-->

رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 9-3 الأربعاء 13/12/20234

  

قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية عقاب ابن البادية

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل التاسع

3

تم النشر يوم الأربعاء

13/12/2023


الصفحة السابقة

سدينة  حضرت الموقف من بدايته فأنسلت بهدوء، فقد شعرت أن لا مكان لها بينهم في هذه اللحظات، ويبدوا انه لن يكون لها مكان في قلب قصير من اليوم وصاعد.. فقد انجبت له مكاسب الصبي وفازت بكل شيء، وأعطت لقصير الفرحة التي كانت تتمنى سدينه أن تعطيها هي له.

 

أما قصير فأعاد الصغير لأمه كي تقر عينها به بعد أن اذن له في أذنه واحتضنه وهمس له:

- اخيرا هل هلالك يايوم على ابوك مبارك.

مكاسب:

-فرحان ياولد عمي ورد شوقك للوليد؟

صغير اقترب منها واحتضنها

وقال لها:

- فرحة العالم كله اجتمعت بقلبي الحين يامكاسب.. تمني علي ياحبيبة قلبي ... تمني يارفيقة دربي واطلبي  مايغلى عليكِ شي.. لو انجوم السما هسه انديرهملك قلادة لو تأمرين.. ولو حليب من كبد الوطا شاوري عليه ايجي.. غير بس تمنى واطلبي ياأم هلال.

مكاسب:

ماطالبه غير رضاك عني ويكفيني شوفة الفرحه بعيونك تسوا عندي الدنيا وكل مافيها.

 قبل قصير جبينها ونظر للصبي مرة اخرى وهمس له:

-الحمد لله انه اطعمني ياك وانا اللي نرجا فيك لي سنين.. شدي حيلك يامكاسب وهملي هالفراش حتى توقفي على عقيقة وليدك وتشوفي شريطة راجلك لك يا ام الغالي.

جنديه:

- ياقصير ماتسمي الوليد هلال سمي اسم قبيح ليطول عمره متل ماسمتك امك  حتى لا تنحسد بعد ماجيت على كوم بنيات

قصير بغضب:

- والله مااسمي وليدي اسم يستهزا بيه الصغار متل ماكانو يستهزو بيا، انا سميته هلال ومافي غيره، وصرت ابو هلال واللي يطالع عالوليد اسم غير هلال بطيح حظه واطير رقبته.

يلا اني رايح ابشر الشيخ منصور وباقي القبيله واجهز لاستقبال سندي ولي عهدي.

 

هم ان يغادر ولكن تعلق برجله شيء فنظر للأسفل يتبينه، فإذ به رجوه ابنته، فحملها لثاني مرة منذ ولادتها، ونظر اليها وتفحصها للمرة الأولي وتبسم لها وكأنه أول مرة ينتبه لوجودها:

 كيفك ياصغيره، متي كبرتي وصار فيكي كل هالسماحه؟ قبلها ثم انزلها وقال لمكاسب:

-عينك على رجوه يامكاسب، البنية مايتهمل فيها  من اليوم، والله مانعرف لمن طالعة هالغزالة؟ يلا جبتي الوليد وارجعي اعطي لبنيه من حنانك اللي حرمتيها منه. وضحك وخرج.

فهو يعرف جيدا ان زوجته حملت تلك الصغيرة ذنب زواجه عليها، وعاقبت طفلتها عليه وآن  أوان رفع الظلم عن صغيرته الجميله.

 

ذهب قصير الى الشيخ منصور الذي كان قد وصله الخبر،

وعندما رأه صاح بسعادة:

- إمبارك ماعطاك ياوليدي ياقصير، اليوم القبيله عيد.

قبل قصير يده وإستأذنه أن يقيم وليمة مع العقيقة ويشارك فرحته كل القبائل.. ورد عليه الشيخ منصور:

- افرح بوليدك وماتعول هم شي ،هاذا حفيد الشيخ منصور وفرحتنا بيه غير.. اعمل كل شي وليك. من عندي ثلاث كباش من اعفى واثمن كباشي، هادول للوليمه وعقيقة وليدك اذبحها من إكباشك.

شكره قصير وهم يجهز للوليمة، واعطى الشيخة عوالي مبلغاً كبيراً من المال كي تذهب للحضر وتحضر الهدايا للجميع نساء واطفال كما جرت العادة في سبوع الأولاد الذكور.

وبعد اسبوع نصبت الخيام وفرشت بالسجاد البدوي طبخت الولائم، وحضر كبار القبائل وأصدقاء الشيخ منصور من قادة الجيش، وبعض رجال الاعمال، وقام قصير بذبح ثلاث الكباش وزاد عليهم جملاً، فوزع ماوزعه كعقيقة، وطهى ماتبقي

ولم ينس ان يذبح كبش لرجوه عقيقه، فقد نسي امرها تماماً وتذكر الآن. أن لها عقيقة لم توفى.

 

واذيع في كل القبائل القريبة أن الليلة سامر في قبيلة الشيخ منصور حتى الصباح، وحضرت النساء والأطفال...

