رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 29 - 3 - الثلاثاء 5/12/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل التاسع والعشرون
3
تم النشر يوم الثلاثاء
5/12/2023
وضع بـدر فلم رومانسي على التلفاز وهي وقفت بداخل المطبخ تحضر الفشار وبعض المشروبات الغازية، فاخيرا ناموا الفتيات بعد عده ساعات من اللعب والمشاغبه هنا وهناك وقد استنزفوا طاقتهم هم الاثنين، و كان زوجها يساعدها طول الوقت ولم يتركها فدائما كان ونعم الزوج الصالح والسند بالحياة، يساندها ويساعدها في كفه الأشياء حتى مساعدتها في المنزل وبناته لم يتأخر، خرجت فريدة من المطبخ مبتسمه بسعادة وحيويه فالحياه جميله مع عائلتها الصغيرة، جلست على الأريكة تضع الاكل على الطاوله وتقـدم هـو لهـا ولم يجلس بجانبها بـل فرق بين ساقيها أولا ليضع رأسه بينهما وعيناه على التلفاز ابتسمت بخفه وهي تنظر إلى وضعيته وهو بين افخاذها.. ثم طلب منها بصوت هادئ أن تعبث بشعره قليل خلخلت اناملها وسط فروته وهي تحدق بالفيلم وهو كذلك.
إستمرت تبعث بأناملها وهي تشرد بعقلها فلم تتخيل يوماً أنها ستصبح متزوجه من زوجـه كبدر يرعاها وترعاه. ظلوا هكذا فترة طويلة وعندما اقترب الفيلم من الانتهاء، أردف قائلاً متحمسًا
= أخيرا عرفنا نقعد مع بعض شويه ونشوف فيلم بهدوء من غير دوشه العيال.
ضحكت عليه وأجابت مبتسمه
= بس يا بدر ما تقولش كده، طب بذمتك في الهدوء ده مش حاسس ان في حاجه ناقصانه هو احنا نقدر نستغنى عنهم اصلا وخلاص اتعودنا على دوشتهم..
ثم صمتت لحظة وشردت في حديثها مع أسرتها عند رؤيتهم للصغار، وقالت بصوت مبتسم حزين
= ماما وريهام اختي فرحوا بيهم جدا لما اخذتهم يشوفوهم النهارده.. وقالوا لي انهم شبهي جايز يكونوا بيجاملوني عشان عارفين ان انا عمري ما هخلف! بس فرحت اوي من كلامهم كان نفسي فعلا يكونوا اولادي
أبتعد من على حجرها وجلس بجانبها متكئ
بذراعه على صدر الاريكه يحدق بها مباشره
واردف بصوت حنون
= ما هم يعتبروا ولادك فعلاً وانا بتعامل على الأساس ده من ساعه ما اتجوزتك، الام مش بس اللي بتخلف وانتٍ عملتي اللي اكتر من كده .
استدارت للجانب لتحدق في الفراغ بشرود ورمشت بعينيها بحرج كبير، وبلا تردد هتفت بارتباك
= ماما برده قالت لي كده، الأم مش بس اللي بتخلف.. الام اللي بتربي وتراعي. بس خلينا واقعيين بتفرق برده لما يكون الطفل جاي من امه وهي نفسها اللي بتربي، هو انت مش اوقات بتفكر في طفل ثالث
نظر لها بدر بغرابة وهو مقطب الجبين، ثم عبث بخصلاتها القصيرة متسائلاً باهتمام
= مين قالك إن أنا ملهوف على عيال تاني؟ أنا مبسوط كده.. ده انا كان حلم عمر اني الاقي حياه مستقره ليهم واعرف اربيهم بدل ما كل شويه اسيبهم عند الجيران.. يعني يوم ما ربنا يرزقني بالحياه دي اتبطر .
كم سعدت برؤيتها رضا التام بحديثه ونظراته، لتقول هاتفة بتفاؤل
= انا كفاية عليا إني أقعد مع البنات وأملي عيني منهم بس.. بجد دول احلى حاجه حصلت في حياتي .
أحاط بدر زوجته من كتفيها ضمها إلى صدره، وقبلها بشغف، ثم قال مؤكداً بثقة
=وهم كمان بيحبوكي و عمرهم ما هينسولك الجميل ده، ربنا يخليكي ليهم ويديكٍ طوله العمر لحد ما تفرحي بيهم ونتجوزهم انا وانتٍ سوا .
أبتسمت بشده وهي تشعر بالسعادة تحلق بها عند تخيلها تلك اللحظة، وأردفت قائلة بشغف
= يا رب، ربنا يخليك ليهم، وليا .
اقترب واضعاً كفه على فروه رأسها يسندها
على صدره ويربت علي شعرها بنعومة
مقبلاً رأسها بحنان، ثم علق بهدوء وهو يقبلها من وجنتيها
= الفيلم خلص.
حدقت به باعین ذابله من قربه قبل ان يقترب اليها مقبلاً شفاها قبل مفترقه ثم مـد كـفـيـه يطـوق كتفيها مقربها له يرخي برأسه عليها وقبله طويله وضعها على فروتهـا ليشعرها بالحنان الكثيف لهـا لـذا شـد من احتضانه لهـا يـود ادخلها لاضـلعه.
ارخى رأسه بعنقها يتنفس براحـه ولـف
يديه حول خصرهـا بقوه، قبل أن ينهض بها ويسير تجاه غرفتهم واصبعه تبعد شعرها الذي اخفى ملامح وجهها، و أبتسم هامسًا
= تعالي معايا جوه، الوقت أتأخر .
لم تعترض عليه بالتأكيد وبكل خضوع سارت معه، ليقضوا ويصنعوا أجمل الذكريات معآ .
❈-❈-❈
جلس سالم فوق مقعد السفره بصمت، كان الفتره السابقه يراقب كل تصرفات زوجتة مع ابنته والاهتمام الذي أصبح بين الإثنين لبعضهم البعض، فاصبحت تسنيم تتابع معها جلساتها مع الطبيب النفسي الخاص بليلي، حتي أوقات الطعام تدخل غرفتها لتتناول معها وهو يكون بالخارج وحده كأنه منبوذ! لا يعلم هل تفعل ذلك عن تعمد وتتجاهل إياه كعقاب بتلك الطريقه، لكن ليكن صريح بينه وبين نفسه قد استاء بشده من تلك التصرفات و التجاهل.
رغم ذلك هي لا تكره، لكنها تنبذ أن توضع رغمًا عنها في نفس التصرفات السابقة خاصة إن تكررت المواقف وتشابهت الظروف، فليلي لم تشفي بالكامل بالتأكيد وهو لم يتغير كليا.. تنهد بإرهــاق، وحاول أن يلهي عقله عن أمر أخر عندما وجدها تتقرب منه و تحضر نفسها استعاد للخروج، سألها باهتمام
= هو انتٍ بتجهزي نفسك و رايحه فين على الصبح كده رايحه للشغل.
هزت رأسها بالإيجاب وهي تقول بخفوت
= اه كفايه اجازه بقى كثر خيرهم لحد كده، كفايه اجازه بعد الولاده اللي هاخدها بعد كده
أن شاء الله
تنهد بقوه وهو ينظر لها بعدم رضا، واردف بصوت جاد
= ما تريحي نفسك وتيجي ترجعي تشتغلي معايا وانا هعرف اظبطلك موضوع الاجازات دي اكيد مش هيستنوا عليكي كل ده، وكمان انا مش عاوزاك تبعدي عن الشغل مش دي شركتك اللي كنتي بتحبيها وياما قضيتي فيها ايامك الحلوه وفتره بدايتك .
لم تعترض أو توافق، لكنها غيرت الموضوع قائله بفتور
= هو انت عملت ايه في موضوع المحضر اللي عملته ضد الولد اللي كان بيهدد ليلى؟ ايه اللي هيحصل بعد ما قبضوا عليه .
فهم انها تغير الحديث، وتنهد قائلاً باستسلام
=ماشي بتغيري الموضوع، هم قبضوا عليه فعلا وجابوه والولد طلع سوابق اصلا وعيل صايع ما لوش اهل وساقط كذا سنه وبيستغل بنات كثير من المدرسه يعني هو اصلا موجود عشان يوقع البنات مش عشان يتعلم، بس لسه ما وصلوش للتسجيلات والصور بتاعه ليلى لحد دلوقتي للأسف.. بس كان معاكي حق لما قلتي لي لازم ابلغ عشان أنقذ بنات تانيه كتير من شره
أعجبت بتصرفة العقلاني وعدم تجاوزه معه بتهور، قائلة بارتياح كبير
= طب الحمد لله ده كويس وهيساعدك كثير وما تقلقش طالما طلع سوابق البوليس هيعرف يتعامل معاه واكيد هيعترف على كل حاجه، واكيد طبعاً بعض البنات اللي كان بيساويهم كانوا بيخافوا انهم يبلغوا عشان كده الاحسن ان الأشكال اللي زيه تتسجن .
هز رأسه سالم بهدوء دون حديث، ثم تحركت تسنيم خطوه قائله بتنهيدة مطولة
= طب انا هروح الشغل بقى عشان متاخرش وبالمناسبه يعني هتاخر بره انا وليلى عشان عندها جلسه مع الدكتور النهارده بالليل الساعه 6 مش ناوي تيجي معانا برضه.
نظر لها بغيظ قبل أن يتحدث بازدراء حقود
= لا كفايه انتٍ، مش خلاص بقيتوا حبايب مع بعض وكل اسرارها بقت بتحكيها لك.. وانتٍ خلاص اتبنتيها وبقيتي تعمليلها كل اللي هي عاوزاه ده انا حتي بقيت اخد بالي أن وقت الغداء والعشاء بتعملي وتدخلي بي اوضتها و تقعدوا تأكلوا انتوا الاتنين سوا وتسيبيني انا اكل لوحدي بره .
ضاقت نظراتها نحوه ببرود متسائلة ببراءة زائفة
= طب هو انت متضايق ليه مش ده اللي كان نفسك فيه ان احنا نقرب من بعض وكنت طول الوقت تقعد تقول لي ليلى طيبه وحنينه وما فيش احن من قلبها بس انتٍ اللي مش عارفه تكسبيها اديني بحاول اكسبها ولا انت غيران لاني بقيت بتقرب من بنتك .
رد سالم قائلاً بضجر
= وهو القرب بتاعكم انتم الاتنين ده ما حبكش غير واحنا خلاص كلها فتره و هتسيبيني وهنتطلق ما كان من الاول بدل كل المشاكل دي.. وبعدين رغم كل اللي عملته ليلي مش زعلانه منها وبتتعاملي معاها عادي و بتساعديها كمان ، اشمعنا قلبي عليا أنا بس .
ضاقت أعين تسنيم نحوه بتهكم، وأجابت مرددة بامتعاض
= النصيب بقى وعلى فكره انا كنت بحاول برده زمان معاها أقرب بس هي اللي ما كانتش بتديني الفرصه بس الوضع دلوقتي اتغير بعد اللي حصل لها، وبعدين حاجه مهمه يا سالم انا عمري ما كان بيني وبين ليلي مشكله وقلت لك الموضوع ده كتير انما مشكلتي معاك على الاقل هي ليها عذرها واللي بتعمله ده كان نتيجه تربيتك الغلط ليها وانك بتكبر دماغك على اغلطها انما انت ايه عذرك بقى .
كز زوجها على أسنانه قائلاً بحنق
= هي بقت كده خلاص يا تسنيم طب تمام غلط ومعترف ما استاهلش ليه فرصه ثانيه زيها ولا زي غيري، ولا هي الفرصه الاخيره جت لحد عندي وخلصت .
هزت رأسها برفض، واردفت بجمود قاسٍ
=لا يا سالم مش الفرصه اللي خلصت انا اللي طاقتي خلصت خلاص واستهلكتها فرص كتير معاك، وانت ضيعتها .. فمش ناويه اعيده تاني وهي خلصت بينا يا سالم .
التفتت لترحل دون انتظار رده، فما حدث بحياتها جعلها تكره قدرها وجعلها تتسأل عن مافعلته لتكون هذه حياتها.. حياة مليئه بالفقد بضياع الاحلام بالألم، راقب سالم رحيلها بأعين حزينه،ثم همس قائلاً بلهجة إصرار
= خلصت بالنسبه لكٍ انتٍ يا تسنيم لكن انا بالنسبه لي لسه ما خلصتش .