-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 35 - 4 - الخميس 21/12/2023

  

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الخامس والثلاثون

الأخيرة

4

تم النشر يوم الخميس

21/12/2023

في منزل سالم، كانت تسنيم تقطع مكونات طبق سلطة العشاء في المطبخ وفي الخلف كان يقف سالم بوجه محتقن، وسألته زوجته باهتمام وهي ترمش بعينيها


= يعني خلاص نقول مبروك أخيرا رضيت و وفقت على خطوبه ليلى، ده انت طلعت عين العريس بس هو لو ما كانش بيحبها بجد ما كانش فضل متمسك بيها.. والله شكله شخص محترم هو واهله


زفر ضاغطًا على أسنانه بنفاذ صبر


= ما ده اللي حارق دمي فضل متبت فيها ولا راضي يمشي بعد كل الاختبارات اللي حطيته فيها، للاسف نجح .


تبسمت زوجته بوجه بحنان هاتفة بيأس منه


= ما تفك بقى يا سالم دي سنه الحياه يا حبيبي بلاش جو عريس من جهه امنيه اللي معيشنا فيه ده.. هو يعني هياخدها ومش هتشوفها تاني ولا هتيجي زيارات.. 


التفتت حولها بنظرات متحمسة، مرددة بشغف


= المهم بقى نسيبنا من الكلام ده ونبدا نرتب ترتيبات الخطوبه ورانا حاجات كتير لازم نعملها وانا مش عاوزه حاجه تبقى ناقصه، عايزه اعمل لها خطوبه ما حصلتش دي البكريه برده .


ظلت تتحدث وعيناه تدور على ملامحها بحنان بفخر وحب ثم اقترب منها يحتضن ظهرها لصدره وقبل باطن كفها مرددًا بإعجاب


= هو انتٍ جميله ازاي كده يا تسنيم انا مش عارف ازاي كنت هضيعك من ايدي بس، أنا عارف إن غلطي كان كبير أوي في حقك وإني صدمتك فيا، بس اتعلمت من غلطتي وعمري ما هرجع لنفس سلوكي ده تاني ولا هعمل حاجة تخليني اخسرك تاني أنتٍ أو ولادي.


ثم أدارها ليطالع وجهها الذي أحاطه براحتيه وهو يتابع حديثه


= أنا اتعلمت كتير لما قربت منك وإني المفروض كنت أكسب ليلي في عز حزنها ولما كسرتني احسن ما اخليها تكرهني وتعاديني اكتر، و عرفت إن أنا المسؤول عن كل غلطه في سلوك بنتي سواء حلوه ولا وحشه.


أبتسمت له بصمت ونهضت لتقف أمامه، ونظر سالم نحوها قائلاً بحماس


= ايه رايك بعد ترتيبات الخطوبه ما تخلص نطلع رحله انا وانتٍ، وبالمره انتهز الفرصه أنك مش حامل وتولدي زي المره اللي فاتت احسن احنا موعدين .


ردت عليه زوجته بابتسامة صغيرة


= ما عنديش مانع حد يقول للفسحه لأ.. بس وقت الرحلة هنسيب ليلى والتوأم لوحدهم مع جدتهم ازاي يا سالم؟! مدام ناهد لوحدها صحتها مش هتساعدها.. ايه رايك ناخد الاولاد معانا وبالمره تبقى رحله عائليه مع الكل .


هتف موضحًا دون تفكير ظاهر في نبرته


=ده كله يقعد وانتٍ اللي تروحي! 


تابع قائلا بجدية وهو يعبث بخصلات شعرها


= أنا طلبت منك دلوقتي نسافر لوحدنا عشانك أنتٍ.. عشان اعوضك الفترة اللي فاتت والحمل الشديد اللي شيلتيه معايا.. عمري يا تسنيم ما هنسى وقفتك جنبي، وإنك سديتي غيابي لما حصلت المشكله اياها بتاعه ليلى و مشاكل أهلي.. والحمد لله انك اديتيني فرصه تانيه ولا مرة اشتكيتي وقلتي تعبت، وأقل حاجة اقدمهالك إنك تطلعي رحلة تغيري فيها جو! بعيد عن مشاكل اهلي و العيال .


