-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 29 - 2 - الثلاثاء 5/12/2023

  

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل التاسع والعشرون

2


تم النشر يوم الثلاثاء

5/12/2023



رتبت ليان موعدًا مع تسنيم دون أن تبلغ زوجها بذلك، فقد كانت بحاجة ماسة إلى أي عون لتجد حل لعلاقتها هي وايمن، لذلك لجأت إليها متعشمه أن تساعدها في مشكلتها ومستغله فرصة تواجد أيمن بالعمل وجاءت اليها تسنيم المنزل صباحاً، و التي ظلت تسمعها حتى أجابت قائله 


= عايزه الصراحه ومن غير زعل أيمن معاه حق الشغل وانتٍ في بدايه حملك خطر عليكي غير أن فعلا انتٍ بتعملي مجهود كبير في شغلك، استنى كام سنه تكوني ولدتي وابنك كبر وبعد كده حاولي معاه و اكيد هيوافق وقتها .


اتسعت حدقتاها بشدة بغضب فهزت رأسها مستنكرة و ردت عليها بتحدٍ


= مين يشهد للعروسه ما هو اخوكي صحيح لازم تقولي كده ان معاه حق! ده بدل ما تروحي تكلمي وتحاولي معاه انه يثق فيا شويه ويسيبني اشتغل 


هتفت تسنيم قائلة بجدية


= ما فيش حاجه اسمها اخويا وانتٍ مش اختي انا بنصحك عشان خايفه عليكي، و موضوع بيثق فيكي ولا ما بيثقش دي حاجه ترجعله هو ! وانتٍ هتلاحظيها من تصرفاته! وبعدين بطلي تحسبيها انه عشان مش عايزك تشتغلي يبقى مش واثق فيكي .


هتفت الأخري باحتجاج غاضب


= امال مش عاوز يسيبني اشتغل ليه؟؟ ما انا كنت بشتغل قبل كده و قعدني أصلا اول مره غصب عني ومن غير ما ياخد رأيي بسبب الموضوع اياه .. هو لو بيثق فعلا فيا ونسي الموضوع بتاع زمان هيخليني اشتغل .


لوت تسنيم ثغرها للجانب قائله باستغراب


= هو انتٍ عايزه تشتغلي عشان عاوزه تشتغلي ولا عشان عاوزه تثبتي لنفسك انه فعلا بيثق فيكي ؟؟ اصلك من ساعه ما جيت وانتٍ عماله تقولي يثق فيا ..يثق فيا وما جبتيش سيره شغلك غير مرتين ثلاثه! 


تفاجأت الأخري بما رددته، هي تفكر فقط في مسألة الثقه المنتهية قبل أن تبدأ، وقلقها لكونه أفسد فرصتها رغم أنها نبذت الفكرة قبل أن تستمر، ربما لو كان أيمن تناقش معها بهدوء أو رضخ للأمر سترفض هي أساسا! لكنها اتخذت الموضوع علي محمل كرامتها وان لا يثق فيها، حدجتها ليان بنظرات تحمل الضيق قائلة بإنكار 


= يعني هتفرق معاكي في ايه يعني؟ 


لاحظت تسنيم أنها بتلك الطريقة ستتخذ نفس الأسلوب القديم الذي كان يتخذه معها زوجها من قبل، لكن الوضع تغير وقد مروا بالكثير من الاضطرابات والمشاكل بينهما، لكنها عادت له و وجدت الحب والسكنى مع زوجها حالياً، وبتلك الطريقه إحتمال تعود بينهما شراره المشاكل ثانياً .


نظرت إليها بصمت، تشعر أن صديقتها تنظر لأمر العمل من نطاق محدود، فهزت رأسها مستنكرة تصرفاتها العنيدة وهي تقول بنبرة حادة


= لا هتفرق كثير! لان الموضوع كده شكله اختلط عليكي لحاجه ثانيه وانتٍ واخده موضوع الشغل بالعند فيه عشان تثبتي لنفسك انه بيثق فيكي مش اكثر، عاوزه نصيحتي بقى كبري دماغك من الموضوع ده عشان شكلك هتنكدي عليكي وهتفتحي الموضوع اللي اتقفل بالعافيه من تاني، ولو اتفتح المره دي ما فيهاش رجعه .. جرى ايه يا ليان هو انا اللي هقول لك ما انتٍ اللي اتعذبتي وبنفسك شفتي اللي فيها مش هنعيده بقى .


لم تستطع صرف تفكيرها عنه، و تفكيرها المزعوج لرفضه للعمل، لذلك صاحت بها ليان بنفاذ صبر وهي تلوح بيدها بانفعال 


= يا سلام شوف مين اللي بيتكلم ما تقولي يا اختي كمان النصيحه دي لنفسك، وترجعي لجوزك اللي انتٍ لسه بتحبيه، ومش هتقدري على بعده 


نظرت لها شزرًا وهي تعاتبها بجفاء 


= المشكلة عمرها ما كانت في اني بحبه ولا لأ المشكلة طول عمرها جوايا في سؤال هل هو اللي بيحبني ولا لأ ؟


عقدت حاجبيها باهتمام وهي تقول بتفكير


= اللي اعرفه أنه بيحبك امال ليه بيحاول يراضيكي كتير بس انتٍ اللي مصممه على الانفصال . 


لوت شفتيها بسخرية مريرة هاتفة بسخط


= وانتٍ شوفتي وهو بيراضيني؟ شفتي دليل وافعال تدل انه بيحبني فعلا ومايقدرش يعيش من غيري ولا هو مجرد كلام وبس!! لكن ما شفتيش وهو بيكسرني وبيحاول يسيطر عليا وبيعذبني بالبطيء، عارفه هو عمره ما قالي انتٍ شاطرة ولا مبسوط مني ولا ما يقدرش يستغنى عني إلا لما وقع؟ انما قبل كده كل الكلام الحلو كان لبنته وبس! وانا عمري ما كانت مشكلتي مع بنته انا مشكلتي معاه هو !! على الاقل هي ليها عذرها واللي بتعمله ده نتيجه تربيته الغلط ليها انما ايه هو عذره


نظرت ليان لصديقتها بأسف، وأردفت قائلة


= وده يخليكي تبطلي تحبيه ؟


تنفست بعمق لتسيطر على نوبة حزنها وقهرها منه ثم نظرت إليها بألم وهي تردف بتهكم مرير


= مابطلتش بس في نفس الوقت مش هعرف أكمل مع حد اديله و مابيشكرنيش على حاجة، 

أنا بالنسبه لعيله سالم بنزين الدعم و التشجيع غير كده هبقى وحشه ومش بقدم حاجة، بس هو مفهمش .. انا طول الوقت حاسه ان انا ليا حق ومش عارفه اطلبه ومن اول يوم جواز استحملت كثير و نفسي أرتاح زي ما هم بيدوروا على راحتهم دلوقتي، عارفه انا ايه اللي رجعني لي تاني؟ عشان ما احسش بالذنب وضميري يوجعني ان انا سايباه في وضع ذي ده تايه! وهو جوزي في النهايه ولي حق عليا إنما انا حقي فين منه؟؟ ما حدش بيفكر فيه وانا مش هفضل طول الوقت عايشه دور المضحيه .. تعبت .


هزت رأسها بيأس وهي تقول بقله حيلة


= طب وعايزه ايه عشان ترتاحي؟


رمقتها مجددًا بنظرات أخيرة محبطة وهي تقول بإبتسامة حزينه للغاية


= عايزه واحد يشوفني مهمه وكبيرة وشاطره ويشكرني لو يوم ناولته كوباية ميه حتي، الست مننا مفتاحها ودانها وانا وداني اتسدت من كتر كلامة المؤذي اللي مابطلش يقولهولي الا لما اتكسر من بنته، حتى لو لسه في حاجه جوايا لي مش هرجعله انا مابقتش واثقه في نفسي وبحبها إلا لما سيبته.


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوعين.


أطالت تسنيم النظر نحو ليلي وهم يسيرون للخارج بعد أن انتهت الأخري من زيارتها للطبيب النفسي ليتفحص حالتها ومن حينها وهي شارده، فلم تشعر حتي بزوجه أبيها وهي تتفقدها باهتمام، و تساءلت قائله بنبرة هادئة


= مالك يا ليلى ما ارتحتيش عند الدكتور ولا ايه ممكن نغيره لو عاوزه .


أسبلت عينيها نحوها مبررة بإحباط


= لا عادي، بس انا متضايقه ان بابا ما جاش معايا ولا اهتم لما عرف ان انا هروح عند دكتور نفساني وانا عملت كده عشانه بس مش شايفه اي رد فعل منه، امال انا بحاول اتغير عشان مين .


تفهمت سبب هدوئها الحزين، وضعت يدها برفق على كتفها قائلة بحنو


=اكيد بتحاولي تتغيري عشان اللي بيحبوكي وتغييري كمان عشان نفسك بس حاولي ما تستنيش رد فعل اللي حواليكي على التغيير، وبعدين مين قال لك انه مش مهتم ولا مرتاح من التغيير اللي بتحاولي تعمليه اكيد طبعاً هيتبسط زي اي اب بس مش هيبين ده دلوقتي.. وانتٍ كمان يا ليلى ما تستعجليش على النتيجة! وحاولي كمان ما تتصرفيش بتهور زي المره اللي فاتت لما كنتي راحه للولد ده عشان تحاولي تتفاوضي معاه ولا تعملي اي غلطه زي كده بدون تفكير لان انتٍ كنتي هتضري نفسك تاني! و اكيد ما كانش هيستقبلك كويس ولا هيسمع كلامك، وكان هيعمل اي حاجه ثاني عشان يساوم باباكي اكثر عليكي .. 


شهقت الأخري مصدومة وهي تقول بتفكير مقلق 


= معاكي حق انا ازاي ما فكرتش في كده؟ ده بني آدم زباله وما لوش أمان انا ما بكرهش حد في حياتي قده بس أنا استاهل ان انا وثقت فيه


توقفوا جانب السيارة و قبل أن يصعدون للرحيل، فتحت تسنيم حقيبتها تخرج المفتاح لتنظر لها بطرف عينها وهي تقول بصوت ذو مغزى


= طب كويس اهو ابتديتي تفكري وتغلطي نفسك، بس اللي زي ده مش عاوز تفاهم سيبي سالم هو اللي يتصرف وحاولي ما تعمليش حاجه من وراه تاني دي اكتر حاجه بقت تضايقه


وجدت ليلى نفسها تتساير معها بأريحية عكس سابقاً، وبدأت تهتف بتلقائية صريحة 


=تعرفي ان انا عمري في حياتي ما حد منهم كان بيقول لي لا على حاجه ولا بيغلطني حتى لو غلطتي باينه و واضحه جدا للكل، من اول ما جيت على الدنيا وانا كل طلباتي مجابه عشان بيحاولوا يعوضوني عن فقدان ماما وان انا لوحدي في الحياه، مش هنكر هم عارفوا يعوضوني فعلا لدرجه ان انا اتعلقت بيهم اوي وبقيت بخاف وبكره ان حد يقرب منهم غيري عاوزه حبهم يفضل ليا لوحدي وبس .. انا لما قلت للدكتور الكلام ده جوه قال لي ان ده حب اناني وان انا لازم اتخلص منه عشان غصب عني بضرهم 


تحركت قبالتها محدقه في عينيها بقوة وهي تقول بجدية


= انا شايفه ان الغلط منهم من الاول لأنهم عودوكي على كده وما اعرفوش يفصلوا انهم ممكن حد يدخل في حياتهم جديد ويشاركك حبهم غصب عنهم وشويه وهيبتدوا يديكي نص الإهتمام ونص الحب اللي انتٍ اتعودتي عليه طبعاً وبالتأكيد هترفضي الوضع الحالي، و طبعا مع مخاوفك من موضوع صاحبتك اللي انتحرت الموضوع اتحول عندك فعلا لتملك وانانيه.. وبقيتي زي ما بتضريهم بتضري نفسك عشان كده اسمعي نصيحه الدكتور وحاولي تتخلصي من الاحساس ده 


تنهدت في وجهها بتنهيدة حارة متسائلة بصوت خفيض 


= انا مش بكرههم ومش عاوزه ااذيهم بس انا فعلا اذيتهم من غير ما أقصد!! بس مش عاوزه ابقى كده؟ منظرهم وكسرتهم بعد اللي عملتوا فيهم وجعتني أوي ومش عاوزه اخليهم يحسوا الإحساس ده تاني.. غير اللي فوقني شويه لما حسيت ان انا بقيت اخسرهم وهم بعدوا عني لأول مرة في حياتي .


ردت مؤكدة بابتسامتها الصافية وهي تربت على ظهرها برفق


= متابعتكٍ مع الدكتور وارادتكٍ ان شاء الله هتخليكي تتخلصي من الإحساس ده قريب .


فتح تسنيم باب السياره لتصعد وأشارت لها بعينيها أن تجلس في الجهه الأخرى ليرحلون، لكن ظلت ليلى لحظات مكانها شارده بتعجب في علاقتها مع تسنيم التي بدأت تتخذ نحو آخر! لم تتوقعه أبدا، فزوجه أبيها كانت بالنسبه لها آخر شخص من الممكن أن يساعدها و تقترب منه وتبدأ تتحدث معه بتلك الراحة، أخرجت من صدرها تنهيدة تحمل الكثير من الأثقال التي تكتم على روحها فبتلك الأيام بدأت تتغير أشياء كثير في حياتها، لكنها ذهلت فهل بدأت تتغير نظرتها نحو تسنيم حقا وأنها لم تكن شخصيه سيئه كما كانت تتوقع؟!. 


الصفحة التالية