-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 35 - 3 - الخميس 21/12/2023

  

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الخامس والثلاثون

الأخيرة

3

تم النشر يوم الخميس

21/12/2023

ماذا أن وقف المجرم على قبر الضحية معتذرا نادما؟ أيخبره بخوفه من ذنب إرتكبه أم يتلوا عليه الإعتذارات لإزهاق روحه؟


أكانت الضحية تعيسة الحظ أم أن نقائها كان محط الأنظار، ليلوثه مجرم مضطرب و يتاوي جسده عن الأنظار، فمبا يفيد ندمه و روح قد زهقت بغير ذنب.. روح الآن مع الملائكه والأخرى تتعذب بغير إحسان!. 


جلس حسام خلف القضبان الحديدية منكب الرأس وقد ضاقت به السبل، ماتت أمه التي كانت خط دفاعه الأول والأخير بحياته.. وما يؤلمه ويشعره بالتعاسه أكثر هو من قتلها بيده! يعلم جيد انه لم يتعمد قتلها بالمعنى الحرفي لكن الصدمه جعلته لم يتكلم؟ وزوجته فرت هاربه الى بلادها ولم تهتم بأمره! ليعود مجدداً بداخل السجن لكن هذه المره دون سند ولا دعم حقا .


بقي وحيد في تلك الدنيا وأصبح يتعرض مرة أخرى لعدة أزمات ليست بهينة وكانت كافية ليظل هنا بالسجن! وكل ذلك لما؟ لاجل المال وشهوات الحياه! يعلم أن سلطان المال يوازى سلطان القوة وأن الحكم بلا مال يعنى زوال قريب لكنه طول عمره كان يبحث عن إدارة المال و الشهوه.. لذلك نسى سلطات اخرى واهمهم سلطه الرب .


اوصدت الحياة أبوابها أمام وجهه، لقد كان يسعى فقط خلف كل قذارت الحياة وجرائمها 

واللعب على وتر غرائزه لم يفكر في شئ آخر! وإن الحياه لم تظل هكذا دون عقاب او يدفع الثمن.. لكن لم يكن ثمن هنيه إطلاقا! والدته توفت على يده و الجميع أصبح يراه شخص حقير.. خسيس.. ابن عاق.. لا يستحق الحياه .


أغمض عيناه بجسد منهك مستسلم لذلك الذي يحدث حوله، لتلك الاشخاص الذي يلتقون له عده صور لينشروها في الصحافه ليصبح حديث الجميع، وخلال دقائق بدأ القاضي بعد 

الاحاديث والاقوال يهتف بالنطق الاخير وهو: = بالسجن المؤبد لمده 25 عام !. 


توقف الزمن لدي! لا يشعر بثوانيه أو اعبأ بأيامه التي تمضي، فذلك الحكم جعل حسام يثور أكثر وينفعل بشدة وهو يصيح بانفعال قوي


= انت بتقول ايه! ٢٥ سنه ايه؟ انت المفروض تديني اعدام، الحكم ده باطل عيد محاكمتك انا استاهل اكتر من كده.. المفروض تديني اعدام.


بدأ الجميع يراقبوا لقد بدأ منهارًا حرفياً وأعاد يصرخ بحسره شديدة وهو يضرب علي القضبان الحديدية بعنف أكبر


= سامعني؟ الحكم ده باطل اديني اعدام وريحني من عذاب ضميري انا مش هقدر اعيش يوم واحد بعد كده! 


فاضت دموعه على جانب وجهه غير قادرًا على حبسها بمقلتيه أكثر من ذلك وهو يستعيد مشهد جسد أمه الساكت بين يده.. و وجهها الشاحب وعيناها المسبلة.. وصوت نواح والدته قبل أن تموت وصدمتها به..لم تبصر عيناه بعدها سوى جسدها الراقد گ الموتى أمامه! 


فمع كل ذلك لم يحكم عليه القاضي بالموت مثلها وسيظل داخل السجن باقي حياته يدفع حق ذلك الذنب وتأنيب ضميره يعذبه بلا توقف! كان يأمل أن يتم الحكم عليه بالاعدام وينتهي الأمر إلي هنا! لكن قد حكم عليه باصعب عقاب بالنسبه له .


