-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 33 - 1 - الأحد 17/12/2023

  

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثالث والثلاثون

1

تم النشر يوم الأحد

17/12/2023



بـعـد مـرور ثــلاث سـنـوات.


خلال تلك السنوات قد حدث الكثير والكثير في حياه مهرة، مرت عليها هذه الفتره في البدايه صعبه للغايه لكنها حاولت الانسجام مع حالها الجديد بمفردها، حيث أنها قدمت في أحد الجامعات مثل ما كانت تحلم وتتمنى بعد أن انتهت الامتحان النهائي للثانويه كانت المشكله في البدايه انها لم تستطع خوض امتحان القبول في الجامعه بسبب حالتها النفسية المتازمة فاعدته مرات حتى نجحت بصعوبه، انقضت اول سنه وهي في الجامعه

انسجمت مع الجميع وبدات تكون صدقات جيده حولها، وكانت وفاء جانبها ولم تتركها أبدا وكذلك سراج أيضا! و مرت الحياة هكذا عليها وهي تشتعل شوقا له، الكل كان حولها يهتم بها ويسال عن اخبارها ولكن لا اثر لرسلان وكأنه تبخر.


كان الجميع متوقع بأنها نسيته بعد تلك السنوات بالفعل لكنها كانت أمامهم تبتسم و عندما تنفرد بنفسها تشتعل شوق وبكاء! رغم انها حاولت كثير ان تخرجه من قلبها وتنسيه وتجلد نفسها بان ربما الآن يلهي مع غيرها وذلك كان يزيد من غيرتها أضعاف.. واحيانا تشعر بالغضب نحوه و احيانا تشعر بالاشتياق لرؤيته فحقا حب رسلان كان لا يخرج من قلبها ربما لانها أحبت بصدق هذه المرة !. 


في أحد الأيام كانت جالسه في حديقه الجامعه مع زميلات تركيا والبعض منهم عرب تعرفت عليهم، رفعت رأسها للامام بلا اهتمام لكنها تجمدت مكانها بصدمه كبيره!. فلمحته يدخل من بوابه الجامعه تقسم أنه هو! نفس ملامحه تغير كثيراً نعم واصبح له ذقن كبيرة لكنها تعرفت عليه على الفور ربما نظراته لم تتغير .. ربما لانها تعرفت عليه بسبب دقات قلبها التي اخبرتها بوجوده... لكن ما الذي جاء به الى هنا؟ ومتى عاد؟ هل جاء اليها؟ هه بعد كل هذه المده .. لتكن صريحه مع نفسها هي اذا وقفت أمامه خلال ثواني أكثر ستركض اليه وتضمه وتضرب بعرض الحائط جميع العادات والتقاليد و غضبها منه وتنسى جرح كرامتها .


وقفت من مكانها وهي ترتجف شحب لون وجهها وأغمضت عينيها وفتحتها مرات عديده، كأنها تتأكد ان ما تراه حقيقه وليس تلك الاحلام التي تراودها في اليقظة، رسلان هنا فعلا هل يبحث عنها؟. ام مجرد صدفة غريبة !. جن جنونها وازداد شحوب وجهها وخفق قلبها بشده.. شبه متاكده انه هنا لأجلها ولكن كان يسرها الشك قبل قليل ان ربما هو لا يتذكرها اصلا، وبالرغم من فرحتها بقدومه الا انها قررت أن تذوقه من نفس الكاس وتعذبه فهو من ابتدأ بالرحيل. ولم يفكر بالسؤال عنها أبدا.


نظرت حولها عده مرات كانها تفكر في شيء ما، حتى اصدقاءها سالوها عن ماذا بها لكنها لم تجيب، وبسرعه اخفضت يديها تحت حجابها واخرجت حلق اذنها ووضعت فرده الحلق تحت اسنانها تضغط عليها بحذر لتنغلق العقده وتصبح على شكل خاتم! وبسرعه ارتديه الى يدها اليمنى وقلبته ليبدو كخاتم خطوبه، رفعت راسها تبحث عنه بلهفة لكن كان ليس موجود! وكأنه اختفى مره ثانيه او ذهب يبحث عنها في مكان آخر دون ان يشاهدها.


