رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 28 - 3 - الجمعة 1/12/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثامن والعشرون
الجزء الثالث
تم النشر يوم الجمعة
1/12/2023
تساءلت تسنيم بجدية وهي تنظر نحوها باهتمام
= هو انتٍ في حاجه بينك وبين الشاب ده يعني ايه الثقه اللي خليتك تثقي فيه اوي كده وبتحكي لي كل حاجه من غير قلق، حسيتي مثلا بمشاعر ناحيته
رفعت بصرها نحوها علي الفور وهي تهز رأسها برفض وأردفت بسرعه
= لا طبعا ما فيش حاجه بيني وبينه هو اللي ضحك عليا وعرف يدخل لي صح لما وهمني انه هيعرف يطلعك من حياه بابا وما ترجعيش تاني حتى بعد ما تطلقوا و..
صمتت ليلي بارتباك ملحوظ عندما انتبهت الى حديثها وقد شعرت بالخجل منها، تنهدت قائلة بضيق
= ما تكملي! يعني انتٍ حتى في دي كنتي مقربه منه عشان توقعيني بس المره دي وقعتي في شر أعمالك مش كده، انا مش عارفه بجد اقول لك ايه و مش هحاسبك خلاص اديكي أخذتي نصيبك من اللي بتعمليه بس انا نفسي افهم ليه كل الكره ده ناحيتي رغم ما شفتيش مني حاجه، حتى لو غيرانه مش الغيران ده بيستنى يشوف الطرف الثاني هيعمل ايه وهياخذ اللي بيحبه منه لي ولا لأ، لكن انتٍ من البدايه و انتٍ أعلنتي الحرب عليا يا ليلى .
ردت عليها بجمود وهي ترمش بعينيها باضطراب حل عليها فجاءه
= مش لازم استنى حاجه منك عشان اخد حذري، بس معروفه ما فيش مرات اب هتحب ولاد جوزها ولا هتعاملهم كويس وبتضرهم كمان وممكن توصلهم أنهم آآ.. ينتحروا زي ما لبنى صاحبتي عملت .
انفرج فمها مرددًة بصدمة وقد ارتفع حاجبها للأعلى بغرابة شديدة
= وهي لبنى صاحبتك انتحرت ليه؟
أغرقت عينيها بالدموع عندما بدأت تتذكر صديقتها الوحيده المقربه لها والتي فرقها عنها الموت، وكانت ضحيه أسرتها، فقالت لها بصوت مقهور
= لبنى صاحبتي كان عندها ١٢ سنه، و باباها اتجوز بعد ما طلق والدتها و حتى والدتها راحت اتجوزت وما سالتش فيها من بعدها، سابتها مع مرات باباها تبهدل فيها وتعاملها وحش وكانت بتضربها طول الوقت وبتحكي حاجات وحشه عنها ما حصلتش انها عملتها عشان باباها يكرهها.. هي كانت دايما بتحكي لي عشان مش بتلاقي حد يصدقها وكانت بتوريني حتى الضرب اللي في جسمها منهم هم الاثنين كانوا بيعاملوها وحش أوي، حتي في مره كنت باخد درس عندها وشفتها وهي بتضربها بقسوة .. ما فرقش معاها اصحابها اللي شافوها في الموقف ده وهي بتذل فيها قدامنا وبتتهان او يمكن كانت قاصده اصلا عشان تكسرها اكتر قدام نفسها وقدامنا .
تصاعد صوت بكائها ليبدو كنشيج مؤلم وهي تتابع حديثها بنبرة حزينه للغاية
= لبنى كانت بتحاول انها تهرب كثير بس ما كانتش بتعرف تروح لي مين وما حدش من اهلها كان بيقف معاها، وفضلت في العذاب ده كتير لحد ما في مره الـ .. آآ بطلت تيجي المدرسه وما بقيتش اشوفها و لما رحنا نسال عليها انا واصحابنا عرفنا انها ..
