-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 4 - 1 - الجمعة 31/5/2024

  


  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر




رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الرابع

1

تم النشر الحمعة

31/5/2024



"عجباً لك يا بن أدم ألم تتعظ بعد من مكر حواء ؟ فهي من وسوست سابقاً بأذنيك ، وأخرجتك من الجنة وأنت مكفوف اليد ، ولازالت تسعي وراءها ، وتصم آذنيك من الإستماع الي من حولك ، فقط تسير خلفها كالمغيب ، تاركاً إياها تأخذك الهاوية ، التي لا عودة  منها ، وكل هذا بإختيارنا ، فنحن مخيرين ، ولسنا مسيرين"


صعد غرفته وهو علي وضعه يفكر في تلك الحرباء نيڤين هو علي يقين أنها تتصنع الود والإحترام وتتظاهر بما ليس بها بالفعل.

زفر بحنق وخرج الي الشرفة وقف منتظراً عودة شقيقه علي أحر من الجمر استند بجزعه العلوي علي سور الشرفة وظل شارداً حتي أنه لم يشعر بفتح باب الغرفة ولا دخول زوجته من الأساس.

دلفت الغرفة كي تطمئن عليه فهو علي غير عادته لم يأتي يطمئن عليها مثل كل يوم وجدته يقف هكذا وشارداً في ملكوته.

إبتسمت بدلال وأقتربت منه وضمته من خصره بحب مستندة برأسها علي ظهره.

إنتفض الآخر أثر لمستها الحانية علي صدره والتي تثري داخل أواصله.

"أبعدي يا نيڤين"

جملة نطقها بعفوية أثر ما يدور بعقله الباطل عن هذه الحرباء التي تلقي بشباكها عليه هو وشقيقه التف سريعاً وجد زوجته تقف متنصمة من هول ما أستمعت له زوجها حبيب الروح ومالك قلبها قد ناداها بإسم امرأة آخري من جنس حواء.

تراجعت إلي الخلف عدة خطوات وهي تحرك رأسها بعد إستيعاب وعقلها مازال يترجم ما نطق به زوجها هتفت بصدمة:

-نيڤين ؟ هى حصلت كمان تقول إسم واحدة غيري يا أدهم وأنت معايا ؟

حاول الإقتراب منها لضمها وتهدأتها لكن صاحت بجنون:

-أقف مكانك متقربش مني.

مسح علي وجهه عدة مرات محاولاً تهدئة حاله وتحدث برفق:

-إهدي يا حبيبتي أنتي فاهمة غلط .

إبتسمت ساخراً وعقبت:

-فاهمة غلط ؟ بجد إنك تقول إسم واحدة غيري ده غلط؟

اقترب منها وأمسكها من ذراعها عنوة وأدخلها إلي الداخل وجلس علي الفراش وأجلسها علي قدمها يضمها بقوة حتي لا تتحرك.

❈-❈-❈

#####################

آخذ نفس عميق وتسأل :

-تمارا أنتي بتثقي فيا صح ولا غلط ؟

تطلعت له معاتبة وقالت:

-بثق فيك يا أدهم بس إلي سمعته؟

قبل كتفها بحب وتنهد بحزن :

-غصب عني أنا مش بفكر فيها زي ما أنتي متخيلة مع الأسف هي رامية شباكها علي أسر وهو منساق وراها وأنا خايف عليه .

أتسعت عيناها بصدمة وألتفتت له مرددة بعدم إستيعاب:

-نعم يعني طالما هي كده واحدة مش كويسة أرفدها سايبها ليه مستني لما ترمي شباكها عليك انتي كمان؟

رمقها معاتباً وأسترسل بإيضاح:

-أنا بحبك يا تمارا ومفيش واحدة تملي عيني ولا قلبي غيرك أنتي وأتمني ده تحطيه حلثة في ودنك لأن نظرات الشك الي شوفتها في عينك النهاردة مش عايز أشوفها تاني لأني لو شوفتها تاني وقتها هتبقي النهاية بينا يا تمارا.

