رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 9- 2 الأربعاء 13/12/20234
قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية عقاب ابن البادية
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل التاسع
2
تم النشر يوم الأربعاء
13/12/20234
راح تعذر
وتسامح بس تفهم.. والحين ودي تكون راجل قوي، دمعتك ماتنزل لا من وجع ولا شوق.. انت
قوي ياآدم.. أنت عقاب والعقاب ماتنزل دموعه ولا حد يشوف ضعفه..ودي العقاب بس يعاود
لهله يفرق الغرابيب السود المتجمعين بدارا ويقلعهم من عشه ويفرد جناحاته بالسما
ومايعلى فوقه حدا..
اختلى الشيخ
منصور بقصير بعد أن إنفض المجلس وكل ذهب لعمله فقال له آمراً:
-غدوه تروح
للوا عادل وتخبره اني ودي معلم لوليد من وليداتنا من الباديه يعلمه كل شي تستخدمه
الحكومه فشغلها،
يعرف كيف يحدد
اماكن الناس عن بعد ويعرف حتي ويش يقولون،،، يتجسس اعليهم كيف ماتعمل الحكومه مع
المجرمين،
ويعرف يزرع
الغام ويبطلها ويعرف يجمع قنابل ويفككها، ودي هالوليد يعرف اللي ماحدا عرفه، ودي
يعرف يجيب اسلحه من بره يطلبها لينا بدال ما نخلي الاغراب يطلبون وياخذون من. موي
عيونا، ودي الوليد يصير غول بكل شي ياقصير غووول.
قصير:
- والله خايف
ياشيخ نكون عم نربي غول اول الشي ياكلنا نحن.
منصور:
واد الأصول
مايخون ياقصير وعالأصل دور.. مايعض الايادي إلا قليل الأصل مجهول النسب.. ومنصور
مايحوى مجهول نسب ولا يراعي قليل أصل لأن اللي يعمل هكي يكون عم يبني بيوت فوق
الهوا..
يلا الحين روح اتفقد زوجاتك الشيخه عوالي
كانت تقول ان مكاسب زوجتك بعافيه اليوم وانت اكيد مارحتلها ولا تفقدت احوالها.
قصير:
اي الحين بروح
ياشيخ.
أما في القصر...
فريال جالسة
على الفراش بالكاد تلتقط انفاسها، وفور أن فتح يحيى باب الغرفة عليها هدرت به:
انت فين كل ده
بقيت تتأخر ليه بره، انت مش عارف اني تعبانه اليومين دول ومحتاجالك؟
إقترب منها
سريعاً وامسك يدها يقبلها وهو يعتذر لها قائلاً:
- أسف ياحبيبتي
آسف والله غصب عني، النهارده محمود عمل إجتماع طارئ واضطريت اني افضل معاه لحد
مايخلص الاجتماع.
نترت فريال
يدها منه وأكملت وهي تتنفس بصعوبة:
محمود دا كان
زمانه نايم في فرشته لا حول ليه ولا قوة لولا موضوع الحمل ده اللي مش وقته خالص،
ولولا عايده اللي وقفتلي زي الشوكه في الزور، بس ملحوقه.. أولد بس وافوق للكل..
والست مديحه دي كمان اللي بقالي شهور اقولك راقبها وانت مكبر دماغك عالأخر ولا
مهتم.
يحيى:
وهو انا هعمل
ايه ولا ايه بس يافريال انا كفايه عليا الشغل اللي محمود بيكلفني بيه كل يوم ازيد
عن التاني ومش مخليني عارف اخد نفسى كأنه بيعاقبني.. وبعدين هي مديحه هتكون بتعمل
ايه يعني، سيبك منها وخلينا فيكي وفصحتك وأجلي كل وجع الدماغ ده.
صمتت هي وهو
تلفت حوله وسألها:
أمال الولاد
فين؟
- هيكونو فين
يعني عند الست عايده بقت اقامتهم كلها معاها من ساعة ماتعبت وقاعدين في اوضتها
وانا حتى مابيفكروش يجوا يقعدوا معايا شويه يسلوني.