عقدت حاجبيها باهتمام كبير وتساءلت بقلق
= عرفتي إيه كملي يا ليلي .
تنهدت بقوة حتى شعرت الأخري باضلعها وهي تتمزق لتنهيدتها، شعرت بوخزة حادة في صدرها وهي تجيب بصوت مختنق
= عرفنا انها انتحرت من كتر العذاب اللي كانت بتشوفه منهم، ماتت بسبب مرات باباها انتحرت عشان تخلص من عذابهم واللي بيعملوا فيها، وهم عاشوا حياتهم عادي ولا فرق معاهم .. هي كانت دايما بتحكي لي كل حاجه وكانت بتصعب عليا كتير وكانت اقرب صديقه ليا بس ما كنتش بعرف اعمل لها حاجه وكانت دايما تقول لي انها بتكره كل الابهات اللي بيتجوزوا تاني وانهم كلهم كده عمرهم ما بيكونوا حنينين على الاولاد..و من ساعتها بقيت بكره أي مرات اب ذيها عشان انتوا وحشين وعمركم ما هتعطفوا علينا فعلا عشان احنا مش ولادكم .
اتسعت حدقتاها بشدة وهي تتعرف علي مخاوفها أخيراً ولما كانت تتعامل معها بتلك الطريقه، شعرت بالعطف تجاه تلك الفتاه التي توفت نتيجه إهمال عائلتها وتجاه ليلى أيضا التي أصابها الخوف من أن تكون مكان صديقتها بيوم! وذلك الذي دفعها الى أن تكون قاسيه مع الآخرين! لكن هذا مبرر غير كافي بالتأكيد تجاه ما اذيتهم ونفسها أيضا .
أقتربت تسنيم منها بسرعه و جذبتها الي أحضانها و الأخري اترمت بحضنها تبكي بالم،
ربتت بيدها فوق ظهرها بحزن عميق عليها وهي تردد بصوت منخفض محاوله تهدئتها
= بس يا ليلي خلاص، بس يا حبيبتي كفايه عياط.. اسمعيني كويس انا مش بدافع بس خلي عندك دايما قاعده ان كل حاجه فيها الوحش والحلو وانا مش ملاك واكيد ليا اخطاء لكن انا مستحيل كنت اوصلك للطريقه دي خالص إللي صاحبتك وصلت ليها وانها تنتحر وصدقيني حتى لو كنت عملت كده انا ولا غيري والدك من كتر حبه فيكي عمري ما كان هيسمح بكده، يا ليلى ده كان زمان اول ما اتعرفنا علي بعض كان هدفه في الجواز عشان حاجه واحده بس .. وهي انتٍ !
انكمشت ليلى بين ذراعيها وظلت تبكي أكثر داخل أحضانها، والأخرى قد رحبت بذلك ولم تمانع! بينما ليلى قد شعرت بالدفء قليلاً داخل احضانها لذلك لم تتركها، تنهدت تسنيم مطولاً بيأس وهي تقول بفتور
= هو عمره في حياته ما كان هيتجوز على فكره لولا لما ابتدى يلاحظ ان انتٍ كبرتي خلاص وبقيتي محتاجه ست معاكي تساعدك وتقرب منك وتديكي حنيتها وتفهمك حاجات هو مش هيقدر يفهمها لك، لكن ما جابليش سيره خالص أنه محتاجه واحده عشانه هو، رغم أنه أكيد كان محتاج زي اي راجل.. بس كان دايما بيفكر فيكي انتٍ اول حاجه وحاطك في اولياته ومستعد ولسه مستعد ان يعمل اي حاجه في الدنيا بس ما حدش ياذيكي!
