-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 30 - 5 - الجمعة 8/12/2023

  

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثلاثون

5


تم النشر يوم الجمعة

8/12/2023



دخل سالم الغرفة التي تجلس بها تسنيم و كانت جالسة فوق الفراش براحه، فطالعها زوجها بيأس فيومان قضاها معها بالمشفي وهي تُعامله بجفاء، لكنه رغم ذلك تحملها بسبب تعبها بعض الشئ و الإضطرابات التي حدثت لها كثيراً بفترة حملها، وضع سالم الطعام امامها علي الفراش وقال بحب 


= طبختلك بأيدي النهارده، عاوزك تاكلي كويس اديكي سمعتي كلام الدكتور بنفسك في المستشفى، فضلتي مركزه مع اللي حواليكي واهملتي في نفسك .


أبتسمت تسنيم بضعف وعندما جاء يُطعمها صدته بيدها فتنهد بأرهاق من عنادها، وهتفت قائلة بجفاء 


= ما كانش لي لزومه تتعب نفسك، انا كنت شويه وهقوم اعمل لنفسي، إيه الجديد يعني انا طول عمري لوحدي حتى بعد ما اتجوزتك 


أخفض رأسه بندم لكنه أبتسم لها وهو يقول بحب


= بس انا دلوقتي بقيت موجود ومش هسيبك


هزت رأسها ساخرة بألم من كلماته، وأجابت ببرود جامد


= ممكن تخرج و تسيبني لوحدي، عشان سمعت الكلام ده كتير والنتيجه واحده .. انت ما لكش امان يا سالم وانا مش هعيش طول العمر دور المضحيه في حياتك تاني . 


تبدلت تعبيراته للشدة وزادت دقات قلبه بعنف هاتفًا بنبرة عالية


= هو انتٍ مالك قفلتي مني خالص كده ليه، للدرجه دي مش طايقاني ولا عاوزه تديني فرصه حتى عشان خاطر ابنك مش بتفكري نرجع وتسامحيني 


أصبح يثير استفزازها حقا فلو كانت هي نفسها زوجته القديمه هي من تسمع ذلك الحديث لكانت رضخت للامر بسهولة ولكن اليوم هي امرأه مجروحه لا تريد شئ غير ان تضمد جراح قلبها، هتفت بتحدي


= انا عشان خاطر اللي في بطني بعمل كده مش اول ولا آخر طفل هيجي وهيلاقي اهله منفصلين .


صرخ فيها سالم بتشنج حاد


= بس انا مش موافق على الانفصال ده وانتٍ اللي مصممه


حركت رأسها بالنفي هامسة بأسف 


= كده مع الاسف هتضطرني اعمل نفس اللي عملته اول مره! بس ما ترجعش بعد كده تلومني وتزعل 


كانت تقصد قضيه الطلاق التي رفعتها ضده،

نظر لها شزرًا قبل أن يتحدث بنبرة محتدة


= مش اللي بيحب حد بيحبه زي ما هو كده برضه! انا مش هفكر بتسرع تاني وموضوع ليلى اكيد انتٍ شايفه بنفسك ان انا بعد كده مش هصدقها ولو غلطت مش هفوتلها وهحاسبها وعمري ما هظلمك في الحكايه دي تاني.. انا مش عاوزه اخسر حد زيك يا تسنيم ولا اطلعه من حياتي عشان خاطري فكري مره اخيره تاني وراجعي نفسك في موضوع الطلاق .


كادت أن تتحدث لكنه أضاف بعصبية زائدة مقاطع إياها


= تسنيم انا تعبت من علاقتنا دي! تعالي كده نحسب من أول ما اتجوزنا كام يوم كنا عايشين في سعاده وفرحانين هنلاقيهم أيام تتعد على الصوابع وباقي ايامنا نكد وخناق طب ليه وصلنا حياتنا لكده .


