رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 30 - 2 - الجمعة 8/12/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثلاثون
2
تم النشر يوم الجمعة
8/12/2023
صمتت للحظات ثم قالت بعدها بانفعال وبنبرة يكسوها التهكم
= طب ما برده نفس الكلام ليك؟ مش عاوز تتنازل ليه وتسيبني اشتغل ولا انت مش همك البيت يتخرب زي ما انا المفروض احافظ عليه، ولا انا بس اللي مطلوب مني اتنازل وانت لا! علي العموم يا أيمن كل اللي انت بتعمله ده مش هيفيد بحاجه ولو الست عايزه تخون جوزها هتخون حتى لو قفلت عليها 100 باب ؟!.
انسحب من أمامها دون إضافة المزيد مسرع في خطواته رغم غضبه الملحوظ، وبقيت أنظارها متعلقة به حتى اختفي من أمامها فأخرت تنهيدة ملتهبة من صدرها الملتاع بحبه
وهي تفكر بحديثة بارتباك ملحوظ وشاعرة ببعض الإهانة من كلماتة.
❈-❈-❈
انتهت فريدة من تناول طبق الحلوى الذي أمامها، وانشغلت بالتفكير بحديث الجارة التي تسكن أمامها، فلما التقتها بالصباح سلمت عليها و وقفت تتحدث معها عن أحوالها. ثم في منتصف الحديث تفاجأت بها وهي تخبرها بفضول لماذا لم تأتي بعد بطفل ثالث وأخ للفتيات، حاولت بكل هدوء زائف أن تنتهي من تلك المحادثة معها وتغادر قبل أن تلاحظ أي خطأ بها، وأنها مهما فعلت فلن تتمكن من إنجاب الأطفال.
وضعت طبق الحلوى جانباً، ونظرت إلى بدر الذي يجلس بجانبها. كان مستغرقًا جدًا في مشاهدة المباراة، وكانت تلك الفتاة الصغيرة تجلس على ساقه في حضنه تتلاعب بأنامله. رسمت فريدة ابتسامة صغيرة على شفتيها. فعليها أن تنظر إلى الجانب السعيد من حياتها وتركز عليه فقط ولا تركز مع الآخرين في الخارج.
كما قال لها بدر! لا تعطي اهتمامًا لأي شخص، فهم آخر الأشخاص الذين يجب أن تفكر فيهم، وهي بالتأكيد بدأت تتعلم منه كيف تسير الحياة. أقتربت منه حتي ألتصقت به وهتفت بإسمه بنعومة
= بدر
أجاب بصوت منخفض وتركيزه منصب علي شاشة التلفاز
= نعم
صمتت للحظة ثم رفعت شفتاها نحو خده تقبله فألتفت نحوها و رفع أحدي حاجبيه، ليسمع صوتها تقول بنبرة عازمة، دون أن تترك له حق الرفض فبالطبع هي تطالب بحقها فيه
= أفتح دراعك وخدني في حضنك، زي بنتك .
سلط بدر أنظاره عليها مطولاً ولم يستطيع مقاومه ابتسامته، ثم حاوطها من كتفها و ألصقها بصدره، ليمنحها دافئة، عادت البسمة لتنير شفتيها وما إن استكانت قليلاً في أحضانه، حتى مال على أذنها ليهمس لها بمشاكسه
= انا لازم اعترف أن بقي عندي ثلاث بنات ذي القمر .. مش واحده.
تبدلت ملامح وجهها سريعاً وأتسعت أبتسامتها فقد سحرها بكلماته الصادقه كعادته، كم كانت لأحضانه تأثيرًا سحريًا على بدنها، خاصة حين يحضنها بتلك الطريقة باكثر الأوقات حاجة له، فبدر حقا الدواء لكل اوجعها، استمروا هكذا حتى انتهت المباراه وناموا الصغار.
بداخل الغرفة، تنهدت فريدة براحه بال وحياة هادئه أصبحت تعيشها وقفت أمام المرآه تتأمل هيئتها في قميصها الجميل الناعم فاصبحت تجهز نفسها الى زوجها بكل رضا تامة وشغف، وعندما شعرت بأنفاسه داخل الغرفه ألتفتت اليه بحب وهي تتمني ان تكون قد اعجبته، أقترب منها بدر يُعانقها بحنان يتنفس رائحة عطرها بجوع وتمتم بشغف
= انتٍ جميله يا فريده من غير أي حاجه صدقيني .
ابتعدت عنه تطالعة وهي تنظر إليه بخجل كبير، وسألته بوجه مخضب بحمرة ساخنة
= يعني برده كده ما عجبتكش ولا إيه، مش المفروض انك زي اي راجل ويهمك مراتك تكون بالشكل ده .
