-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 35 - 5 - الخميس 21/12/2023

  

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الخامس والثلاثون

الأخيرة

5

تم النشر يوم الخميس

21/12/2023

توطدت العلاقة بين ليان وايمن لم يعد هناك ما يخفوا عن أنفسهم، لا تعرف هل ذلك بسبب حبهم الى بعضهم البعض أم بسبب اوجعهم التي مروا بها.. كانت عيناها لا تصدق ان أيمن يجلس يحاورها بل ينصت إليها ويستمع لنصحها في بعض الأمور... لم يتغير صحيح جذرياً ولكن تغيره أصبح واضحاً وهو سعيد فلم تخيب نظرته بـ ليان التي تمنى داخله لو كان يفهم مخاوفها منذ زمن ولم تظل تلك الفجوة بينهما تظهر كل حين وآخر، وتختفي عندما تبطل شكوكه.. لكن بدأت نوعاً ما مع مرور الوقت تختفي داخله تدريجياً وذلك بسبب أفعالها. فلم يكذب من قال إن النساء بيدها إن تغير الرجال بحنانها.


وقف يطالعها وهي تساعد أبنها الصغير في ارتداء ملابسه فهي تستعد للخروج حتى تمر على المشفي بطريق زوجها لتطمئن علي طفلها وأن السخونه قد انخفضت لديه.. وقف ينظر إليهم وهو يراها كل شئ بحياته كما تراه هي كل عالمها، اقترب زوجها منها يُحاوط خصرها بذراعيه لتهتف قائلة بيأس 


= أبعد يا أيمن مش وقته كفايه لسه ما لبستش.. و هتتأخر كده على الشغل


أبعدته وذهبت نحو المراه نظرت لوضع حجابها تهتف بحنق


= مش عارفه ماله مش راضي يتظبط ده كمان، يوووه ما بحبش الاستعجال يعني كان لازم الدكتوره تغير ميعادها فجاه دي كمان.


نظر لها وهي تتذمر كالعاده يكون صدى ما لا يعجبها، ثم أجابها بنفس الإبتسامة الهادئة 


= ايه يا ليان أنتٍ صاحيه النهارده تتخنقي مع دبان وشك، تعالي اظبطهولك أنا لان لو فضلنا على كده النهارده لا انتٍ هتروحي المستشفى ولا انا هروح الشغل


زفرت بضيق وتركت له نفسها يفعل ما يريد، توهجت عيناها بالحب تنظر اليه وهو يهندم لها حجابها وبعدها سحبها نحو طاولة الطعام ليتناولون قبل الرحيل وهي مستكينة معه، 

بدأ يطعمها لينظر إليها بعينيه وقال باهتمام


= عايزك تاكلي كويس انتٍ دلوقتي حامل وكمان بتراعي طفل تاني.. فما ينفعش تنسي نفسك وسط ده كله.


اتسعت ابتسامتها ونست انها تأخرت، و اخيراً خرج صوتها تهتف باسمها! تطلع فيها متسائلاً عما تريده؟ نظرت إليه بنظراتها الهائمة قائله


= بحبك!. 


نعم تحبه ولو كان يوجد أكثر من تلك الكلمة لاخبرته ورغم الوجع الذي سببه لها من قبل إلا أن ما فعله ويفعله يمحي ما مضي، نبض قلبه و تحدث بحرارة وهو يمرر إصبعه على بشرتها 


= وانا بموت فيكي، يلا عشان هنتاخر.


❈-❈-❈


بعد مرور عده أشهر.......


مسحت على جبينها برفق وهي تتنهد بعمق لتطلع إلي زوجها بملل فهو منذ ساعة اكثر كأن يحاول اقنعها بالسفر والعوده الى موطنها لكنها ترفض كعادتها بشدة ولا يعلم مدي إصرارها علي الرفض.. تهدجت أنفاسها اللاهثة وهي تهمس بصعوبة


= رسلان ، توقف ، لقد سئمت من عدد المرات التي أقولها لك ، لا أريد أن أعود إلى مصر ،

سافر أنت وانهي عملك ، ثم عود وانا سأبقى هنا. لا تقلق علي. لم يحدث لي شيء .. وإذا حاول أحد مضايقتي ، سأضربه بشدة بهذه الأيدي .


