-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 28 - 2 - الجمعة 1/12/2023

   

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثامن والعشرون

الجزء الثاني


تم النشر يوم الجمعة

1/12/2023

حدجتها بنظرات يأس وهي تردد بعتاب  


= لا يا ليلى مش جايه اشمت فيكي عشان انا عمري ما كان في مشكله بيني وبينك، انتٍ اللي دايما عندك مشكله مع اللي حواليكي بدون سبب مش انا؟ بس انا فعلا كنت مستنيه خروج باباكي عشان عايزه اتكلم معاكي شويه 

على أمل يعني انك تسمعيني لمره واحده في حياتك .


توهمت أنها تفعل ذلك كنوع من التعاطف، أو انتقام خفي تتابعه معها حتي تشفي غلها منها، لذلك ردت بكرامة

  

= عاوزه تقولي ايه؟ لو هتعملي فيها منصحه زيهم وتقعدي تنصحيني وتعاتبي فيا وليه عملت كده واللي استفدته، فوفري كلامي خدت منه كتير والمشكله انهم بيسالوني ومش بيستنوا ردودي لان حتى مبررتي بالنسبه لهم ولا حاجه .


أجابت بهدوء أصابها بالارتباك وهي تردف مبتسمه


=طب ما تعتبريني سألت السؤال وتجاوبيني وانا هديكي الفرصه وهصدقك، ليه بجد يا ليلى كنتي بتعملي معايا كده او مش معايا انا وبس ومع غيري كمان واي حد كان بيحاول يقرب من باباكي غيرك! انا اللي فاهمه ان انتٍ كنتي غيرانه.. بس معقول هو ده السبب الوحيد.. ممكن الغيره لوحدها تكون دافع قوي فإنك بتاذي نفسك وتاذي اللي حواليكي.


إبتلعت ريقها بيأس، وهي ترد بنبرة مرتجفة


= وهتفرق معاكي في ايه؟ هتكوني مثلاً عاوزه تساعديني! بس مستحيل انتٍ اخر واحده هتكوني عاوزه تساعديني اصلا.. عشان اللي عملته معاكي ولما تصدقي تمسكي عليا اي حاجه عشان تضريني وتردي اللي كنت بعمله فيكي .


كان الإرهاق واضحاً أسفل جفن ليلي، وبدأت مشتت التفكير طوال الوقت فما هي فيه دون إيجاد حل ولاحظت ذلك تسنيم، قبل أن تجيب اجابتها قائله بتهكم 


= لو هي دي كانت طريقتي من الأول كنت استخدمتها من زمان وحاولت اوقعك باي طريقه عشان اكشفك ليهم زي اني مثلا اصورك ولا اسجل لك؟. زي ما الشاب ده عمل معاكي

اكيد حاجه زي كده كانت بتيجي في دماغي بس انا مش من النوع ده ولا انا عندي مشكله معاكي للدرجه دي صحيح انتٍ عملتي حاجه بسيطه بالنسبه لك خربتي بيتي وحياتي بس ما اتعودتش ولا اتربيت ان انا ارد الغلط بغلط 


لم تعلق عليها واكتفت بالصمت الذي أصابها بالخزي فوجدت أنها محقه بالفعل وكان من الممكن أن تاذيها بنفس الطريقه وتكشفها امام عائلتها مثل ما فعل معها ذلك الشاب، لكن رغم كل ما فعلته معها لم تاذيها حتى الان، بدأت تدمع عينها بحزن شديد وهي تقول بنبرة باهته 


= عارفه انك مش هتصدقيني بس انا ندمت! لما شفت بابا بالشكل ده و زعلان أوي مني وزعلان اكتر عشانك.. بس انا ما كنتش عارفه أن الأمور ممكن توصل معايا لكده .. والله العظيم بقى يصعب عليا و زعلانه عشانه ونفسي يسامحني .. بس هو خلاص عمره ما هيسامحني وبقى يكرهني أوي ومش طايق يشوفني حتي .


اقتربت منها وبدأت تمسح دموعها برفق وهي تقول بنبرة هادئة


= طب اهدي وبطلي عياط، والدك عمره ما هيكرهك يا ليلى مهما تعملي، هو زي ما قلتي هو زعلان ومتضايق ومصدوم كمان لانه متوقعش حاجه زي كده تحصل منك، بس لما يعرف انك فعلا ندمانه اكيد هيسامحك و هيحاول ينسى غلطتك طالما مش هتعمليها تاني .


صمتت للحظات بحسرة قبل أن تجيبها بنبرة مزعوجة


= ما هو مش بيسمعني ومش هيصدقني كمان، ولا هو ولا تيته اللي مشيت وسابتني .


ربتت بيدها علي ركبتيها الموضوعه فوق الفراش بحنان كنوع من الدعم، هاتفه بصوت جاد


= كل حاجه ان شاء الله هتتصلح وخلينا نمشي واحده واحده خلينا الاول نحاول نثبت لباباكي انك ندمانه فعلا والولد ده لعب بيكي وانك عمرك ما هتعملي الغلطه دي تاني واتعلمتي منها .. مش كده برضه!. 


نظرت إليها نظرة تعجب ثم هزت راسها بيأس وإحباط و أجابتها بخفوت


= وهو ازاي هيصدقني انتٍ هتقوليله؟ مش هيسمعلك برده 


عاودت النظر إليها لتقول بجدية ملحوظه


= هو مش عاوز كلام يا ليلى هو عاوز فعل قدامه وانتٍ الوحيده اللي قادره فعلا توصلي لي الإحساس ده.. وانا هعمل اللي عليا واحاول اساعدك و بعمل كده عشانكم انتم الاثنين.. والدك طول ما هو زعلان منك مش هيقدر  يتخطى الموضوع.. والحال بينكم ما ينفعش يطول كده لازم يتحطله حد .. خليه الاول ياخد وقته ويزعل و انتٍ في نفس الوقت بتحاولي تثبتي له ده ونحاول بدل المره اثنين وثلاثه وعشره واكيد هيستسلم في مره . 


اضطربت أنفاسها أثر كلماتها وتسارعت دقات قلبها بتلهف وأمل، وهمست لها برجاء كبير 


= انتٍ بجد ممكن تعملي كده وتخلي بابا يسامحني ويرجع يثق فيا من تاني


تركت صوتها ينساب إلى داخل خلايا عقلها وهي تأكد عليها بتمهل قائله بتنهيدة مطولة


= هحاول وجربي تثقي فيا مش هتخسري حاجه، بس انا اكيد مش هعمل كل ده لوحدي وانتٍ لازم تساعديني وعشان تساعديني لازم اعرف منك كل حاجه وتثقي فيا وتحاولي تتكلمي على اللي جواكي.. اتفقنا .


ترددت في الموافقه ثم بالنهاية هزت رأسها بإيماءة مترددة فليس أمامها غيرها تثق به لذلك ستجرب فلم يعد هناك شيئا لم تخسره وأصبح الجميع يعرف نواياها القديمه، أبتسمت تسنيم براحه نوعاً ما وهي تقول باقتراح


= طب ايه رايك بعد ما تاكلي نخرج بره ونتكلم براحتنا .


ازدردت ريقها بتوتر أكبر، وهي تجيب بصوت مرتبك 


=بابا مش هيرضى ده حتى دروسي والمدرسه قعدني منهم وبيخليني اذاكر هنا في البيت بس وهروح على الامتحانات و مش عارفه لا اذاكر كويس ولا اركز في حاجه طول ما هو زعلان مني . 


هزت رأسها متفهمة و ردت عليها بهدوء وهي توميء بعينيها 


= ما تخافيش انا هطلب منه وهو هيرضى طالما مش هتخرجي لوحدك، وبالنسبه لمذاكرتك لازم تفصلي بين زعلك حاجه ومذاكرتك لدراستك حاجه تانيه عشان انتٍ لو لا قدر الله ما عديتيش السنه دي والدك هيزعل منك اكثر انا عارفه الموضوع هيكون صعب شويه عليكي بس انا برده مش هسيبك في الموضوع ده وهحاول اساعدك .


❈-❈-❈


اعتدلت سيلين بإسترخاء من فوق المقعد، و قامت برسم ابتسامه سعيدة وهي تردد قائلة بإرتياح قليل


= حسنا هل هذا يعني أننا تصالحنا الآن! وقد تناسيت الأمر 


أبتسم بتكلف وهو يجيب عليها بخفوت


=نعم سيلين لقد تصالحنا وقد نسيت ذلك بالفعل طالما أنك لن تعدي مرة ثانية. في النهاية ستبقى صديقه طفولتي ولا أريد أن أخسرك.