لكنها تحركت في مكان مكشوف فتعمدت ان تكون في مجال لرؤيته، وعندما لم يظهر مره اخرى تنهدت بيأس وضيق وأخرجت هاتفها واتصلت بزميلتها التي كانت تقف بالقرب منها واخبرتها انها سترحل الي المنزل مبكراً وكانت تهتف بصوت عالي نسبا حتى اذا كان حولها يسمع إليها وبالفعل حدث ما كانت تخطت له، التفت رسلان نحوها وهو متلهف فاشتعلت نيران الفرح في صدره و بدأ يسير خلفها و مازالت تصطنع انها غير منتبه لوجوده وانتهت من المكالمه فاستدرت وضبطت اعصابها بقوه، فهي تريد أن تنتقم منه!. 


لكن عندما التفتت كان ليس موجود مره ثانيه! 

استغربت كثيراً لكن حاولت ضبط نفسها حتى لا تلفت الانظار فاذا عاد بالتاكيد ستشاهده في المنزل فلا داعي للقلق! تركت باقي المحاضرات و ذهبت الى الخارج وعقلها يتسال لما فعل هذا؟ واختفى رسلان ربما هل شاهد الخاتم ام لا؟ ام توهمت هي وهو كان قادم لشيء آخر؟ أخذت تسير ببطء والحسره تاكل لها روحها كما يأكل الصدأ الحديد، حتي فجاه سمعت صوت حركه خلفها فأصابها الذعر وصرخت قائله بخوف


= من هناك؟


ظهر أمامها رسلان وقال بنبرة هادئه جعلها قدر الامكان 


= أنه.. انا رسلان .


تنفست بعمق براحه ثم بسرعه تصنعت الدهشه قائله بإبتسامة زائفة


= أوه أخي رسلان!، الحمدلله على سلامتك متى جئت؟ 


كان ينظر لها مذهولا من استقبلها البارد له و تتكلم معه بلا مبالاة وما اثار غضبه اكثر وهي تلقبه وتنادي باخي! أبتسم بعصبية واضحة قائلاً بلهجة ساخراً


= أخي! ممم لما غادرتي مبكراً وتركتي أصدقاءك في الداخل ومازلت محاضراتك لم تنتهي، سألت عنك في الداخل فقالوا لي أن لديكٍ محاضرات أخرى.


ضحكت بصوت عالي باستفزاز ولم تتحرك من مكانها تسلم عليه


= صحيح لكنني كنت بحاجه الى الذهاب مبكراً اليوم .


رفع حاجبية بضيق متسائلاً بتهكم


= مع من يا تري؟ مع خطيبكِ ؟


نظرت إليه نظرة غامضة لثير غيرته، هاتفه بغرابة زائفه


= كيف عرفت ؟


نظر رسلان نحوها عده لحظات وبثواني اصبح قريب منها ومن شده خوفها من نظراته الغاضبه وقفت ولم تستطيع التحرك فاقترب منها وبسرعه أمسك يدها بقوه عندما حاولت دفعه عنها، كانت عيونه غاضبه دون أن يتكلم وهي أصبحت تتنفس بصوت عالي و امسك يدها الثانيه لتصبح الآن عاجزه وهي تلتصق بالجدار ويداها الاثنان ممسكا بها بقوه وهو يقترب، أردفت قائلة بنبرة قلق 


= لاتقترب، لن اسمح لك ابتعد عني ساصرخ واطلب الامن.


أبتسم لها بشدة دون خوفاً وأجاب بصوت ساخراً 


= افعلي لم امنعك او ربما ياتي خطيبك وينقذك مني .


لم تفهم لهجته الساخرا هل كشف كذبتها ام اشتعل بالغيرة، افلت احد يدها وبقيت الاخرى ممسكه بها بقوه وكان يحرك الخاتم بيده حول أصابعها وهي تململ بين يديه محاوله الافلات من قبضته بينما عيونه تجدح شراسه وهي تنظر له وانفاسها متسارعه وتسأل بصلابة خشنه


= اريد ان اعرف شيئا واحدا فقط، اطمئني لن اذيكي .


