رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 28 - 1 - الجمعة 1/12/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثامن والعشرون
الجزء الأول
تم النشر يوم الجمعة
1/12/2023
سمع بدر صوت صراخ بكاء الصغار بداخل غرفه نومه، وفهم أسبابه ببساطة لان اليوم كان موعد التطعيم الخاص بهم بأحد العيادات الطبية، تحرك للداخل وكانت فريدة تجلس أحد الصغار على حجرها تهزها بتوتر شديد وتحاول اسكتها لكن دون فائده، بسبب ألمها و الأخري كانت خلفها تبكي بحرقة.. أرتعش جسد فريدة بحزن شديد عليهم و دون شعور منها بدأت تبكي علي بكائهم، قطب بدر جبينه مهتمًا وتساءل بغرابة
= في ايه انا سامع صوت عياطهم من بره، ايه ده يا فريده هو انتٍ بتعيطي انتٍ كمان معاهم
نظرت إليه بأعين مليئة بالدموع وأجابته بحزن مرهق
= مش عاوزين يسكتوا يا بدر الظاهر حقنه التطعيم اللي خدوها النهارده الصبح لسه وجعاهم، مش عاوزين يسكتوا خالص
اتسعت عيناه مستنكراً ما تفعله، وهتف وهو يضحك بعدم تصديق
= تقومي معيطه معاهم انتٍ هبله يا حبيبتي يعني هم كده هيسكتوا؟
هزت رأسها بامتعاض وهي تقول بتوجس
= بس يا بدر ما تشتمش أنت مش فاهم حاجه، صوت عياطهم بيوجع قلبي.. مش بحب اشوفهم بيتالموا ولا زعلانين .
هز رأسه متفهمًا، وهو يقترب يأخذ الطفله بحذر شديد، وأجاب موضحًا بهدوء
= طب اهدي طيب وبعدين هو احنا بنعذبهم يعني ما هم لازم يأخذوا التطعيمات دي ولازم يحسوا بوجعها كمان، ما انتٍ ممرضه وفاهمه إللي فيها.
لوت زوجته ثغرها وهي تمسح دموعها بضيق، وقهقه ضاحكًا علي براءتها واضاف مبتسماً
= روحي انتٍ ارتاحي، وسيبي لي انا المهمه دي مش انتٍ عملتي اللي عليكي سيبيني انا اكمل بقى .
كانت سعادتها لا توصف وهي تراه يُحاوط الفتيات بذراعيه ويلعبهم بأحتراف حتى يجعلهم يناموا، رفعت فريدة وجهها لتتأمل ابتسامته السعيدة مع الصغار وابتسمت بلا شعور وهي تري فرحته بذلك الشكل، فهذه هي عائلتها الصغيره التي كانت تعتقد بانها لم تحظى بها مطلقاً، وحاولت الأيام السابقه بان تاخذ بنصيحه بدر وتشتغل على تجاهل حزنها نحو عائلتها حتى تعطي لنفسها فرصه قبلهم
فقد اكتشفت بأن من أكبر أخطائها أنها كانت تمر على لحظات الفرح مروراً عابراً، وتعيش الحزن بكل مشاعره.
أخذت تتثاوب بنعاس ولكن تشاهده باستمتاع
وتغمض عينها لتسرح في كل ما تعيشه و تنفست بعمق الي ان غفت دون شعور منها،
التفت إليها بدر وعلي وجهه إبتسامة واسعه وهو يراها نائمه علي الفراش وشعرها يغطي وجهها، ثم ألتفت موجه حديثه الى الفتيات قائلاً بصوت مرح
= يعني امكم نامت و انتم لسه صاحيين
ابتعد ينهض ثم حمل واحده تلوي الأخري برقه وانحني يقبلهم بعمق ينظر إلي عينهم الناعسه وسرعان ما ابتسموا ببراءة فضحك بدر بخفوت وأصبح يلعبهم بمرح شديد لحظات طويله حتى تنهد بارهاق وهو يحتضن الصغيرين الي قلبه بقوه حانيه حتي غفوا أخيراً واتجه ناحيه غرفه الأطفال .
أبتسم بتعب ثم اتجه ناحيه غرفته فتحها بهدوء ثم دلف بحذر وجدها مازالت مُمده علي الفراش غافيه بهدوء وأقترب حتي بـات بجانبها لا يفصل بينهما شيئا، إنحني بجسده وطبع قُبله مطوله علي جبينها، وإنتقل قاصد وجنتيها اليسري يقبلها بعمق وشغف.. ثم اعتدل لينام جانبها ليتفاجا بها تلف ذراعيها حول رقبته تقربه منها .
أسرته أنفاسها ودفئ يديها التي أخذت طريقها الي صدره فأستجاب لها وأخذ يُقبل وجنتيها برقه ويديه الإثنان تضم وجهها بحنان وأبتعد عنها ليري وجهها المبتسم رغم غفيانها
وهمس بحب
= يا تري بتحلمي بأيه ومبسوطه كده يا فريدة
ربنا يقدرني واسعدك دايماً .
❈-❈-❈
أسرعت وفاء من مهرة و رسلان وأزاحت قبضته عن يد ابنتها هاتفه بحدة
= اوعى ايدك عن بنتي و إياك تلمسها مره ثانيه هو انت فاكرها ايه؟ واحده من الصيع اللي تعرفهم هنا وما لهاش اهل .
نظر إليها رسلان بإنزعاج كبير، اعتقد في نفسه أنها غاضبةً من رؤيتهم مع بعض، فلم ينقصه ظهورها الآن بعد اعترافه بحبه اليها وكان ينتظر بفارغ الصبر ردها، إبتلعت مهرة ريقها متوجسة وهي ترد بخوف
= ماما اهدي واستنى انتٍ فاهمه غلط
ردت عليها وفاء بشراسة وقد ضاقت نظراتها نحوه فقد تخطى هذا الأمر بمراحل أكبر
= اسكتي انتٍ لسه حسابك معايا وبعدين سايباه إزاي يمسك ايدك كده عادي وانا مش حذرتك ما تقربيش من الولد ده عشان هو ما يعرفش عادتنا في مصر وهيتعامل معاكي على اساس واحده من اللي هنا .
تساءل عفوياً بنبرة مزعوجه مما يحدث
= ماذا تقول والدتك؟ لا أفهم سبب غضبها الشديد منا
تجاهلته وفاء واكملت توبيخ في ابنتها قائله بحنق كبير
= انا علمتك وربيتك على كده يا مهره سايبه واحد غريب ما تعرفهوش و ما يجوز لكيش يمسك ايدك عادي كده، انا مش فاهمه كام مره هقولك ما تقربيش منه وبرده بتنفذي اللي في دماغك هو كان واقف معاكي بيقول لك ايه
توردت وجنتيها خجلاً من كلمات والدتها و شعرت أنها محقه فهو قد تجاوز حدوده معها وهي من أعطته الفرصة بذلك عندما سمحت له بلمسها والآن يعترف بحبه اليها، إجابتها بحياء قليل
= انا اسفه سرحت وما اخذتش بالي هو كان بيكلمني عادي على اللي حصل في المدرسه وبيقول لي ما تحطيش في دماغك واني ما ازعلش .
نظرت له مغتاظه من اهتمامه بابنتها، وهتفت بصوت ساخراً
= لا والله في الخير فهمي البيه ما لوش دعوه بيكي وما يمسكيش تاني بالطريقه دي ويلا قدامي .
رحلت وفاء بخطوات سريعة بعد أن نظرت إلى رسلان باحتقار، وهو أبعد عيناه بصعوبة عنها وكز على أسنانه بقوة محاولاً تهدئة نوبته الغاضبة قليلاً وهتف سريعاً
= مهرة، يجب أن نتحدث. محادثتنا لم تنتهي بعد
ضغطت على شفتيها بضيق شديد وهي ترد بحده
= لم يعد لدينا حديث، ألم تري أمي مدى غضبها لأنها رأتنا واقفين معًا وأنت تمسك بيدي؟ بالاذن .
فغر رسلان شفتيه مصدوماً من رحيلها أو رفضها الصريح له، لكنه صاح بنبرة عاليه قائلاً
= حديثنا لم ينتهي.. سنتحدث لاحقاً .
❈-❈-❈
مضى عدت ساعات ورحل سالم للعمل بينما تسنيم لقد قدمت على أجازه مفتوحه تلك الأيام، استغلت رحيل زوجها واتجهت نحو المطبخ لتعد إلي ليلي طعام خفيفًا، قامت برص الصحون واضعة بها قطعًا من الجبن واللانشون والمربى وغيرها مما يصلح بتناوله في صينية معدنية كبيرة، فسالم قد حذرها من الإقتراب منها افضل لها حتى لا تصنع المشاكل بينهما مره ثانيه! في البدايه أيدت تسنيم هذا الرأي معتقده بان ليلى ما زالت تلك الفتاه المتمرده صاحبه المشاكل الغير منتهيه والتي لا يؤثر فيها شيء! لكن عندما جاءت هنا و رأتها قد تفاجات بالتغيير الذي طرأ عليها شعرت بالعطف تجاهها من معامله سالم و جدتها لها، تحركت نحو الداخل وهي تحمل صينيه الطعام انتفضت ليلي مذعورة عندما رأت الباب يفتح معتقده والدها لكن تنهدت براحه قليلاً عندما رأت تسنيم امامها، وهي لاحظت ذلك وشعرت بالاشفاق نحوها فلم تتصور مطلقاً بان تصبح العلاقه بينها وبين والدها بذلك الشكل المرعب، فسالم يتعامل مع الوضع للمره الثانيه بالطريقه الخاطئه .
جلست تسنيم أمامها أعلي الفراش وقالت بإبتسامة خفيفه
= انا جبتلك الأكل .
انفرج فمها مردده بصدمة وقد ارتفع حاجبها للأعلى بشك
= جايبه لي الاكل ولا جايه تشمتي فيا .