-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 30 - 3 - الجمعة 8/12/2023

  

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثلاثون

3


تم النشر يوم الجمعة

8/12/2023


تململت مهرة في الفراش، ودفنت وجهها في الوسادة أكثر وأصدرت صوتاً وهي نائمة ثم تحركت من فوق الفراش عندما شعرت بالعطش ومدت يدها لتفتح اضاءه الغرفه حتي تهبط الى المطبخ لتشرب لكنها شهقت مذعورة عندما تفاجأت بشخص في الغرفه كان يقف يراقبها وسط النور الخافت دقتت بحذر فلمحها فتحت عينيها أرتجف جسدها بخوف وفتحت ثغرها واطلقت صرخة ذعر لكنه اخرسها بسرعة عندما تقدم نحوها وجذبها بعنف وكتم فمها بيده بتملك وقسوة، وهمس بصوت منخفض


= هشش أنه أنا .


شهقت مصدومة عندما علمت هويته وشعرت بالحرج وهي تقف أمامه بدون حجاب وبتلك الملابس، أبعدت يده وأسرعت تسحب حجابها هاتفه بسرعه بقلق 


= ماذا تفعل بغرفتي بذلك الوقت المتأخر، اخرج بسرعه يا رسلان إذا رأك أحد هنا ستحدث مشكله وبالاخص والدتي .


احمر وجه بغضب شديد عندما ذكرت والدتها أمامه وتذكر كيف فرقت بينهما واجبرت والدها ان يبعده عنها، اقترب منها وسحب غطاء رأسها بيده فتناثر شعرها الناعس حتى التصقت بعض الشعيرات بوجهها خفضت رأسها خجلاً وصدمه، داعب خصلات شعرها باطراف انامله بنعومة هاتفاً بقسوه 


= لا تذكري اسمها امامي! حطمتِ حياتنا وجلستِ تتفرج.. فقط قولي لي الكلمه التي انتظر سماعها منك؟ ما أنا بالنسبه لكٍ .


عقدت حاجبيها بتعجب من كلماته الغير مفهومة بعضها، لكنه شعر بالخيبة من صمتها واعتقد ربما ترفض حبة لكنها تحاول استيعاب المفاجاه، تابع حديثه بأعين دامعه حزينه 


= من اين ظهرتي لي؟ مالذي جاء بكٍ الي لتقلبي حياتي راسا على عقب هكذا؟ كانت حياتي مستقره وقلبي فارغ، لما ظهرتي وباي حق جئتِ!


نظرت اليه بحيره شديدة لا تفهم ما الذي به ولما يتحدث هكذا، وكأنه به شئ لكنها لا تفهم! 

رفعت رأسها تسرق نظره لعيونه الحزينه عندما تابع حديثه فكان ما يخطر بباله يقوله وقتها


= اتذكر عندما رأيتكٍ اول مره في حياتي! و انتٍ ترتدين ذلك الفستان كم كنتي جميله حينها !، وكنتي مثل الاميرات امراه تشعُ حيويه وجمالاً و اشد من البدر في اكتماله،

كانت حياتي وقتها بالأبيض و الأسود قبل أن التقي بـكٍ أيتها القزمه ، جاتي لتلّوني حياتي.


نظرت اليه بذهول من كل تلك المشاعر التي هاجمتها بشراسه وقتها و كأن الطوفان قد جاء ليغرقها في بحر هيامه، فانه يتغزل بها بكلمات غزل رقيقه ويعاتبها بحزن في نفس الوقت، وأضاف بصوت مرهق


= ارفعي رأسك صغيرتي أريد ان املي عيني منك للمره الاخيره .


أتسعت عينيها برعب فماذا يقول هذا، وماذا يقصد بآخر مره؟ هبطت دمعه ترفض الحبس، فانسابت على وجنتيها وفجاءة قبضت يداه الكبيرتان على يدها الصغيرتين معا مقيدةً حركتهما بينما استجمعت شجاعتها ونظرت له والدموع قد تجمعت في مقتلها، تشاهد وجهه السمح وطلته البهية وابتسامته الرائعه تزين وجهه الوسيم إبتلعت ريقها متوجسة وهي ترد بصعوبة


= رسلان اتركني من فضلك تبدو كانك غير واعي لما تفعله وتقوله لي.. ما الذي أصابك.