أبتسمت بحب وسعادة لا تصدقها، ثم احتضنته بشدة وهي تردف بتأثر


= ماتقولش كده هو أنا غريبة عنكم أنتوا أهلي..و وجعكم وجعي وفرحكم فرحي..و أنا هفضل دايما في ضهرك وقت ماتحتاجني!


أحاطته بذراعيها بصمت واغمضت عيناها مختبئة بين عنقه وكتفه، فضمها إليه أكثر وهو يبثها غرامه وحبه لها، ثم أبعدها بهدوء ليقبل بين عيناها وضمها إليه مجدداً، هاتفًا بمكر


= أنتٍ مش واخدة بالك من حاجة!


مطت تسنيم شفتيها قائلة باستغراب


= حاجة ذي أيه؟


غمز لها بطرف عينه وهو يقول بنبرة تعرف خطورتها جيد


= العيال مش هنا واحنا عمالين نرغي.. في وقت عمال يضيع على الفاضي مش نستغلوا أحسن.


ضحكت برقة هاتفة بدلال


= طب اتلم عشان هم زمانهم جايين، ليلى ما عندهاش جامعه النهارده وهي اللي قالت هتوديهم النادي وهترجعهم.. يعني شويه وهتلاقيهم كلهم كابسين عليك


حملها دون أضافت مزيد فلم يكن ليفوت الفرصة هكذا دون أن يضع لمسة خاصة به، وهمس مداعبًا عن قصد


= يكبسوا يا حبيبتي براحتهم شوفي مين هيفتح ليهم الباب اصلا! ده لو الجن الأزرق خبط علي الباب دلوقت.. برده مش فاتح! 


ضحكت بشدة عليه وهي تضمه بسعادة كبيرة، فهي لا تصدق حتي الآن كيف كانت علاقتهم سابقآ و كيف أصبحوا بالوقت الحالي، حقا الحياة لا تسير على وتيرة واحدة ولا تتبع طريقاً واحد علينا فقط أن نتقبل أنفسنا و نتمسك بفرصنا الجيدة فقد تكون في المستقبل ملاذنا الأول و الوحيد،


❈-❈-❈


كانت مهرة تجلس على الأريكة بغرفة المعيشة تعبث بهاتفها في صفحه زوجها بالانستقرام وهي ترى كيف أصبح عدد اصدقاء الفتيات الذي يتابعون صفحه، فبالسابق كان بعضهم يعلق تعليقات سخيفه وجريئه وآخرين يكتبون اعجابهم بمظهره! لكن الآن لم يعد هناك الكثير وهي من ألغت كل تلك الصدقات بنفسها. أبتسمت بانتصار عندما تذكرت كيف اخذت الهاتف منه وبدأت أمام عيني تلغي صديقه تلوي الأخري... وهو لم يستطيع الرفض.


تعالى فجاه صوت ضحكات عالية، رفعت رأسها تدريجياً بعد رؤيتها إلي سيلين صديقته تجلس بقربه، هي تعلم جيد بأن صداقتهم ما زالت حتى بعد أن تزوج منها و بالتاكيد لم تخفي عنها نظرات الإعجاب نحو زوجها منها، وما ازعاجها أكثر بانها مازالت غير متزوجة حتي الآن! كان رسلان يبادلها اطراف

الحديث ويبتسم لها بمجامله في بعض الاحيان!


حاولت أن تقول لنفسها انها غير مهتمه وتلهي روحها بالهاتف! الآ أن صوت ضحكته الرجوليه الذي طرب مسامعها جعلت غضبها يزداد ..


بدأ صدرها يعلو ويهبط تضيق عيناها له حتى

التفت هو باستغراب مـن ملامحها وحاول أن يسايرها وغمز لها بطرف عينه، لكنها ايضا لم تهتم! هي مشغوله فقط بذلك الشعور الذي ينهش كيانها لذلك لم تشعر بنفسها الا وهي 

تقدمت صوبهم تقف امامهم مباشرة لتري زوجها الذي يحدق بها يعقد حـواجـبه بغرابة، وهي أردفت قائلة ببراءة


= لا أشعر بالراحه على تلك الأريكة أريد

الجلوس هنا.


وقبل أن تنتظر اجابه احدهم عليها، اقتربت دون أن تستأذن باعدت ساق تلك سيلين

بكفها وجلست في الوسط ترخي رأسها على

كتف رسلان الذي أبتسم بخفوت علي أفعال الغيره الناتجة منها، حاوط كتفها وقبل رأسها بلطف وذلك جعل سيلين تغضب أكثر وحاولت أن تجعله ينتبه إليها أكثر وبدأت تتحدث معه عن بعض الأحاديث عن حياتهم السابقه في الطفوله وبدأ الاثنين بالفعل بالاندماج معا.


