رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 2 - 1 - الأحد 26/5/2024
قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية إرث الحب والألم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الثاني
1
تم النشر الأحد
26/5/2024
"أحياناً تجرفنا الرياح إلي المسار الخطأ، وبدلاً من أن نبتعد عنه ونتجه إلي الطريق الصواب ننساق وراءه ، بدافع تحقيق ملذاتنا ورغباتنا ، غير عابئين بما سيحل بنا بعدها ، فنحن من سيدفع ضريبة إنسياقنا هذا أجلا غير عاجلاً "
يسير ذهاباً وإياباً وهو يتطلع إلي الغرفة التي يرقد والده بها من حين لأخر فمنذ وصولهم لم يخرج الطبيب لكي يطمأنهم عن حالته حتي الأن بينما والدته تجلس على المقعد تدعي الله أن ينجي زوجها مما أصابه.
اقترب منها بحذر وجثي علي ركبتيه أمامها وتحدث بصدق:
-ماما والله ما كنت أعرف أن بابا ممكن يحصله كده أو يزعل من كلامي.
صمت قليلاً وأكمل بأسي:
-أنا مغلطش في حاجة يا أمي أنا حبيت وبس حبيتها بجد ومع الاسف الحب مش بإيدنا يعني مش أنا إلي بختار أحب مين أو أكره مين.
اخذت والدته نفس عميق تهدئ أنفاسها الثائرة وهتفت معاتبة:
-قاسم أنت عارف كويس أوي أن البنت دي إستحالة أنا وأبوك نوافق علي الجوازة دي فوق لنفسك يا أبني أنت مش بتتجوز عشان يبقي ليك زوجة وبس لأ أنت بتتجوز عشان يبقي عندك أمك لأولادك يعني محتاج يكون لها أصل ونسب كمان تقدر تقولي بقي فين أصل مراتك دي ونسبها ؟ ولا ليها أصل ولا فصل عايشة في ملجأ يعني تربية شوارع هتربي ولادك ازاي وهتهتم بيهم وتديهم حنان الأم أزاي فاقد الشئ لا يعطيه يا أبني .
ود أن يصرخ بها ويقول لها أن هذا لا يعنيه هو يريدها هي فقط لا يريد سواها أحبها كما هي دون تدخل الأمور الآخر هو سيكون عائلتها وسندها في الحياة.
لكن لم يسعفه الوقت ولا الزمان ولا المكان فتح باب الغرفة وخرج الطبيب.
انتفض سريعاً من علي الأرض وركض اليه وخلفه والدته التي تضع يدها علي قلبها برعب أن يصيب شريك حياتها أي مكروه.
تسأل بحذر:
-طمني يا دكتور بابا كويس؟
أومأ بإيجاب وعقب:
-كويس الحمد لله.
تنهد براحة وعقب:
-طيب هو عنده ايه يا دكتور او أيه إلي حصل ليه ده أغمي عليه مرة واحدة .
إسترسل بإيضاح:
-إرتفاع مفاجئ في ضغط الدم الحمد لله أنها جت علي كده لقدر الله كان ممكن يحصله جلطة بس أطمنوا هو بخير دلوقتي وتقدروا تشوفوه بعد إذنكم.
غادر الطبيب وتحركت والدته سريعاً داخل الغرفة وتأهب هو وتحرك خلفها ببطئ شديد ولكن ما أن وقع بصر والده عليه تحدث بجدية:
-أطلع بره.
اتسعت عيناه بصدمة وحاول التحدث لكن قاطعه والده بأمر:
-مش عايز أسمع حاجة أنت أخترت واتفضل أمشي واتحمل نتيجة إختيارك بعد كده .
غادر سريعاً وتطلعت له زوجته بحزن شديد وقالت:
-ليه كده ؟
اغمض عينه بأسي:
-ابنك كان ماشي فعلاً عشان خلاص خليه يروح ليها.
❈-❈-❈
أنتهي من مراجعة أعماله وصعد إلي غرفته وفتح الباب ودلف وجد صغيره غافي علي الفراش وزوجته تجلس جواره تمسد علي شعره بحب دخل الغرفة وأغلق الباب خلفه بحذر وتحرك تجاهها و اقترب من أذنها هامسا:
-نام ؟
ردت بهمس مماثل:
-أيوة يا حبيبي.
تحدث بغيرة:
-طالما نام قاعدة تلعبي في شعره ليه يا هانم ؟
ألتفت له وأتسعت عيناها بصدمة:
-هتغير من إبنك يا أدهم ؟
إبتسم بحب وعقب:
-أنا بغير من الهواء الي بيعدي من جنبك يا قلب أدهم .
تطلع إلي صغيره بغيظ وقال:
-هو الباشا هيفضل نايم هنا ولا أيه ؟
ضحكت بدلال وقالت:
-عايز ينام في حضن مامته حبيبته.
ضيق عينه بمكر وغمز بخفة:
-وطيب وحبيب مراته ينام فين ؟
إقتربت منه وهمست في أذنه بمكر:
-نام أنت كمان في حضن مامتك يا حبيبي أنا مخصماك أصلا.
إبتعد عنها وهو يرمقها شذرا وضربها علي جبينها بخفة وتحدث بتوعد:
-بقي كده ماشي يا ست تمارا خليكي فكراها.
أزاحها جانباً وتحرك إلي المرحاض صافعا الباب خلفه بعنف استيقظ علي أثره الصغير وهو يتسأل ببراءة:
-هو في أيه يا ماما ؟
قبلته والدته علي جبينه بحب وقالت:
-مفيش حاجة يا حبيبي.
مسدت علي شعره بحنان حتي غفي مرة آخري وتمددت جواره وآخذته بين أحضانها.
خرج من المرحاض بعد أن آخذ حمام بارد أنعش جسده وخفف عن كاهله اثقال اليوم تطلع لهم بحب وتمدد جوار طفله من الجهة الآخري وآخذهم في أحضانه بحب .
❈-❈-❈
في الصباح يوم جديد يجلس أدهم في مكتبه بهدوء يراجع أوراق العمل باهتمام شديد قطعه طرق علي باب المكتب ودخول أسر بمرح:
-ينفع أدخل يا بص أنا والضيوف ؟
ألتف أدهم له مبتسماً وأشار بترحاب:
-أتفضلوا يا حبيبي.
دلف أسر وخلفه لؤي وشقيقته التي نظر لها ادهم مشمئزا في بداية الأمر فرغم ملامحها الجذابة تصبغ بأدوات التجميل بشكل مبالغ فيه كما أنها غير محجبة وترتدي ملابس تكشف أكثر مما تستر.
غض أدهم بصره سريعاً وهو يستغفر الله في سره اشار لهم بالجلوس جلس أسر ولؤي علي الأريكة الجليدية بعيداً بينما جلست نيڤين علي المقعد الذي أمام مكتبه واضعة ساق فوق آخري.
تجاهل ادهم جراءتها وتحدث بعملية:
-نورتوا الشركة أسر قالي يا دكتورة أنك لسه مخلصة دراستك وراجعه من برة ورشحك تكوني سكرتيرة ليا صح كده ؟
ردت بثقة:
-أيوة عشان كده أنا هنا النهاردة.
ابتسم ببرود وعاد بظهره إلي الخلف واضعاً ساق فوق ساق وتحدث متحدياً :
-بس انا موافقتش عليكي أصلا ؟ أنا لسه هشوف الCV بتاعك وبعدها هقرر.
ضحكت بدلال وهي تقدم إليه الCV الخاص بها:
-بس أنا واثقة في نفسي يا مستر أدهم .
آخذ منها الأوراق وهو يتفحصها باهتمام شديد وألقي جملة متهكمة:
-أحيانا الغرور مش بيبقي في صالح صاحبه.
حركت رأسها نافية ورددت بمكر:
-توء توء توء ده مش غرور ده ثقة في النفس .