التقط نظراتهم لفترة اخافتها نظراته الغامضة وحالته قبل ان يَقُول هامساً بنفس النبرة الغريبة


= اصابني حبك أيتها الصغيره، أرجوكٍ لا تنظرين لي على اني ذئب جائع مثلهما وأريد التهامك هذا سيجعلني أذوب حزنًا ، رفقًا بقلبي يا صغيرتي.. لا تخافي مني لقد اخبرتك باني لن اؤذيك يوما ولكنكِ مازلتِ تخافين !.


راقبت هي حالته المتألمه، وعيناها تسمرت بعيون رسلان وهي تلتقي بألم وعتاب مؤلم بوداع ابدي لربما، استشفت المراره في جملته تلك، وأجابت قائله بحزن


= لكنني اشعر بالخوف عليك وليس منك .


امسك يدها بيديه ووضعهما على قلبه وهي شعرت بدقاته العنيفه، وكأنه تمنى ان تفهم ما يشعر به!. ثم ضحكه مريره خرجت من فمه قبل أن يتحدث كلماته بألم 


= لم أرغب في تلك النهاية لنا، لكن هكذا هي الحياة ..لا البدايات التي نتوقعها ولا النهايات التي نريدها


أرتعش وارتجف جسدها واختنق صوتها بخوف وقلق شديد فتكلمت بصوت مرتجف ومتقطع


= أي نهاية ما الذي تقصده .


نظر لها بعينيه شوق بانفاسه ثائره وملامحه عاشقه، ثم أبتسم بألم و خيم صمت طويل قبل أن يهتف بخيبة أمل كبيرة


= بذلت الكثير من الجهد حتى لا يتحول ذلك الاعجاب إلى حب! بذلت الكثير من الجهد ولكن ؟ وقعت في الحب ولا اعرف متى ابدا تغيرت مشاعري ! اذا انني اعجبت بكٍ لكن لا أحد يصدقني.. اعجبت بشغفك و بشجاعتك وعنادك، في البدايه ظننت أنكٍ ساحره حقيقيه، أعترف و مهما حاولت اخفي مشاعري بلا جدوى .. 


قرب كفيها من شفتيه يطبع عليهما قبلة رقيقة عصفت بكيان الأخرى ولم تفيق من صدمتها إلا عندما كانت دموعها تنساب بصمت حزينه لحال ملاكها الحارس، فهي أحبته حد الجنون، اقتربت منه وهي تتمنى ان ترف عن حزنه وبدأت تبكي وصوت شهقاتها تعالي، وأردفت قائلة بصوت باهت


= ما هذا الترهيب، لما تتحدث هكذا وكانك سترحل ولم نرى بعضنا مره اخرى .. رسلان ارجوك اشرح لي ما الذي حدث معك. 


اقترب منها ولمس رأسها بأطراف انامله، ثم انتقل بصره إلي عينيها الخضراء الصافيه وبدأ يتكلم بهدوء شديد


= أحيانا يكون الفراق للحافظ علي الشخص الذي نحبه. ساتذكرك دوماً .


أبتعد عنها بسرعه قبل ان يضعف ثم خرج واغلق الباب خلفه، وسقطت على الارض بائسه حزينه وفي داخل نفسها تعصف مشاعر هوجاء كاعصار ضخم يحطم كل ما تمر به، مالذي يقصده؟ كانت تظن انها مهمه بالنسبه له ويحبها لكن من الواضح أنها لم تكن كذلك له، قد اعطاها الامل واخذه منها مره ثانيه؟مزقها دمرها ، بل حتى انه امتلكها قبل ان يرحل .