نفخت مهرة بضيق ونهضت هي بدون ان تلتف له تذهب صـوب غرفتها، و بعد مرور وقت قصير شعرت به يدخل الغرفه وبسرعه أغمضت عينيها بقوه تمثل النوم، و كان نور الغرفه خافت للغاية سلط أنظاره على الفراش تفاجأ أنها ليس موجوده حتى رأى فراشها على الأرض زفر بغضب هي الآن تركت سريرهما المشترك ونامت على الأرض.. إلا هذه الدرجه غاضبه.


هز رأسه بيأس وذهب يخرج بيجامته متجهًا

للحمام، اخرجت رأسها من الغطاء تحدق باعين

ذابله وجزت علي أسنانها فهو حتى لم يعتذر ثم غطت نفسها بسرعه تكتم انفاسها عند خروجه. ثم أطفئ الضوء ليذهب الى النوم غير مبالى لها.


ضغطت على شفتيها بحسرة وحزن للحظه أحست انه لا يهتم لامرها وقبل أن تبدأ أن تدمع عينيها كان خاب توقعاتها وشعرت به يرفع الغطاء ويدخل ينضم معها، انفاسه قد لطخت بشره عنقها ويديه لفت خصرها ودفن رقبته داخل شعرها صمتت ولم تعقب عليه، فقال وهو يداعبها برقة


= هل تهجرين سريرنا بهذه السهولة؟ اتتركين

دارنا .. أقصد الفراش بدون أي ذنب.


أخرجت تنهيده مرتجفه حين شعرت بانفاسه

الساخنه السريعه على رقبتها رفعت يدها تربت

على شعره بعشوائية شديدة بينما ابتسامه

لطیفه زينت وجهها محاوله قدر المستطاع

تجاهل مشاعرها تلك، فلمسه منه بعثرت جسدها البارد وأيضاً لم يحتضنها احد من قبل بهذه الطريقه بالكاد تحصل على دفئ احد ما.. و الآن هذا الرجل زوجها تشعر آنه يعطيها ما فقدته دوماً.. ويخاف على زعلها.. ولا يريدها أن تترك الفراش وتنام بعيداً.. ثم ردت باقتضاب وهي ترمش بعينيها بعتاب


= لماذا كانت قريبة جدا منك هكذا؟ رسلان، لا تدعها تقترب منك بهذه الطريقة مرة أخرى. إبقاء المسافة الخاصة بك. أنت الآن لم تعد رجل عازب بل متزوجا.. وأنت ملك لي وحدي. حسنا.


انحني عليها ليقبلها من رأسها بحنو وهو يربت على ظهرها بلطف، وأجابها بتسلية


= حسنًا، إذا حاولت الاقتراب مني مرة أخرى، سأمنعها بكل الطرق الممكنة... وسأخبرها بذلك

أن جسدي ملك لفتاة واحدة فقط، وهي زوجتي الصغيرة.. ارتاحتي هكذا.


عبست سريعًا، وحل الوجوم على تعبيرات وجهها البريئة قائلة بتذمر وحذر


= قليلاً، لكني سأراقبك في المرة القادمة ولا أدعها تقترب منك أو أي فتاة أخرى.


هز رأسه بيأس من غيرتها ثم اعتدل يتطلع إليها بأمان شديد ينبعث من نظراته، فردد بجدية


= لم يحدث لا تخافي انتٍ ستظلي دوماً ودائما حبي الأول والأخير.. هيا الآن الى فراشنا.


وضعت يدها على وجنتيها تتحسس بشرتها التي زادت سخونة بعد كلماته تلك، شعرت بالحيوية وبالقوة و بالانتصار و بغريزتها الانثويه، لذا أجابت قائله برضا


= حسنا رضيت عنك الآن .


وضع يده على قبضة مهرة ليضغط عليها بأنامله وهو يبتسم لها بإشراق، ثم هز رأسه مرددًا بشغف 


= ياالله منك، كيف ساقنع ابنتي في المستقبل أن أمها كانت ابنتي قبلها.



الصفحة التالية