-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 31 - 1 - الجمعة 8/12/2023

  

 قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل الواحد والثلاثون

1

تم النشر يوم الجمعة

7/12/2023

(كابوس مؤلم)




ويمضى الخريف بنا يخبرنا بأننا على قيد الحياة ... قصيدة بعنوان من جوف الحزن فرح عظيم 


فرح عظيم من جوف ذلك الحزن 

يولد فيينا 

يأوينا يتحد بنا

يرسم لنا ذكرياتنا 

على تلك الابواب القديمة 

ينقش عليها حكايات بلدة 

باتت حزينة ومضت لتحيا من جديد 

ذلك الفرح 

ينتشلنا من تلك الظلمات 

يداعبنا يصارعنا

يوقظ فيينا مشاعرنا 

يخبرنا بأننا الحياة 

ومامن حزن على حزننا يزيد 

اليوم ولد لنا فرح 

يمد جناحيه الى اقاصي الارض 

يحكي عنا بأننا الفرح 

وإننا كوكب مشعُ

لاح وميضه من بعيد 


نعم .. نحن تلك الخميرة 

منبوذة بين البشر

مقيدة الفكر 

مكبلة الايادي

فقط لانها تؤمن بالمعجزات

نحن ملح ونور 

غاب في الارض مبتغاه

احتوتنا الارض بكلمة 

منذ بدء الخليقة

منذ ولادة قدس الاقداس

كنا كلمة في الحياة 

ومازلنا ننفض رمادنا

نعجن لنا فجرا تليد 

نحن هم من احتضن عرس الاحزان 

ونال شهادة الملكوت

والخريف احتضن حكايتنا 

تساقطت أوراقنا 

وذلك الشيخ المسن ذلك الخريف 

بعكازته المنحنية 

ينثر قصصنا في أوج عظمتها 

البعض منا 

تساقط قبل أوانه 

ومنا من بقيٌ عالقا في تلك الشجر 

يصارع الرياح 

لايهاب البرد والمطر 

فقد شاخ شعره 

وأضمحل بصره 

خارت قواه 

لكنه يقاوم يصارع يحارب 

ليعود ويحيا من جديد 


من جوف الحزن 

ولد لنا ذلك الفرح العظيم 

يرافقنا تلك الطرق 

في تلك الازقة الضيقة 

يعيد لنا أنفاسنا 

يقيم بيننا 

ونحن من ننصهر في أحزاننا

يخلق لنا الفرح سلاما 

يعيدنا الى مسارنا 

يعيد لنا الامل

يفتح لنا ذراعيه 

يحدثنا يسامرنا

يوعدنا بالغد الاجمل 

يعيد لنا نبض قلوبنا 

فنمضي معه سوية 

والحزن يضمحل أمامه

ويرحل من شدة الخجل


(منقول)



❈-❈-❈


يوسف تعال لي لحظة.


تلك الكلمات هتف بها الحاج رشيدي الذي كان يجلس يرتشف قهوته في هدوء.

استدار إليه يوسف والذي كان سيتجه للخارج يدنو منه وهو يجاهد في رسم ابتسامة خفيفة على شفـ تيه

وقف أمامه باحترام يسأله: خير يا حاج رشيدي بس قدامك خمس دقايق بس عشان ما اتأخرش على الشغل ما تنساش اني هاخد إذن بدري النهاردة وبعدين


قاطعه الحاج رشيدي بجدية: وبعدين هي دي الكلمة اللي انا عايز أكلمك فيها يا ابني انا أبوك يعني أدرى الناس بيك وشايف انك مش مبسوط مش عايز اتدخل في حياتك لأني عارف انك كبير وناضج كفاية

بس واجب عليا اني انصحك وفي الآخر اللي انت عايزه هو اللي هيحصل.


فتح فاهه ليتحدث

إلا أن والده استطرد: انا مش عايز اسمعك انا عايزك انت اللي تسمعني دلوقتي احنا داخلين بيت ناس من بابه وهنطلب بنتهم وانا طول عمري راجل دوغري وكلمتي واحدة ما عنديش استعداد اني اطلع شكلي وحش قدام الناس

عشان كده خليك عارف اني مهما كنت في ضهرك مش هسمحلك تعمل حاجة غلط وانا سألت عالناس دول وعرفت انهم ناس كويسين بس يا ابني لا هما من توبنا ولا احنا من توبهم  والاخيار في الأول وفي الآخر ليك

عشان كده بسألك انت صليت استخارة؟


هز يوسف رأسه نفيا.

