-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 28 - 5 - الجمعة 1/12/2023

  

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثامن والعشرون

الجزء الخامس


تم النشر يوم الجمعة

1/12/2023

وضعت ليان يديها تحت خدها تنفخ بضيق شديد وهي تنتظر خروج أيمن من المرحاض حتى تزيل المشاحنات التي حدثت بينهما في الفتره السابقه، كانت متأكدة من قبل أنه هو من ضايقها بسبب عدم رضاه عن عملها، أما الآن فقد تأكدت تماماً أنها هي من ضايقته  بسبب إصرارها الشديد وتهورها في الكلام.

لمحت أخيراً أيمن وهو يخرج من المرحاض بوجهه الخالي من التعبيرات، تحرك تجاهها لكنه لم يجلس إلى جوار زوجته التي تيقنت من استمرار ضيقه منها، ضغطت على شفتيها بامتعاض قائله مترددة بإبتسامة زائفة 


= هو انت مش هتاكل من ساعه ما جيت وانت مش عاوز تحط لقمه في بقك، ايه ما جعدتش 


هز رأسه برفض دون أن ينظر لها، نفخت بضيق مكتوم متسائلة بصوت منخفض


= طب مش هتدخل تنام !.  


مط فمه بعدم مبالاة وهو يرد بهدوء زائف


= لا هاقعد هنا شوية! روحي انتٍ نامي وما تشغليش بالك بيا .


تنهدت بحزن عميق ثم فكرت مليًا يجب إزالة رواسب تلك المشاحنة التي حدثت بينهما على طريقتها الخاصه، ربما كبرياؤه يمنعه من المبادرة بالتصالح لكنها ستسعى لكسر أي حواجز بينهما، نهضت تجاه غرفة النوم و أغلقت الباب خلفها .


سارت تفتح الخزانه وهي تبحث عن ثوب  مناسب لتلك الليله و لم تتردد في اختيار الأنسب والأجمل آثاره، وبدأت في ضبط مظهرها وعدلت من وضعية مساحيق التجميل ثم استعدت للخروج إليه بعد أن ألقت نظرة أخيرة على مفاتنها التي تسلب العقول.


لتتجه نحو الخارج، استنشق أنفه عطرها الذي غزاه بكل قوة فتصلبت حواسه من اقترابها، تحركت عيناه تلقائيًا نحوها فرأها على تلك الوضعية المغرية، اقتربت منه فهي تبعد فقط عنه مسافه قريبه سيرًا، تغنجت بجسدها بدلال مثير علها تحدث في نفسه تأثير ما، وأردفت قائلة بصوت ناعم


= أنا أسفه يا حبيبي، حقك عليا!


نظر لها مطولاً بجمود، تحركت بخطوات متوترة نحوه لتجلس جانبه، ثم لمست وجنتيه وبدأت تملس عليه برفق وهي تقول بإبتسامة عابثة


= طب خلاص مش هجيب سيره الشغل خالص الأيام دي لحد ما تهدى وانت اللي تفتحه بنفسك، بس المهم نتصالح مع بعض، وما نبتش متخانقين!


أزاح قبضتها عنه بحده عندما وجدها مازالت تتحدث عن أمر العمل، صمت للحظات قبل أن يجيبها بحذر


= ابعدي عني يا ليان، وقلت لك روحي نامي ووفري اللي انتٍ بتعمليه


اشاح وجهه بعيد، توترت أنفاسها فبدا صوتها واضحًا إليه وهي تقول برجاء 


= للدرجادي زعلان مني؟ طب.. حقك عليا، أنا مقصدش!


تبدلت تعبيراته للشدة هاتفًا بنبرة عدائية


= لا تقصدي كل كلمه قلتيها خلاص واللي انتٍ عاوزه تقولي وصل لي، و اوعدك المره الجايه بعد كده قبل ما اقرب منك هبقى استاذن سيادتك اذا كنتي راضيه عني ولا لأ .