عقدت حاجبيها بتعجب وقبل ان تتساءل، مد يده نحو وجهها فتحركت بقوة رافضه للمساته، فامسك فكها مجدداً بقوه ونظر بعينيها بتحدي

قائلاً بحده


= منذ متى وأنتٍ ترتدي هذه اللعنة ومتى حدث هذا دون علمي؟ أم أن هناك شيئًا آخر تحاولي إثباته؟


كان يتحدث وهو يضغط على الخاتم بيدها لتفهم بأنه يتحدث عن أمر خطوبتها، وببطء تفاجات يبعد جزء من الطرحه عن أذنها اغمضت عينيها بقوه وقد فهمت بانه كشفها

ويريد يعرف الحقيقة، وثواني واعاد الحجاب لمكانه ونظر الي عيونها بسعادة وابتسامه مريحه تلوح في شفتيه 


= لم أكن أعلم أنكٍ أصبحتٍ ماكره إلى هذا الحد، وأنا أقول كيف تمكنت من استقبالي بهذه الطريقة.


جذبت يدها بعنف وهي تراه يقلب كف يدها ليشاهد الخاتم مقلوب فقهقه أكثر، تسمرت عيونها في عينه بغيظ واجابته بتحدي


= وماذا كنت متوقع أن استقبل بعد كل هذا الوقت؟ ربما كنت تتوقع مني أن ألقي بنفسي بين ذراعيك وأعانقك.


أبتعد خطوه وهو يبتسم وكانت أنفاسها لاهثه ومتقطعه وكان هو سعيد جدآ وقال معاتبا


= ولم لا؟ ألستٍ سعيده بعودتي؟ ظننتٍ أنني سأغادر ولم أعود.


أغمضت عينيها للحظات مسيطره على ضيقها الذي تسلل إلى تعابير وجهها، خائفه من افتضاح أمرها لتلك المشاعر بكل قوة، عاودت فتح عينيها قائلة باستخفاف


= لم أتوقع رؤيتك اليوم ولا طول حياتي مجدداً، بعد أن اختفيت من حياتي 


يعلم كل ذلك الجفاء انتقام لكرامتها لكنه سيتحمل، فقلبه لم يخفق إلا من أجل واحدة فقط، وهي تلك التي تقف أمامه عاهد نفسه ألا يحب سواها رغم البعد، أجابها بصوت شبه متحشرج


= أفهم ما تشعر به تجاهي الآن بعد أن تركتك ورحلت بهذه الطريقة بغير مبرر، ولن أفعل أي شيء لتغيير رأيكٍ، ولكن.. أرجوكٍ استمعي لي. يجب أن تعرفي لماذا فعلت ذلك.


تجنبت النظر إليه متحرجة بشدة من كم الأعين المراقبة لهما، وعلقت عليه قائلة بحسرة 


= كان امامك فرصه ان تشرح لي مبرراتك سابقا من البدايه، ام الان ارحل فلا أريد رؤيتك ولم اسمعك .


ابتعدت عنه وكانت سترحل ولكنه اسرع بامساكها بسرعه وادارها نحوه بشغف، قائلا باعتراف 


= إشتقت لجنونكِ أيتها القزمه .


يا الله كم اشتاقت لهذا الإسم منه، أدمعت عيناها بحزن شديد وقالت بحده


= ابتعد عني واتركني فانا اكرهك 


لم يبتعد بل ظل مكانه عازماً انه سيعيد حبها له من جديد، طالعها لتتعلق عيناها به وقال بجدية


= مهرة ارجوكي كانت لي اسبابي وقتها! يجب ان تسمعيني اولا وبعد ذلك افعلي ما تريديه، لقد جئت لطلب يدك !. وهذه المره لم يستطيع منعي أحد .


نظرت اليه بمرارة ورفعت حاجبيها بتهكم  


= حقا! ومن منعك اولا حتى يمنعك ثانيا؟ اعترف بالحقيقه انت جبان رسلان علقتني بك واوهمتني بحبك وبعدها رحلت و تركتني بل اختفيت من حياتي كلها.. وتعود بعد ثلاث سنوات تخبرني بانك تريد الارتباط بي؟؟ حسنا الان دوري انا لارفضك، لن اكون زوجه لك ولو بقيت عمري كله عزباء.


الصفحة التالية