فتابع: طب وليه؟


أجابه باندفاع: عشان انا مقتنع يا حاج رشيدي واللي حضرتك قلته ده على راسي جايز انا مش مبسوط زي ما انت حاسس وشايف بس يمكن عشان انا داخل على مرحلة جديدة في حياتي ومسئولية مش أكتر ولا أقل.


هز والده رأسه بعدم اقتناع ثم هتف: يبقى على بركة الله ورغم اني مش مقتنع بس انا ما قداميش حل تاني غير اني أدعي لك ربنا يوفقك ويسعدك ويتمم لك على خير يا ابني.


❈-❈-❈


بابتسامة ثعلبية رحبت بها ثم قبلت وجنتيها بالتناوب وكل هذا وسط دهشة شمس والتي ابتسمت لها باتساع غافلة عن الشر الذي يكمن بداخل تلك المرأة.

وعندما وصلت إلى بهو المنزل ركضت عشق باتجاهها تحتـ ضنها بقوة مغمغمة: ثمس انا مبسوطة أوي انك جيتي تعالي افرجك على الألعاب بتاعتي اللي مامي جابتها لي.


ابتسمت لها شمس ثم انصاعت لتلك الطفلة.

بينما ناريمان شيعتهما بابتسامة خبيثة ثم نادت الخادمة والتي أتت إليها تهتف باحترام:  Yes madam.


أخرجت عقار طبيا من جيب سترتها وناولتها إياه ثم خاطبت باللغة الانجليزية: ضعي قرصين من هذا الدواء في كوب من عصير المنجو وقدميه للفتاة التي تجلس مع عشق.


ابتسمت لها الخادمة ثم تناولته من يدها واستدارت لتنفذ أوامر سيدتها.

اتجهت بخطوات واثقة إلى تلك الغرفة الذي يقبع بها ذلك البغيض ثم فتحت الباب وولجت تهتف بسعادة: خلاص كلها ربع ساعة وهتجي لك هنا ظبط انت الكاميرا بقى وحاول تخفيها عشان ما تشكش في حاجة.


❈-❈-❈


في منزله يدور حول نفسه وبداخله حزن عميق فلم يصدقه أحد والذي يؤلم قلبه أكثر هو موقف ابنه الوحيد منه

لكن عليه أن يقنعها بأن تذهب إليهم بنفسها كي يصدقوا حديثه.

ولج إلى غرفة نومه لكن يده تجمدت فوق مقبض الباب عندما أبصرها تجلس فوق فـ راشه تنظر باتجاهه وكأنها كانت تنتظر قدومه.


ابتلع ريقه بخوف لكنه سرعان ما تغلب على الذعر الذي يجتاحه هاتفا بصوت جاهد أن يكون طبيعيا: شهد كويس أنك هنا أنا


قاطعته وهي ما زالت مكانها: قلت لهم أني ما متتش وما صدقوكش مش كده.


أومأ لها بالإيجاب.

فتابعت وهي تشير له بأن يتقدم: طب تعال قرب يا محمود.


إنصاع لحديثها وكأنه مسلوب الإرادة حتى بات قبالتها مباشرة لكنه سرعان ما تراجع خطوتين للخلف عندما هبت واقفة

فاتسعت ابتسامتها مستطردة: لازم ما يصدقوكش هو في حد يموت ويرجع يا محمود؟


أجابها بطلاقة: طيب ما أنتي رجعتي يا يا شهد ولا أنتي ما متيش ولا إيه بالظبط؟


رمقته بنظرات مميتة ثم أجابت بصوت غليظ: هو أنا مش قلت لك ما تسألش عموما أنا هريحك وهقول لك

أنا بصراحة راجعة عشانك أنت مخصوص مش عشان أي حد تاني وزي ما وعدتك هخلي أيامك سودة ودلوقتي بقا عايزاك تخلي البيت ده يلمع ما فيهوش حبة تراب قدامك نص ساعة ولو الكلام ده ما اتنفزش ما تلومش إلا نفسك.


أومأ لها بالموافقة عدة مرات وراحا يركض هنا وهنا يبحث عن أدوات النظافة كي ينفذ مطالبها خشية بأن تؤذيه.


أما عنها فقد جلست باسترخاء تتابع تخبطه بابتسامة مغمغمة: هو أنت لسه شفت حاجة دي البداية بس

ما هو من أعمالكم سلط عليكم.

الصفحة التالية