سالت الدموع من عينها وهتفت بأسي:

-غصب عني يا أدهم حط نفسك مكاني لو أنت جيت تضمني وأنا نطقت واحد غيرك هيكون رد فعلك أيه ؟

أشعلت فتيل الغضب داخل قلبه وأتسعت عيناه مرددا بفحيح:

-هقتلك يا تمارا سامعة مش هستني تعمليها هقتلك أنتي بتاعتي أنا وبس .

كان يردد جملته ويده تشتد علي ذراعيها بقوة حتى شعرت بأن عظامها تكاد أن تحطم بين يديه.

تحدثت بآلم:

-ايدي يا أدهم هتكسرهم.

خفف من قبضته علي ذراعيها وأبعدها عنه ونهض متجهاً إلي الشرفة مرة آخري مستنداً علي بمنكبيه علي سور الشرفة وداخل قلبه يحترق من وقع كلماتها.

شعرت أنها أخطأتها عندما هتفت بهذه المهاترات وإقتربت منه وضمته من خصره بقوة وإستندت برأسها علي ظهره وبدأت تتمسح علي ظهره كقطة ماكرة تريد التودد إلي مالكها مما جعل القشعريرة تسري بثائر جسده.

غمغمت بهمس:

-أنا أسفة وبعدين المفروض أني أنا إلي أزعل مش أنت.

التفت لها وفك أسر ذرعيها وضمها الي صدره وتحدث بتوعد:

-عارفة أنا مش طايقك بجد وهعلقك علي الي قولتيه ده صبرك عليا.

إبتسمت بدلال وهي تضع يدها حول عنقه بدلع:

-مش ههون علي حبيبي .


-لا لا كده ميصحش راعوا السناجل الي زي يا جماعة أدخووا أوضتكم حتي مش واقفين في الشارع كده تتمسكوا فعل فاضح في البلكونة.

نطقها أسر الذي وصل بسيارته للتو.

إبتعد أدهم عنها وتحدث بتوعد:

-صبرك عليا يا بوز الأخص انت سبب المصايب كلها.

أتسعت عين أسر وهو يشير إلي نفسه بصدمة:

-نعم يا أخويا هو انا نطقت انا لسه داخل؟

إبتعد عن زوجته وتحدث متوعدا:

-هتعرف يا خفيف لما أنزلك .

التف الي زوجته كي يدلف الي الداخل لكن تمسكت زوجته بيده .

إستدار لها وتسأل بحيرة:

-خير يا قلبي عايزة تقولي حاجة ؟

عضت علي شفتيها بخجل وقالت:

-أيوة.

انتبه لها وتسأل بحذر:

-أنتي لسه مش مصدقانى؟

حركت رأسها سريعاً بلا:

-لا طبعاً.

صمتت قليلاً وإستطردت قائلة:

-ممكن لو هتتكلم مع أسر بلاش تتكلم قدام تقي ؟

زفر بحنق وأومأ بإيجاب من جيداً أنها نبهته علي ذلك فقد غاب عن ذهنه هذا الأمر:

-تمام يا قلبي حاضر أنزلي أنتي وانا هاخد شور وأحصلك.

أومأت بإيجاب وتحركت الي الخارج بينما مسح علي وجهه عدة مرات وتحرك تجاه المرحاض يأخذ حماما بارداً ينعش جسده قليلاً ويخفف من نيران قلبه المشتعلة.

❈-❈-❈

ظل ينظر لها لا يدري بما يجيبها بينما إتجه إلي إحدي المقاعد وجلس واضعاً رأسه بين كفيه.

اقتربت منه بحذر وجلست القرفصاء أمامه وتسالت بحذر:

-أنت ساكت ليه يا قاسم ؟هما كويسين صح ؟

رفع رأسه وتطلع إلي عينيها التي تشع براءة وتحدث بتردد:

-بابا وماما رفضوا جوازنا.

انتفضت بفزع ونهضت علي الفور مرددة بعدم إستيعاب:

-أهلك رفضوا أننا نتجوز ؟

حرك رأسه بإيجاب:

-أيوة.

أشارت الي نفسها وتحدثت بصدمة:

-طالما أيوة أنا بعمل أيه هنا.

صمتت قليلاً وتسألت بعدم إستيعاب:

-أنت أتجوزتني من وراء أهلك ؟

هز رأسه نافياً وقال:

-لأ طبعا هما عارفين أني أتجوزتك.