أبعدتها برفق عن أحضانها لتنظر في اعينها الحمراء من أثر البكاء وبدأت تمسح دموعها، و رمقتها بنظرات معاتبة وهي تضيف بنبرة خافته
= كان لازم تحاولي تتكلمي معاه عن الأفكار اللي انتٍ خايفه منها دي عشان يطمنك سواء هو ولا غيره لان انتٍ خليتيها تتمكن منك اكتر وخليتك تفكري ان هو ده الواقع!! وان كل الابهات بعد الجواز بيعاملوا ولادهم وحش وينسوهم، وان اي مرات اب عمرها ما هتكون حنينه مع أولاد مش ولادها وده مش صح.. انتٍ لسه قايله لي أن كان عندك وقتها 12 سنه يعني كنتي صغيره ومش فاهمه كل حاجه بتحصل وما عندكيش خبره كفايه في الحياه وسمحتي للأفكار دي انها تتمكن منك وبقيتي متخيله ومتاكده ان ده الصح .. وبقيتي كمان انتٍ اللي تاذي وتعملي زي اهل صاحبتك دي قبل ما تستني وتشوفي رده الفعل .
انفعلت بشده وهي تتحدث ببكاء حارق من بين شفتيها فصاحت بها قائلة بنشيج
= ما تقوليش كده تاني انا مش زي اهل لبنى خالص ولا عمري هكون زيهم .
أردفت تسنيم قائلة بنبرة إصرار وهي تحاول مواجهتها أمام نفسها وإلي ما وصلت إليه بسبب خوفها وأفعالها الغير مناسبه لها
= لا يا ليلى انتٍ بقيتي زيهم ؟؟ ومن غير ما تتحكمي في نفسك ولا تشوفي بتعملي ايه؟ فكري كده بس للحظات في اللي لسه كنتي بتحكي عن أهل صاحبتك الله يرحمها أهو انتٍ دلوقتي بتعملي معايا ومع غيري ذيهم .
❈-❈-❈
كانت مهره تجلس بالحديقة تراجع دروسها، وخلال الفترة الماضية كانت تتجنب الاقتراب من رسلان أو السؤال عن أي شيء وتركته بمفرده مختليا بنفسه، فلا تريد ان تتقابل معه بالصدفه حتي وتراهم والدتها كما بالسابق وتحدث مشاكل بينهما.
تنهدت بقوة و دون شعور منها بدأت تفكر فيه او ربما تشتاق اليه، هبت واقفه من مكانها فجاه عندما رأته ظهر أمامها، نظرت حولها بخوف تتأكد من عدم وجود أحد وهي تقول بنبرة حادة
= ما الذي تفعله هنا اذا راتكٍ والدتي ستغضب، هيا أرحل بسرعه قبل ان تراك
نظر لها رسلان بتأفف مردداً بانزعاج واضح
= لقد رأيتها قبل قليل وهي تخرج مع السائق كنان ومن الواضح انها ذهبت للتسوق ولم تعود الان، وانا انتهزت الفرصه حتى اتي لكٍ و اتحدث معكٍ.. فحدثنا لم ينتهي.. اسمعيني مهره فانا لن اتوسل، ومعكٍ الحق في صدي لأني عبرت عن مشاعري لكٍ بطريقه غريبه ومفاجاه ولكن من حقي أيضا أن تسمعيني
حدجته بنظرات حادة وهي تردد بتوجس
= وما الذي تريده .. تحدث بسرعه .
صمت دقيقة متطلعًا إليها بنظراته الهائمة، ليبث فيها تلك النظره وخزات من الحرارة و الحنين، وهو يرد
= أحبك
وهاهو مجدداً يقولها، تفرس رسلان في وجهها بنظرات دقيقة، ثم أضاف بصوت متحشرج
= سأقولها كثيراً لانني سابقاً قرأت مرة انه
ان احببت شخصا ذكره دائما بأنك تحبه
وان مشاعرك له تزداد فقط ولا ينقص منها
شيء..لذلك سأخبرك بها كثيراً .