تجاهل حديثها واغلق الملف وقال:
-تمام يا أنسة نيڤين ولا تحبي أقولك يا دكتوره ؟
ردت برقة:
-ولا دي ولا دي ممكن تقول نيڤين بس في الآول والآخر أحنا أهل.
للمرة التي لا يعلم عددها لم يروقه حديثها فتغاضي عن ذلك وقال:
-تمام هتتفضلي دلوقتي لمدام سهير في الشؤون القانونية تمضي العقد وبكره بإذن الله تكوني موجودة مع أستاذ رفعت هيفهمك طبيعة الشغل.
ردت مبتسمة:
-تمام.
نهضت ومدت كفها بدلال:
-مرسي يا مستر أدهم وأوعدك أكون عند حسن ظنك.
تجاهل يدها الممدودة وتحدث ببرود:
-أتمني ذلك يا أنسة.
سحبت يدها بضيق وألتفت إلي لوي وهتفت بأمر:
-يلا يا لؤي.
نهض أسر بإصرار وقال:
-أعملوا حسابكم بعد ما نخلص هتروحوا معايا نتغدا سواء.
ابتسمت نيڤين بإصطناع:
-شكرا يا أسر مرة تانية.
تطلع إلي شقيقه يتوسل وقال:
-لأ مرة تانية أيه قول حاجة يا أدهم أنتي عايزة بابا وماما يزعلوا ولا أيه ؟
تنهد أدهم بنفاذ صبر وقال:
-أنتوا ضيوفنا النهاردة طبعاً ولا أيه يا أستاذ لؤي.
رد لؤي ببلاهة:
-اه طبعا.
ابتسم أسر وقال:
-تمام يبقي يلا نخلص العقد ونرجع البيت سلام يا بص.
غادروا ثلاثتهم بينما أنغمس أدهم مرة آخري في عمله.
❈-❈-❈
وصل أسر بسيارته إلي الڤيلا وبرفقته لؤي ونيڤين توقف بسيارته وهبط منها الثلاثة وعرض عليهم الذهاب إلي الإسطبل لركوب الخيل وافق لؤي علي الفور بينما وافقت نيڤين علي مضض ولكن قررت أن ستشاهدهم وهم يتسابقون فقط.
بعد فترة وقف أسر مع لؤي وهم يمسكون بالأحصنة ويقومون بتجهيزها لكي يتسابقون .
تحدث لؤي ساخراً:
-أنا يا بني مش عارف أخوك شايف نفسه علي خلق الله ليه محسسني أنه الملك وأحنا العبيد عنده مش عارف علي أيه ؟
رمقه أسر بتحذير:
-لؤي قولت ليك ألف مرة أدهم خط أحمر وأنت بردو مبتتعلمش ومبتبطلش كلام عنه أنا مش عارف أنت بتكرهه ليه ؟وبعدين الفكرة كلها أنهشخص عملي جدا وأنت إلي عرضت عليا أني أخليه يشغل أختك هنا يبقي خلاص بقي متقعدش توجه دماغي وتغلط فيه بكلامك الفارغ ده.
رد لؤي بمراوغة:
-خلاص يا سيدي أنت عارف أني مقصدش بس عشان كلامه ميزعلوش أختي أنت عارف نيفين حساسة أد أيه فياريت تخليه يخف عليه شوية البنت بسكوت مش متعودة علي أسلوب الأمر بتاع أخوك ده.
رد أسر بهدوء:
-خلاص يا سيدي هقوله يخف عليها ياريت بقي نقفل علي الكلام ده شوية لإني تعبت.
ابتسم لؤي بمكر:
-خلاص يا سيدي أنا أسف وبعدين شكلك كده عامل نفسك زعلت عشان نلغي السبق عشان خايف لأكسبك ؟
رمقه أسر بإستخفاف:
-تكسب مين يا بابا أنت متعرفنيش أنا بركب السبق من وأنا عندي شهرين.