ام عند النساء قمن بعجن الحناء وتحضير الكحل والبخور

والهدايا التي ستعطيهم ام المولود للنساء،

وأحضرن النساء الدفوف

 

في خيمة الرجال

قام قصير وقال للجميع بصوته العالي:

 

-اليوم اسميت ابني هلال تيمناً باسم جدي الشيخ هلال الله يرحمة واسألكم الدعاء له بالصلاح، وذهب وأحضره وقام رجل من القبيلة مختص في طهارة الصبية بطهارته،

فانطلقت الاعيرة النارية

واحضر قصير حصانة الذي قد زينة بالحولي

و ذهب لمكاسب فأحضرها، وأعطاها هلال وقال بصوت جهور.. والله اني شرطت ونذرت على روحي يوم يرزقني الله بالولد لاحمل امه على فرسي واطوف بيها قدام  كل الخلايق..

 فسامحني ياعمي الشيخ منصور

الشريطة صارت فرض علي نفاذها.

 

هنا خرجت الشيخة عوالي وقالت:

- ماعليه ياوليدي هادي حلالك والنذر واجب

فساعد مكاسب واجلسها فوق الحصان، وبعد أن طاف  بها بين كل الخيام رجع، بها وانزلها امام خيمة النساء هي والطفل..

مكاسب نظرت للنساء فوجدت سدينة تنزوي على نفسها في ركن بعيد عن باقيهن  فذهبت اليها وجلست بجوارها وتحدثت اليها بنبرة حانيه:

-ايش بيك ياسدينة؟

ماتزعلي ياحبيبتي ان شاء الله ربي يعوض عليك..

 ربي عطاياه واجده

افردي ذراعيك احملي هلال هذا هلالنا كلنا ياهبله مو لي لحالي، ويعلم الله اني ما نتمنا لك غير كل خير ونتمني ان بناتي وولدي يكون لهن خوت رجالة واجدين منك انتي،

انا خلاص قفلت علي سريب الخلفة ،

هالحمل كان حِمل تقيل ونحمد الله اني نجيت من الموت وما راح عيدها.

سدينة حملت الصغير هلال وتبسمت لها:

- الله بجبر بخاطرك يابنت عمي والله كنت حاسه حالي كي الغريبة والكل شامت في.

مكاسب :ياهبله من يشمت فيك كلنا اهل بعضنا غير انت اللي عقلك مهرب هههه.

كل هذا تحت انظار قصير

الذي نده على مكاسب

قصير :

مكاسب انريدك تعي..

مكاسب  ذهبت اليه وسألته:

- ايش تريد  ياابو هلال محتاج شي؟

 

قصير:

- انريد نقولك الله يحيي البطن اللي شالتك يابنت العم، والله ما في اطيب قلبك وتحملتي وااجد..

والباين اني تعجلت من زواجي،

ولو كنت صبرت اجانا الولد من غير كل الكداير اللي مرينا بيها بعد زواجي من سدينة..

سامحيني حلفتك بالله

مكاسب:

-كل شي كاتبه الله ياولد عمي ومو انت اول واحد تتعدد بالقبيلة، والحمد لله انك تزوجت سدينه مو غيرها،هي طيبة لكن عقلها صغير ومطيورة تو تكبر وتعقل،

وانا ربي انعم علي بوليد وحمدته على ما عطاني

وانت تريد وليدات واجده وان شاء الله يرزقك من سدينة..

تبسم لها قصير وتركها وذهب لضيوفه، ومرت الليلة مرور الكرام، والفرحة عمت جميع القبيلة وتراضى كل من حضر بالطعام والهدايا، وانفضت الجمعة وعاد كل الي خيمته وكل الى قبيلته، وسكن الليل الا من صرخات الصغير هلال التي كانت بمثابة طبول الفرح في اذن قصير ومكاسب.

واثناء جلوسهم رأت مكاسب خيالاً يذهب ويعود امام خيمتهم فعرفت انها سدينه، فهمست لقصير:

قصير قوم روح لسدينه، لبنيه عقلها راح يوج، قوم طيب خاطرها الله عليك، اني نايم جواري وليدي وانت روح بيت جوارها، وانا مافيا خير ليك للأربعين.

نهض قصير وكاد ان يهرول فهو يريدها ولكن لم يشأ إغضاب مكاسب في هذا اليوم المبارك، فأخذ سدينه لخيمتها وبعد أن اشبعها ضرباً على خروجها في هذا الوقت وتجولها امام خيمة ضرتها وهذا الامر نهيت عنه قضى معها الليل وطيب خاطرها بعدة كلمات جعلوها تنسى كل الضرب والقسوة وضحكت من قلبها فرحة بقصير الذي سيمكث في خيمتها للأربعين دون منازع.

 

أما في القصر..

استطاعت فريال أن تنهض من الفراش وتمشي بتثاقل وهي تلهث ولكنها مصرة على إكتشاف مايحدث حولها، فتسحبت لغرفة مديحه التي أصبحت تجلس بها اكثر من اللازم وتغلقها على نفسها ومعها الهاتف.. فأقتربت فريال محاولة أن تتصنت عليها، وبالرغم من انها لم تسمع شيئاً واضحاً إلا أن الضحكات والهمهمات جعلتها تتأكد أن في الأمر رجل، واثناء تنصتها فُتح الباب مرة واحده مما جعل فريال تنتفض فزعاً، وإذ بمديحه تطالعها بغضب واردفت لها من بين اسنانها:

هو أحنا فينا من كده يافريال.. مش المفروض اننا مع بعض.. طيب تمام كده انا عرفت انك ديب مسعور اللي بيديكي ضهره بتنهشي فيه على طول، والديابه ملهاش امان ولا ليها غير حل واحد..

 

..يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة