي عملناه من تاني.. يا خساره يا أيمن كنت فاكرك فعلا اتغيرت وان احنا قدرنا نتخطى الموضوع ده .


أبتسم لها ساخراً، وقبل أن يردف قائلاً بإحتقان


= لا يا ليان انتٍ غلطانه احنا عمرنا ما هنتخطى الموضوع ده بس اللي كنا بنحاول نعمله الفتره اللي فاتت ان احنا نبني حياه جديده ونحاول نتجاهل اللي فات عشان نعيش اللي جاي اللي انتٍ دلوقتي بتعملي عكسه تماماً.. وبترجعي القديم من تاني عشان ايه؟ موضوع تافه بترجعي تهدي حياتنا من تاني.


رمقها أيمن بنظرات مليئة بالعتاب والإحباط وهو يضيف بخيبة أمل 


= ده انتٍ حتى مش عاوزه تحاولي تتنازلي المرة دي وتشيلي موضوع الشغل ده من دماغك عشان حياتنا ما تتخربش، لا مش فارق معاكي كل ده وعماله تفكري في نفسك وبس! متهيا لي انا اللي المفروض اقول يا خساره يا ليان كنت فاكرك اتغيرتي.


الصفحة التالية