رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 29 - 1 - الثلاثاء 5/12/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل التاسع والعشرون
1
تم النشر يوم الثلاثاء
5/12/2023
❈-❈-❈
تحركت مهرة بخطوات سهلة وسريعة مكان حوض الأزهار مكانها المفضل، مدت يـديهـا وانحنت تفتح الصنبور لتملا علبه الساقيه، لكن احست فجاه بشخص كان وراءها وقـد كـان رسلان بالتأكيد التفتت نحوه بسرعه وقالت خجلاً
= لقد افزعتني
نظر إلي مـعالـم الفزع بوجهها ثم رفع يديه ليغلق صنبور المياه، ليصبح قريب منها قليلاً لتشعر بانفاسه علو بـشرتها تحتك لحيته بها أغمضت عينيها، تشعر بعزف قلبها بالالحان عتيقه مسببه لها قشعريره وشعر بارتجافها ليبتسم قائلا بأسف
= أعتذر .
رفعت بصرها امامها تحدق بنظره فكأن يحاصر جـسدها منحني الرأس ولحيته الظاهرة لـهـا طـوله الخاطف للأنفاس والتـي بألكاد تصل لصدره. احمرت وجنتيها بلون كثيف لقربة المخيف.
ثم أبتعد عنها وهو يلاحظ فرق الطول بينهما
أبتسم رسلان لحيائها، وأسبل عينيه نحوها متأملاً خجلها المحبب إليه، و واصل حديثه قائلاً بتريث جاذب للأسماع
= إذا أستمررتي فى إبعاد الناس عنك لمُجرد خوفكٍ من خسارتهم سينتهى بكٍ المطاف وحيده، أتحدث من واقع خبرتى عندما أقول إن ليس لديكِ أى فكرة كم هو نادر العثور على الحب ! و كم هو مؤلم خسارته !
أخفضت نظراتها مطرقة رأسها بحرج أكبر عاجزة عن الرد عليه رغم استمتاعها بما يقول، شعرت بدفء كلماته، بصدق إحساسه حينما قال
= في المره السابقه طلبتي مني مهله للتفكير فما هو جوابك الآن .
زادت حمرة وجهها من حديثه معها في الطريق العام للفيلا، خشيت أن يسمعها أي أحد مارة جانبهما، فتحرجت منه قائلة بتذمر
= لماذا تريد ان تسمع جوابي بهذه السرعة؟
زفر بعمق، ثم دس يديه في جيبي بنطاله ليحدق مباشرة في عينيها، يرد بثبات مشيرًا بحاجبه
= لأنني لا أستطيع الهرب منك.. أنتٍ تسيطرين على تفكيري.. مازلت أريد الأشياء نفسها، لكنني أريدها معكٍ الآن.. مازلت أريد أن أرى كل أنحاء العالم لكن و أنا ممسك بيدكٍ..اسمعي يا مهره، الوقت لا ينتظر أحداً.. يجتازنا و يمر سريعا و قبل أن يتجاوزني قطار العمر أريد قضاء بعض الوقت معكٍ و أنتٍ تسعديني
تجرأت للحظة قائلة بخفوت رغم اهتزاز نبرتها
= أخاف أن أحبك جداً فأفقدك ثم أتالم، وأخاف أيضاً أن لا أحبك فتضيع فرصة الحب
فأندم، أخبرني كيف أحبك بلا ألم، وكيف لا أحبك بلا ألم
عمق رسلان نظراته أكثر نحوها لتصبح هي محاصرة بين وميض عينيه المتقدتين شوقًا لتذوق حبها الدافئ، واردف بصوت عذب
= لا يوجد حب بدون ألم، لكن هناك ثقة بالوعود، هل واعدتي شخض قبلي او احببتي أحدهم من قبل .
صغر عينيه ربما هو الآن يشعر بقليل من
الغيره القليل ليعلم الجواب، نفت له بعبوس
قائله
= كلا انا لم أرى الحياه لصنع ذكريات مع الاخرين، فـلم أري شاباً اعـجـب بـه دائماً ما كانوا يبعدوني عن اي شيء فا انتٍ الوحيده بالنسبه لي، الذي اجرب معه كل شيء جديد بالحياة
لم يفهم جيد من الذي حرموها من الحياه لكن لم يعلق علي الأمر احتراماً لخصوصيتها لأنها بالتاكيد تقصد شيء حدث بالماضي، كم كان متفهم أمرها وبشده وكان ذلك جيد لمصلحتها، فابتسم لعفويتها قائلاً برجاء
= سأكون شابك الذي تعجبين به الى النهايه..
لكن لا تتركيني .
أحست بنظراته تخترقها، تصيبها مباشرة في قلبها تزيد من نبضاته، وتؤكد لها وجود شيء ما في كيانها، هي معه الآن بالفعل، و لن تتركه ابدا.. ستبقى معه حتى النهايه و ان فكرت بالرحيل قبله فهو سيتبعها ببساطه تارك كل شيء خلفه.. و للمره الاولى في حياتها هي تشعر أنها شخص مرغوب، ان هناك شخص يحتاجها.. في حياتها البائسه وجدت شخص يريدها.. و هذا الشخص هو التي تكن له المشاعر مثله و تحبه.. و منذ هذه اللحظه هي وجدت الإبتعاد صعب عنه تماماً.. كما أنها لا تخطط للرحيل عنه او حتى جعل احد يقترب منه غيرها، أفاقت علي صوته يهتف بيأس
= عليكي ان تتوقفي عن استفزازي..و عن كونك عنيده جدآ لبعض الوقت هيا أريد أن أعرف جوابك.. واياكي ان تطلبي مني وقت آخر للتفكير
تنهد بعمق، ثم وضع يده على قلبه مضيفًا باشتياق ومشيرًا إليه
= أتمني أن تشعري بقلبي المسكين ذلك! رفقًا بقلبي يا صغيرتي
رفعت أنظارها لتحدق في كفه الموضوع على صدره، زاد ارتباكها الخجل منه، ولم تعترض أبدًا على ما يبوح به، أو حتى على ما يفعله، وكأنها مخدرة تحت تأثير سحره الآسر للعقل قبل القلب، تسمرت في مكانها مجبرة، و أخفضت نظراتها قائلة بخجل
= حسنا ساعطيك جوابي! لكن ليس بالحديث لأنني أشعر بالخجل من ذلك الموقف كوني لم اتعرض له من قبل .
عقد حاجبيه باستغراب قليل لكن بعض الكلمات الصادره منها اراحته بشده، فـ نبضات قلبها كادت على وشك الإنفجار بالداخل... لقد وجد صعوبه برفض هذا الوجه الذي بدى متألم وكأنه يحاول أن يجد طريقه لأثبات ان كل شيء ليس حلم ما.. انها لا تحلم ابدا.. و ربما ان كان حلم فهو حلم لا تود الاستيقاظ منه ابدا.