رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 28 - 4 - الجمعة 1/12/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثامن والعشرون
الجزء الرابع
تم النشر يوم الجمعة
1/12/2023
أتسعت عيناها بعجز وهي تسمع كلماته الأخيرة بروح منهكه، وأتاها صوته الهامس العذب في أضافه وهو يقول لها
= تعلمي! بمجرد أن رأيتك، شعرت بشيء غريب
هزت رأسها بشرود معني ماذا، هز كتفيه بعدم معرفة ومن تلقاء نفسه اعترف مجددًا، ودون الحاجة لأي مظاهر براقة، ليبوح بمشاعره
= لا أعلم، لكني رأيت نساء وفتيات كثيراً. لم أشعر قط أنني وقعت في الحب ووقعت بهذه الطريقة.. كنت دائما أسأل المتزوجان؟ كيف التقيتم وأحبتم بعضكم البعض؟ كانوا دائمًا يقولون لي أن الساعة قد حانت، و سيأتيك حينها من تكون نصيبك، لكني لم أفهم أبدًا ما يعنيه ذلك، الآن فهمت وأحسست أنك نصيبي..
جحظت عيناها بذهول محرج من كلماته واتجه الآخر نحوها، وسألته بإرتباك يشوب نبرتها
= الم تشعر بأنك استعجلت في هذا الشعور قليلا
ابتسم وتقدم نحوها أكثر مؤكدًا لها بنبرته الواثقة
= لا، لأن الحياة بالنسبة لي كانت، خمسه أشهر وليلتان فقط .
وكان ذلك الوقت الذي التقى فيه بها، وشعر بذلك الشعور ! رمشت بعينيها عده مرات تستوعب تلك المشاعر التي عصفت عليها فجاه أثر حديثه.. وهي تقف أمامه مرتبكة فلم تشعر بذلك التوتر وأنها مضطربه لهذا الحد، فركت أصابع كفيها القابضين وهي تقول بتلعثم
= يا الهي، لا أعرف ما الخطا الذي فعلته حتى تشعر بهذه المشاعر تجاهي انا بالأخص .
ابتسم في استهجانٍ، وعاتبها بلطف
= إن الخطأ الوحيد الذي ارتكبتيه هو أنكٍ جعلتيني أراكي و أنكٍ جميلة و أنكٍ رقيقة .. و أنكٍ أنت، فقط لا تنهي أمر الوقوع في الحب.. لأن لو ضحكتك و شقاوتك و لغتك توقفوا؟ سيخسر هذا العالم بالتأكيد شيئا ما
تلون وجهها بحمرة ساخنة، لا تعرف من أين جاءت لتظهر المزيد من خجلها، وقالت ببحة خفيفة
= حسنا وماذا بعد كل هذه الاعترافات، ماذا تريد مني وتفعل بعد .
أردف قائلاً بلهجة جاده دون التفكير
= ان تتركي نفسك لي، وتخبريني هل تبادليني نفس المشاعر ام لأ .. لكن ارجوكٍ أن لا تكذبي لاني ساعرف بالتاكيد
اضطربت أنفاسها و ردت عليه بنبرة ثقيلة
= رسلان هل تمزح انت لا تعرف عني كل شيء بل بالاحرى لا تعرف عني شيء أبدا، هناك أسرار كثيره امتلكها أنا، صدقني اذا عرفتها ستغير رأيك علي الفور .
تحولت نظراته للإستنكار والذهول حينما سمعها تخبره بذلك، وهتف قائلاً بجدية
= ولما هذه الثقه التي تتحدثي بها، هل تريني امامك ليس رجل كافي واعرف ماذا اريد واحدد وأن كلمتي التي تخرج من فمي عهد! اعلم انكٍ تمتلكي الكثير من الأسرار الخطيره وبالفعل لا أعرفها ولا اريد ان أعرفها مطلقاً وأبدا.. هذه أشياء تخصك وحدك وقد حدثت قبل أن تريني بالأساس.. ربما لو كانت حدثت بعد كنت ساستفسر عنها أما الآن لا أريد ان اعرفها .
تمتمت وأجابت قائله بإرهاق
= الأمور لا تحل كذلك يا رسلان صدقني الأمور التي اخفيها عنك صعب للغايه تقبلها .