-. والله لولا
عايده انا ماعارف الولاد كان بقى مصيرهم إيه في ظروف تعبك ده الست كتر خيرها والله
اكل وشرب ومذاكره ورعايه وأهتمام.
حدجته فريال
بنظرة نارية فأنتبه على خطأه وتنحنح وهو يتلفت حوله هارباً من نظراتها، ونهض كي
يبدل ثيابه، ولكن قبل أن يصل لخزانة الملابس اوقفته صرخة من فريال مفاجئة فإستدار
عليها وهو يشعر بالرعب وقبل أن يسألها صرخت به:
يحيي الحقني
الظاهر دخلت في ولادة.
أسرع الى
الهاتف يدير قرصه كي يتصل بالطبيب المتابع لحالتها ولكنها منعته صارخة:
هتعمل إيه
الألم فظيع خدني للعياده بسرعه انا غلط على قلبي الوجع ده انت لسه هتتصل وترغي؟!
حملها يحيي
وهبط بها الدرج مسرعاً وتبعته مديحه، أما عايده فكانت تنظر اليها وهي تصرخ دون ان
يرف لها جفن.. فمن هم مثل فريال لا تجوز عليهم الرحمة.
عاد محمود من
الشركة وأخبرته عايده بأن زوجة أخيه ذهبت لتوضع ما في بطنها، وجلس بجانبها ينظر
لابناء اخيه وهي تطعمهم بيدها وتنظر اليهم وكأنها ترى فيهم إبنها آدم.. فهمس لها:
وكنتي عايزه
تلوثي القلب الطيب ده بالقسوة ياعايده؟
أجابته دون ان
تلتفت له:
كنت عايزه
ابرده يامحمود مش الوثه، بس الحمد لله انك منعتني ومخلتنيش اتمادى، والحمد لله انك
اتعالجت ورجعت احسن من الأول، والحمد لله اننا لسه فاضلين على آدميتنا مفقدناهاش
حتى بعد كل اللي مرينا بيه.
بعد ساعات في
عيادة الطبيب المعالج لعايده...
خرجت الممرضة
وهي تحمل بين يديها المولود وهتفت بسعادة:
مبروك بنت زي
القمر.. تتربى في عزك يايحيى بيه.. سمى وخدها مني.
حملها يحيى
ونظر لها وابتسم، وتلاشت إبتسامته حين تذكر أن فريال لازالت تحت الخطر وسألها:
فريال حالتها
ايه دلوقتي طمنيني؟
- الهانم ضربات
قلبها مش منتظمه وتعبت جداَ في الولادة، بس الدكتور جنبها وبيراقب الحاله وأول
ماتستقر هنخرجها على غرفة الإفاقه، بس مبدأياً اطمن هتبقى تمام.
غادرت الممرضة
واخذ يحي ينظر للصغيرة ولا يعلم لمَ انتابه هذا الشعور الغريب، فقد خفق قلبه لها
وكأنه لأول مرة يحمل طفل من صلبه، وكانها مرته الأولى في الأبوة!
وبعد ساعتين
خرجت عايده من حجرة الولادة وانتقلت لغرفة اخرى بحالة مستقرة، ولكن الطبي صارح
يحيي بأن هناك إحتمال أن يكون قلبها تأثر من الولادة وقد لا يعود كما كان، فما
عانته بالداخل لم يكن بقليل.
أما فى
القبيلة....
مكاسب بوهن:
-معزوزة
يامعزوزة انت يا قتيلة
اتت معزوزه
اليها مسرعة فقد كانت بالخارج تقوم بتنظيف رجوه بالماء بعد أن قضت حاجتها..
فأتتها مسرعة :
-ايش بيك يا
ميتي؟
مكاسب:
اتركي الصغيره
و عدي جيبي عمتك سدينة
حاضر يامي.. وتركت الصغيرة وذهبت لخيمة
سدينه على الفور واخبرتها ان أمها تطلبها على وجه السرعة، فلبت سدينه وذهبت مع
معزوزه ودلفت للخيمة وما ان وقفت أمام مكاسب وضعت يديها على خصرها في تأهب للعراك
وقالت:
- ويش تريدي
دازه عليا بالعجل؟ لا تخافين وحطي اعلى قلبك حجر قصير فالخلا مو قاعد عندي،ولا
تكوني استاحشتيني وتريدي اتملي عيونك مني لجل اللي في حشاكي تاخد ملامحي السمحات؟
مكاسب:
-سدينه اسمعي
راني مافي حيل للمجاكرة ولا للعرايك، خيتك واهنة بالحبل.. انحس بروحي مخلخلة ومو
قادرة نجمع اقدامي على بعض وحجري تقيييل بالحيل.