ابتسمت تسنيم بتهكم مرير وهي تقول بنبرة حادة


= انت بتقول لي انا الكلام ده ما تقول لنفسك هو انا كنت فرحانه أوي بالخناق والنكد اللي كنت معيشني فيه انت وبنتك، ده انتم عقدتوني في حياتي 


هز رأسه بيأس وأدرك أنها سترحل وستضيع منه مهماً فهل، فهو رجلاً مشتت يعيش بين الماضي والحاضر، تحدث هاتفاً بصوت شبه مختنق


= ماشي ‏تعالي نتكلم في اللي أحنا ساكتين عنه، تعالي نفتح الجرح علشان نقفله علي نضافة! انا غلطان وقلت لك أكثر من مره ان انا اسف واي حد مكاني كان هيعمل كده ويصدق بنته خلاص يا تسنيم مش هتعلقي ليا المشنقه ولا هفضل كتير اكفر عن الذنب ده !. اللي انا اصلا دفعت ثمنه كتير من اللي شفته منك ومن بنتي .


ردت عليه تسنيم بتنهيدة متعبة وهي تسعل


= الموضوع مش سهل كده أوي انت جرحتني كتير يا سالم ومش قادره انسى ولا جرح 


نظر نحوها قليلاً وقد قست نظراته، وقال بنفاذ صبر


= طب اديني فرصه عشان اصلح كل حاجه، انا عارف كويس ان انا جرحتك وفاكر كل حاجه عملتها معاكي ضايقتك مني! بس مش هقضي طول حياتي عمال اعتذر لك واطلب منك تسامحيني وانتٍ مش راضيه انا برده ليا طاقه وقربت تخلص زيك 


ارتفع حاجباها للأعلى في صدمة بيّنة، حدقت فيه متسائلة باستخفاف


= هو انت بتهددني مثلا؟ ما براحتك ولا فاكرني فرحانه أوي وانا شايفاك كده قدامي وبتعتذر! بالعكس انا بتوجع حتى من الاعتذار عشان بفتكر انت بتعتذر عشان ايه ولو حاسسها اوي حاجه كبيره على كرامتك بطلها، ويكون في معلومك كمان انا خلاص على اخر الاسبوع ده هرجع بيتي .


عقد ما بين حاجبيه مستنكرًا ردها، واجاب موضحًا بصوت مخنوق 


= هو ده اللي فهمتي من كلامي؟ انا بحذرك فعلا بس عشان مش عاوز اخسرك لما ازهق من كتر اللي انا بعمله ولا طاقتي تخلص زي ما قلت لك، بس هتكوني فرحانه وانتٍ شايفه كل واحد فينا لي حياة ثانيه بعيده عن التاني بعد كل اللي كان بينا .


لم تجيب وهو اكتفي بتحديقه في وجهها الذي عشق تفاصيله بجوارحه، هو لم يكن واعي لها منذ البداية، تلك هي الحقيقة التي حارب ليثبت عكسها أنه لم يحافظ عليها، وفي الأخير خسر المعركة، ولم يظفر سوى بالمعاناة والألم، صحيح هو يشعر بخفقان قلبها وأنها مازالت تحبة و ذلك الحب الذي حكم عليه بالنهاية قبل حتى أن يبدأ، و انتهى الأمر بالنسبة لها، استدار ببطء برأسه نحوها واردف بصوت جاد


= تمام براحتك، ما ترديش دلوقتي بس اتمنى تفكري .


كاد ان يغادر لكن توقف مكانه عندما سمع صوتها تقول بنبرة مهتمة


= ابقى روح شوف بنتك يا سالم واطمن عليها أكلت ولا لأ .


وقف سالم مكانه، زاد بريق عيناه تأثرًا وأجابها بهدوء واثق وقد تقوس فمه للجانب لتبرز ابتسامة مغترة عليه


= ولسه بتساليني ليه مصمم ارجعلك و متمسك بيكي كده؟ عشان انتٍ هتكوني اكبر خساره ليا بجد .


توترت قليلاً وقد ندمت على تسرعها، لذا دون كلمه منها اخري تناولت طعامها وتركته يقف يطالعها بضيق فحتي كلمة شكر او حب لم تقولها له ثم انصرف من أمامها للخارج  .


الصفحة التالية