قالت جملتها الأخيرة وهي ترفع يدها الاثنين معاً بابتسامة واثقة، تطلع فيها بنظرات استنكار، حتي كاد أن يضحك علي منظرها الطفوله لينظر نحو يدها الصغيرة المرفوعة وهو يرفع حاجبيه بخبث متسائلا باستخفاف 


= هممم ، بهذه اليد الصغيرة ، هل تعتقدي أنكٍ قوية؟


رفعت عيناها نحوه لترمقه بنظرات معاندة وهي ترد بإصرار كبير


= نعم ، قوية.. هل تريدنا أن نتسابق باليد ونرى من سيفوز حتى ترى مدى قوتي بنفسك؟


ثم تابعت حديثها إليه مبتسمة بلهفة وهي مسلطة أنظارها نحو ذلك المزعوج منها


= وإذا فزت ، ستوافق على طلبي ولن تعترض 


صمت لثانية يفكر بتهكم فبالتاكيد سيفوز عليها بكل سهولة، ثم نظر مباشرة في عينيها متساءلًا بجدية 


= حسنًا ، وماذا لو فزت أنا؟ هل توافقي على طلبي أيضا للعودة لوطنك، دون أي اعتراض؟ 


رمشت مهرة بعينيها وهي تسبلهما نحوه، ثم همست بنعومة


= حسنا.. اتفقنا .


شعر رسلان للحظة بالشك نحوها بعد تلك النظره الغير مريحة، لكن عندما تحركت بحماس لتجلس فوق الفراش لترفع يديها في انتظاره! لياتي ويتصارعون بالأيدى، تنهد وتقدم نحوها ليجلس مقابلها و بدأوا اللعب عندما امسك بيدها الموضوعه فوق الفراش ..


وخلال لحظات اتسعت عيناه بصدمه عندما شعر بلمسة رقيقة من أناملها على وجهه فأصابه برجفة بسيطة ليحديق في زوجتة الصغيرة تلك "القزمة" كما يطلق عليها، ليطالعها تلك المرة بنظرات مختلفة عن ذي قبل، حيت نظرات تحمل التلهف والشوق، الاهتمام والرغبة، اقتربت هي منه أكثر ليمعن في تفاصيلها، في تعبيرات وجهها الساكنة.. حاولت أن تقترب منة أكثر حتى أنها أصبحت قريبة جدآ ... شعر بأنفاسها تلفح وجهه فخفق قلبه بقوة وتسارعت دقاته ليتفاجئ بها تنحني نحوه شفتاه بجرأة لم يعتاد عليها من قبل! لكنها رفعت نسبة الأدرينالين المتحمس بدمائه.. اضطرب لوهلة، وتوقف عن التنفس و أنظاره مزالت عليها.


تبادل الاثنان نظرات مطولة لتندمج شفتيهما في قبله شغوفه و طويله وفي نفس اللحظة ارتخت يدة بضعف عندما شعر أنه بحاجتها، وقبل أن يتعمق بقبلتة لها تفاجأ انها فصلت القبله .. و ضغطت علي يدة بقوة لتهبط أعلي الفراش ليكن هو الخاسر !! 


وهنا بدأت الصور تتضح تدريجيًا له وما كانت تخطط له تلك الماكرة .. و رغم أنه كأن سعيد إنها قامت بالاقتراب منه دون رهبة إلا أنه شعر بالغيظ قليلا .


بينما توهجت عيناها بوميض فرح، وزادت ابتسامتها اتساعًا، بينما نهضت وبدأت تقفز بالهواء وهي تصفق بيديها كالأطفال و تبتسم بسعادة بفوزها، ثم مالت نحوه بمكر وقالت بنعومة


= انا ربحت! هاي ، ماذا عنك الآن بعد أن أصبحت ضعيفًا أمامي


انتصب في جلسته يراقب فرحتها بشغف، وهو شاعر بدمائه تتدفق بغزارة في جميع عروق جسده لتصيبه انتعاشة رهيبة، ثم لمعت نظراته بوميض غريب، ولوي ثغره للجانب ليرد عليها بهمس مبتسمًا


= أنا لست ضعيفًا ، لكن خصمي كان عزيزًا


توقفت مهرة عن القفز بحماس وقد تلاشت ابتسامتها و اصطبغ وجهها بحمرة خجلة من كلماته المتوارية رغم أنها تبدو عادية لا تتضمن غزلًا صريحًا، لكنها استشعرت أهميتها عنده، لتضغط على شفتيها بحرج قليل وكانها انتبهت الى نفسها الآن فقط و الى ما فعلته .. ثم

تحاشت النظر إليه، وظلت تفرك أصابع كفيها بتوتر.


انتظروا الخاتمة

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة