-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 29 - 4 - الثلاثاء 5/12/2023

  

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل التاسع والعشرون

4



تم النشر يوم الثلاثاء

5/12/2023


في صباح اليوم التالي في تركية، انتظرت مهرة على أحر من الجمر خروج رسلان من المنزل ذاهبا الى الجامعه حيث كانت تراقبه من الشرفه، جفاها النوم ليلاً وهي تفكر في كيفيه الاعتراف بحبها ومشاعرها التي تحملها نحوه ولم تجد غير ان تكتب له رسالة وتضعها داخل غرفته وعندما يعود يقراه .


حيث الفتره السابقه تحاشت الحديث معه خوفاً من ان يلاحظ احد ما يحدث بينهما بالوقت الحالي لكن بالتأكيد ستذهب وتحكي الى وفاء ما يحدث معها ومشاعرها نحوه ولديها يقين بانها سترحب بالأمر لانها تحبها مثل ابنتها بالضبط ولم تمنعها من شيء تريده، وهذه ثقتها بها.


جلست فوق مقعد مكتبها وبدات تكتب الرسالة واعتراف حبها اليه التي كانت تخجل قوله له، وفي ذلك الأثناء اتجهت وفاء نحو الباب وفتحته فجأة، شهقت الأخري مذعورة وخبت الرسالة بخوف بسرعه من والدتها، عقدت الأخري حاجبيها بشك وهي تراقب خوفها وما اخفته عنها، لتقول متسائلة بتعجب


= ايه يا حبيبتي مش ناويه تروحي المدرسه النهارده ولا ايه؟ 


هزت رأسها نافية وهي تجيبها بتلعثم


= لا طبعاً هروح و لبست اهو اتفضلي انتٍ وانا هحط باقي حاجتي في الشنطه وهحصلك 


صمتت للحظات وهي تنظر نحوها باهتمام تراقب خوفها وتوترها الغريب، ثم أبتسمت بود مصطنع لها وهي تردف


= طب يلا عشان كده هتتاخري السواقه تحت مستنيكٍ .


التفتت ورحلت من أمامها بينما تنفست مهره الصعد براحه قبل ان تنهض وترحل لغرفه رسلان لتضع بها الرسالة، وفي نفس اللحظة كانت وفاء تقف تراقبها من بعيد فانزوت في الجانب لتتنصت عليها لترى ما الذي تفعله؟ 


دلفت مهره داخل غرفه رسلان وأوصـدت باب الغرفة خلفها، اتسعت وفاء عيناها بذهول لم تصدق بانها داخل غرفته وذلك اثار فضلها أكثر ان تعرف ما الذي تفعله بالداخل ومن متى وهي تدخل هذه الغرفه حتى وان كان ليس موجود بها! خشيت وفاء أن تقترب منها ، وبقيت تتابعها من بعيد وانتظرت حتى رحلت مهره ودخلت لترى ما الذي كانت تفعله في الداخل ووجدت هناك ورقه موضوعه فوق الفراش وتلك نفسها التي كانت معها و اخفتها عندما دخلت لها. 


لم تفكر مرتين وهي تقترب لتاخذها لكن شعرت بالغضب عندما رأت محتوى الرساله باللغه الانجليزيه، لتفكر بالذهاب الى ثريا المساعدة الخاصة بها حتى تعرف المكتوب بالورقه .


أمسكت ثريا الورقه وهي تشعر بالدهشة ثم أردفت قائلة بنبرة منخفضة


= آآ ده جواب غرامي وشكله لرسلان بيه هو حضرتك لقيتيه فين . 


رمقتها وفاء بنظرات مزدرية مررت عيناها عليها بغضب مكتوم، ثم قالت بنبرة رسمية 


= هاه! مش مهم بقول لك ايه اسمعيني كويس الكلام اللي في الجواب ده لازم يفضل سر بيني وبينك و اوعي تقولي لرسلان حاجه عن الكلام اللي قراتيه ده، فاهماني .


هزت رأسها مترددة وهي تقول بنبرة متوترة


= ايوه بس ده شكله جواب يخص رسلان بيه والمفروض يعرف اللي فيه و... هو معلش لو بدخل نفسي في موضوع ما يخصنيش بس اللي كتب الرسالة ده بنت حضرتك مهره؟ 


نفخت الأخري بضيق شديد، ثم تابعت حديثها الأخري قائلة بتبرير 


= أنا أقصد بلاش تتعاملي مع الأمور كده، هم صغيرين واكيد ما قدروش يتحكموا في مشاعرهم انا اسفه أن بتدخل في حاجه ما تخصنيش بس رسلان مش وحش زي ما انتٍ فاكره و...


تطلعت فيها بتحذير، ثم صاحت فيها وفاء بإنفعال


= أنا قلت لك ايه؟ اظن انتٍ هنا عشان تسمعي كلامي وتنفذي بالحرف ومش عاوزه اعتراض الجواب ده ولا اكنك شفتي ولا تعرفي عنه حاجه مفهوم . 


حركت رأسها بإيماءة عدة مرات مرددة بقله حيلة


= حاضر اللي تشوفيه بس نصيحه مني لازم السيد سراج يعرف لانه مش بيحب حاجه تحصل من غير علمه.


تنهدت وهي تشعر بالحزن من أفعال مهره وانها بدات تميل وتهتم الى أحد غيرها وبسبب ذلك الشخص بدات تخفي عنها أشياء كثيرة، فهي تحبها كثيراً واستاءت حينما علمت بأمر حبها الى ذلك الشخص، ثم نظرت إليها بإنزعاج وضغطت على شفتيها قائلة بامتعاض


= هقول له مش مستنيه نصيحتك لأنه لازم يعرف عشان يشوف حل مع ابنه طالما الموضوع وصل لجواب غراميه بينهم . 


❈-❈-❈


سرد سالم إلي ناهد باختصار مقابلته مع الضابط بالمخبر كي يتم القبض على ذلك الحقير الذي يهدد ليلي بالصور والتسجيلات الصوتيه، بالطبع الأمر حصل على اهتمام من الضباط كون سالم محامي وله بعض النفوس بالأقسام وقد سهلت عليه الأمر قليلاً! ليتخلص من ذلك الخسيس ويسد عليه الطريق تمامًا لتهديده، شهقت الأخري بصدمه، ورمشت بعينيها بقلق وبلا تردد سألته بحده 


=يعني برده سمعت كلام مراتك ورحت بلغت افرض دلوقتي الولد اللي اتقبض عليه ده كان سايب الصور مع حد بره ونشرها هنكون احنا استفدنا ايه وقتها غير الفضيحه لليلى. 


لوي ثغره للجانب و رد عليها باقتضاب 


= ما تخافيش ان شاء الله ما فيش حاجه زي كده هتحصل وبعدين اللي خلاني اسمع كلام تسنيم لان فعلا مش ضامن الولد ده بعد ما اديله الفلوس هيتخلص من الصور ومش هينشرها ولا بعد فتره يجي يساومني على فلوس تاني وساعتها مش هخلص 


فرك مقدمة رأسه بضيق واضاف قائلاً بجدية


= يا ريت المشكله كانت على الفلوس وبس كنت اديتهاله وخلصت منه للابد، بس لما قعدت افكر مع نفسي في كلام تسنيم لقيت انها معاها حق وانا محامي وعدى عليا من الاشكال دي كتير وعارف انهم مش بسهوله بيستسلموا ولا هيتخلصوا من الحاجات دي وهيفضلوا يسوموه بيها صاحبها لحد ما يخلصوا علي اللي معاه.. صدقيني انا اتصرفت صح احسن حاجه ان احنا بلغنا واهو البوليس قبض عليه وبيحققوا معاه وخلال فترة هيوصلوا للحاجات دي ويعترف وهنخلص من وجع الدماغ ده ونعتبرها صفحه واتقفلت . 


نظرت له بإشفاق متمتمة بقلق علي تلك الصغيرة


= انا كل اللي خايفه عليه سمعه البنت واللي هطلنا احنا كمان .. يا رب فعلا كلامك يكون صح ويوصلوا لحاجه بعد ما قبضوا عليه 


رد عليها سالم بصوت قاتم 


= ليلى مهما عملت برده هتفضل بنتي ويهمني مصلحتها وسمعتها ولو اللي انا عملته كان هيضرها ما كنتش عملته من الأول، أن شاء الله قريب هنخلص من الكابوس ده. 


ربتت ناهد على كتفه مرددة بحذر


= يا رب، بقولك صحيح هو انت ومراتك اتصالحتوا ولا لسه مصممه على الطلاق.


تنهد مطولاً ولم يرد أو يضف المزيد، وألقى بثقل جسده على أقرب أريكة محدقًا أمامه بنظرات شاردة، راقبته ناهد باهتمام، وبالطبع دفعها الفضول لتعرف ما الذي صار لكن صمته جعلها تعلم الاجابه وان تسنيم لم تتصالح معه وقد شعرت بالعطف تجاهه.

الصفحة التالية