❈-❈-❈


في داخل أحد المستشفيات، شخصت ليان أبصــارها إلي الطبيبه التي تجلس أمامها فوق المقعد الخلفي للمكتب وتمسك بعض الملفات بيدها وهي التحاليل الخاصه بها، فالالام قد اشتدت عليها واضطرت أن تأتي العيادة لتعرف ما الذي أصابها وقد اقترحت عليها الطبيبه عمل بعض التحاليل الطبيه اللازمه! وها هي اليوم هنا لتعرف ما بها، تنهدت بقوه قائلة بنفاذ صبر


= هو في حاجه في التحاليل اصل حضرتك بقالك كتير عماله تبصي فيها ومش بتردي عليا وأنا قلقت بصراحه


تنهدت الطبيبة قائله بقلق كبير 


= مش عارفه بصراحه اقول لك ايه يا مدام ليان بس التحليل مش كويسه، وزي ما توقعت؟ عندك ورم حميده بالرحم بس مش عايزكٍ تقلقي، الأورام الليفيه بتكون حميدة مش سرطانية ومفيش نفس القلق منها 


هربت الدماء من وجه ليان خوفاً على حياة أبنها أهم، وهزت رأسها بعدم استيعاب وكأنها تحلم بالتأكيد، حذرتها قائلة بتخوف 


=لا مش فاهمه وضحي لي اكتر مالها التحاليل وايه المشاكل اللي عندي هو مش ابني كويس أهم حاجة .


أردفت الأخري قائلة بنبرة توضيح اكثر 


= انتٍ دلوقتي في أول الشهر الرابع ولازم قبل ما تكملي باقي الشهور الجاية تعملي عمليه اجهاض لأن هيكون في خطوره عليكي انتٍ والطفل .


فغرت ليان شفتيها مصدومة، و ردت عليها بشراسة وقد ضاقت نظراتها 


=انت اكيد اتجننتي انتٍ عاوزاني انزل أبني بعد ما اتعلقت بيه ورتبت حياتي اللي جايه عليه وبقيت أشوفه على الشاشه عندك واسمع دقات قلبه وخلاص فكرت في الاسم اللي هسميه لما يجي، ده انا كمان رتبت الأوضه بتاعته من دلوقتي في البيت عندي .


شعرت بالعطف نحوها، لكن مع ذلك هزت رأسها برفض هاتفه بإصرار


= مدام ليان ممكن تهدي، الحمد لله ان احنا اكتشفنا الموضوع في الاول وبعدين انتٍ هتقدري تحملي عادي جدآ بعد كده لكن لازم الورم يتشال الأول، وعشان ده يحصل لازم نعمل عمليه اجهاض الاول ونشيل الورم لان في خطر علي حياتك وقت الولادة .


انتفضت مذعورة من أعلي المقعد، وهي تنظر إليها بنظرة مليئة بالكراهية والاستياء 


= وعشان الورم ده يتشال لازم ابني اموته، 

لأ لأ مستحيل اعمل كده انا مش هقدر أموت ابني وبعدين ايه السخيفه بتاعتك دي اموته وبعد كده أجيب غيره بسهولة كده؟؟ هو انت أصلا ضامنه ان انا ممكن اخلف بعد كده تاني أكيد بتضحكي عليا في دي كمان . 


نهضت الأخري قائله بصوت جاد


= يا ليان افهميني انتٍ لازم تعملي كده لمصلحتك وعشان الـ...


ظلت ليان متسمره في مكانها غير مصدقة ما يحدث ثم نظرت هي مباشرة في عينيها قائلة بصوتها المنتحب بحسرة 


= مصلحه أبني انا عارفاها كويس ومش مستنياكي تقولي لي ايه الصح وايه الغلط! انا مش هنزل أبني مهما تقولي سامعه؟. انا أما صدقت حملت فيه أصلا وبقيت بحلم باليوم اللي هشيله في حضني.. وانتٍ تيجي بسهوله تقولي لي موتي.. ده علي جثتي حاجه زي كده تحصل ان شاء الله افديه بحياتي بس برده مش هموته .


الصفحة التالية