كتم ثورة غضبه بداخله بصعوبة من إصرارها علي ذلك النحو، يعلم أنها محقه لشعرها بذلك القلق لكن هو حقا يتحدث بجدية ولا يريد ان يعرف اي شيء عن ماضيها، هو على يقين كبير بأنها قد عانت الكثير والكثير قبل ان تراه، وربما لذلك السبب لا يريد ان يعرف لانه حقا لا يمتلك اي صفه ليحاسبها عن شيء حدث في الماضي! بالإضافة أيضا ليس ملاك وبالتأكيد لديه أسرار يخفيها عنها، فالافضل لا يتحدث أي منهم عن الماضي ويهتمون بالمستقبل القادم فقط و الذي سيعيشون معا.
نظر إليها بإنزعاج كبير، ثم مط فمه بعدم مبالاة وهو يرد موضحًا باستنكار كبيرة
= حسنا و ماذا ساستفيد إذا علمتها؟ هل ساتركك مثلا مستحيل! هل ستتغير نظراتي اليكٍ بسبب امور حدثت وانتٍ صغيره في العمر وكان ليس لديكٍ الوعي الكامل وربما حدثت بغير ارادتك أيضا، وقد عنيتي منها الكثير ومازالتٍ حتى الان تحاولي تخطيها! وبعد كل ذلك اتي انا واحاسبك على فتره من حياتك لم اكون انا موجود بها بالاساس .. هذا امر سخيف بالتاكيد ولا تسمحي لاي شخص ان يحاسبك على ذلك
بلعت ريقها بصعوبة، لتبدو متماسكة أمام كل هذا الإغراء المُدمر إلي الاستسلام إلي حبه، فهو حقا شخص رائع! غزت حواسها بإحساس صعب الوصف لكنه جميل، حاولت ضبط أنفاسها المضطربة لتستعيد السيطرة على كيانها المهتز، ظهر التردد عليها، واعترفت بقليلٍ من الرهبة، معبرة عن مخاوفها
= رسلان انت حقا شخص رائع وكلامك جميل لكني مازلت اشعر بالخوف من الاقتراب منك
خفق قلبه في سعادة، وقال مشجعًا إياها
= اعطيني الفرصه حتى ازيل ذلك الخوف من داخلك واضع محله ثقتك بي.. لا اريد اكثر من ذلك .
أجابت وهي تقضم شفتها السفلى في ربكة عظيمة
= لقد أخبرتك قبل سابق انني اثق بك بالفعل، وانني ايضا لم اقابل شخص رائع مثلك .
قالت كلماتها وهي تنظر لاسفل خجلا فرفع لها وجهها باصبعه حتى نظرت اليه فابتسم قائلاً
= حينها ساتشجع و أسألك سؤال و اريد ان اعرف إن كنتي تشعرين تجاهي بحب أم تتعاملي معي هكذا مجرد عرفان بالجميل لما افعله معك.
❈-❈-❈
على الجانب الأخر، فرك سالم وجهه بغل وهو يدور بداخل الغرفة بحيرة شديدة و وقف أمامها فجاه، جاهد لضبط انفعالاته العصبية مرادف باستنكار
= نعم انتٍ بتهزري صح عاوزه تعرضي ليلي على دكتور نفساني، خلاص هنتعامل على ان اللي عملته وغلطتها دي بسبب انها كانت مريضه! لا هي وعيه وعارفه غلطها وما تخليهاش تحاول تلعب بدماغك.. وبعدين هي قالت لك ايه بالظبط مخليكي متعاطفه معاها وعاوزه تساعديها أوي كده
ضغطت على شفتيها بضيق من طريقته المحتقنة هاتفه بتحدي
= طب وانت ليه ما حاولتش ان انت اللي تقرب منها وتعرف هي ليه عملت كده وايه مخاوفها وايه اللي مخبيه عنكم لحد دلوقتي وما حدش يعرف حاجه عنه، سالم ما نحاول نتكلم بواقعيه شويه واحنا كبار كفايه عنها ما فيش بني ادم بيطلع وحش ولا بيتصرف تصرف بدون سبب او مبرر وانا قبل ما تقول مش ببرر ليها انا اكثر واحده اتاذيت منها، لكن صدقني التصرفات اللي بتعملها دي باينه أوي انها واحده مريضه دي بتاذي نفسها يا سالم مش بتاذي اللي حواليها بس
هز رأسه بتهكم والوجوم مسيطر عليه، ثم اتجه نحوها ليقف قبالتها وهو يقول بجدية
= تمام حتى لو كلامك صح فهي اذيتني انا اكثر واحد فيكم يا تسنيم، وانا مش بعاقبها بان ببعد عنها ومش بكلمها زي ما انتم فاكرين انا بحاول اسيطر على نفسي وانسى اللي عملته.. بحاول انسى ان بنتي المصونه بعد كل اللي عملته معاها راحت وثقت وضيعت نفسها مع ولد صايع زي ده وبسببه بقيت مش قادر أرفع عيني في الناس
هزت تسنيم رأسها نافية وهي تقول بضيق
= كلنا بنغلط يا سالم ومعرضين للاخطاء احنا مش ملايكه وما ينفعش نعامل ولادنا على اساس انهم ما بيغلطوش، وبعدين ما تزعلش مني انت كمان غلطان في اللي هي عملته
و وصلتها لكده .
نفخ دون أن يعلق عليها ناظرا إليها باستنكار، بينما تابعت زوجته بنبرة حادة
=ما تبصليش كده انا بقول الحقيقه، هو انت نسيت لما كنت باجي اشتكيلك منها في حاجه ولا اقول لك هي بتعمل ايه فيا كان رد فعلك بيكون ايه؟ بكل ثقه ترد عليا وتقول لي بنتي مش كده! و مش انا وبس اي حد في العالم وعمرك ما حسبتها علي اي غلطه تخيل بقى واحده تكون مسموح ليها بكل ده و تلاقي اللي يدافع عنها ويصدقها حتى لو هي بتكدب ؟ الطبيعه والاكيد هتتمدى في الغلط.. فمعلش بقي زي ما بتحسبوها حاسبوا نفسكوا انتوا كمان .
اغتاظ الآخر من أسلوبها في الضغط عليه وأنها تكشفه أمام نفسه وتتهمه بالتقصير مع أبنته رغم كل ما فعله، فصاح بها بعنف
= نعم انا السبب ليه ؟؟ كنت قلت لها تروح تصاحب ولد صايع وتثق فيه وتخليه يمسك عليها ذله وتبعتله صورها.. ولا قلتها لها توقع بيني وبينك .
استنكرت تسنيم تعنيف زوجها إلي أبنته و تهربه من الإعتراف باخطائه، فردت بإقتضاب
= ما قلتلهاش صحيح بس انت اللي وصلتها لكده، سالم انت دلوقتي بتحصد فساد كتره تدليلك فما تبقاش قاسي علي ليلي وهي أفعالها نتيجه دلعك الزياده ليها وانك كنت بتتجاهل غلطها وتخليها تتمادى، ليلي غلطت أكيد بس مش معني كدة نموتها وتتعامل بالطريقه دي وأنت الغلطان في تربيتها من الاول، مفيش مانع ندلع ونطبطب بس نركز علي التصرفات.. وناخد بالنا ولما اولادنا يغلطوا لازم نطبطب عليهم ونعرفهم الصح بعد كده
ازدرد ريقه بتوتر وهو يتنفس الصعداء بصعوبة
ابتسمت الأخري بتكلف، لتستأنف حديثها قائلة
= انت عارف مشكلتك إيه؟ انك اديتها ثقه كبيره أوي عليها وهي استخدمتها غلط غير ما كنتش بتصدق اي حد يقول لك حاجه وحشه عليها او ما كنتش عاوز تصدق أصلا، ارجوك الوضع مش هيفضل كده وهي ممكن ترجع تاني لنفس اللي بتعمله فالاحسن ان احنا نعرضها على دكتور نفساني.. سالم انا لما قلت لك هاجي هنا عشان اساعدك وانت وافقت فدلوقتي بتعترض ليه؟ ما انا في النهايه مش بطلب منك حاجه هتضرها صح ولا ايه .. عشان خاطري وافق انا اما صدقت انها وافقت ودي خطوه في حد ذاتها كويس في حالتها.
تطلع فيها و ملامح الإنزعاج ظاهره عليه، ثم رد عليها بنفاذ صبر
= تسنيم اعملي اللي انتٍ عاوزاه، بس انا ما ليش دعوه بيها ولا بموضوع الدكتور ده و انتٍ اللي هتكوني مسؤوله توديها وتجيبيها وما تدخلنيش في حواراتها .. انا ياما جيت على نفسي واتنازلت كتير عشانها و في النهايه ما شفتش منها غير الغدر وانها قدرت تكسرني