تخللت أصابعه بخصلات شعرها، وأبتسم لها وهو يجيبها موضحاً بنبرة عميقة
= كل راجل مننا يا فريدة بيدور في مراته علي حاجه معينه ولما بيلاقيها بيلاقي معاها حياته كلها .
عمقت بنظراتها نحوه لتزيد من نبضات قلبها، فتنهدت بسعادة تقول بنبرة عاشقة
= وانا لقيت فيك برده، اللي كنت بدور عليه يا بدر من زمان، الأمان !
❈-❈-❈
هوى قلب سالم في قدميه حينما تلقى مكالمه هاتفيه منذ قليل من أبنته وهي تخبره بأن تسنيم وجدتها فاقده الوعي ولم تستجيب على واحد من محاولاتها لإفاقتها، لذا طلب إليها الإسعاف وناهد حتى تساعدها .
وصل بسرعه الى المشفي وهو يركض يبحث عنها بالداخل حتي توقف عندما وجد ابنته تقف بجانب وهي تبكي بشدة، وناهد تجلس على الجانب الآخر تقدم نحوهم متسائلاً بارتباك ملحوظ
= تسنيم مالها حصل لها ايه .
نظرت إليه ليلي من بين دموعها، هاتفه بصوت خائف
= ما اعرفش انا فجاه سمعت صوت حاجه بتقع في المطبخ ورحت اشوفها لقيتها اغمى عليها، ولما حاولت افوقها وما ردتش عليا وما عرفتش اعمل حاجه وانا لوحدي معاها غير أن اتصل بيك
أمسك بها بسرعه من معصميها قابضًا عليهما بقوته وعجزت عن تحرير رسغيها فصرخ بها بشك واتهام
= يعني ايه تعبت لوحدها ما انا سايبها كويسه الصبح ولا انتٍ اللي عملتلها حاجه ودي لعبه من الاعيبك، انطقي عملتلها ايه تاني؟ عارفه لو طلعتي انتٍ السبب وحاولتي تاذيها هي ولا ابني اللي في بطنها هعمل فيكي ايه
أتسعت ليلي عيناها بذهول وشعرت بالحزن من اتهامه الباطل لها، ولم تنجح في إفلات رسغيها المقيدين بيديه، لذا هزت رأسها برفض وهي تقول بنبرة مرتعدة
= أبدا ما حصلش انا كنت قاعده في الاوضه لوحدي بعيد عنها وما اعرفش تعبت ازاي؟ وبعدين هعمل كده ليه .
نظر لها بأعين مشتعلة وهو يضحك بطريقة تهكمية واضحة
= انتٍ بتقولي لي انا تعملي كده ليه؟ وهي كانت زمان عملتلك حاجه ولا اذيتك في حاجه عشان تعملي فيها اللي عملتي معاها، تلاقيكي رجعتي لعادتك القديمه وبداتي تخططي تخلصي منها ازاي تاني وانتٍ يتستمتعي باذيه اللي حواليكي!
اقتربت ناهد منهما بسرعه وهي تحاول أبعاد سالم عن حفيدتها عندما لاحظت انظار الآخرين حولهم بفضول واهتمام، فاقتربت منهما وهي تحدجهما بنظرات ضيق مرددًة بامتعاض
= سالم سيب البنت أنت اتجننت الناس عماله تتفرج عليكم مش كده، وانتٍ اياكي فعلا تكوني عملتلها حاجه تاني وهي حامل احنا مش ناقصين .
نظرت ليلي إلى الإثنين بيأس وضعف وحاولت توضيح موقفها لهم متوسلة بصوت متألم
= والله العظيم ما عملتلها حاجه، انتم مش عاوزين تصدقوني ليه؟ انا فعلا عملت كده زمان بس دلوقتي بحاول اتغير عشانكم.. و رحمه ماما ما عملتلها حاجه المره دي .
كاد أن يقترب سالم من أبنته مجدداً، لكن أسرعت ناهد بالتدخل لتمتص غضبه قائله
= تعالي يا ليلي معايا وابعدي عنه دلوقتي .
جذبتها من ذراعها بعيدًا عنه، لكن تجمعوا حول الطبيب حينما رأه يتجه نحوهم وكل واحد منهم يعتري صدره مشاعرًا مختلفة عن الأخر، وكان خوف سالم الأكبر هو أن يبلغه الطبيب بما يخشى سماعه وأن ربما فقدت الطفل وتلك الفرصة الوحيد لعوده علاقتهما، لكن تنفسوا جميعًا الصعداء حينما تحدث قائلاً بهدوء جاد
= مدام تسنيم فاقت وبقيت كويسه هي والجنين وتقدروا تشوفوها كلكم لو حابين، بس واحد واحد وبلاش تتعبوها .