تطلعت فيه باهتمام وهي تقول بنبرة متوترة 


= هل تتحدث بجدية؟ هل تعتقد أنني جميله و أفضل شخص بالنسبة لك؟ 


هز رسلان رأسه متفهماً، وهو يردف قائلاً 


= أنتي جميلة يا سيلين فلا تنتظري راي الاخرين بيكٍ.. وفي الواقع أنتٍ جميلة جدا لأنك مختلفة عن الفتيات الأخريات جميعا.. لستي على الأقل مثل الفتيات الأخريات التي ألاحقهن.. لكن تعلمين أنه يمكنك الحصول على أي فتى تريدين..


نظرت إليه نظرة غامضة وهي تتسائل بصوت جاد


= متاكد أيا كان؟


هز رأسه بتأكيد وهو يردف قائلاً مبتسماً


= أيا كان.. 


إبتلعت ريقها مترددة في قولها، تحاول استجماع شجاعتها وهي تقول باعتراف 

بنبرة مرتجفة 


= حسنا أنا واقعة في حبك يا رسلان كليًا.. بالكامل.. و بجنون و بصراحة أقولها وقعت في عشقك.. لا داعي أن تقول أي شيء، أعرف أنك غير مهتم بي بالمرة، وهذا ممتاز بالكامل.. حتى الآن يجري الرجال ورائي دائمًا، أنا لم أجري أبدًا وراء أحد، و لكنك هذا النموذج المميز حقًا.. فلن أجد أبدًا حبيبا مثلك والآن بما أنني قابلتك لا يمكنني القبول بحُب شخص أقل منك.. 


لم يتفاجا رسلان لأنه بدأ يلاحظ ذلك من البدايه، نتيجه غضبها الغير مبرر عندما تقترب منه أي فتاة! هز رأسه برفض واجابها بعبوس


= لا اعرف ماذا أخبرك لكنني لا إبدالك نفس الشعور واحب شخص آخر أيضا، سيلين لقد جربنا علاقتنا بالسابق ولم تنجح أبدا اعتقد انك تتوهمي بحبي أساسا أو عندما شعرتي بأنني ساذهب الى فتاه أخرى لم تستطيع التحكم في نفسك وقد اختلطت الامور في بعض لديكي.


ابتسمت له بتهكم مرير وهي تقول بنبرة حزينة جدآ


= والفتاه الأخري التي تقصدها بحديثك مهره أليس كذلك، من فضلك لا تتركيني رسلان انا كنت حبك الأول وساظل هكذا طول العمر، انت لا تحب تلك الفتاه ان تتوهم بذلك.


تنهد بقوه وهو ينظر لها بنظرات قوية قبل أن يتحدث بثقه


= لا يا سيلين انا اعرف جيد تحديد مشاعري، سوف تتجاوزي ذلك وتجدي شخص أفضل مني.


❈-❈-❈


بداخل أحد المطاعم، أخرجت ليلي تنهيدة مليئة بالكثير وهي تتسائل بصوت باهت


= هو انا إيه اللي يخليني اثق فيكي، او بلاش انا انتٍ عاوزه تفهميني أنك واثقه فيا ونسيتي اللي عملته زمان فيكي ومش خايفه اكون بدبر لحاجه تاني.


أجابتها ببساطة وهي تهز كتفيها غير مبالية


= ومين قال لك ان انا واثقه فيكي ولا حتى عاوزاكي تثقي فيا، و مش فارق معايا كل ده لان انا مش هفضل طول الوقت موجوده معاكم انا رجعت بس لفتره معينه وبعد كده همشي وده كان اتفاق بيني وبين باباكي .. عشان كده مش هتعب نفسي واضيع وقتي عشان اخليكي تثقي فيا ولا انا اثق فيكي لان في النهايه انا همشي تاني يعني اللي انتٍ عاوزاه هيحصل.. و اللي خلاني ارجع تاني اسباب كثير ممكن مش هتعرفي تفهميني بس ده كان طلب من باباكي وانا حسيت ان انا  لازم اكون جنبكم في الفتره دي لحد ما تعدوها . 


أجابتها بصوت متوتر وهي ترمش بعينيها 


= بس بابا مش عايزك تمشي، هو انتٍ فعلا حامل.


أومأت بعينيها بالإيحاب و أجابتها بإبتسامة ساخرة 


= ايه اتضايقتي عشان هيجيلك اخ وهيشركك كمان في باباكي؟.. 


تدل كتفها للإمام بانكسار، ثم عضت على شفتها السفلى متمتمة بحيرة كبيرة


=  مش عارفه اذا كنت زعلانه ولا فرحانه مش عارفه أحدد مشاعري بس عمري ما تخيلت ان يكون عندي اخوات . بس هو بابا معايا اصلا

الصفحة السابقة                        الصفحة التالية