هزت رأسها بإحباط مستنكرة نفوره الغير مبرر منها، هاتفه بصوت مخنوق


= شكلها ليلة طويلة! ومش هنوصل لحاجه برده 


لتتأمله بعبوس تلعن داخلها افعالها الحمقاء التي أوصلتها إلي هنا وأقتربت منه أكثر و هتفت موضحه سوء الفهم لديها 


= أيمن انا قلت لك انا ما كنتش اقصد وبعتذر لك خلاص مش لازم تفتح الموضوع كانت زله لسانه و راحت لحالها، وبعدين ما انت ضايقتني برده كل ما احاول اتكلم معاك ولا اتناقش بهدوء ترجع تقفل الموضوع بطريقه رخمه وتقول لي هو ده كلامي ولازم تسمعي .


نظر لها مطولاً بحنق كبير قبل أن يتحدث بنبرة خالية


= فده يديكي المبرر انك تقولي كده صح، خلاص طالما شايفه نفسك مش غلطانه و انتٍ كنتي بتردي واحده قصاد واحده يبقي ما لوش لازمه الاعتذار .


كادت أن تتحدث أنها لم تقصد ذلك بالفعل لكنه بمقاومة كبيرة، تابع حديثه قائلاً بلهجة صارمة بأمر 


= قلت لك خشي نامي عشان انا ما ليش مزاج اتكلم في حاجه، وكفايه بقي قرف ونكد اللي بقيتي معيشانا فيه .


فغرت فمها بصدمه متساءلة باستنكار وعدم تصديق


= انا بقيت قرف وبنكد عليك يا ايمن؟ كل ده عشان طلبت حاجه من حقي واني عاوزه أشتغل، المشكله انت اخدتني من بيت ابويا وانا بشتغل يعني مش حاجه جديده عليك بس الله وأعلم بقي في ايه في دماغك ومقلقك من موضوع شغلي كده .


نظر لها مغتاظاً من ردودها الساذجة ، وهتف بنفاذ صبر 


= ثاني! لا طالما وصلتي للمرحله دي تاني في أحسن حاجه انا هغور من وشك .


وقبل أن يلج للداخل أوقفه صوت ليان المهلله بغضب مكتوم


= لا ما تتعبش نفسك انا اللي هغور .


لذلك اندفعت بخطوات شبه متعثرة وهي تجرجر خطواتها نحو غرفة النوم، وكانت تكتم شهقة تحاول الخروج من جوفها مصحوبة ببكاء حزين، لتقف فجاه فلم تعد ترى بوضوح، لكن الأمر المقلق حقًا هو ذلك الالم الذي أصاب معدتها بقوة فجاه، ضغطت بيدها فوق بطنها تتألم بوجع من قوه الآلام المفاجئ بصورة مقلقة، ثم أغمضت عينيها وهي تتنفس بصعوبة بالغة وتحركت لتجلس فوق الفراش وهي تضع يديها فوق رأسها بتعب مفكرة ربما حدث ذلك تأثير على زعلها .


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوعين، أستطاع سراج بنفوذه و سلطاته المعروف بالبلد كما هو متبع عند رجال العائلات الكبار للتدخل في حل الأزمات، لذلك أتفق مع مدير مدرسه مهره على الالتقاء به بعد تحديد الموعد، لحل الأمور معه وشرح تصرف تلك الفتاه السيئة زميله مهره ضدها وبالفعل وصل الى حل جيد ومناسب، وبعدها ترك للأخيره حرية الاختيار، لفت وفاء ذراعيها حول كتف أبنتها مهرة بحنان قائلة بإبتسامة هادئة


= خلاص يا حبيبتي عمك سراج راح بنفسه للمدرسه واتخانق معاهم وخد كمان نمره والد البنت اللي ضايقتك وراح أتكلم معاه على اللي عملته بنته وهدده أن ممكن يرفع قضيه لو البنت ما اعتذرتش ليكي قدام المدرسه كلها .


حدقت مهرة فيه بامتنان، وتطلع سراج إليها بتريث، لكنه لحق بها هاتفًا 


= ولو مش مكفيكٍ الاعتذار ممكن نرفع قضيه فعلا وهنكسبها ان شاء الله، على الأضرار اللي سببتها ليكي البنت دي.. بس انا برده بقول بلاش نضيع مستقبلها وكفايه نديها قرصه ودن 

عشان ما تفكرش تعمل كده تاني .

الصفحة السابقة                        الصفحة التالية