كلمات رسلان الصادقة والدافئة كانت تلامس كل خلية داخل جسد مهرة، سابقاً كانت تظن أن رسلان من النوع المدلل فقط وانه يملك عقل فارغاً من أي شيء!
أبتسم لها رسلان وعاد يبوح لها عن ما يخفيه داخل صدره من مشاعر عاصفة بكيانه تزلزل حصون قلبه. أقترب منها ثانيًا والتقط كفيها التي كانت تفركهما بتوتر لكي تكف عن تلك الفعلة وهمس وهو ينظر لمقلتيها الساحرتين التي تجذبه إليها بتيه، فقد تاه ببحور عينيها ووقع في غرامها ، يشعر بلذة تلك اللحظة ، ثم هتف قائلا بصوت هامس
= أعلم أنكِ تشعرين بالخوف بسبب تقربي هذا، ولكن حقًا لم تكن لدي نية خبيثة أو ما شابه، أنا فقط أشعر بكِ وهنا من أجلك، وكل ما أردت فعله أن أغذقكِ بالأمان فيكفي المعاناة التي مررتِ بها قبل سابق، لا تخافي مني لن أوذيكِ وسأبذل قصار جهدي لتكوني بخير وأصل معكٍ لبر الأمان .
رفعت هي رأسها محدقه بعيـونه التي جعلت من نبضها يعلى وتساءلت بصوت متوتر
= لما أنا بالأخص ؟
هتف لها بصوت شجي
= لديكٍ صفة لم أجدها في أحد غيرك، وأظن أنني لم أجدها في أحد غيرك أبدا..
توردت وجنتيها خجلاً وسمع صوتها المرتبك تجيبه بتلعثم
= و ما هي ؟؟
ركزت عيناه المتوهجتين بالشوق والحب يراقب على تفاصيل وجهها بتمعن، ليهمس لها بحرارة
= منذ اللحظة التي رأيتك فيها، رأيت أن الطيبة هي التي من المفترض أن تصفك، وليس أنتٍ من تصفيها.. وبالرغم من كل ماحدث معكٍ الا ان تلك القوة التي تملكيها قد ابهرتني
تسارعت أنفاسها وهي تبتلع ريقها بخجل مردافه بقلق كبير
= لهذه الدرجة ؟!
علامات الحب والشغف غطت ملامحه النضرة وخفق قلبه وهو يقول بنبرة بطيئة حسية، نقل
فيها مشاعره
= لم أرى قلبًا يخاف أن يؤذي أحدًا مثل قلبك. الكلمة قبل أن تخرج منك تكون ألف حساب في حق صاحبها. خوفك على كل من تحبيهم واهتمامك بهم على سبيل المثال، لم تجعلني أشعر أبدًا أنني ملزم بفعل أي شيء لكٍ. بينما لا يزال العالم صعبا علي، أجد رضاكٍ هو ما يصبرني ويقويني.. لقد غيرتيني دون أن أدرك، جعلتيني أحب الحياة واتمسك بها، جعلتني أعيش وأتمنى أشياء كثيرة لم تكن حتى من اهتماماتي.. لقد سألتني لما انتٍ بالاخص؟ فربما يكون الجواب لأنك الشيء الوحيد الذي أخذت كل حظي بالدنيا من أجله. لم اكون اعلم بان هذا القلب اصبح ملكك
قالها وهو يشير إلى موضع قلبها الذي فقد عقله ليضخ ليترات من الدماء الحارة تتدفق إلى جسدها فتصل لوجنتيها لتصبغهما بذلك اللون الذي يزيدها تألقا وجمالا. كانت أقوال حائرة تنطلق من نظراته قبل لسانه فأوضح لها وهو يضيف بصوت هامس
= لم المسك بعمق، ولم احتضنك، ولم ننظر الى بعضنا البعض مطولاً، لم يجمعنا صورة، كانت محادثات فقط! لماذا أحبك بهذا القدر يالله لا أعرف