أشفقت سدينه
على حالها حين أمعنت النظر فيها ووجدت في ملامحها ضعف ووهن واضح فأخفضت يديها
وأقتربت منها وردت عليها وقد تبدلت نبرتها من القسوة للشفقة:
-هانت ماباقي
غير القليل،
هيا ارفعي
روحك حتي مايرقد عليك التعب ماتسلمي للنومه،
وانا تو
انديرلك اوكال يخليك تلهدي لهد كيف الخيل.
مكاسب:
-خطيني
"اتركيني" ياسدينة انا انريدك بس اتحملي عني مصالحي لغاية ماانجيب وليدي
بالسلامة.. طالبه العون من بنت عمي وانها تقف معي بشدتي وبعرف ماراح تردني خايبة
الرجا.
سدينه:
- ابشري يامكاسب
من الحين كل مصالحك اني انوب بدالك فيهم، لا تعولي هم وحيري بروحك وصحتك وماعليك
بالباقي.
مكاسب:
- والنعم منك
بنت العم.. قد العشم ياسدينه.
مرت الايام
وذات ليلة كان قصير ينام في خيمة سدينة
واذا به يسمع
صوت مكاسب يجلجل بالصراخ.. فذهب مسرعاً اليها وتبعته سدينه..
قصير:
-ايش فيك
بتولدي ولا ايش
مكاسب:
-هنمووت ياقصير
انفاسي بتروح مني وقلبي تقيل.. احضرلي القابله قوووااااام.
اسرع قصير
واحضر القابلة وطوال الطريق يحثها على الإسراع قائلاً:
مدي الخطاوي
شوي ياعمتي مكاسب تعبانه وااجد جابت اربع ابطن وما كان يحس بها والي ايش عجي
هالمرة؟
جندية:
-هدي روحك
ياوليدي تو تولد وتروق.
وصلت القابلة
لخيمة مكاسب وطلبت من سدينة احضار الماء الساخن
ودخلت لمكاسب
التي بدت وكأنها تلفظ انفاسها الاخيرة ومالت عليها هامسة:
جيب الوليدات
غيير يامكاسب تحملي والفرج جاااي.. بس ماتغيبي وتسوحي عضي في هادي
وادفعي وساعدي وليدك.
واعطتها وسادة
صغيرة تعض عليها.
وظلت تشجعها
حتى تمت ولادتها في حضور نساء القبيلة اللاتي حضرت جميعاً لمساندة مكاسب وحضور
ولادتها.. وفور خروج الطفل منها..
جندية:
-الله اكبر
الله اكبر يا هلا وغلا بسند امه وخواته ياللي كيف القمر في سماته
.
وانفجرت في
الزغاريد وعلى اثرها دخل قصير الخيمة منطلق كالسهم وسألها بتوتر:
هاه بشري ياعمتي وايش جابت؟
جندية:
-وليد تبارك
الله،وحلواني على قد فرحتك.. وريني قد ايش انت فرحان.
مد يديه لها
وهو يخبرها:
-بس خليني
احمله بين يديا بالاول واكحل عيني بشوفته واللي تطلبيه لبيكي.
اعتدلت مكاسب
وهي تبكي من الفرحة، وخلعت قلادة ذهبية كبيرة ورفعت وسادتها واخرجت من تحتها كيس
به نقود كثير ومدتهم لها وهي تقول:
-خدي يا وجه
الخير ماخساره فيكي كنوز الأرض.
قصير:
-ابشري يا عمتي ردي بالك عليها وحلوانك ماتقدري تحمليه بوصله لك لخيمتك مو واجد عليك شي.