-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 35 - 1 - الخميس 21/12/2023

 

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الخامس والثلاثون

الأخيرة

1

تم النشر يوم الخميس

21/12/2023

❈-❈-❈


فتحت فريدة باب الغرفة لتقف بين جدران الغرفة وعينيها تراقب زوجها الذي غفي منذ ساعه بعد عودته من العمل مرهق، تقدمت لتجلس جانبه، تقدر ما يبذله من جهد لأجلها ولأجل التوأم كانت سعيده للغاية حين حظت بتلك العائله وبتلك الفرصه الثمينة! أحيانا تسرح اذا لم تقابل بدر وتتزوجه وتربي تلك الأطفال ليعوضوها عن حنان الامومه التي حرمت منها بسبب عادات وتقاليد دفعت ثمنها غالياً و الكثير من حياتها لكانت مازالت داخل تلك الدوامه.. تشعر وكأنها قضت السنوات الماضية في شتاءا باردا قارص لا ينتهي، حتى ظهر هو من مكان مظلم في حياتها ..حيث بدأ كل شيء...


الفتره السابقه لقد تصالحت مع نفسها ومع من حولها أيضا منذ سنوات و مع ماضيها القديم! واعطت للجميع فرصه ثانيه داخل حياتها، لم تستطيع الإنكار هي تحتاج إليهم بشدة بالأخص بدر فهي لم تعد تطيق هذا الصراع ولن تجتاز مرة أخرى بعد أن تذوقت طعم السعاده، السعادة التي لا يتم العثور عليها بيسر بين الطرقات، بل علينا أن نبذل الجهد للوصول إليها ثم نبذل المزيد للحفاظ عليها. 


كانت من سرعة تتابعها تراجع عقلها ذاتياً إلى الأعوام الماضية التى عاشتها محاطة بعشق بدر الذي لا يحرمها من عطفه ورعايته أبدا، كان ونعمه الزوج التى تتمناه لنفسها ولا تظن أنها كانت ستحظى بأفضل منه وهو ساندها دائما و كثيراً .


عادت عينيها لملامح بدر المستكين الهادئ و الذي يشع الأمان من ثناياه، تشعر بالاشتياق إليه رغم أنه لم يبعد عنها إلا ساعه واحده! 


افاقت على صوت زوجها و النعاس المسيطر على نبرته بحيرة، وهو يتطلع إليها بقلق نوعاً ما 


=فى إيه يا فريدة مالك؟ قاعده كده ليه.


ضمت شفتها ببعض برفق، متمتمه بخفوت


= أبدا، بس أصلا وحشتني! ممكن تقعد معايا شوية!


اعتدل جالس وهو يبتسم متسائلاً باهتمام


= طب ما صحتنيش ليه؟ يلا احكيلي إيه الموضوع .


أبتسمت بحب فكلماته البسيطه تلك تزيد حبها له داخلها اكثر وأكثر بسبب قربه و اهتمامه، أقتربت منه تتسطح أعلي الفراش متوسطة حجره كأنها احد أبناءه الصغير 


= ما فيش موضوع وحشتني وزهقانه اقعد لوحدي بس.. أنا بزهقك صح؟


اعادته سنوات للوراء وهو يبتسم بنفس الصفاء وكفه يتخلل خصلاتها الناعمة واردف قائلاً


= لا أبدا، انا زهقت زمان من كثر السكوت اللي كنت عايش فيه مع بناتي، وكنت دايما مفكر نفسي هعيش كده وان حتى حياتي هتفضل كئيبه وتعيسه والبنات هياخدوا مني السكوت ده ومش هيفتكروني من كتر ما انا سايبهم كل يوم عند حد شكل ومش عارف بيعملوهم ازاي؟ كنت تايه ومش لاقي الحل؟ لحد ما ظهرتي انتٍ وغيرتي كل ترتيباتي وخليتي حياتي عبارة عن حب واستقرار . 


تسلل كفه وكأن له إرادة خاصة ليمسك كفها ويضغط عليه بقوة تعبر عما يجتاحه من مشاعر وتابع حديثه قائلاً 


= لما ظهرتي في حياتي حسيت كاني ربنا فعلا شايفني وحاسس بيا وقاصد يجمعنا ببعض عشان نكمل بعض لان كل واحد فينا كان محتاج حاجه من التاني، فترة خطوبتنا كانت قصيرة وانتٍ كنتي دايما محتاره ومتردده مع كل خطوة بس كان كفاية عندى انك رغم كل ترددك وخوفك موجوده جنبي و كان عندك استعداد كبير انك تشيلي الحمل معايا، كنت خايف اشيل حمل اكتر لما تدخلي حياتي لكن انتٍ يا فريدة رغم كل مشاكلك كنتي مستعده تبني معايا حياه ووفيتي بوعدك! عشان كده انا اسعد واحد ومحظوظ بيكي يا حبيبتي.


نهضت من مكانها واقتربت منه وراحت تربت على يده بحنان مرددًة 


= أنا إللي أسعد ست لانك حربت معايا علشان تحافظ عليا.. عمرى كله مش هوفى حقك عليا.. انت اللي قدمت لي كتير يا بدر انت وبناتك .


كانت عيناه تدور على ملامحها بحنان، ثم اندفعت شفتيه ترفرف على وجهها متنقلة بين عيناها و وجنتيها غامرًا أياها بمشاعره المشتاقة وبعد برهة أحاط خديها براحتيه هاتفاً مستنكراً بنعومة


= تؤ، اسمها بناتنا انتٍ ليكي فيهم غصب عني وعن اي حد، دول زرعتك يا فريده وانتٍ اللي بتراعيهم! اكثر مني.. يعني ليكي فيهم ذيي بالضبط.


تطلعت فيه مطولاً بتأثر ولم تجد كلمات تعبر بها عن ما قاله من فرحتها، أبتسمت وغمرت قلبها السعادة وراحت تقبل باطن كف زوجها بامتنان وهي تهمس


= انا بحبك اوي يا بدر .


فعل المثل وقبل كف يدها ليردد بنبرة حب ممتزجه بمداعبة


= طب ما انا عارف.. عشان انا اتحب أصلا .


ضحكت بنعومة وهى تجذبه لتتوسد ذراعه كما اعتادت أن تفعل ذلك حتى ذلك القلب أصبح مكانها المخصوص، اعتاد أن يتخذ حلاوة هذا القرب ليسكن انين قلبه، شدت نفسها إليه وكأنها بحاجة لمزيد من القرب و هى مطمئنة، لقد زرعت نفسها منذ سنوات بداخل تلك العائلة والآن تحصد جذورها من بين شقوق الأضلع ومن قربه الذى يسكن قلبها إليه. وقد تسلل دفئه من بين أضلعها ليزرع بصدرها حياة جديدة .


الصفحة التالية