جث على ركبتيه متجاهل الجميع، ثم أمسك بالقطبان وكان يتحدث برجاء فجر ما داخله كل حزنه و رعبه وهو يستعيد ما حدث بحياته كلها! حتى مشهد اغتصاب فريده وكل ما كان يفعله معها.. فبكي بشدة، وهو ما زال يترجاهم باعاده الحكم ليخلصوا من ذلك العذاب بالموت حتى لا يفعلها هو بنفسه ويفقد آخر ذره أمل بالعيش .


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوعين، بداخل عيادة الطبيب الاخصائي الاجتماعي للعلاقات الزوجيه و الاسريه، كانت اليوم هي الجلسه الاخيره لهم و لذلك أراد أن ينفرد بكل منه بمفرده ويتساءل معه عن سؤال واحد فقط وبناء على رده سيحدد كيف أصبحوا! وهل استطاعوا تجاوز تلك المراحل الحساسه والصعبة أم لأ، تحدث الطبيب موضحاً بهدوء جاد


= المفروض النهارده آخر جلسه عاوز اقعد مع كل واحد لوحدكم حابه تقولي ايه؟ يا ليان قبل ما تودعيني وتنتبهي لحياتك اكثر؟ او ايه رايك في كل التغيير اللي حصل في حياتك من ساعه ما رجعتي تاني لجوزك! وحاسه أنه بطل يشك فيكي! وانتٍ مش هتعملي حاجه تاني تغضب ربنا ولا تكسره .


تجمدت أنظار ليان عليه حائرة في إيجاد الرد المناسب عليه لكل ذلك، لكنها توصلت إلي الإجابة بسرعه و تنهدت بعمق وهي تجيبه


= هتكلم عن شعوري تجاه ربنا الاول، ممكن ما كنتش قريبه منه زمان عشان لو كنت قريبه منه ما كنتش هعمل عامله زي دي! فانا قربت منه بسبب اللي حصل اكتر، مش عارفه اذا كان سامحني ولا لأ بس هو بيغفر وانا هحاول طول حياتي اكفر عن الذنب ده و مستحيل اكرره.. أما عن جوزي .


صمتت لحظه محدقة أمامها بأعين دامعة عندما تذكرت ما فعلته بحق نفسها وبحق زوجها أيضا ولم تنسي بالتأكيد ربها، وضعت يديها على رأسها ضاغطة عليه بقوة واختنق صوتها وهي تضيف متأثرة


= معرفتش قيمته غير دلوقتي وكان متأخر اوي.. كنت ساذجه مش عارفه اتأقلم في حياتي ولا عارفه افهم شخصيته وكنت شايفه طول الوقت انه بعيد عني وأهم حاجه عنه الفلوس ولكن الحقيقه انه كان راجل بمعنى الكلمه شخصيه قويه ومحترم.. وراجل ناجح جدآ في شغله ووجهه مشرفه .


صمتت للحظة لتلتقط أنفاسها، وتسائل الطبيب بتعمد حتى يضعها بالمواجهه الكامله امام نفسها وقال بنبرة محذرة بجدية


= بس يا ليان ده كان حارمك من ابسط حقوقك كا زوجه ومش حنين عليكي.. عشان كده دورتي على السعادة بره مع شخص ثانية


إبتلعت ليان ريقها بمرار الندم والخزي، فهي صحيح من جنت على نفسها بذلك، تستحق من الحياة المهانة أضعافًا مضاعفة، أضاعت نفسها بغبائها المستحكم، فلا تلوم الآن إلا نفسها! و الخيانه ليس لها مبرر مهما حاولت، طأطأت رأسها منكسرة فها هي قد خسرت الكثير بالفعل، أجابته متنهدة بإرهاق وهي تقول بخيبة أمل


= سعاده مزيفه ملهاش معنى لأني كنت بغضب ربنا وبخون جوزي.. سعاده كانت دايما مرتبطه بخوف ورعب وايوة كنت بضحك وسعيده معاه لكن ضحك خارج بخيبه ووجع لأني كان نفسي الاحاسيس دي كلها أحسها مع جوزي مش من عشيقي! ودي غلطتي لأني مدتش نفسي الفرصه اني اتفاهم مع أيمن أو لو افضل أطلق أحسن ما أكون زوجه خاينه ..


أشار لها الآخر برأسه قائلاً باهتمام


= يعني انتٍ كرهتي الشخص التاني خلاص! ومش بتفكري فيه ولا في حبكم .


شحوب غطا تعبيرات وجهها، إشفقت على حالها حين أقدمت على اختلاق كذبة المشاعر لتغرقها من جديد في أحلام لا أمل منها، بدت على وشك البكاء وهي تقول باعتراض شديد


= الحب عمره ما كان بالتدني ده.. الحب اشرف بكتير من انك تعرف واحده متجوزه وتغويها بكلام معسول وتخليها تخسر جوزها وبيتها.. هو لو كان راجل فعلا وعارف ربنا وعارف يعني ايه حب كان على الاقل نصحني أقرب من جوزي وافهمه اكتر لكن هو استغل كل ده عشان يخليني اقلب على جوزي اكتر واقرب منه.. يا ريته كان اختفي من حياتي انما هو كان اهم حاجه عنده انه يصتاد الفريسه وياكلها ويشبع رغباته وبس.. وانا اللي غبيه كان لازم ادي لنفسي مليون فرصه اني اقرب من جوزي وافهمه ولو مفيش فايده و مش قادره اتأقلم في حياتي ومش متقبله جوزي، كنت اعمل المستحيل واطلق واشوف حياتي بقى و اتجوز واحد تاني اكون بحبه ويحبني.. 


سحبت نفسًا عميقًا زفرته على مهل قبل أن تضيف بحكمة اكتسبتها من تجارب الزمن، و أعادت لنفسها الأمل حينما هتفت بصوت جاد


= انما اروح احب و اتكلم مع غيرة واخون جوزي فا ده كان اكبر غلطه عملتها في حياتي ودفعت تمنها غالي اوي.. انا عمري ما هسامحه ولا هسامح نفسي ودلوقتى الحمدلله رجعت لجوزي واتمنى أنه يكون فعلا سامحني من قلبه على خيانتي ولو مسامحنيش حقه لأني استاهل.. لأني غضبت ربنا و رخصت نفسي.. انا مش هبرر خيانتي لي ولكن كان نفسي كل حاجه تمشي صح.. بس ربنا كان لي حكمه في كده و انا اتعلمت، صحيح في كتير زيي خانه خصوصاً لو ست مش بيبقى ليهم فرص ثانيه في مجتمعنا، عشان كده بعتبر نفسي محظوظه وعمري ما هضيع الفرصه دي .


أبتسم الآخر بإعجاب من حديثها العقلاني، ثم أجابها بنبرة مليئه بالتفاؤل والأمل 


= هايل يا ليان برافو عليكي.. كلام موزون و واقعي جدآ.. اتمنى كل زوجه زيك مش مرتاحه مع جوزها او حاسه انها مظلومه، تفكر في كل ده قبل ما تعمل عامله زي دي لانها اكتر واحده بتتاذي من الحكايه . 


بعد مرور بعد الوقت، جلس أيمن مكان ليان وكانت هي من بالخارج أبتسم الطبيب وتحدث باهتمام


= اتفضل يا أيمن آخر جالسه لينا مع بعض، عشان كده حبيت اقعد مع كل واحد لوحده! واخر سؤال هساله ليك؟ هل رجعت تثق في مراتك تاني وقدرت تنسى انها ضعفت في مره من المرات وخانتك.


رد عليه أيمن بابتسامة باهتة وهو يتراجع بظهره للخلف


= هو مفيش مبرر للخيانه وخلينا متفقين على كده حتى لو كنت انا اللي عملت كده! منكرش انها اعترفت بغلطها وكانت اي عقاب متقبله إلا انها تنهي علاقتنا.. و أنا حاولت كتير اتأقلم وطلبت مني اننا تقرب من بعض وانا دايما كنت قاسي وشايف ان لما أقول كلام حلو او اهتم بيها والبي احتياجاتها العاطفيه أن كده بقلل من نفسي أو المفروض بعد الجواز الحاجات دي ما تحصلش وخلاص عامل زي اللي ضمنت وجودها في حياتي وان الشغل أهم.. وهي برضه ما كانتش فاهمه أن الحياه عمرها ما بتدينا كل حاجه وانا مش هبرر اللي حصل في حقي وفي شرفي ولكن انا كنت سبب فيه برده.


شعر بجفاف حلقه فمد يده يمسح وجهه بتعب وابتلع ريقه بتوجس وهتف قائلاً بحزن نوعاً ما


= مكنتش بديها ابسط حقوقها كا زوجه ودايما مشغول عنها وبعاملها بجفاء.. حتى لما طلبت الطلاق عشان تعيش حياتها حسيت ان خساره للي زيها ولازم تتعاقب و رفضت و كبريائي وعنادي كان اقوى مني وكنت شايف اني لازم اذلها اكتر واكتر .. 


زفر ضاغطًا على أسنانه بعصبية وهو يضيف


= صحيح الخيانه ملهاش عندي مبرر ولا ينفع اسامح فيها ولكن .. ربنا بيسامح وبيغفر وانا كمان كان غلطي كبير، و كان هدفي الاول والاخير اني انتقم منها لكن قدام ما هي فاقت ورجعت لعقلها وعرفت ان اللي عملته حرام واكبر غلط.. بقيت اراجع نفسي كتير و وافقت نرجع ونعيش مع بعض وخلفنا كمان .. ومن اللحظه دي بقت الاولويه كلها في حياتي ليها.. وبقت عندي اهم من الشغل.


لم يعلق عليه الطبيب وأصغي بانتباه تام لكل كلمة يقولها، وحين صمت أردف متسائلاً بجدية شديدة


= طب انت كده رديت على جزء واحد من سؤالي، الجزء الثاني بقي هل بتثق في مراتك من تاني.


نظر له بنظرات مريبه لكن خفق قلبه بتوتر رهيب من مجرد التفكير في ذلك الأمر من منظوره كرجل شرقي، و زاد مخاوفه من احتمالية خسارة زوجته بسبب تلك المشاعر الحساسه فهتف بقلق كبير


= عاوز الصراحه؟ أو اللي أنا فيه ده طبيعي المفروض يعني! بنسبه 100% لا ولو سالتني طب النسبه كبيره انك تثق فيها برده هقول لك لا، مش عارف ليه احساسنا كرجاله من الموضوع ده بيبقى صعب شويه..... اصلا لو واحد غيري كان طلقها ومستحيل يفكر يرجعها ولا يفكر في المشاعر اللي جوه ناحيتها.. حتى لو الخيانه ما تطورتش في النهايه برده إسمها خيانه! وعارف السؤال اللي هيدور في دماغ أي حد بيسمعني دلوقتي طب ما تطلقها وتريح نفسك انت كمان؟ بس انا لسه بحبها أوي و طبعاً الحب لوحده مش كفايه! والثقه اهم.


وضع يده على مؤخرة عنقه متابعًا بانكسار بائن


= بس أنا اتلككت اول ما جت ليا الفرصه واتلككت تاني لما شفتها بتتغير وقلت طب ما احاول هخسر إيه! صحيح ساعات كده بتحصل حاجات عاديه في حياتي معاها بس انا جوايا بسرعه وعلى طول برجع أشك فيها وبعد كده اكتشف اني غلطان! واندم.. بس انا حاسس انها تستحق فرصه تانيه ومين عارف ممكن مع الوقت فعلا النسبه تكبر جوايا وارجع اثق فيها زي الاول .


لم يكن الآخر مندهش من تصريحه، فكان محق في تلك الجزئية الحساسة أو ذلك الواقع بالأخص عند الرجال، لذلك أجاب قائلاً الطبيب بنبرة عقلانية


= هو اللي انت فيه يا أيمن جايز يكون طبيعي ومعاك حق إحنا كرجاله غير الستات في الموضوع ده رغم في الحالتين اسمها الخيانه وعند ربنا العقاب واحد، بس بسبب العادات والتقاليد بقى إللي مش عاوزه الناس تتخلص منها! وبسببها اصلا في رجاله بتعمل علاقات وتزني وتغضب ربنا عادي جدآ وفي ناس بتسمي ده عادي ما هو راجل في الاخر ومش تعيبه حاجه! عشان كده بصراحه انا شايف ان زي ما الراجل بيستحق فرصه تانيه الست كمان تستحق.. طالما في النهايه الطرفين ندمانين.



الصفحة التالية