تطلعت له بصدمة أكبر وتسالت:

-يعني أيه عارفين ؟ مش هما رافضين جوازي منك ؟

أخذ نفس عميق وسرد لها كل ما دار بين والديه وسط صدمتها وذهولها أنهي حديثه ومازالت هي صامته فقط دموعها تسيل علي وجنتيها بغزارة.

نهض كي يقترب منها يضمها لكي تهدأ قليلاً ولكنها تراجعت إلي الخلف عدة خوات وهتفت بحزن:

-أنا عايزة أمشي من هنا.

توقف مكانه وقطب جبينه بعدم فهم وتسأل:

-تمشي ؟ مش فاهم تمشي تروحي فين ؟

هتفت بحزم:

-أرجع الملجأ مكان ما جيت  وأنت ترجع لأهلك تستسمحهم وتبوس رجليهم كمان يا شيخ الواد بس يتمني يكون عنده أب أو أم حتي لو هيضربوه بالنار مش مجرد يرفضوا تتجوز واحدة وهما عندهم حق فعلاً تتجوز واحدة زي ليه ولا ليها أصل ولا فصل أنت غلط يا قاسم غلط قوي كمان لقدر الله ممكن يحصل لوالدك أو والدتك حاجة وهما زعلانين منك وقتها مش هتقدر تسامح نفسك ولا تسامحني من الأساس وحبك ليا هيتحول لكره أرجع ليهم يا قاسم ورجعني مكان ما جبتني ولو لينا نصيب نكون لبعض هنكون لبعض.

❈-❈-❈

حرك رأسه بعدم إستيعاب ظن أنه يتوهم فتسأل بحذر:

-أنتي قولتي أيه يا أسما ؟

ردت بإصرار:

-قولت أرجع ما كان ما جيت وأنت ترجع تصالح أهلك.

إقترب منها يهزها بجنون:

-أرجعك مكان ما جيتي ؟ أنتي عارفة أنا عملت أيه عشان اوصلك ؟ أنا أتنازلت عن كل حاجة عشانك أنتي وبس يا أسما ليه تعملي فيا كده ؟ دلوقتي عايزى تسبيني وتمشي ؟

تركها وتراجع إلي الخلف عدة خطوات وهو يشير بيده بإصرار:

-أنتي مش بتحبيني يا أسما انتي مش بتحبيني ضحيت بكل حاجة عشان خاطرك وأنتي سهل أوي عايزة تسبيني بدل ما تتمسكي بيا وتسنديني في محنتي عايزة تهربي مني؟

سالت الدموع من عيناها وقالت:

-عشان بحبك يا قاسم عشان أنا عشت طول عمري من غير أهل مش عايزة تعيش زي ولا تدوق إلي أن دوقته عايزة تبقي وسط أهلك وكل إلي بيحبوك لأنهم هما اصلك وسندك في الدنيا بعد ربنا.

اقترب منها وضمها بقوة دافنا وجهه في تجويف عنقها وتحدث بحب:

-أنتي عندي بالدنيا كلها يا قلبي مش عايزة غيرك وبس أنتي أمي وأبويا واخواتي وبنتي وكل ما ليا.

فكت أسر ذراعيه وأبعدته عنها وهتفت معاتبة:

-أهلك لتهلك يا قاسم الزوجة تتعوض الابن يتعوض لكن الأب والأم لأ لو بتحبني فعلاً نفذ كلامي أرجع ليهم اطلب منهم السماح وأنا في مكاني وقت ما يوافقوا تعالي خدني.

صمتت قليلاً وأكملت بكسرة:

-ولو ما وفقوش يبقي تسمع كلامك وتتجوز إلي تستاهلك بجد وهتنساني وقتها .

رمقها بأسي وعقب:

-والحب ؟ تفتكري بيتنسي؟

أخذ نفس عميق وتحدث:

-ماشي يا حبيبتي حاضر هروح ليهم وأطلب السماح وأفضل وراهم لغاية ما يوافقوا بس أنتي هتفضلي هنا وجنبي موافقة ؟

تطلعت له بتردد:

-موافقة .